أمثال وموردها ومضربها في العصر الجاهلي كانت تقال قديماً في العصر الجاهلي للتعبير عن مواقف مختلفة.
محتويات المقال
ما هي الأمثال
ومن بعض تعريفات الأمثال هي: على أنها قول موجز، وهو جمع مثل، جاء ليعبر عن التشبيه بين شيء ما، مثل تصور حدث ما يمكن استخدامه في موقف مشابه له، ويمكن تعريف المثل على أنه جملة قيلت في مناسبة معينة، فيتم الاستشهاد بها في كل مناسبة مشابهة، وحتى تصبح الجملة مثل، لابد أن تحتوي على حسن التشبيه والكناية، وقد برع العرب في حسن التشبيه وصياغة الجمل حتى اتخذت كأمثال شهيرة لهم.
أمثال وموردها ومضربها في العصر الجاهلي
- أوسعتُهُم سبًّا وسارُوا بالإبل: وأصلُه أن رجلاً هجم عليه لصوص فأخذُوا إبله، ولم يستطع مقاومتهم فلما بعدُوا عنه اعتَلى أكمة وأخذ يَسبّهم أقبحَ السباب ثم رجع إلى قومه فسألوهُ عن الإبل وعما صنع؟ فقال: ” أوسعتهم سباً وساروا بالإبل ” فصارت مثلاً لمن يقصر فعلهُ ويُطلقُ لسانه.
- سبقَ السّيفُ العذَلَ : يُضرب مثلاً لمن يُعِيرّ غيره والعيب فيه.
- تجوعُ الحرّةُ ولا تأكلُ بِثَديَيْها : يضرب مثلاً لمن يُحمل على غير إرادته على فعل شيء.
- مُكرهٌ أخاكَ لا بَطَل : يضرب مثلاً للعَزيز يهينه الذليل.
- لَوْ ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْنِي : يضرب لمن يندم على فعل كان الأولى تركه.
- كلُّ فتاةٍ بأبِيها مُعجَبَةٌ : وللأمثال كتب تجمعها وتشرحها مثل (مجمع الأمثال) للميداني
- رَمَتْني بدائِها وانْسَلتْ : يضرب مثلاً لمن يعجب بمن يخصه وما يعمله.
الفرق بين الحكم والأمثال
قبل حديثنا عن أمثال وموردها ومضربها في العصر الجاهلي سوف نعرض بعض الفروق التي كانت بين الحكم والأمثال، من الضروري تحديد كل من الحكمة والمثل والتمييز بينهما، لأن الحكمة والأمثال هما فنيتان نثريتان وصلتا إلى الناس كما نطق بها أصحابها، دون تغيير أو تشويه، أو زيادة أو نقصان، نظرًا لتركيزه الكبير وإيجازه، بالإضافة إلى تبني الحفظ وشعبيته في الألسنة في كل فرصة، وبالتالي فهما الأصح لما تبقى من النصوص الجاهلية، وهي الأقرب إلى أصولها الأولى، على الرغم من أنها لا تقدم صورة كاملة عن النثر في العصر الجاهلي، والحكم والأمثال كذلك مرآة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي، وهي جمل قصيرة بليغة، خالية من الحشو، وكانت مستوحاة من تجارب حكيمة وقديمة في الحياة بالإضافة إلى العلاقات بين الناس، كما أنها ثمار ناضجة للحياة الطويلة التي تؤدي إلى الرأي الحكيم، ويرجع الاختلاف بينهما إلى حقيقة أن الحكمة عبارة عن بيان موجز يتضمن الحكم الصحيح على الأشياء، وينبع من واقع الشخص ومعاناة تجاربه في الحياة. أما المثل في أصله فهو مرتبط بقصة أدت إليه ثم انتقل إلى مجال الأمثال، بالإضافة إلى ذلك، تختلف الحكمة عن القول بأنه غالباً ما يتم إصدارها من قبل مجموعة معينة من الأشخاص الذين لديهم وتجارب وثقافة في الحياة، بعكس المثل الذي يصدره الجمهور. وكان سجل العرب واحد من أشهر الأحكام والأمثال في العصر الجاهلي وذلك ساعد على تطورها وانتقالها.
قصص خرافية على ألسنة الحيوانات
- يوجد بعض القصص الخرافية التي أصبحت أمثالاً على ألسنة بعض الناس، وبهذا لم يكن المثل كإبداع سريع كما سبق أن رأينا وإنما يكون جزءا من شكل إبداعي أوسع والصق بعمل الخيال الخلاق , ومن هذه القصص:
- قصة الغراب والديك: في الكثير من الروايات من أحاديث العرب أن الديك كان نديما للغراب, وأنهما شربا الخمر عند خمار ولم يعطياه شيئا, وذهب الغراب ليأتيه بالثمن حين شرب, ورهن الديك فخاس به فبقي محبوسا ” وربما لهذا الغدر تشاءمت العرب من الغراب ورأته نذيرا بالفرقة والخراب ربما لأنه تسبب في فقدان الديك حريته, واستئثاره لدي البشر حتى إليوم.
الاحتكام إلى الضب
- أما القصة التي أبدعها العرب لتبرير عدد كبير من الأمثال فهي قصة احتكام الأرنب والثعلب إلى الضب, وتكاد كل جمل الحوار فيها تكون أمثالا وتميزت بالحيوية, ومرح الموقف, وقصر العبارة, وسلاستها, ودقة وعمق ما فيها من أمثال, إلى جانب تعدد شخوصها وصدق التعبير عن سماتها النفسية “. هذا مما زعمت العرب على ألسن البهائم, قالوا إن الأرنب التقط ثمره فاختلسها الثعلب فأكلها, فانطلقا يتخصمان إلى الضب.
- فقال الأرنب: يا أبا الحسل ( كنية الضب)
- فقال الضب: سميعا دعوت.
- فقال أتيناك لنختصم إليك.
- قال: عادلا حكمتما.
- قالت: فاخرج إلينا
- قال: في بيته يؤتي الحكم.
- قالت: إني وجدت ثمره.
- قال: حلوة فكليها.
- قالت: فاختلسها الثعلب.
- قال: لنفسه بغى الخير.
- قالت: فلطمته.
- قال: بحقك أخذت.
- قال: فلطمني.
- قال: حر انتصف ( أي اقتص لنفسه )
- قالت: فاقض بيننا.
- قال: قد قضيت.
- فذهبت أقواله كلها أمثالا وهذه كانت نظرة سريعة على بعض الأمثال التي كانت موجودة في العصر الجاهلي.
الأمثال في الأدب الجاهلي
تفوق العرب في ضرب الكثير من الأمثال في جميع المواقف والأحداث فلا يخلو موقف من حياتنا العامة إلا ونجد مثلا ضرب عليه، ولا تخلو خطبة مشهورة ولا قصيدة سائرة من مثل رائع مؤثر في حياتنا، فالأمثال أصدق شئ يتحدث عن أخلاق الأمة وتفكيرها وعقليتها , و تقاليدها وعاداتها , ويصور المجتمع وحياته وشعوره أتم تصوير فهي مرآة للحياة الاجتماعية والعقلية والسياسية والدينية واللغوية , وهي أقوي دلالة من الشعر في ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة , أما هي فلغة جميع الطبقات.