اصول الكتابة

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 9 يوليو, 2019 1:46
اصول الكتابة

اصول الكتابة سنتعرف في هذه المقالة على اهم اصول الكتابة وماهي اسس الكتابة الاحترافية مع تقديم اهم النصائح للكتابة بشكل صحيح.

تاريخ الكتابة

تاريخ الكتابة مع تطور حياة الإنسان الأول وتكوين المجتمعات البشرية، وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين فاهتدى إلي اللغة وعايش المجتمعات الأخرى. فاخترع الكتابة لحفظ إنتاجه الفكري وميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار ولتتوارثه الأجيال اللاحقة. ففي سنة 5000 ق.م. ابتدع الإنسان الكتابة في بلاد الرافدين مع التوسع في الزراعة وبداية ظهور المدن والمجتمعات الحضرية، ورواج التجارة وظهور العربة ذات العجلة والسفن الشراعية. فكانت اللغة أداة اتصال وتفاهم. ظهرت الكتابة علي الألواح الطينية باللغة المسمارية عام 3600 ق.م. وكان ينقش علي الطين وهو طري بقلم سنه رفيع. ثم يجفف الطين في النار أو الشمس.
وابتكر المصريون القدماء الكتابة الهيروغليفية 3400 قبل الميلاد، ثم اخترعوا الورق فانتشرت الكتابة.

 نشأة الكتابة العربية:

اختلف العلماء على نشأة كتابة نصوص في العصور الأولى، فمنهم من يقول إن أول حضارة استخدمت الكتابة هم المصريون القدماء من خلال اللغة الهيروغليفية القديمة لديهم والمُتعارف عليها، وقد استخدموها لمدة تزيد على 3000 عام واستخدموها بشكل أساسي في النقوش الدينية الخاصة بهم، سواء كتابتها على المقابر والمعابد الخاصة بهم أو على أوراق البردي كما يقول البعض.
والبعض الآخر يقول إن أول حضارة قامت باستخدام الكتابة هي حضارة بلاد الرافدين في العراق ثم تبعتها مصر بفترة بسيطة، ويقال إنها كانت تُسمَّى الكتابة المسمارية، كما كانت تُسمَّى الكتابة عند المصريين القدماء الهيروغليفية، وقد أكدوا ذلك الأمر لأنهم وجدوا كما يقول البعض عدة ألواح طينية منقوش عليها بداخل بعض الحفريات القديمة، والتي وجدت في جنوب العراق.

المراحل التي مرَّت بها الكتابة:

مرَّت الكتابة بعدَّة مراحل حتى وصلت إلى الصورة الأبجدية المُتعارف عليها الآن، فكانت في السابق على هيئة رسوم ونقوش وليست كتابة نصوص كما هو الحال الآن.
مرحلة الكتابة بالصور:
أول صورة من صور كتابة نصوص كانت بالصور، وهذا الأمر يعلمه أغلب الناس في حضارة مصر القديمة، والتي كانت ترسم صورًا على جدران المعابد والمقابر للتعبير عن شيء ما مثل تعريف ملك من الملوك أو توجيه رسالة لشخص ما، فمثلًا إذا أراد شخص كتابة كلمة ملك يرسم تاجًا، ورسمة السهام تدل على الحرب، وهكذا.
مرحلة تقطيع الصور:
وهذه المرحلة تُعتبر أولى بدايات مرحلة كتابة نصوص بالأبجدية، وهنا يعبر الإنسان عن كل حرف في الكلمة برسمة معينة بدلًا من أن تكون الكلمة عبارة عن رسمة، فمثلًا إذا أراد التعبير عن كلمة “حرب” فيكتب حرف الحاء مثلًا رسمة “حبوب”، وحرف الراء يرسم رسمة “رمح”، وحرف الباء يرسم رسمة “بيت”، ويقوم بتجميع الصور بجانب بعضها ثم تصبح كلمة.
مرحلة الحروف الأبجدية:
هنا بدأ الإنسان يكتب كل حرف مقابل صوت واحد، وهو المُتعارف عليه في الوقت الحالي لدى جميع الحضارات، ويقال إن أول من قاموا باستخدام الأبجدية هم “الفينقيون”، وأصلهم من بلاد الشام، ثم انتقلت الأبجدية إلى اليونان والإغريق، ثم إلى باقي حضارات دول العالم.

