بحث عن تاريخ المملكة العربية السعودية الاولى ومعلومات عن المملكة العربية السعودية الاولى كل ذلك في هذه السطور التالية.
الدولة السعودية الأولى أو إمارة الدرعية هي دولة تأسست في وسط الجزيرة العربية عام 1744، أسسها محمد بن سعود آل مقرن أمير الدرعية والذي اتخذها عاصمة لدولته، استمرت الدولة السعودية الأولى في التوسع حتى سقوطها عام 1818 على يد الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا.
محتويات المقال
الدولة السعودية الأولى
مرت الدولة السعودية بثلاث مراحل رئيسية عبر التاريخ ابتداءً من تأسيس الدولة السعودية الأولى التي عُرفت بإمارة الدرعية، وصولاً إلى تأسيس المملكة العربية السعودية أوائل القرن العشرين، واستمرت الدولة السعودية الأولى إلى ما يقارب الأربع وسبعين سنة حافلة بكثير من الأحداث والمنعطفات التاريخية المهمّة، فكيف كان تأسيس تلك الدولة؟، وما هي الدعوة الإصلاحية التي تبنتها؟، وكيف كانت نهايتها؟
تأسيس الدولة السعودية الأولى
أُسست الدولة السعودية الأولى عام 1744م على يد محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في منطقة الدرعيّة التي أُطلق عليها ذلك الاسم نسبة إلى منطقة الدروع التي أتى منها آل سعود، وظلت الدرعية منطلقاً لحملات آل سعود العسكرية اتجاه المناطق التي تسيطر عليها قبائل مختلفة في نجد والإحساء
تأسيس ميثاق الدرعية
تبنّى محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى الدعوة الإصلاحية التي وضع ركائزها الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقد تشكّل لأجل ذلك ميثاق سمي بميثاق الدرعية عام 1745م أسس تحالفاً بين الدعوة الوهابية وآل سعود، منطلقاً من عقيدة التوحيد التي تحثّ على ترك الشركيّات في القول والعمل، ومحاربة البدع التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية.
انطلاق الحملات العسكرية
انطلقت حملات آل سعود العسكرية للسيطرة على المناطق المحيطة بالدرعية، فتمكن محمد بن سعود من شنّ كثير من الحروب والمعارك التي انتصر في بعضها، وهزم في أخرى، ثمّ خلفه بعد ذلك ابنه عبد العزيز بن محمد بن سعود الذي استطاع الدخول إلى إمارة الرياض التي كان يطمح إليها آل سعود حيث هزم أميرها دهام بن دواس في سنة 1773م بعد أن سيطر آل سعود على كثير من المناطق في إقليم العارض مثل حريملاء والعيينة وبريدة.
توسع الدولة السعودية الأولى
بلغت الدولة السعودية الأولى أوج توسعها في عهد آخر أمرائها وهما سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، وعبد الله بن سعود حيث استطاعت ضم الإحساء، كما توجهت جحافل جيوشها اتجاه قطر وسيطرت على الزيارة حيث هرب أميرها منها إلى البحرين، كما وصلت إلى عمان وضمت رأس الخيمة التي أصبحت معقلاً للدعوة الوهابية حينما بايع القواسم آل سعود.
