اهمية مرحلة المراهقة وماهو مفهوم مرحلة المراهقة الشامل واهم خصائص المراهقة في هذه المقالة المميزة.
محتويات المقال
مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة التي تمثل معبر الفرد البشري من الطفولة إلى النضج تقوم بمهمة صقل الخبرات البديهية التي تعلمها الانسان بمرحلة الطفولة من جهة، والبدء في رسم الملامح الشخصية لهذا الانسان والتي سوف تمثل هويته الفردية من جهة أخرى.
تعريف مرحلة المراهقة
تعرف مرحلة المراهقة بأنها إحدى المراحل العمرية التي تلي مراحل الطفولة مباشرة، ويرى علماء النفس النمو والارتقاء ان هذه المرحلة تتسم بتغيرات متعددة ومختلفة ومتباينة، بحيث تمتد هذه التغيرات لتشمل الجانب النفسي، والسمات الشخصية، والجانب الانفعالي والوجداني، والجانب السلوكي، وأيضا الجانب البيولوجي العضوي. وتنقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل أساسية، نوجزها فيما يلي:
أولا: مرحلة المراهقة المبكرة:
تمتد فترة المراهقة المبكرة بين عمر 11 و13 سنة، وتتسم هذه المرحلة بوجود عدة تغيرات تحدث بشكل سريع ومتلاحق على المستوى النفسي، والبيولوجي العضوي، وعلى المستوى المعرفي العقلي، وعلى المستوى الانفعالي الوجداني، وأيضا على المستوى السلوكي.
ثانياً: مرحلة المراهقة المتوسطة أو الوسطى:
تمتد مرحلة المراهقة المتوسطة في الفترة العمرية من 14 إلى 16 سنة، وتتسم هذه المرحلة بتغيرات جوهرية في شخصية المراهق تتفق مع التغيرات البيولوجية في جسمه، بحيث نجد المراهق الذكر ضمن هذه المرحلة أصبح تفكيره يتجه نحو ذاته وما ألم به من تغيرات ظاهرة، كنمو شعر اللحية، والشارب، والصدر، وغلاظة الصوت، وتغيرات أخرى لا يلاحظها إلا المراهق ذاته، ويبدأ هنا يتكون ما يعرف بالهوية الجنسية الذكورية، بحيث يشعر أن هويته الجنسية كاملة الذكورة.
ثالثا: مرحلة المراهقة المتأخرة:
وتمتد مرحلة المراهقة المتأخرة في الفترة العمرية من 17 إلى 20 سنة، وفيه تتبلور شخصية المراهق بشكل نهائي، وتستقر بشكل نسبي سماته الشخصية والسلوكية التي اكتسابها خلال مراحل الطفولة والمراهقة السابقة.
أهمية مرحلة المراهقة
تحظى المراهقة بأهمية كبيرة، حيث أنها تنال وتحتل مكانة كبيرة بين مختلف الثقافات والبيئات والشعوب، وذلك لأنها تؤهل الفرد للدخول في مرحلة الشباب ليصبح عضواً ينخرط في خدمة مجتمعه .
فهذه المرحلة تعتبر الأساس لمرحلة الرشد الذي يصبح فيها الفرد مسئولا عن أسرة ، وعن مهنة ، وعضوا منتجا يسهم في تقدم المجتمع ورقيه
المراهقة المبكرة
مع بداية المراهقة المبكرة لا يعتبر الطفل نفسه طفلا بسبب ما يطرأ على جسمه من تغيرات جسمية وفسيولوجية سريعة ، إلا أن الوالدين والمعلمين ما زالوا ينظرون إليه على أنه طفلا . ، وعادة ما يؤدي هذا التناقض إلى الشعور بالإضطراب النفسي لدى المراهقين وإلى سلوكيات غير مرغوب فيها .
النمو الجسمي
يتسم النمو الجسمي في المراهقة المبكرة بالسرعة الكبيرة ، وتستمر طفرة النمو في المراهقة المبكرة لفترة زمنية تبلغ ( 3 سنوات ) ، وذلك بعد النمو الهادئ في المرحلة السابقة ( الطفولة المتاخرة ) .
وتصل أقصى سرعة للنمو الجسمي في المراهقة المبكرة لدى الذكور في سن ( 14 سنة ) ، ولدى الإناث في سن ( 12 سنة ) .
الخصائص الشخصية للمراهقين
لمرحلة المراهقة خصائص معينة يشترك فيها كل من يعتبر مراهق بشكل عام، فهذه الخصائص لا تعتبر شخصية على المستوى الفردي وإنما تمثل ثقافة تحدد جملة من الأفكار والمعتقدات والاهتمامات التي تميز المراهقة كمرحلة تضم شريحة كبيرة من الأفراد المتشابهين من حيث الصفات الشخصية، ومن هذه الخصائص:
المراهقين لديهم ثقافة خاصة
تتميز مرحلة المراهقة بأنها تملك ثقافة خاصة، تنتشر بين أفرادها إلى درجة شبه شاملة لكل من يمر بهذه المرحلة العمرية من الحياة، وهذه الثقافة تضم جملة من الأفكار والمعتقدات والاهتمامات التي تميز أفراد هذه المرحلة عن غيرهم، وهذا ما يعتبر خاصية تميز مرحلة المراهقة.
