العنف ضد الأطفال

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 27 أكتوبر, 2021 5:51
العنف ضد الأطفال

العنف ضد الأطفال نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل أشكال العنف ضد الأطفال وأسباب العنف ضد الأطفال ونتائج العنف ضد الأطفال.

العنف ضد الأطفال

-تُشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنّ الأطفال أيّ الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عام حسب تعريف الأمم المتحدة قد يكونوا عرضةً لنوعين أساسيين من العنف؛ يتمثّل النوع الأول بسوء المعاملة من قِبل الوالدين أو غيرهم من مُقدّمي الرعاية، وعادةً ما يتعرّض لهذا النوع من العنف الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 14 عام، أمّا النوع الثاني من العنف فيُقصد به ذلك العنف الذي يحدث في البيئات المجتمعية بين المراهقين، وعادةً ما يتعرّض لهذا النوع من العنف الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عام.
-وحدّد الخبراء مجموعةً من الاستراتيجيات التي يُمكن اتّباعها للتصدّي للعنف ومنع حدوثه من الأصل، مثل: تقديم الدعم للأسر بما فيهم من آباء ومُقدّمي الرعاية من خلال تثقيفهم وتزويدهم بأساليب الرعاية والتربية السليمة والإيجابية لأطفالهم بشكل يُقلّل من خطر حدوث العنف داخل المنزل، بالإضافة إلى تعزيز مهارات إدارة المخاطر والتحديات لدى الأطفال والمراهقين والسعي إلى إكسابهم هذه المهارات دون استخدام العنف، إلى جانب إحداث تغيير في المواقف والأعراف الاجتماعية التي تُشجّع على العنف ولا تراه ظاهرةً خطرة، وتفعيل تنفيذ القوانين والسياسات التي تحمي الأطفال من العنف، بالإضافة إلى جمع البيانات وإجراء البحوث التي تهدف إلى التعرّف على أماكن حدوث العنف، وأشكاله، والمجتمعات والفئات العمرية الأكثر تضرّراً منه؛ بهدف تخطيط وتصميم استراتيجيات التدخّل المناسبة لإنهاء العنف.

أشكال العنف ضد الأطفال

1-العنف النفسي والعاطفي
يُقصد بالعنف النفسيّ ضدّ الأطفال تعرّضهم لإساءة المعاملة النفسيّة أو العاطفيّة بصورة منتظمة، ويشمل ذلك عدم تلبية احتياجاتهم الأساسيّة من الاهتمام، والمودة، والأمان، إمّا بسبب عدم القدرة على توفير مثل هذه الاحتياجات العاطفيّة للطفل، أو عدم إدراك الوالدين لضرورة إشباع هذه الاحتياجات، أو بسبب عدم مبالاة الأهل أو مقدّمي الرعاية باحتياجات الطفل النفسيّة والعاطفيّة، ومن أشكال العنف النفسيّ رفض الطفل، وعدم إشعاره بالحبّ، وانتقاده، والسخرية منه، والتسلّط عليه، وغياب التحفيز والتشجيع، وغير ذلك.
2-العنف الجسدي
يُقصد بالعنف الجسديّ ضدّ الأطفال أيّ عقوبة بدنيّة مبالغ بها وغير مناسبة يتعرّض لها الطفل وتُسبّب له الأذى الجسديّ، وقد يؤدّي هذا النوع من العنف إلى آثار سلبية تبدأ من كدمات على جسد الطفل وقد تصل إلى الموت، ويتسبّب العنف الجسديّ الذي يتعرّض له الطفل بمشاكل عديدة في حياته من أبرزها الضرر النفسيّ الذي قد يقوده إلى تعاطي المخدرات والإجرام، بالإضافة إلى مشاكل في الصحة العقليّة، وغالباً ما يُمارس الأطفال الذي تعرّضوا للعنف الجسديّ الأذى نفسه على أطفالهم عندما يُصبحون آباء ممّا يؤدّي إلى استمراريّة العنف عبر الأجيال.
3-الإهمال
يُعتبر الإهمال من أشكال العنف الذي يتعرّض لها الطفل، ويُقصد به القيام بأيّ فعل أو إغفال القيام به من قِبل الوالدين أو مُقدّمي الرعاية نحوَ أطفالهم، بحيث يحرم ذلك الطفل من الاحتياجات الأساسيّة، وينعكس سلبياً على صحة الطفل الجسديّة أو النفسيّة، ومن مظاهر إهمال الطفل التخلّي عنه، وعدم تلبية احتياجاته العاطفيّة أو النفسيّة الأساسيّة لعمره، والتقصير في رعايته الطبيّة أو التعليميّة، وإهمال احتياجاته الأساسيّة من غذاء، وملابس، ومأوى، وتظهر علامات الإهمال على الطفل من سوء نظافته، وانخفاض وزنه، والغياب المتكرّر عن مدرسته، وغيرها، ويظهر هذا النوع من العنف ضدّ الأطفال الإناث أكثر من الأطفال الذكور.
4-العنف الجنسي
يتعرّض الأطفال للعنف الجنسيّ سواء كانوا إناثاً أو ذكوراً، وفي مختلف المجتمعات والأحياء المجتمعيّة، وقد يتعرّضونَ له من شخص بالغ أو من أطفال آخرين، ويتمثّل العنف الجنسي بتعرّض الطفل لنشاط جنسيّ لا يتناسب مع جسده غير مكتمل النضج، ولا يفهمه الطفل أو لا يوافق على ممارسته، وقد يكون فعلاً جنسيّاً مخالفاً للقوانين والتقاليد، وعلى الرغم من امتثال بعض الأطفال للاعتداء الجنسيّ إلّا أنّ ذلك لا يتعارض مع كون الطفل ضحيّة؛ لأنّ امتثاله في الغالب يأتي من ثقته بالشخص البالغ واعتقاده بأنّه سيوفّر له الحماية والأمان؛ لذلك تُعدّ مطالبة الطفل بممارسة أنشطة غير مناسبة لعمره انتهاكاً لثقته بالآخرين ولسلامته العامّة.ويتسبّب العنف الجنسيّ ضدّ الأطفال بمشاكل عديدة لمعظم الأطفال الذينَ يتعرّضون له قد تظهر على بعضهم وقد لا تظهر، فعلى المستوى الصحيّ قد يتعرّض الطفل لاضطرابات في الأكل وللعجز الجنسيّ في المستقبل.

