أسباب العنوسة وعلاجها وكذلك اكتئاب العنوسة، كما سنقوم بذكر أضرار العنوسة، وكذلك سنتحدث عن فوائد العنوسة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
أسباب العنوسة وعلاجها
1- مفهوم العنوسة:
العنوسة هو تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، والعُنُوسة لفظ يطلَق على النساء والرجال الذين لم يسبق لهم الزواج. والعنوسة في اللغة يقصد بها عنس الرجل : أي كبر ولم يتزوج، وعنست المرأة : كبرت ولم تتزوج.
2- أسباب العنوسة:
– تعليم المرأة:
تؤجل الكثير من الفتيات فكرة الزواج إلى حين الانتهاء من الدراسات العالية كالماجستير، والدكتوراه، وبعد أن تنهي دراستها ترفض الزواج ممن هو أقل منها في التعليم، بسبب تعاليها، أو خوفها من ظلمه لها، وتعامله معها بعنف ليقتل فيها الإحساس بالتفوق والنجاح ، كما أن الشباب يتجنبون الفتاة المتعلمة خوفاً من ذات السبب وهو تعاليها عليهم.
– الأسباب الاقتصادية:
يعاني الكثير من الشباب من العديد من المشاكل الاقتصادية التي تعتبر من أهم عوائق الزواج؛ كالبطالة، وغلاء أسعار البيوت، وغلاء تكاليف الزواج، والمهور، وأدت هذه المشاكل إلى تقليل فرص الزواج، وذلك بسبب عدم قدرة الشاب على تحمل كل هذه الأعباء.
– هجرة الشباب والزواج من الأجنبيات:
يلجأ الكثير من الشباب إلى الهجرة إلى الخارج للبحث عن عمل أو للتعليم، مما يدفعهم إلى الاستقرار في البلاد الأجنبية والزواج من فتيات أجنبيات، نظراً لقلة تكاليف الزواج منهن، أو لأهداف أخرى مثل الحصول على جنسية الدولة التي يتزوج فيها.
– انحراف الكثير من الشباب والفتيات:
أصبح من الممكن للشاب أن يقيم علاقة مع فتاة لا تحل له، مما يجعل الزواج مسألة غير ملحة عنده، فضلاً عن أنه يعلم بأن المجتمع يقبل فكرة زواج الشاب من فتاة صغيرة في السن مهما كان عمره، ومن جانب آخر تأثرت الكثير من الفتيات بالثقافة الأجنبية الوافدة سواء أكان ذلك في طريقة اللباس غير المحتشمة، أو انتشار ظاهرة الاختلاط في الأماكن العامة، وكذلك ظاهرة الصداقة بين الجنسين، مما يجعل الشاب ينفر من الزواج من الفتاة التي تفعل هذه الأفعال، ويفكر في الزواج من فتاة تستحق أن تحمل اسمه من وجهة نظره.
– سوء سمعة الأسرة:
تواجه الكثير من الفتيات مشكلة سوء أخلاقيات عائلاتهن، وعدم تفهمهم لظروف من يتقدم لابنتهم، مما يجعل العائلة عائقاً في طريق زواج ابنتهم، وذلك بسبب خوف الشاب على سمعته في حال ارتباطه بفتاة من أسرة سيئة السمعة.
– مبالغة الفتاة في صفات الزوج:
ترسم الكثير من الفتيات مواصفات خيالية لزوجها المستقبلي، مما يجعلها ترفض جميع المتقدمين لها، وأرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطريقة التي يجب على المرأة أن تختار فيها زوجها، حيث قال: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فانكحوه إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: “إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فانكحوه، قالها ثَلَاثَ مَرَّات) [وراه الترمذي].
– عضل الأولياء:
يلجأ بعض الأهل لمنع ابنتهم من الزواج من رجل كفء ترغب في الزواج منه، كما يرغب هو في ذلك، وذلك لعدة أسباب؛ معظمها أسباب مادية كطمعهم في الحصول على مهر أعلى عند زواجها من شخص آخر، أو حتى لا تنقطع مكاسبهم المادية التي يحصلون عليها من وراء وظيفة ابنتهم، وهذا يعتبر من المخالفات الشرعية.
