أنواع الصدقة نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا بشيء من التفصيل كما نذكر لكم آداب الصدقة وتعريف الصدقة والصدقة وفضلها.
محتويات المقال
أنواع الصدقة
1- الابتسامة في وجه المسلم، وإرشاد الناس التائهين ومساعدتهم، والعفو عن المسيئين والإنفاق على طلب العلم.
2- مساعدة الأعمى، والأصم، والأبكم، والمشلول، وإغاثة الملهوف، وإيوائهِ، ومنحهِ الأمان والراحة.
3- إبعاد الأذى عن الطريق، سقاية المياه، والإنفاق على الزوجة والأهل والأبناء، مع تثبيت النية لوجه الله تعالى.
4-القرض الحسن، والتفريج عن المسلمين والصبر عليهم في السداد.
5- السلام على من تعرف أو على من لم تعرف.
6- الكلمة الطيبة كالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر والموعظة الحسنة والنصيحة.
7- إعانة المسلم لأخيهِ المسلم الذي يحتاح إلى مساعدة وعون.
8- التهليل، الحمد، الاستغفار، التكبير، وقول لا حول ولا قوة إلّا بالله.
9- تجنب كل أشكال الشرور والخطايا والآثام، والزروع والثمار التي يأكل منها الطير والحيوان والإنسان.
آداب الصدقة
إن للصدقة والإنفاق في سبيل الله آداباً من أهمها الإخلاص لله تعالى؛ فعدم الإخلاص يؤدّي إلى إبطالها وإحباط أجرها، ومن يتصدّق بقصد الرياء والسمعة فإنّه يعاقب بأشدّ العقوبة يوم القيامة، وفيما يأتي بيانٌ لآداب الصدقة:
1-عدم إبطالها بالمنّ والأذى، فقد قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)،فالمنّة الحقيقية من الله عليه بأن خلّصه من الشحّ والبخل وأكرمه بالثواب والأجر. كَوْن الصدقة من الكسب الطيب الحلال، فإنّ ذلك سببٌ لقبول الصدقة منه، ونماء أجرها وثوابها عند الله سبحانه. تحرّي المحتاجين، وعدم إعطائها لمن لا يعرفه، حيث إنّ الزكاة الواجبة لا تصحّ أن تُعطى إلا لمستحقّيها.
2-استشعار نِعم الله -عزّ وجلّ- على المتصدق؛ فقد أغناه الله -عز وجل- عن صدقة غيره عليه، وجعله هو المعطي وهو صاحب اليد العليا. إخراج الصدقة عن طيب نفسٍ منه، فلا يكون مكرهاً على إخراجها.
3- تقديم الصدقة المفروضة على المستحبة، فإذا كانت عليه زكاةٌ واجبةٌ في ماله فيجب عليه أن يخرجها في وقتها، لأنّها ركنٌ من أركان الإسلام، وأحبّ ما يقدّمه العبد لله -تعالى- هو أداء ما فرضه عليه.
4-تقديم ذوي الرحم إن كانوا من أهل الحاجة على غيرهم. تقديم المال الجيد والأفضل للصدقة، وعدم تقديم الخبيث أو الرديء، وإن قدّم ما يحبّه كان له الأجر الأعظم.
تعريف الصدقة
الصدقة تُعرّف الصدقة على أنها العطيّة التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى، وتجدر الإشارة إلى أن الصدقة من أعظم الأعمال وأحبّها إلى الله تعالى، لا سيّما أنها دليلٌ على صدق الإيمان بالله، واليقين بأن الرزق بيده سبحانه وتعالى، وهو القائل في كتابه الحكيم: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ)، وقد وصف الله -تعالى- عبداه المؤمنين المتّقين في أوائل سورة البقرة بأنهم يؤدّون ما عليهم من الصدقات والزكاة ابتغاء مرضاة الله تعالى، حيث قال: (الم* ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، بالإضافة إلى أن الصدقات سببٌ لحلول الخير، ونزول البركة، حيث إن الله -تعالى- يضاعف للمتصدّق في ماله أضعافاً مضاعفة، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: يا ابْنَ آدَمَ أنْفقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)، كما إن الصدقة سبب لانشراح الصدر، وسعادة النفس.
الصدقة وفضلها
-تكاثرت النصوص عن فضيلة الصدقة؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 254]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10].
-ومن كرم الله تعالى وفضله أنه يرزقك المال، فإذا أنفقته في سبيله أخلفه الله عليك ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، وهذا الخُلْف من الله تعالى ورد عامًّا بقوله تعالى: ﴿ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾، وقد يتنوَّع هذا الخُلْف، فيكون صحَّةً، أو مالًا، أو صَلاحًا، أو إصلاحًا، أو دفْعًا لبلاء، أو غير ذلك من أنواع الخُلْف، فكُنْ من ذلك على يقين تامٍّ، فهذا اليقين سيدفعك بإذن الله تعالى إلى الإكثار من الصدقة في سبيل الله تعالى؛ عن أبي الخير قال: سمِعْت عقبة بن عامر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ))، أو قال: ((حَتَّى يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ))، قال یزید: وكان أبو الخير لا يخطئه يوم، إلَّا تَصَدَّقَ بكعكة أو بفولة أو ببصلة.
-إن من حقيقة الصدقة، أنك نقلت مالك من حساب الدنيا إلى حسابالآخرة؛ لا كما قد يتوَهَّم بعضُ الناس أنه خرج منك إلى غيرك، فهو ما زال لك، بل أصبح مُضاعفًا إلى أضعاف كثيرة، فهو مُدَّخَرٌ لك، مخلوف عليك.
-ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، واعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أَحَبَّ الأعمالِ إلى اللَّهِ أَدْوَمُها وإنْ قَلَّ)) و إن الصدقة الدائمة – ولو كانت قليلة – فهي في مجموعها كثيرةٌ، فهي كالنقاط المجتمعة حتى كانت سيلًا من الماء، ولا تستقل شيئًا من الصَّدَقة، فإن عدم الصَّدَقة أقلُّ من هذا القليل.