تعريف العنف وتعريف العنف الاسري وأسباب العنف ونشأة العنف، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
تعريف العنف
العنف هو سلوك عمدي موجه نحو الهدف، سواء كان لفظي أو غير لفظي، ويتضمن مواجهة الآخرين ماديًا أو معنويًا، ومصحوبًا بتعبيرات تهديدية وله أساس غريزي.
ويعتبر العنف ضد الأطفال أحد أبرز مظاهر إهمال الأطفال.
كما أن لدينا معتقدات خاطئة تجاه الأطفال، كذلك لدينا سلوكيات خاطئة تصل إلى حد انتهاك طفولتهم أحيانًا، وتتجسد بالعنف المطبق على الأطفال بكل أشكاله الجسدي والنفسي.
تعريف العنف الاسري
يعرّف “العُنْف” لغة على أنه الشدة والقسوة، ويعرّف “العنف الأسري” (يسمى أيضا “العنف المنزلي”) اصطلاحًا بأنه الإساءة المتعمدة بين أشخاص تربطهم علاقات ضمن حدود العائلة الواحدة أو يؤدون وظيفة الأسرة، كعنف الزوج ضد زوجته، وعنف الزوجة ضد زوجها، وعنف أحد الوالدين أو كليهما تجاه الأولاد، أو عنف الأولاد تجاه والديهم، أو العنف بين الأشقاء، أو عنف الحموات والكنائن، وعادة ما يكون المُعنِّف هو الطرف الأقوى الذي يمارس العنف ضد المُعنَّف الذي يمثل الطرف الأضعف، وقد تبين من جميع الدراسات التي أُجريت أن الزوجة هي الضحية الأولى للعنف الأسري، ويأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات والمسنون، وتبين أنه بنسبة 99% تقريبًا يكون مصدر العنف الأسري رجلًا، كما ذكرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للمرأة على مستوى العالم، أن التقديرات تشير إلى أن 35% من النساء في جميع أنحاء العالم قد تعرضن لأحد أشكال العنف الأسري في مرحلة ما من حياتهن
يمكن للعنف الأسري أن يكون عنفًا جسديًا أو نفسيًا أو جنسيًا أو اقتصاديًا، وتختلف طبيعة هذا العنف، فيمكن أن يكون عنفًا لفظيًا كالإساءة بالكلام أو التهديد بالعنف، أو الإهمال، أو سلب الحقوق من أصحابها، أو الحرمان الاقتصادي، أو أن يصل إلى العنف الجسدي مثل الضرب والاغتصاب وجرائم الشرف.
ويعتبر العنف الأسري من أكثر الجرائم التي لا يتم التبليغ عنها من قبل النساء أو الرجال، على مستوى العالم، لاعتقاد كثير من الناس أن العنف الأسري مقبول به ومبرر، ويندرج تحت مفهوم “المشاكل الأسرية”.
اسباب العنف
-حالة الانخفاض في المستويات التعليمية أدت بدورها لحدوث عنف ضد المرأة وعدم الاعتراف بحقوقها وواجباتها، إهمال قدراتها على فعل الكثير في المجتمع.
-عدم إمكانية توافر فرص العمل بكثرة أدى إلى عدم إعطاء المرأة حقها في المشركة في سوق العمل والحفاظ على حقوقها. سيطرة الرجال على الانفراد باتخاذ القرار دون مشاركة المرأة معه.
-عدم توافر مساحة للمرأة لكي تبدي رأيها وتشارك به في المجتمع بجانب عدم حريتها في عمل صداقات ومشاركات اجتماعية بحرية كافية.
-عدم وجود عقاب رادع لمن يقوم بارتكاب جرائم العنف ضد المرأة.
-أحيانًا الجهل والفقر يكون لهم يد أساسية ودور بارز في العنف ضد المرأة، حيث أن توجد بعض الفئات التي تعاني من التخلف في التفكير فهم يتعاملوا مع المرأة وكأنها كم مهمل ليس له قيمة، حيث أنهم يمكن أن يتعاملوا معها من منظور أن دورها داخل البيت فقط وخارجه هي لا شيء.
-المرأة هي من تخلق العنف ضدها بنفسها وذلك برضائها بالأمر الواقع عليها دون مناقشة أو محاولة إبداء الرأي، فهي بمنتهى السهولة لا تبدي أي اعتراضات بل تسلم بالأمر
نشأة العنف
ظهر العنف منذ وجود آدم صلى الله عليه وسلم، وابنيه هابيل وقابيل، على الأرض؛ حيث قتل قابيلُ أخاه هابيل حسدًا وظلمًا.
-قال سبحانه: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ [المائدة: 27 – 31].
– قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): يقول تعالى مبينًا وَخِيمَ عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم لصُلْبه، وهما هابيل وقابيل، كيف عدا أحدهما على الآخر، فقتله بغيًا عليه وحسدًا له، فيما وهبه الله من النعمة، وتقبل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل، ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة، وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة؛ (تفسير ابن كثير جـ 5 صـ 160).
-روى الشيخان عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُقتَل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْل من دمها (نصيب من إثم قتلها)؛ لأنه أول من سن القتل))؛ (البخاري حديث: 3335 / مسلم حديث: 1677).