الكتابة العربية في ظلّ الإسلام:

حظيت الكتابة في ظلّ الإسلام باهتمام كبير؛ إذ كانت ركيزة أساسية من ركائز الدعوة الإسلامية، ووسيلة هامّة في حفظ الوحي، والدعوة إلى توحيد الله، فجاء القرآن معظِّمًا لشأنها والعلم، رافعًا من قدرها، فأول آية نزلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو أذكى البشر، وأفصح العرب، وقائد الأمّة، مدركًا لأهمية العلم والتعلّم، ولدور الكتابة في الحياة السياسية، والدينية، والثقافية، فقد روي أنّ له – صلى الله عليه وسلم – كتَبَةَ، يكتبون الوحي الذي أنزل عليه، (منهم الخلفاء الأربعة، ومعاوية، وأبان بن سعيد، وخالد بن الوليد، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع وغيرهم، فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أنزل عليه شيء يدعو أحد كتّابه هؤلاء، ويأمره بكتابة ما نزل عليه ولو كان كلمة…، وكان الصحابة يكتبون القرآن فيما يتيسر لهم حتى في العظام، والرقاع، وجريد النخل، ورقيق الحجارة، ونحو ذلك).
فأول آية نزلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كانت: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وجاء حاضًّا على تدوين الأمور المهمة، كتوثيق المعاملات، حفظًا لحقوق العباد، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ﴾ [البقرة: 282].
وفي غزوة بدر، كان رسول الله يطلق سراح الأسير في بدر إذا علّم عشرة من صبيان المسلمين في الكتابة، حتى قيل: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عرف القراءة والكتابة في آخر عمره، واهتم أيضًا بتعلم النساء، فأمر الشفاء بنت عبدالله العدويّة أن تعلم زوجته حفصة القراءة والكتابة، وغدت الكتابة وسيلة مهمة من وسائل الحكم، كما بدا ذلك في رسائل الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، واتسعت رقعة البلاد الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، وأصبحت الحاجة ضرورية للمكاتبات والمراسلات في شؤون الدولة، واشتهر ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطّاب، وكتب التاريخ مليئة برسائل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى أمراء الأمصار الإسلامية، فازدادت الحاجة إلى الكتابة، كوسيلة لنشر القرآن الكريم، وكوسيلة لحفظ كتاب الله – عز وجل – الإسلامية، فأمر الخليفة عثمان بن عفان، بنسخ القرآن الكريم وضبطه، وجمعه في مصحف واحد، وكتب المصحف في زمن عثمان بالرسم النبطي في كثير من صور الكلمات، ثم كان التطور في كتابة المصاحف بخطوط مختلفة، وأرسل عثمان – رضي الله عنه – منه نسخًا إلى الأمصار الإسلامية، وفي عهده ظهرت الكتابة على النقود الساسانية، حيث حملت(بسم الله) و(بركة) و(محمد)، وانتشرت الكتابة العربية انتشارًا قويًّا ومؤثرًا على كتابة اللغات الأخرى؛ كالإيرانية والهندية، وفي أنحاء كثيرة من العالم، وأخذ الخط العربيّ يتطور في الكوفة، والتي أصبحت مركزًا لتطوره، في عهد الخليفة علي بن أبي طالب عندما نقل الخلافة إلى الكوفة، وعرف بالخط الكوفي؛ حيث كانت تنسب الخطوط إلى المكان التي توجد فيه، مثل الخط المدني والمكي والبصري.
ولما اختلط العرب بالأعاجم، وذاع سيط الإسلام، ودخل به الكثير من غير العرب، ظهر اللحن في اللغة العربية، وخشى العلماء أن يطول هذا الفسادُ القرآن الكريم، فعمدوا إلى ضبط اللغة العربية، نحوًا وكتابةً، بتشكيل آخر الكلمات، وأول من قام بهذا، هو أبو الأسود الدؤلي بتكليف من زياد أمير العراق حوالي 67هـ، واستعان الدؤلي في ذلك بعلامات كانت عند السريان يدلون بها على الرفع والنصب والجرّ، ويميزون بها بين الاسم والفعل والحرف، ثم عمدوا إلى ضبط الحروف العربية، عن طريق الشكل والتنقيط، ليزول الالتباس بين الحروف المتشابهة، كالدال والذال، بوضع نقطة على الذال، فكان هذا أول إصلاح أجري على اللغة العربية، ليأتي الإصلاح الثاني في زمن الخليفة عبدالملك بن مروان، عندما قام يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم بوضع الإعجام – أي: النقط – فكان الاختلاف بين الشكل الذي وضعه الدؤلي، والشكل الذي وضعه يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، فقام الخليل بن أحمد الفراهيدي في العصر العباسي بالإصلاح الثالث؛ حيث قام بإبدال النقط التي وضعها أبو الأسود الدؤلي للدلالة على الحركات الإعرابية بجرات علوية وسفلية للدلالة على الفتح والكسر، وبرأس واو للدلالة على الضمّ، واصطلح على أن يكون السكون الخفيف (الذي لا إدغام فيه) رأس خاء أو دائرة صغيرة، وللهمرة رأس عين (ء)، وغيرها من الإصلاحات