المراهقين يتشابهون بالصفات النفسية والعقلية
إن التغيرات في الابعاد المختلفة التي تحدث في مرحلة المراهقة، تؤدي إلى تشابه كببر من حيث الصفات النفسية والاجتماعية وحتى العقلية والإدراكية بالنسبة للمراهقين، ولهذا السبب فإننا نعطي أحكاماً مسبقة على ردات فعل المراهقين تجاه مواقف معينة استناداً إلى هذا التشابه، وهذه المسألة تعد خاصية تميز المراهقين عن غيرهم من الشرائح الإنسانية.
الإيمان بالمثاليات عند المراهقين
ومن خصائص المراهقين أيضاً أن أغلبهم يميلون للإيمان بالمثاليات، فالمرهقين بطبيعتهم النفسية يرغبون برؤية كل الأشياء في حالة اكتمال إلى درجة قد تجعلنا ننعتهم بالغرابة وعدم الاندماج في بعض الأحيان.
الاندفاع والحماس عند المراهقين
المراهقة بطبيعتها النفسية المتغيرة تؤدي لهيجان عام في عواطف المراهق، وهذا ما يجعل سلوكه يتميز بالاندفاع والحماس الدائم، فعندما يرغب بتحقيق أي شيء نجده شديد الاندفاع نحوه ومتحمس جداً للوصل لهدفه إلى درجة قد تجل سلوكه متهوراً ومتسرعاً في كثير من الحلات، وميزة الاندفاع هذه موجودة لدى الكثير من الأشخاص عموماً، ولكن عند الحديث عن المراهقة فهذه الميزة تعتبر من أهم خواصها وأكثرها وضوحاً.
التغيرات المتسارعة عند المراهقين
نلاحظ على المراهقين أنهم كثيراً ما يغيرون قناعاتهم ويبدلون آرائهم وأفكارهم بطريقة سريعة ومفاجئة في بعض الأحيان، ويعود هذا في سببه إلى أن المراهق يتأثر بسهولة بكل ما يتعرض له من خبرات ومواقف جديدة، وهذه التغيرات تنكس بطريقة مباشرة على سلوكه وبالتالي على شخصيته.
الأحلام والطموحات عند المراهقون
المراهق كثير الشرود والتفكير وهو في أفكاره وشروده هذا يسبح في بحر من الأحلام والأمنيات وهذا البحر يمثل عالماً خاصاً يعيش فيه ويكبر معه ويرى نفسه من خلال، ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الأحلام بطريقة ما على أسلوب تفكير المراهق وقناعاته، وهذا ما يعطيها صفاتاً تجعلها خاصية تميز مرحلة المراهقة.
أهمية مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة مرحلة انتقال خطيرة في عمر الإنسان ففي مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة نجد أن حياة الطفل تتسم بالهدوء والاتزان، والعلاقات الاجتماعية التي تسير في يسر وسهولة، فرأينا ان الطفل يندمج مع أصدقائه، ويشترك معهم في لهوهم وتسليتهم وأوقات فراغهم، ويكون الطفل منشغلا بالعالم الخارجي الذي يحيط به أكثر من انشغاله بذاته.
وببداية البلوغ الذي يعتبر قنطرة أو ممرًا يصل الطفولة المتأخرة بالمراهقة، تحدث تغيرات في حياة الطفل تشمل كيانه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي فتتحول اتجاهات الطفل وميوله وأفكاره ومعتقداته إلى اتجاهات مختلفة ومتضاربه، فهو ينتقل من أشياء ملموسة إلى أشياء معنوية وفكرية، ينتقل من مرحلة يكون فيها معتمدا على الغير إلى طور يعتمد فيه على نفسه، بل ميل إلى التحرر من سلطة الأبوين والخروج عليها، والالتصاق بالشلة والأصدقاء والولاء لهم وتكوين العلاقات العاطفية معهم، طور البحث عن المثل العليا والاكتفاء الذاتي، واستيقاظ الدوافع الجنسية، واتساع العلاقات الاجتماعية، فيزداد الاهتمام بالآخرين، ويظهر لدى الفرد القدرة على النقد والتحليل، وتفهم الأمور والقيم التي قد لاتتوافق مع نموه المفاجئ وخبراته المحدودة.
ولأهمية مرحلة المراهقة اهتم بهذه المرحلة عديد من العلماء والباحثين وعلى رأسهم ” آرنولد جازل ” ومعاونوه. وقد نظر هول لمرحلة المراهقة على أنها (مولد جديد للفرد) وهي فترة عواطف وتوتر وشدة، ولذا فقد سميت نظرية هول “بالعاصفة” أو “الأزمة” فهي تتضمن في نظره تغيرات ضخمة في الحياة، فهي نوع جديد من الميلاد مصحوب بتوترات ومشكلات لا يمكن تجنب أزماتها وضغوط نفسية واجتماعية تحيط به.