اسباب الادمان عند الشباب وطرق التغلب على ظاهرة الادمان والتوعية من مخاطرة من خلال هذه المقال.
محتويات المقال
الإدمان
تعريف الإدمان في علم النفس بأنه سلوك مرضي مزمن يولد رغبة شديدة في ارتكاب فعل معين أو تعاطي مادة معينة بشكل دائم مع الاستمرار فيه على الرغم من أضراره الجانبية، ويولد شعور بالراحة والاسترخاء لذا يصر المدمن على فعله للحصول على ذلك التأثير، و يصاحبه عجز تام عن التوقف عن فعل ذلك الشيء، وينتج عن ذلك التصرف في بعض الأنواع من الإدمان اعتماد جسدي نتيجة حدوث خلل في مراكز المخ واعتمادها على تلك المادة المسببة للإدمان وبالتالي المطالبة به بصفة مستمرة.
أسباب تعاطي المخدرات
1. أمراض نفسية:
” لقد كنت مستعد أن أفعل أي شيء للتخلص من الاكتئاب” كانت تلك مقولة أحد مرضى الاكتئاب الذين أقبلوا على تعاطى المخدرات والوصول للإدمان هربا من المرض وما يسببه من شعور بالتعاسة والحزن، وليس الاكتئاب فقط بل الاضطرابات النفسية من توتر وقلق واضطراب ما بعد الصدمة مثل الذي يحدث بعد وفاة أحد المقربين أو التعرض لعنف جسدي واعتداء جنسي أحد أسباب تناول المخدرات.
2. تناول الأدوية والعقاقير الطبية:
“الإنسان طبيب نفسه” مقولة منتشرة ولكنها خاطئة وتعتبر أحد أسباب إدمان المخدرات نتيجة تناول العقاقير والأدوية الطبية خارج الإشراف الطبي مثل المسكنات والمهدئات والتي تحدث نوع من الاعتماد النفسي والجسدي يصل إلي مرحلة الإدمان، وفي أحيان أخرى قد يكون الشخص يتناول تلك العقاقير بوصفة طبية لعلاج أحد الأمراض ويخرج عن الإطار المرسوم له فيصل إلي مرحلة الإدمان.
3. مشاكل أسرية:
“ستظل فاشل” “أنا لا أهتم بك” “أنا أكرهك” إذا كنت تسمع ابنك تلك الكلمات أو هناك خلافات مع زوجتك فأنت تدفعه إلى المخدرات، نظرا لأن سوء المعاملة وقلة الإهتمام يخلق بداخله فراغ وحزن يدفعه إلى ملء ذلك الفراغ والانفصال عن الواقع السيء الذي يعيشه والبحث عن يد حانية تشعره بالسعادة لا يجدها إلا في المخدر، وتعد تلك المشاكل أكثر أسباب الإدمان على المخدرات انتشارا بين المدمنين وخاصة المراهقين منهم.
4. ضغوط في العمل:
“العمل خلق من أجل أن يحقق لك فائدة وليس من أجل أن يدفعك للهاوية” فأحيانا قد تكون الضغوط التي يسببها العمل وعدم قدرتك على التعامل معها إلي جانب وجود مشاكل مالية وديون متراكم أحد أسباب الإدمان على المخدرات والانفصال عن تلك الضغوط للحصول على الاسترخاء.
5. الوحدة والفراغ:
“الوحدة حقا قاتلة ليس ذلك مجازا ولكن حقيقة”، فالفراغ الذي تسببه الوحدة وغياب الأهداف أحد أسباب الإدمان على المخدرات لأنه يؤدي إلى الهروب لتعاطي المخدر، لذا كلما كان هناك هدف أساسي تسعى من أجله وتشغل به وقت فراغك كلما قللت ذلك الشعور بداخلك وتجنبت مصير الإدمان.
6. الاستعداد الشخصي للتعاطي:
لماذا هناك أشخاص يصلون للإدمان وأشخاص آخرين يتحكمون في أنفسهم؟ الإجابة تكمن في الاستعداد الشخصي ومدى اعتماد المخ على المخدر ورغبته فيه فهناك أشخاص لديهم قابلية للإدمان عن غيرهم وتطالب مراكز المخ لديهم بالحصول على المخدر بشكل أكبر من أفراد آخرين يستطيعون التوقف عند مرحلة معينة من التعاطي.
7. ضغط الأصدقاء:
“جرب معنا ولن تندم” تلك الجملة هي أحد أكبر أسباب الإدمان على المخدرات نتيجة التواجد في محيط من الأصدقاء يتعاطون المخدرات ويمارسون ضغوط لمشاركتهم يدفعك ذلك إلي الاندماج معهم والإقبال على التعاطي ثم الانزلاق في طريق الإدمان.
علامات تخبرك بوقوعك في الإدمان
1. رغبة شديدة:
يسبب الإدمان رغبة شديدة في القيام بذلك السلوك أو تعاطى المادة، نتيجة وجود صوت داخلي يجبر المدمن على ذلك ويظل يدفعه تجاه ذلك التصرف بعدها يشعر بالارتياح والهدوء.
2. عجز عن التوقف عن ذلك السلوك:
في حالة أراد المدمن التوقف عن السلوك الإدماني فإنه يعجز عن ذلك نتيجة لوجود أعراض انسحاب في حالة المواد المخدرة، إلي جانب انخفاض معدلات السعادة والانتشاء الوهمية التي يسببها السلوك الإدماني وبالتالي رغبة المخ في المطالبة به.