الكتابة المسمارية

تعرف الكتابة المسمارية بأنها نقوش معينة يتم رسمها على ألواح صلصالية مصنوعة من الطين، أو الشمع، أو الحجر، أو المعدن، فيتم الكتابة عليها وهي طرية بآلات حادة مدببة، ثمّ يتم حرقها لتتصلب، وقد انتشرت لدى شعوب جنوب غرب القارة الآسيوية، ويعود تاريخ أول لوحة إلى عام 3.600 قبل الميلادي، وقد انطلقت شعلة اختراع الكتابة المسمارية لأول مرة في التاريخ البشري في بلاد الرافدين أي العراق حالياً على يد الشعوب السومرية، وظلت سائدة حتى القرن الأول الميلادي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عام 2400 قبل الميلاد شهد تحولاً في اعتماد الخط المسماري للغة الأكادية، والآشورية، والبابلية، وتمّ فك رموز هذه الكتابة والتعرف عليها مؤخراً في القرن التاسع عشر الميلادي، فتمكن العلماء من فهم النصوص التي خلفها القدماء من رسائل وملاحم وسجلات رسمية ومعاملات تجارية مسمارية.

الكتابة الهيروغليفية

ظهرت الكتابة الهيروغليفية لأول مرة بعد الكتابة المسمارية بفترة بسيطة، وقد أرّخ العلماء تاريخ ظهورها ما بين عامي 3.300 حتى عام 3.200 قبل الميلاد، وقد استخدمت فيها الصور والرموز الشائعة في البيئة المصرية؛ كالطيور، والحيوانات وأجزاء جسم الإنسان، بالإضافة إلى الأزميل، والمطرقة، والقلم، وظلت هذه الكتابة متداولة بين الناس حتى القرن الرابع قبل الميلاد، ثمّ حلت محلها كتابة مشتقة منها ولكنها على نحو أكثر بساطة وهي الكتابة الهيراطيقية الخاصة بتدوين الوثائق الإدارية والقانونية، وكانت تستخدم الحبر العادي وورق البردي المصنوع من جلد الحيوانات، وظلت سائدة حتى القرن السابع قبل الميلاد، لتحل محلها بعد ذلك اللغة الديموطيقية.
الأبجدية
ظهرت الكتابة الأبجدية عن طريق الشعوب السامية الشمالية الغربية، وهي شعوب بلادي الشام وسيناء، وهي على عدة أنواع كالأوغاريتية في أوغاريت، والفينيقية الخاصة بسكان شرق حوض المتوسط، والأبلوية الخاصة بشعوب مملكة أيبلا شمال سوريا، والأنكا الخاصة بالمكسيك.

