عناصر الخطبة واهداف الخطبة ومفهوم الخطبة ومواصفات الخطبة، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
عناصر الخطبة
1-المقدمة
ولها كبير وعظيم الأهمية؛ لأنها تعد المتلقين لموضوع الخطبة وتهيئهم له، وعادة ما تبدأ بحمد الله وشكره والثناء عليه ومجموعة من الأدعية؛ ويجب أن تتمتع المقدمة بالآتي:
-أن تكون متصلة بالموضوع وممهدة له.
-أن تكون مشوقة تجذب المتلقين إلى موضوع الخطبة وتحفزهم له.
2-الموضوع
وهو صلب الخطبة وعمودها، ويجب أن يتصف موضوع الخطبة بالآتي:
-الوحدة الموضوعية.
-الترتيب والتسلسل والترابط المنطقي للأفكار.
-التدرج في العرض من الأهم للمهم، ومن العام للخاص.
-الوضوح التام في المقاصد والغايات.
-التدليل والاستشهاد على الأفكار والآراء.
-الإكثار من أساليب الإثارة والتشويق.
3-الخاتمة
وتأتي في نهاية الخطبة وبعد عرض الموضوع، ويجب أن تتصف بالآتي:
-ألا تكون بعيدة عن موضوع الخطبة؛ لأنها امتداد له.
-أن توجز أهم ما ورد في الخطبة.
-أن تعبر بأساليب مغايرة عما جاء في عرض موضوع الخطبة.
-أن تكون عباراتها قوية؛ لتؤثر وتهز مشاعر المتلقين.
-أن تكون قصيرة؛ لينتهي المتلقون وهم في ميل ورغبة للاستزادة.
اهداف الخطبة
– تقوية الإيمان، وحماية العقيدة؛ فالإيمان أساس العمل، والعقيدة الصحيحة هي التي تقود العبد إلى سعادة الدنيا والآخرة، هي التي تجعل من الإنسان إنساناً صالحاً، قائماً بحق خالقه، ومؤدياً لحقوق العباد. وما افتتاح الخطبة بالثناء على الله وإعلان الشهادتين، إلا تأكيدٌ على مكانة الإيمان والتوحيد في إصلاح العمل ونجاحه.
– التذكير والنبيه؛ لذلك سميت الخطبة ذكرا، ﴿ فاسعوا إلى ذكر الله ﴾. بها يتذكر العبد ما نسيه، ويتنبه من غفلته، ويصحو من غفوته… والعبد مهما قويَ إيمانه، واشتدت عزيمته، فهو بشر تعتريه الغفلة، ويصيبه الفتور، فيحتاج إلى من يذكره وينبهه، ليُقلِعَ عن ذنبه، ويتوبَ من إساءته، ليُغفرَ له ما اقترفه من إساءة بين الجمعتين، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدّرَ له، ثم أنصَتَ حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضلُ ثلاثة أيام».
– التعليم؛ ففي الخطبة قرآن وسنة، وشرح وتفسير، وأمثال وقصص، وحِكم ومواعظ، وأحكام وآداب، فهي مدرسة تفتح أبوابها في كل أسبوع، وفي العام الواحد يستمع المصلي لثنتين وخمسين خطبة، فهي تمثل دورة مكثفة مستمرة، وهذا التكرار والاستمرار في كل الظروف، وفي جميع الفصول والمواسم، له دور كبير في إرساء المفاهيم الإسلامية، وتقليل الشر والفساد، ورفع مستوى الخير والصلاح، والحث على الفضائل، والتحذير من الرذائل.
– تهذيب الأخلاق، وتقويم السلوك؛ فمجال الأخلاق مجال خِصْب للتربية والتزكية، فاهتمام الخطيب بها أولى، وحاجة الناس إليها أشد، فبالتحلي بالأخلاق الفاضلة، والتخلي عن الأخلاق المذمومة تتحقق للناس سعادتهم في دنياهم وفي أخراهم.
مفهوم الخطبة
إنَّ الخطبة في اللغة تعني مجموعة من الكلمات يوجهها الخطيب إلى جماعة من النَّاس لإعلامهم أو إقناعهم بأمر معين يخصّهم، أمَّا في الاصطلاح فهي مجموعة من الكلام المؤلف الموجَّه إلى النَّاس المتضمِّن وعظًا وبلاغًا بهدف ترغيب النَّاس بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، ومحاولة لإصلاح شؤونهم، وبث الوعي فيهم، وللخطبة أهمية كبيرة، وتتجلى هذه الأهمية بأنَّ الخطبة عبارة عن وسيلة لإيصال القيم النبيلة والمثل الرفيعة والأخلاق الفاضلة من القلب إلى القلب ومن الفكر إلى الفكر؛ إذ أنَّ ذلك يترك أثرًا على النفس إذ أنَّه يعمل على إنعاش الروح، وقد اهتمَّ القدماء بالخطبة كما اهتمَّ بها المحدثون، فقسَّموها إلى أنواع كما أنَّهم وضعوا لها أحكامًا وآدابًا وقيَّدوها بالشروط والمكروهات.
مواصفات الخطبة
-تناول فكرة معينة أو موضوع خاص.
– التركيز على الموضوع الرئيسي وإعطاؤه حقه بالكامل.
– التنويع في طرح المواضيع، بحيث يبتعد عن الموضوعات التي تم الحديث عنها؛ لأنها تجلب الملل، وتنفر المستمعين من الخطبة، فيجب اختيار مواضيع جديدة وغير مكررة.
-التدليل وأخد العبر عن طريق الاستشهاد بالآيات والأحاديث والقصص والأحداث التاريخية.
-الإكثار من استخدام الأساليب الإنشائية كأسلوب الأمر والنهي والتعجب والنداء. اختيار الجمل القصيرة ذات الأسلوب الواضح، والمعاني الدقيقة.