2- علاج العنوسة:
– تخفيض المهور:
لطالما كانت المهور الكبيرة سببا في عزوف الشباب عن الزواج، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتراجع دخل الأفراد، فكيف ننتظر من الشباب أن يقبل على الزواج وهو يعلم أنه عليه أن يوفر نحو 100 مليون؟!
ولذلك وجب تخفيض المهور أو تسقيفها وعدم المغالاة في الطلبات التي تخص العروس حتى يتشجع الرجال على الارتباط.
– تجاوز الشروط الشكلية:
تمضي الكثير من الفتيات سنوات طويلة في انتظار فارس الأحلام الذي رسمت له صورة معينة في مخيلتها، يمضي العمر ويتعثر فارس الأحلام في الوصول إلى بيت المعنية لأنه في الأصل غير موجود بتلك المواصفات التي لا تجتمع في شخص واحد.
من المهم أن تحافظ الفتاة على الشروط الضرورية التي تجعلها في أمان مع زوج محب، ومتحمل للمسؤولية، وقادر على توفير الحماية اللازمة لها.
وإذا غابت الشروط الثانوية فمن الحكمة عدم التركيز عليها لأنها تكون سببا في انقضاء العمر دون زواج.
يكفي أن تلتزم المرأة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)لتعرف الاتجاه الصحيح.
– عدم جعل الدراسة عائقا:
تحرص الكثير من الجزائريات على إكمال دراستهن العليا قبل التفكير في الزواج، وقد يمضي قطار العمر دون أن تحظى هذه المرأة بالزوج الذي يناسب مستواها العلمي، فتضطر إلى أن تتخلى عن فكرة الزواج.
من المهم أن تقتنع المرأة المثقفة أن الزواج والعلم لا يتعارضان، ويمكن أن تمضي في مشروع الزواج مع شخص تتفق معه على الخطوط العريضة لهذا الارتباط.
– تنظيم الأعراس الجماعية:
يعتبر تنظيم حفلات الزواج الجماعي لفائدة الأشخاص محدودي الدخل سبيلا لمشكلة تأخر سن الزواج بالنسبة للرجل والمرأة وتشجيعا لغيرهم ممن لا يمتلكون الإمكانيات الكافية لإنشاء أسرة.
– إنشاء مكاتب وجمعيات للزواج:
إنشاء مكاتب وجمعيات للتوفيق بين رأسين في الحلال تكون تحت إشراف رجال دين، وخبراء في الشؤون الأسرية، أصبح ضرورة ملحة في ظل ارتفاع معدلات العنوسة في مجتمعنا.
– إنشاء “صندوق الزواج”:
من الواجب التفكير بشكل عاجل في إنشاء ” صندوق الزواج” على غرار ما يتم العمل به في بعض دول الخليج، حيث يتم تقوم الدولة والأفراد بدعم هذا الصندوق بشكل مستمر، ليستفيد منه الأشخاص الذين لا يملكون مصادر مادية تجعلهم قادرين على الإنفاق على بيوتهم.
– جسر بين ولي المرأة والرجل:
أن يتم التعرف على الفتيات اللاتي في سن الزواج – عن طريق أولياء أمورهن – وما هي الرغبات المطلوب تحققها في الزوج، ويكون المسؤول عن هذا ممن يوثق بدينه وعلمه، يتولى الأمر بالسرية التامة لهذه المعلومات، وهذا الرجل لعله يكون إمام المسجد الجامع في هذا الحي مثلا، أو غيره ممن عُرفَ عنه الغيرةُ على دينِ الله وحبُه للخير والصلاح، وممن له فراسة في وجوه الرجال، ليعرف من اللقاء الأول الرجل الجاد، من الرجل الهازل المتلاعب ونحو ذلك من المقاصد ويكون له مقر على شكل مكتب «زواج»، فيكون الوسيط بين الخاطب وولي المخطوبة.
