تعريف بر الوالدين

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 23 سبتمبر, 2021 12:34
تعريف بر الوالدين

تعريف بر الوالدين نذكره لكم بشكل مختصر من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم فوائد بر الوالدين هذا بالإضافة إلى باقة متنوعة أخرى من الفقرات مثل حكم بر الوالدين وطرق بر الوالدين في حياتهما.

تعريف بر الوالدين

إن بِرَّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية، وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له. من روائع الدين الاسلامي تمجيده للبر حتى صار يعرف به، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية، صارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل يتكون هذا اللفظ من شقين فلنأخذ كل شق على حده.

فوائد بر الوالدين

1-برّ الوالدين والسّاعي عليهما هو في سبيل الله:
لحديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَة:..فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ..».
2-برّ الوالدين يُطيل في العمر ويَزيد له في الرّزق:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
3-برّ الوالدين من أسباب رضا الرّبّ:
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ».
4-برّ الوالدين يعدّ من أحبّ الأعمال إلى الله:
لحديث رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- عندما سئل عن: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي».
5-برّ الوالدين من أسباب تفريج الكروب:
ودليل ذلك الحديث: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ،..»، وفرّج الله عنهم فرجةً رأوا من خلالها السّماء بذكر أحدهما إحدى قصص برّه بوالديه.
6-برّ الوالدين أو برّ الأقرب لهما من أسباب قبول التوبة:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رَجُلٌ، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَكَ وَالِدَانِ؟ »، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَلَكَ خَالَةٌ»؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَبِرَّهَا إِذًا».

حكم بر الوالدين

– وردت في القرآن الكريم مجموعة من الآيات الدالّة على وجوب برّ الوالدين، وعلى الفضل العظيم المتحصّل منه، ومنها قوله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)،وقوله -تعالى-: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا * وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا)، وقوله -عزّ وجلّ-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، وعليه فبرّ الوالدين يعدّ واجباً وفرضاً،وقد وردت في السنّة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث الدالّة على وجوب برّ الوالدين، وحرمة عقوقهما، ومنها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).
-وبرّ الوالدين لا يقتصر على الوالدين المسلمين؛ وإنّما يجب أيضاً للوالدين غير المسلمين ما لم يتعارض برّهما مع طاعة الله تعالى.
-وإن أمرا ابنهما بالشرك أو المعصية فلا طاعة لهما فيما يأمران به؛ لقوله -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، ويتضمّن البرّ بالوالدين أن يقول لهما الولد كلاماً ليّناً ويرفق بهما، ويظهر حبّه لهما، ويبتعد عن الكلام القاسي الذي يؤدّي لنفرتهما منه، ويحرص على أن يناديهما بما يحبّانه من الأسماء، ويتحدّث معهما بما يكون نافعاً لهما في دنياهم وآخرتهم، ولا يقابلهما بالملل والتأفّف، ولا يضيق منهما أو يرفع صوته عندهما، وإنّما يتحدّث معهما بالحديث الكريم الليّن، وذلك فرض عين على كلّ ابن.

طرق بر الوالدين في حياتهما

إحسان المعاملة معهما بالرفق واللين وإظهار الحب والمودة لهما، وأن لا يشعر الوالدان بتثاقل أبنائهم من الاهتمام بهم وهذا أعظم صور البر للوالدين، ومن واجب الأبناء الإنفاق على الوالدين إذا كانا بحاجة لذلك، وتقديم الطاعة لهما بغير معصية الله، والتذلل لهما وخفض الصوت أثناء التحدث معهما، وخدمتهما وتلبية رغباتهما، وتوفير الوقت للجلوس معهما فهذا أكثر ما يسعد الوالدين في حياتهما، وأن يحرص الولد على جلب الخير والسعادة لوالديه وأن لا يصدر منه ما يجلب لهما الشر والمشكلات، وللأم مكانة عظيمة وبر مضاعف عن بر الأب كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل (مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ) (صحيح مسلم).



622 Views