إمارة الدرعية
بلدة الدرعية أسسها مانع بن ربيعة المريدي الدرعي سماها بالدرعية نسبة إلى بلدته التي قدم منها وهي الدروع (بلدة أو قرية صغيرة كانت قديما بالقرب من القطيف)، وهي نسبة إلى جده درع أيضاً، وقد قدم مانع المريدي بعد أن دعاه ابن عمه ابن درع من حجر اليمامة لأخذ منطقة بالقرب من وادي حنيفة ولما توفى مانع خلفه ابنه ربيعة بن مانع فترأس أهل البلد، وتكاثر سكان الدرعية، فأراد ربيعة توسعة رقعتها بالاستحواذ على جانب من أراضي آل يزيد وكانت لهم قريتا النُعْمية والوصيل المجاورتان للدرعية، فدفعوه عنهم، فقاتلهم، وقوى ابن لربيعة، اسمه موسى فأصبح على الإمارة في أيام أبيه، واستقر في الحكم وقضى على شوكة جيرانه آل يزيد، ودمر منازلهم وأجلاهم عن قريتيهم وألحقهما بأراضي الدرعية، وحكم بعده ابنه إبراهيم بن موسى ثم ولده مرخان بن إبراهيم، أيضا بعد وفاة مرخان، تأمر ابناه ربيعة ومقرن مشتركين معا، وتداول الإمارة بعدهما، ابناهما وطبان بن ربيعة بن مرخان، ومرخان بن مقرن بن مرخان. ثم ناصر بن محمد بن وطبان، فمحمد بن مقرن، فإبراهيم بن وطبان، فأدريس بن وطبان، إلى أن كانت أيام موسى بن ربيعة بن وطبان سنة 1131هـ، فخلعه أهل الدرعية سنة 1132 هـ الموافق 1720م فتولاها سعود الأول بن محمد بن مقرن وتوفى سنة 1137 هـ الموافق 1725م وبعد وفاته، خلفه أكبر رجال الأسرة سناً، زيد بن مرخان بن وطبان وقتل سنة 1139 هـ الموافق 1726م وتولى محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية الذي أصبح فيما بعد أول أئمة الدولة السعودية الأولى.
الدعوة الإصلاحية
بدأ الإمام محمد بن عبد الوهاب بدعوته بعد حفظه للقران وتعلمه العلوم الشرعية والسفر لمكة والمدينة والبصرة لتلقي العلم على علمائها وما شاهده من بعض الأفعال المنكرة التي يفعلها أكثر العوام من التحذير منها بشدة كالدعاء عند قبور الأموات واعتقاد النفع والضر فيهم وتقبيل القبور والتمسح بها والطواف بها وغيرها من المعتقدات الباطلة كما يعتقد بعقيدة السلف الصالح من علماء المسلمين خاصة من القرون الفاضلة من وصف الله بما وصف به نفسه أو بما وصفه به النبي بغير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل.
سافر للبصرة لتلقي العلم وقد أوذي كثيرا هناك بسبب دعوته وأراه والنقاشات بينه وبين علماء البصرة في التوسل بالقبور والأضرحة وغيرها كالاعتقاد باللجوء للقرآن الكريم وحده فعارضه ورد عليه العلماء كالشيخ القمي مؤكدين بأن كتاب الله وحده لا يكفي و قد ادعى عليه البعض في أمر مبالغ فيه بأن الانجليز خدعوه ليرتكب المعصية و حرضوه على تمزيق الصف الاسلامي كم جاء في مذكرات مستر همفر فخرج من البصرة إلى الزبير ثم الأحساء وتلقى العلم هناك ثم عاد إلى حريملاء[4] وبدأ إعلان دعوته وصار له تلاميذ وألف كتابه الأشهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وقد انتشر الكتاب بين طلبة العلم، وبعد محاولة قتله من العبيد الذي أنكر عليهم الكثير من أعمالهم، خرج الشيخ بعدها إلى العيينة وكان أميرها عثمان بن حمد بن معمر الذي أيده ونصره وتزوج الشيخ من الجوهرة بنت عبد الله بن معمر وبدأت الدعوة الإصلاحية فسار الشيخ مع جيش بن معمر لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب فهدمها الشيخ بيده وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يراه، فبدأ صدى الدعوة ينتشر فبدأت المخاصمة من بعض العلماء الذين راسلوا علماء مكة والمدينة والبصرة ثم شكوه إلى حاكم الأحساء رئيس بني خالد سليمان بن محمد آل حميد لخروجه عما يعتقدون أنه إجماع المسلمين فأرسل لأبن معمر يطلب منه قتل الشيخ وإلا فأنه سيقطع عنه الخراج فأمر بخروج الشيخ من العيينة فتوجه الشيخ لأحد طلابه في الدرعية.
