حقوق الجار نتحدث عنها بشكل من التفصيل من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموع متنوعة أخرى من الفقرات مثل حقّ الجار في القرآن وفضل الإحسان إلى الجار وعظم حق الجار في الإسلام تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
حقوق الجار
1-الصبر على أذى الجار
إنّ من حسن الجوار أن يصبر الجار على جاره المسيء، والمعتدي، فينصحه بالحسنى ويراعى ظرفه.
2-نصر الجار ظالماً أو مظلوماً
يتوجب على الجار أن ينصر جاره إذا كان مظلوماً ويساعده قدر استطاعته، كما أنّه يتوجب عليه أن ينصره إذا كان ظالماً، وذلك بمحاولة إيقافه عن ظلمه، وتقديم النصح له، فإذا ظلم إنساناً، يجب على الجار أن يسعى إلى الإصلاح بينهما.
3-تعليم الجار العلم الشرعي
ومن ذلك أيضاً مصاحبته إلى المساجد ومجالس العلم، فقد كان الجيران في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يتناوبون في تعلّم العلم من الرسول، ثمّ يأتي أحدهم إلى جاره فيعلّمه ما تعلّم، ثمّ يفعل جاره مثله، لذلك من حقّ الجار على جاره أن ينصحه، ويعلمه، ويعظه، وأن يأخذه معه إلى مجالس العلم.
4-الإحسان إلى الجار بالقول والفعل
يعتبر الإحسان إلى الجار من الأخلاق الكريمة التي يتوجب على الإنسان التمتع بها، فحين يشعر الجار مع جاره، ويحسِن إليه، فإنّ هذا الجار يطمئن قلبه، وتنشرح صدره لجاره، وترتاح نفسه.
5-حلّ مشكلات الجار وقضاء حوائجه
يتوجب على الجار أن يسعى إلى حلّ مشاكل جاره، كما ينبغي له أن يقوم بحاجة أخيه بقدر استطاعته، وذلك حتى يكون الله له عوناً في حاجته
6-إحسان الظن بالجار
يتوجب على الجار إذا رأى من جاره ما يدعو للريبة أن يحسِن الظن به، وإن تكلم معه فيجب أن يحمل كلامه على محمل القصد الحسن، وذلك لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وذلك لأنّ إساءة الظن بالآخرين قد تؤدّي إلى الحقد والكره بين الجيران.
7-عدم إيذاء الجار
حذّر الإسلام من إيذاء الجار، وقد ورد ذلك في الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره) [ صحيح ابن حبان]، وبذلك قد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ من آذى جاره، فهو ليس مؤمناً بالله واليوم الآخر.
8-الشفعة
تعني الشفعة أنّ على الجار عرض العقار أو الأرض على الجار قبل غيره عند إرادة البيع أو إن أراد أن ينتقل من داره إلى دار أخرى، وكذلك الحال بالنسبة لقطعة الأرض؛ فذلك من حق الجار؛ لأنّه ذلك يعتبر أطيب لقلبه وخاطره، إذ إنّ التفريط بهذا الأمر يفتح باباً للخلافات، والبغضاء بينهما.
9-إقراض الجار
يتوجب على الجار الوقوف مع جاره إذا كان يمرّ في أزمة مادية، حيث يجب عليه أن يعطيه من ماله بما يفكّ ضائقته، وهذا يعتبر من صور التعاون والتآخي التي تعزّز المحبة بين المسلمين.
حقّ الجار في القرآن
يحرص العبد المُسلم المُتخلّق بأكرم الأخلاق على أداء حقّ الجار، في كلّ الأحوال، ويقومون على رعايته حقّ الرعاية، ولذلك كان إكرام الجار من الأمور التي افتخر فيها العرب، ويكون إكرام الجار بالعديد من الصُّور؛ منها: تأمين ما يطلبه ويحتاجه، وإعارته من بعض الأمتعة، وقد ذمّ الله -تعالى- مَن يمنع جاره من ذلك، فقال: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ). وقد ورد الحثّ على أداء حقوق الجار في العديد من المواضع في القرآن الكريم، منها: قَوْله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)، ويُقصد بالجار الجُنُب؛ الجار الذي لا قرابة له، ويكون له حقّ الجوار فقط، أمّا الجار ذي القُربى؛ فهو: الجار القريب، الذي له حقّ القرابة، وحقّ الجِوار، والصاحب بالجَنْب؛ فهو الصاحب في السفر، وقيل: الزوجة، وقيل: الصاحب مُطلقاً، ومن الآيات الواردة أيضاً في بيان حقّ الجار؛ قَوْله -تعالى-: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا).
فضل الإحسان إلى الجار
-إنَّ أقرب الناس للإنسان وأكثرهم معرفةً به وبأحواله هم جيرانه القريبون منه سَكناً، ولا تَخفى شِدَّة حاجة الإنسان إلى جاره، وقُوة تأثير الجار في جاره، وعِظم حقه عليه، وأنّ القيام بحق الجار من أوجب الواجبات، ومن أكبر أسباب السعادة والراحة، وقد كان العرب في الجاهلية يتفاخرون بحسن الجوار، ويتفاخرون بإكرام الجار، ورعاية حقوقه
-ولمّا جاء الإسلام أكّد على حق الجار، وأنّ للجار حقاً عظيماً، قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ)، فالله سبحانه وتعالى يوصي بالإحسان إلى الجار مهما كانت مكانته، ومهما كانت درجة قربه، ولم تحدد الآية ديناً أو لوناً أو عرقاً، بل دعت إلى الإحسان إلى الجيران، وأوصت بالجار على إطلاقه دون تحديد.
عظم حق الجار في الإسلام
-دلّت النصوص الشريفة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية على عظم حقّ الجار، فقد أوصى الله -تعالى- بالإحسان إلى الجار في سورة النساء فقال -سبحانه-: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}،وبيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العلاقة الوثيقة بين الإيمان وإكرام الجار، وذلك بقوله: (مَن كانَ يُؤْمِنُ بالله والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).[
-وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ)، وقال رسول الله -صلّى الله عايه وسلّم-: (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ).
-وقد قال الذهبي -رحمه الله- إنّ هذا الحديث يدلّ على عِظم حق الجار في الإسلام، وأهمية الإحسان إليه، وعدم إيذائه، وإكرامه، وعدم الإساءة إلى الجار وحفظ حقّه واجبٌ على المسلم، لذلك ورد الحديث بهذا الأسلوب، حيث جعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنزلة الوارث، أي كأنه بمنزلة الأقارب له ما لهم من الصلة والإحسان.