– فتح المجال أمام خطبة الرجال:
هناك من يقول إن القضاء على مشكلة العنوسة سوف يتم عندما نفتح المجال أمام الفتيات من أجل القيام بالخطبة، وقد فعلت السيدة خديجة ذلك الأمر بالفعل عندما خطبت النبي صلى الله عليه وسلم، لكن طبعا يجب أن يمر الأمر بعدة ضوابط تحكمه كيلا يكون خارجا عن مساحة الحياء التي يجب أن تتمتع بها الفتاة.
اكتئاب العنوسة
كلمة عانس ليس مجرد التأخير فى سن الزواج وإنما هو إحساس بحرمان عاطفى شديد يسيطر على جميع جوانح تلك الفتاة مما يؤثر بالسلب على الوظائف المعرفية مثل الانتباه والتركيز والذاكرة كما يؤثر على الجهاز العصبى اللا إرادى لها مما يجعلها تقدم على بعض التصرفات الغير لائقة لها والغير مقبولة بالنسبة لها والتى منطقيا ترفضها ولكنها تقدم عليها تحت ضغط الحاجة النفسية العاطفية.
والبعض الآخر يلجا لتصرفات لاشعورية مثل العصبية مع الآخرين وإحداث مشاكل معهم دون سبب واضح لها وقد ينتاب البعض منهن موجات من الاكتئاب الشديد قد تؤدى إلى الانتحار الفعلى إذا لم يتم علاجهن فورا وأخريات قد يزداد وزنهن بشكل كبير أو العكس يفقدن أوزانهن بصورة واضحة وقد يلجان البعض للتدخين بشراهة أو تعاطى بعض الكحوليات والمخدرات وقد تصاب الفتاة ببعض الأمراض النفجسمانية مثل زيادة ضربات القلب وآلام المعدة والصداع وخنقه الرقبة وتنميل أو عرق أو برودة الأطراف بالإضافة إلى ألام جسمانية غير مبررة وحدوث اضطرابات أثناء الطمث.
والعلاج يتمثل فى العلاج المعرفى بأن يفهمها الطبيب أن هناك بدائل أخرى بان تشغل نفسها فى عملها أو تلجا لتكملة دراستها أو أن تلجأ للعمل التطوعى وأحيانا يلجأن إلى مضادات الاكتئاب وبعض المهدئات ولكن سرعان ما تعود مرة أخرى لوجود السبب وعدم الارتباط أو الانشغال بأمور أخرى.
وهناك أخريات يقلبن على بعض التصرفات الهستيرية اللاشعورية مثل تكرارهن محاولات الانتحار أو بدقة أكثر الإظهار للآخرين أنها محاولات الانتحار مثل تعاطى بعض الأدوية التى تعلم أنها لا تؤدى إلى الوفاة أو تعمد الإصابات السطحية بجوار الشرايين الرئيسية بالجسم على أساس أن تظهر محاولة انتحار.
أضرار العنوسة
1- خطر العنوسة على الفتاة:
حيث تصاب الفتاة التي تأخرت بالزواج بالعديد من الآلام النفسية، فتشعر بالحزن والاكتئاب، والنفور من الناس خشية السخرية والتلميح الجارح لها، وهذا قد يترتب عليه العديد من الآلام العضوية، والأخطر أن الفتاة قد تنحرف عن الطريق السوي التماساً للسكن والعاطفة.
2- خطورة العنوسة على الأسرة:
تحدث العنوسة آثاراً نفسية سيئة على كل أسرة فيها عانس، حيث يشعر أفرادها بالهم والغم، بل الخزي والعار في بعض المجتمعات، حيث الخوف من نظرات الناس وتفسيرها بغير معناها واعتبارها نوعاً من الاتهام لهم ولبناتهم، مما يؤثر بصورة سلبية على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
3- خطورة العنوسة على المجتمع:
حيث يؤدي انتشار ظاهرة العنوسة لأخطار شديدة على المجتمعات، إذ يحدث التفكك والتحلل في المجتمع، وتنتشر الأحقاد والضغائن بين أفراده، كما ينتشر الفساد والرذائل والانحرافات، التي تندفع إليها بعض الفتيات في ظل الدوافع النفسية التي يعانين منها. كما تنبت وترعرع في ظل مشكلة العنوسة بعض العادات الجاهلية، كالسحر والدجل والشعوذة، ظناً من البعض أن هذا سيؤدي إلى زواج بناتهم.