بعدما وجه الشيخ إلى الدرعية توافد عليه الطلاب ومنهم ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود أخوة أمير الدرعية محمد بن سعود ولم يكن الأمير مهتما للشيخ إلا بعد طلب زوجة الأمير موضي بنت أبي وطبان من الذهاب إليه ونصرته، وطلب ثنيان ومشاري من الأمير أن يذهب إليه بنفسه فألتقى الإمام محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود وكان الأمير يخشى بعد نصرته أن يفارقه الشيخ ويستبدل غيره وأن يمنعه من الأموال التي يأخذها من الأهالي فرد الشيخ بأن الدم بالدم والهدم بالهدم وأما الأموال فلعل الله يعوضه بخير منها وبدأ ما يعرف بميثاق الدرعية في 1745 وهو بداية لقيام الدولة السعودية الأولى.
التوسع في نجد
بعد ميثاق الدرعية بدأ التوسع السعودي لنشر الدعوة الإصلاحية والبيعة لأمير الدرعية محمد بن سعود، ولم تعرف الدولة السعودية الناشئة استقرارا لكثرة الحروب وكثرة الخصوم للدولة ورفض الدعوة الإصلاحية أو ما يسميها الخصوم الوهابية وتبدل ولاء البلدان من المعاهدة وتبني الدعوة إلى العداء ورفض الدعوة.
انتهاء الدولة السعودية الأولى
لم يرق للدولة العثمانية أن ترى توسع الدولة السعودية الأولى الذي يزداد باستمرار، وخشيت على أن تفقد مكة والمدينة المنورة بما تمثلهما من رمزية دينيّة في وجدان المسلمين، فقام محمد علي باشا بتسيير حملات عسكريّة بناء على أوامر السلطان العثماني اتجاه مناطق سيطرة آل سعود، وقد تمكنت تلك الحملات أخيراً من هزيمة آل سعود حيث دمرت الدرعيّة وسيق عبد الله بن سعود آخر أمرائها إلى مركز الخلافة العثمانية حيث أعدم هنالك لتطوى بذلك صفحة الدولة السعودية الأولى
المناطق التي شملتها الدولة السعودية الأولى
بعد ميثاق الدرعية الذي تمّ بين كلٍّ من محمد بن عبد والأمير محمد بن سعود توسّع نطاق الدولة وباتت تضمّ نجد وإقليم العارض، ويقصد به الدرعية والرياض والعيينة، ومنفوحة، وضرما، وأقاليم الوشم، وسدير، والخرج، والقصيم، وجبل شمر، وبريدة، والإحساء، وتوسّعت حتى حدود الخليج العربي فضمّت الكويت وقطر وعمان والأردن وحتى العراق.
نهاية الدولة السعودية الأولى
تمّ إسقاط الدولة السعوديّة الأولى على يد الوالي المصري العثماني محمد علي باشا، حين أرسل ابنه إلى أرض الحجاز حملةً عسكريّةً بقيادة ابنه إبراهيم باشا، الذي تمكّن بعد خوض معارك طاحنة من دخولها والوصول إلى العاصمة الدرعيّة، فدمّرها ونهب ما فيها من أموال وخزائن أمرائها، بعد أن تمّ إلقاء القبض على الإمام عبد الله بن سعود مع عدد كبيرٍ من رجالات ومشايخ وأمراء وعلماء وأئمة الدولة السعودية الأولى؛ حيث تمّ اقتيادهم إلى الأستانة (إسطنبول) في تركيا بعد التحقيق معهم وتنفيذ حكم الإعدام بحقّهم، ويُذكر منهم أمير منطقة الخرج عبد الله بن سليمان بن عفيصان، وأمير منطقة الإحساء فهد بن سليمان بن عفيصان، وابن أخيه، كما قتلو علي بن عبد الوهاب ورحّلو حجيلان بن حمد أمير القصيم إلى المدينة المنورة وشتتوا شمله، وهكذا تمّ إخضاع السعودية إلى الباب العالي للسلطنة العثمانية.