أسباب العنف ضد الأطفال

1-قصور بعض القوانين والتشريعات الحكوميّة المعنيّة بحماية الطفل من العنف.
2-قلّة الثقافة والوعي بأساليب التربية السليمة والناجحة.
3-أثر المشكلات الاقتصاديّة، والتي تزيد بدورها الضغوطات على الوالدين، وتشعرهما بالعجز والضعف، مثل: البطالة، والفقر، وتراكم الديون.
4-دور الانحرافات السلوكيّة والأخلاقيّة التي تؤدّي بالشخص إلى التصرّف بعنف، مثل شرب الخمور والمُسكرات.
5-نشوء الوالِدَين أو أحدهما في أسرة وبيئة تجعل العنف ضدّ الأطفال يبدو وكأنه أمرٌ طبيعيّ يحدث في كل بيت، إذ إنّ تعرُّض أحد الوالِدين أو كلاهما للعنف أثناء طفولتهما قد يكون سببًا في اعتبارهم العنف أمراً عادياً، إذ تشير الدراسات إلى أنّ الطفل الذي يتعرّض للعنف أثناء طفولته يكون أكثر عرضةً لممارسته في المستقبل.
6-تأثّر الوالِديْن أو أحدهما بما يشاهدانه في وسائل الإعلام كالأفلام التي تشجّع على العنف.
7-غياب أو قلّة وجود المؤسّسات المجتمعيّة التي ترصد الأطفال المعرّضين أو المحتمل تعرّضهم للعنف بكافّة أنواعه.
8-حاجة المعنِّف لتفريغ الضغوطات والانفعالات السلبيّة والغضب وغيرها من المشاعر التي يتعرّض لها في المجتمع أو العمل.
8-أثر الأسباب النفسيّة على المعنِّف، والتي قد تؤدّي إلى عدم قدرته على السيطرة على نفسه، والتصرّف بعنف.

نتائج العنف ضد الأطفال

1-إعاقة تطوّر الدماغ والجهاز العصبي:
إنّ التعرّض للعنف في سنّ مبكرة قد يؤثّر على نمو الدّماغ، وتضرّر أجزاء من الجهاز العصبي، الأمر الذي يؤثّر سلبًا على تطوّر الطّفل المعرفي، وهو السّبب الرّئيسي في انخفاض تحصيله التّعليمي والمهني مستقبلًا، بالإضافة إلى إلحاق الضّرر بأعضاء أخرى من الجسد كالغدد الصمّاء، والجهاز العضلي الهيكلي، والأعضاء التناسليّة، والجهاز التنفّسي، وجهاز المناعة.
2-الإصابة بالأمراض:
الأطفال الذين تعرّضوا للعنف في مرحلة مبكّرة من حياتهم، تزيد فرص إصابتهم بالأمراض غير المعدية كأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسّرطان، والسكري.
3- إصابات خطيرة:
يوجد المئات من ضحايا العنف الذين تعرّضوا لإصابات خطيرة في أجسادهم سبّبت لهم إعاقات دائمة، وغالبًا ما يكون ضحاياها من المراهقين الذّكور.
4- الحمل غير المرغوب فيه:
قد يؤدي العنف الجنسي ضد الفتيات القاصرات، المتمثّل باغتصابهنّ، إلى حدوث حمل غير مرغوب به، ناهيكَ عن تعرّضهنّ للأمراض المنقولة جنسيًّا مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”، وغيره من الأمراض الجنسيّة الخطيرة.
5-الموت:
قد يؤدّي العنف الجسدي الشّديد إلى الوفاة، وخصوصًا العنف الموجّه ضد الشّباب والمراهقين والذي يُستخدم فيه الأسلحة الناريّة، ويكون في أغلب الأحيان الضحيّة والجاني من المراهقين.



389 Views