فوائد العنوسة
1- السفر في أي وقت بلا التزام اتجاه شريك:
لا يحبذ الزوج أو الزوجة عادة أن يتخذ شريك حياتهم قراراً دون أن يكون جزءاً منه، وفي السفر يصبح المتزوجون كرزمة تتنقل مع بعضها البعض، لكن العانس يستطيع أو تستطيع السفر في أي وقت لأي جهة، بلا التزام بالآخر.
2- التعرف إلى مختلف أنواع البشر:
في حالة العلاقة الزوجية، يصبح كل طرف مرتبطاً برأي الآخر في علاقاته مع الناس والتعرف إلى اشخاص معينين دون غيرهم، لكن في حالة العنوسة لا وجود لهذا، مما يعني فرصاً أوسع لفهم الحياة والاحتكاك بالبشر في تجارب حياتية غنية.
3- الاهتمام بنفسك:
في حالة العنوسة يستطيع الرجل والمرأة الاهتمام بأنفسهما كل على حدة بشكل إيجابي، فمثلاً أظهرت دراسة بريطانية أخيرة أن 62% من الناس كسبوا 14 باوند زيادة حين ارتبطوا بعلاقة، وأظهروا أنماط حياتية سيئة أكثر، مثل مشاهدة التلفزيون لوقت طويل، والأكل غير الصحي، بينما كان العزاب من الجنسين أفضل حالاً بكثير.
4- توفير الوقت:
الارتباط بشريك يأكل وقتك بمعنى الكلمة، والكثير من المتزوجين في الواقع يضيعون وقتهم فيما لا يفيد سوياً، حيث يغلب عليهم التفكير النمطي تجاه الواجبات والحقوق، ولهذا يشتكي أغلبية المتزوجين من تسلل الرتابة وهروب الحب من حياتهم.
5- النوم في هدوء وسلام:
الزواج ليس جنة، بل يترتب عليه قلق ومسؤليات جمة، وأرق وسهر الليالي، للعناية بالأطفال وغيرها، لكن في معسكر العنوسة، تبدو الأمور أفضل بكثير.
6- الاعتماد على النفس:
الحياة الزوجية تجعل الطرفين يعتمدان على بعضهما البعض بشكل أو آخر، فيعتمد أحدهما على شريكه لإنجاز الأمور اليومية المنزلية، بينما يعتمد عليه الآخر في تنظيم المسائل وحل المشاكل، أو ما شابه، والأخطر هو الاعتماد العاطفي للطرفين على بعضهما، لكن في عالم العنوسة على كل شخص الاعتماد على نفسه، وهذه قيمة إيجابية.
7- التواصل الأنشط مع الأصدقاء:
المتزوجون لا يملكون الوقت الكافي لقضاء الوقت مع الأصدقاء وتوثيق علاقاتهم بالجدد منهم، وخوض التجارب الممتعة والدافئة مع الأصدقاء، لكن العوانس يستطيعون ذلك.
8- تجنب القبول بالسيء والتنازل:
بحسب دراسة أمريكية، فإن 50% من المتزوجين هم في الواقع تعساء جداً ويعيشون علاقات سيئة، يقبلون بها، ويتنازلون عن أمور كثيرة، لأسباب مادية واجتماعية كثيرة، وبسبب الأطفال، وهذا اسوأ بكثير من شعور الوحدة الذي يخافه العانس، الذي في هذه الحال هو الأكثر حظاً.
9- تستطيع الاستمتاع بالحرية:
على بساطة مفهوم الحرية بالنسبة للبعض، إلا أنه لا يقدر بثمن، وقد يحسد المتزوجون العوانس على الحرية التي يتمتعون بها، من ابسط الأمور لأكبرها.