أهمية التكافل الاجتماعي

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 26 سبتمبر, 2021 9:04
أهمية التكافل الاجتماعي

أهمية التكافل الاجتماعي، حيث أن التكافل الاجتماعي يعد من أهم السمات التي يجب أن يتسم بها الأفراد في المجتمع، لضمان مستقبل أفضل، وفي هذا المقال سوف نقوم بسرد بعض من المعلومات عن التكافل الاجتماعي وأهميته للفرد والمجتمع.

أهمية التكافل الاجتماعي

يعمل التكافل الاجتماعي على صون الفرد في مجتمعه وشعوره بالطمأنينة والراحة والحب، وزبادة الثقة بالنفس، حيث أنه سوف يجد من يقدره ويدعمه في المجتمع، هذا الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على كل أفراد المجتمع الواحد، ليصبح المجتمع أكثر استقرار وتماسك، ويستطيع أن يواجه أكثر الأمور التي تعترض الطريق، كما أنه يسهم في زوال الضرر وسد حاجات المجتمعات، وزيادة أواصر الألفة، والوفاق فيما بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يزيد من العطاء والتميز، وينعكس ذلك على زيادة الإنتاجية الفردية والجماعية، ويزيد ويعزز من المواهب، وينميها في المجتمعات، ويفجر طاقاتها في أوجهها السليمة، ويعمل التكافل الاجتماعي على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وخلق مجتمع متماسك يصعب انهيار قيمه، ونشر المحبة والود بين الأفراد.

مفهوم التكافل الاجتماعي

المعنى اللغوي للتكافل الاجتماعي يأتي من الكفالة بما يعني المساعدة والإعانة وبمعنى آخر المساعدة على تحقيق حاجات الشخص المكفول، كما يندرج تحته مفهوم التعايش المتبادل والمساعدة لمجموعة من الأشخاص.
ومن ناحية أخرى يمكن القول أن التكافل الاجتماعي هو الحالة التي يحرص فيها أفراد المجتمع على العناية ببعضهم البعض بحيث يقدم الأغنياء المساعدة للفقراء ويوفر القوي الحماية لغيره من الضعفاء ويقف أفراد المجتمع مع بعضهم البعض في لحظات الضعف والأحزان ويشاركوهم لحظات النجاح والفرح.

أنواع التكافل الاجتماعي

1. التكافل العلمي
فيه يتكافل المجتمع لتحقيق أهداف العلم والعمل على انتشاره ومحاربة عوامل الجهل بكافة أشكالها، ومن صوره بناء المدارس والجامعات كنوع من الصدقات الجارية أو كنوع من “الوقف العلمي”، وغيرها من صور التكافل العلمي.
2. التكافل الأسري
وهو أبسط أنواع التكافل، والذي يضمن التعاون بين أعضاء الأسرة لتحقيق مصلحتها العامة بعيدا عن الفردية والأنانية، ومن صوره السعي نحو تربية الأبناء وإعدادهم بشكل صالح في كافة الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والدينية، وصلة الرحم، وغيرها من الصور الأخرى.
3. التكافل الاقتصادي
وفيه تحفظ ثروات أفراد المجتمع، ويتم تحقيق العدالة الاجتماعية بأبهى صورها، ومن أمثلة التكافل الاقتصادي أداء الزكاة، والصدقات، ومنع الاحتكار في المجتمع، وغيرها من الصور الأخرى.
4. التكافل في العبادات
حيث تتطلب بعض العبادات وجود نوع من التكافل والتشارك والتعاون مثل الصلاة، وأداء الزكاة، وجنازة الميت، وغيرها من العبادات الأخرى.
5. التكافل الدفاعي
ويعني التشارك والتعاون في الحفاظ على المصالح الأمنية في المجتمع، بعيدا عن التنصل من المسؤولية.
6. التكافل الحضاري
لطالما كانت الحضارة مرتبطة بوجود الجماعة وليس بالأفراد، فوجود البشر معاً هو ما كان الخطوة الأولى لإنشاء الحضارة، والتكافل الحضاري هو الأمور التي نبذلها في سبيل حماية مصالح الجماعة وتقويتها وهذا النوع من التكافل يتضمن أشكالاً مختلفة من التكافل سواء كان مادياً أو معنوياً.
7. التكافل الأخلاقي
حيث أن الأخلاق والقيم العليا هي الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات كافة وهو ما ينظم العلاقات بين البشر ويحمي المجتمع من انتشار الفوضى، والتكافل الأخلاقي هو الجهد الذي يبذله أفراد المجتمع بهدف حماية المجتمع من الانهيار الأخلاقي من خلال التعامل مع الآخرين بحب ولطف ورفض الأعمال اللاأخلاقية.

فوائد التكافل الاجتماعي

1. تشجيع الآخرين على المساعدة
حيث أنه قد بينت الدراسات أن مشاهدتك لشخص يساعد الآخرين يزيد من احتمال تقديمك المساعدة للآخرين، وضمن نظام التكافل الاجتماعي يمكن أن تدفع مساعدة الأفراد لبعضهم أشخاصاً آخرين لسلوك ذات الطريق مما يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
2. تعزيز الثقة بالنفس
حيث أن مساعدتك للآخرين ودعمهم ستعود عليك بالفائدة وتجعلك أكثر ثقة بنفسك وهو ما أكدته العديد من الدراسات.
3. الشعور بالسعادة عند مساعدة الآخرين
هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن قيامك بمساعدة الآخرين يحفز بعض التغييرات الفسيولوجية في الدماغ والتي ترتبط بالسعادة.
4. إطالة مدة الحياة
يمكن للقلق والتوتر أن تؤثر على حياتك وصحة جسدك ولكن عندما تقوم بمساعدة الآخرين فإنك تصبح أكثر قدرة على التعامل مع التوتر والقلق، وهذا يمكن أن يقلل من مدى إصابتك بالأمراض.
5. تعزيز الشعور بالرضا
دائما ما يوجد في الحياة من يمتلكون ظروفا أسوأ من ظروفنا ومن تسعفهم الظروف في أن يتفوقوا علينا، وفي خضم المنافسة الكبيرة في الحياة يمكن أن يجعلنا التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين نشعر بمعاناة من هم أقل حظا منّا فنقدر النعم التي نمتلكها.
6. تعزيز الشعور بالانتماء
عندما تساعد شخصاً ما فأنت تخلق صداقة بينك وبين هذا الشخص، هذه الروابط الاجتماعية الناشئة عن مساعدة الآخرين ستجعلك تشعر بالانتماء والارتباط بالمجموعة البشرية ويمكن أن تدفعك للانخراط في نشاطات اجتماعية فتبعدك عن الوحدة.
7. الشعور بالتجدد وتخطي الأزمات
عندما تقع في أزمة معينة أو عندما تواجه مصيبة ستجد نفسك غارقاً في الحزن ولن تشعر وكأنك نفس الشخص الذي تكون عليه عندما تكون سعيداً، التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين يمكن أن يساعدك على تخطي الأمر واستعادة طبيعتك الحقيقية.
8. الحصول على هدف حياتي
الحياة التي تخلو من الأهداف غالباً ما تكون فارغة ومتعبة، لكن عندما تقوم بمساعدة الآخرين سواء بالمال أو عبر التطوع أو تقديم الخدمات أو أياً كانت الطريقة فستشعر بالرضا والسعادة مع إحساس بأن حياتك ليست فارغة.



1015 Views