أهمية الصداقة في الإسلام

كتابة ساره الكلثم - تاريخ الكتابة: 7 أكتوبر, 2020 5:43
أهمية الصداقة في الإسلام

أهمية الصداقة في الإسلام، ومعايير انتقاء الصديق، وأهمية الصداقة بشكل عام في حياة الفرد، ومقومات الصداقة الناجحة، نتحدث عنهما بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

أهمية الصداقة في الإسلام

يوجد أهمية كبرى للعلاقات الصداقة في الدين الإسلامي وهي تكون كما يلي:
1. الصداقة قد تثمر عن أفكار ومشاريع بين الأصدقاء تعود عليهم بالنفع وتحسين الدخل الماديّ، كما يُمكن أن يتعاون الأصدقاء فيما بينهم لتقديم خدمة أو مساعدة لصديقٍ أو زميلٍ أو جارٍ أو تقديم خدمة مجتمعية.
2.التشارك بين الأصدقاء حالات الفرح والحزن وتقديم يد المساعدة إن احتاج لها في كلا الحالتين.
3.الأخوة والتعاون على البِر والتقوى بين الأصدقاء، وتحقيق معنى فعل الخير والإرشاد له.
4.شغل وقت الفراغ بالتواجد مع الأصدقاء الصالحيين الذين لهم دور في تبديد الوحدة والقلق والضغط اليوميّ جراء العمل وغيره.
5.الصداقة الحقيقية سرٌ للسعادة والراحة النفسية والدعم المعنوي، فعلاقة الصديق بصديقه تخفّف عنه من الهموم والأوجاع الشيء الكثير.

معايير انتقاء الصديق

هناك معايير يتم من خلالها انتقاء الأصدقاء الجيدة وتلك المعايير تكون:
1.أن يتصف من تُصادق بالتفكير السليم والعقل الحصيف والحكمة والطباع السَّوية؛ ليكون معيناً لك على اتخاذ القرار والإرشاد إلى الخير والفلاح.
2.أن يكون من تُصادق يتصف ويُشهد له بالخُلق والدِّين والسمعة الطيبة والذِّكر الحَسن بين الناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة» رواه البخاري.
3.يفضل أن يكون من تصادق مماثلاً لك في العُمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي حتى لا تحدث أي فروقاتٍ تسبب نوعاً من الإحراج ومجاراة الآخر.
4.أن يكون الصَّديق ممن يتصف بالصدق والوفاء والإخلاص وتقديم العون والدعم الماديّ والمعنويّ لصديقه في وقت الشِّدة والأزمات فلا يترك صديقه وحيداً.

أهمية الصداقة بشكل عام في حياة الفرد

هناك عدة أهميات للصداقة في حياة كل فرد بوجه خاص وهي:
1.تعزيز الصحة العاطفية والجسدية:
توصلت دراسة حديثة في جامعة هارفارد إلى أنّ وجود صداقات قوية في حياة الإنسان يُساهم في تعزيز صحّة الدّماغ، إضافةً إلى قدرة الصّداقة على الحدّ من الشّعور بالتوتّر، وتمكين الإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل الذي يُحافظ على قوّته، كما تُساهم في الخروج من المشاكل الصحّيّة بشكلٍ أسرع.
2.الحصول على مصدر للدعم :
وجد العلماء الذين درسوا العلاقات الإنسانية بتعمّق أنّ الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء جيدين يعيشون حياةً أطول، بحيث تكون ظروفهم الصحية أفضل، وذلك من منطلق أنّ علاقات الصداقة الجيدة ترتبط بصورة مباشرة في انخفاض مستوى التوتر، وتحد من ضغط الدم، كما تجعلهم أقل عرضةً للإصابة بالاكتئاب؛ حيث يُقدِّم الأصدقاء الحقيقيون المساعدة كلما أتيحت لهم الفرصة للقيام بذلك، فالأصدقاء يقفون بجانب صديقهم في أوقات الشدّة والرّخاء، وبالتالي عندما يكون لدى الشخص أصدقاء فإنّه يصبح من السهل عليه مواجهة المواقف الحياتية المختلفة.
3.تعزيز الإنتاجية:
أُجريت إحدى الدّراسات على حياة البالغين، وقد خرجت بنتائج عديدة أهمّها هي أنّ الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء مقرّبين ومنذ فترة زمنية طويلة حققوا نتائج أفضل على مستوى العمل من أولئك الأشخاص الذين كانوا لا يملكون أصدقاء؛ ذلك لأنّ الصّداقة تُحسّن المزاج، وبالتّالي تُحسّن أداء العمل
4.التفاعل مع الآخرين:
إنّ التعرّف إلى الآخرين لا يعني التحدّث معهم فقط، إنّما يعني التعلّم منهم أيضاً، وهذا ما يحدث في العلاقة مع الأصدقاء، حيث يتمّ رؤيتهم بمختلف حالاتهم، عندما يُخطئون، ويغفرون، ويضحكون ويُجرون حواراً، وإنّ هذه الأمور تُساهم في تعلّم طريقة التّفاعل مع النّاس حتّى مع أولئك الذين يمتلكون وجهات نظر مختلفة، ومن جانبٍ آخر تُعدّ الصّداقة المكوّن الأساسيّ لأيّ علاقة سواء كانت في الزواج أو مع زملاء العمل أو غيرها
5.الحد من الشعور بالوحدة:
إنّ وجود الصّداقة يحدّ من شعور الإنسان بالوحدة، حيث يتشارك الأصدقاء تجاربهم سوياً، ويعيشون بعض المواقف الخاصّة بحياة بعضهم البعض، كما يمتلكون غالباً وجهات نظر، ومبادئ، ومعتقدات وتقاليد مشتركة، ويشهدون معاً التغيّرات المختلفة التي تحدث في الحياة، سواء تغيّرات إيجابية أو سلبية، ويُشاركون بعضهم المناسبات بنوعيها الحزين والسّعيد

مقومات الصداقة الناجحة

تتسم علاقات الصداقة الناجحة بمقومات معينة وهي:
1.النفع والإفادة، وهذه علاقة تبادليّة يجب أن تكون بين الأصدقاء، ولا سيما في المصالح المشتركة بينهم، فالحياة ومتطلباتها هي في الأصل نتاج علاقات تبادليّة بين الأفراد، ترتكز على النفع والإفادة في شتى جوانب الحياة
2.الارتكاز على الأخلاق، فكلّما ارتكزت الصداقة على عناصر الأخلاق والتقوى حققت نتائجها المرجوّة وكانت أطول أمداً وأكثر استمراراً، بخلاف تلك القائمة على المصالح الماديّة فهي تنتهي بانتهاء هذه المصالح.
3.الإخلاص، وذلك بأن يكون كلّ صديق مخلصاً نحو صديقه، ويتجلى ذلك في عدّة مظاهر، منها: صدق النصح، والإيثار، وخدمة الصديق والتضحية من أجله، والحرص على نصحه، والصدق في إبداء المشورة، والعفو عن الإساءة والتقصير، ومنعه من الإساءة لغيره، والوقوف إلى جانبه في مواجهة أيّ ظلم.



877 Views