أهمية الكتابة

– تسجيل تاريخ الشعوب والقوانين الخاصة بها.
– الحفاظ على العلوم والمكتشفات من الضياع لتوريثها للأجيال القادمة دون عناء وتكلف.
– لغة اتصال وتواصل مفهومة يتم من خلالها تبادل الرسائل بين الملوك والمعاملات الرسمية والسجلات التجارية.
أهمية الكتابة
تبرز أهمية الكتابة في حياة الإنسان من خلال وجود العديد من أغراض الكتابة التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن أن تتم دون عملية تدوين ألفاط اللغة، وعليه فإن أهمية الكتابة تبرز من خلال ما يأتي:
– التعليم: تبرز أهمية الكتابة بشكل كبير في البيئة التعليمية، فعملية نقل المعلومة العلمية ونقلها تحتاج إلى وسيط يتم فيه تخزين هذه المعلومة بشكل دائم من أجل العودة إليها عند الحاجة، كما يحتاج الطالب إلى الكتابة أثناء تقديم الامتحانات في مختلف المراحل الأكاديمية، والتي يعتمد عليها المعلم بشكل كبير في تقييم أداء الطلاب، والتفريق بين مستوياتهم المختلفة.
–  حفظ تعاليم الدين: إن تعاليم الديانات يتم حفظها في الصدور والسطور، وبموت الحفظة لا يمكن أن يتم تطبيق التعاليم الدينية على وجهها الصحيح، فضلاً عما حدث في عملية تدوين القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، الأمر الذي أدى إلى حفظ الموروث الديني ومصادر التشريع التي يتم استنباط أحكام الدين منها.
– تنمية مهارات التفكير: يحتاج الطفل في بداية حياته إلى تعلم القراءة والكتابة، الأمر الذي يسهم في إثراء عقله، وزيادة قدرته على التفكير والتحليل، الأمر الذي يمكنه في بعد من الوصول إلى مرحلة التفكير الإبداعي التي من خلالها يمتلك نظرة مختلفة معمقة للأمور، بالإضافة إلى وجود التفكير غير النمطي الذي يتميز به عن أقرانه.
–  حفظ الإرث التاريخي: تكمن أهمية الكتابة في حفظ الإرث التاريخي والحضاري من خلال ما وصل من المخطوطات والجداريات القديمة، والتي تعكس العديد من جوانب الحياة في الحضارات التي تم كتابة هذه المخطوطات في زمنها، والتي حوت بعض أنظمة الحياة، وقوانين الحكم الداخلية في الحضارات، وبعض الوصفات الطبية التي ما زال بعضها يستخدم حتى يومنا هذا.

الكتابة الإلكترونية

إن من أهم انعكاسات التطور في حياة الإنسان وجود ما يعرف بالكتابة الإلكترونية، والتي من خلالها يتم إنشاء مواقع المحتوى، والمدونات الإلكترونية التي تسهم في نشر المعرفة المتخصصة، وإعطاء الباحث عن المعلومة ما يريد من خلال وجود قواعد محددة في التدوين الإلكتروني، كما تسهم هذه المدونات في مساعدة العاملين في هذا المجال في توفير مصدر دخل لهم من خلال ما يتقاضونه من عملية التدوين وإعادة مراجعة ما يُكتب إلكترونيًا.



797 Views