3. اكتئاب:
تسبب مشكلة الإدمان الدخول في حالات اكتئاب بلا مبرر قد يتطور إلي أفكار انتحارية في حالة الإدمان على المواد المخدرة.
4. تقلب في المزاج:
عند وقوعك في الإدمان سوف تواجه تقلبات في المزاج وانتقال بين حالات فرح وسعادة إلى اكتئاب وحزن مفاجيء بدون أي أسباب.
5. عصبية وانفعال:
إبداء ردود أفعال عصبية وانفعال شديد تجاه أصغر التصرفات والمواقف هي أشهر علامات وقوعك في الإدمان وذلك لانشغالك الكامل بالتفكير في أفكارك وسلوك الإدماني وكيفية القيام به وعدم قدرتك على تحمل أي تصرفات أو مواقف أخرى تشتت تركيزك عنه.
6. العزلة:
سوف تلاحظ ميلك للعزلة وعدم الرغبة في الإختلاط بالناس أو الاشتراك في أي نشاطات اجتماعية أو عائلية لأن النشاط الإدماني يخلق لك عالم خاص بك يغنيك عن أي مجتمع خارجي آخر.
7. فقدان التركيز:
من علامات الإدمان فقدان التركيز والانتباه لكافة الأمور الحياتية ماعدا المتعلقة بالحصول على المخدر أو المرتبطة بالسلوك والنشاط الإدماني.
8. مشاكل في العمل أو الدراسة:
سوف يترتب على إدمانك حدوث مشاكل في العمل تصل إلى درجة الفصل وفقدان الوظيفة إلي جانب التراجع في المستوى الدراسي والتعرض للفصل بسبب كثرة الرسوب أو عدم الذهاب إلي المدرسة للانشغال بالنشاط الإدماني.
كيفية تجنب أسباب الإدمان على المخدرات؟
لأن الوقاية من المشكلة يظل أفضل من علاجها، فإن البحث عن أسباب تعاطى المخدرات وعلاجها منذ بداية حدوثها يقيك من الدخول في متاهة الإدمان المظلمة والانزلاق إلى ذلك الطريق وما يترتب عليه من انهيار يطول جميع جوانب الحياة ويتم ذلك من خلال:
1. توعية الأبناء بأضرار المخدرات:
في مرحلة المراهقة يتولد لدى الأبناء حب التجربة واكتشاف كل ما هو غامض إلى جانب الجهل بالنتائج المترتبة على أضرار تلك التجارب، لذا فإن التوعية بالمخدرات وأضرارها يزيل من من غموض هذا العالم الخفي عند الأبناء وبالتالي لا يلجئون لتجربتها ويتكون لديهم حاجز نفسي ضد المخدرات ويبتعدون عنها تلقائيا.
2. تعلم قول لا لأصدقائك:
قد تكون كلمة لا التي تقولها لصديق يعرض عليك تعاطى المخدرات هي أداة النجاة التي تنقذ بها حياتك، فعلى الرغم من أن هناك رغبة لديك للاندماج مع الأصدقاء وربما خجل من رفض دعوات المشاركة إلا أن النتائج المترتبة عن ذلك الاندماج ستؤدي إلى حدوث كارثة، لذا وفي حالة إدراكك لعدم قدرتك على الرفض ينبغي تجنب ذلك النوع من الأصدقاء بشكل تام والأماكن المتواجدون بها.
3. اهزم الضغوط ولا تجعلها تهزمك:
ندرك جيدا أن التوتر والضغوطات اليومية التي تمر بها في العمل والمنزل والحياة الاجتماعية تشكل عبء عليك تحتاج معه لفترة من الراحة والاسترخاء الأمر الذي قد يشكل لك دافع للحصول على المخدر كمكافأة، ولكن تلك الطريقة لن تقدم لك حلول بل تزيد من أعبائك، لذا ينبغي البحث عن مصادر أخرى للاسترخاء من هوايات تخفف من مستويات التوتر لديك مثل القراءة، ممارسة الرياضة وخاصة تمارين اليوجا، المشاركة في الأنشط والأعمال الخيرية.
4. علاج الأمراض النفسية:
لأن الأمراض النفسية من اكتئاب، توتر، واضطراب ما بعد الصدمة أحد وأكبر أسباب المخدرات فإن طلب المساعدة الطبية والعلاج منها يصبح ضرورة ملحة ليس فقط للتخلص منها ولكن لتجنب لحظة ضعف تدفعك إلى تعاطى المخدرات والدخول في متاهة الإدمان.
5. عدم تناول أدوية خارج الإشراف الطبي:
أيا كانت النصائح التي تسمعها من أحد الأصدقاء بفوائد ذلك المسكن وقدرته على منحك الراحة والاسترخاء فنحذرك من اتباعها حتى لا تسبب اعتماد مراكز المخ عليها وبالتالي الوصول للإدمان ،فتعاطي الأدوية والعقاقير الطبية يجب أن يتم تحت إشراف طبي و بجرعات محددة لفترات زمنية معينة، إلي جانب أن الطبيب يقوم باختيار الدواء على حسب الحالة الصحية وما تعانيه من أمراض فلا يسبب مضاعفات.