فضل العشر الأواخر من رمضان مختصر العشر الأواخر من رمضان هي أعظم ليالي الشهر الكريم، حيث يضاعف الله فيها الأجر وتتنزل فيها الرحمات.
محتويات المقال
فضل العشر الأواخر من رمضان مختصر

- ورد في فضل العشر الأواخر من رمضان كثير من الأحاديث التي تبين هدي النبي ﷺ والحرص على المبادرة بالأعمال الصالحة، وسيرة النبي ﷺ تعلمنا أنه كان يعامل العشر الأواخر معاملة مختلفة عن باقي أيام وليالي الشهر الفضيل، وفي فعل النبي ﷺ حث لباقي الأمة على الاجتهاد بالعبادة في مثل هذه الأزمنة المباركة، وعلى المسلم أن يقتنص الفرصة ويراعي في برنامجه الإكثار من الطاعات ويستفيد أقصى فائدة لزيادة رصيده من الحسنات وفق الهدي النبوي ويتقرب إلى الله بمزيد من الطاعات ويبتعد عن الملهيات.
- يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد عن فضل العشر الأواخر : كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان، ما لا يجتهد في غيرها (رواه مسلم) عن عائشة ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها (متفق عليه)، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ ” كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ” (زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره). وقولها: ” وشد مئزره ” كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات. وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء، وترك الجماع .
- وقولهم ” أحيا الليل ” أي استغرقه بالسهر في الصلاة وقراءة القرآن وتدبر معانيه، وطلب المغفرة والرضوان. وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها : ” لا أعلم رسول الله ﷺ قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان” (سنن النسائي) فيحمل قولها ” أحيا الليل ” على أنه يقوم أغلب الليل . أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل .
- وقولها : ” وأيقظ أهله ” أي : أيقظ أزواجه للقيام ومن المعلوم أنه ﷺ كان يوقظ أهله في سائر السنة ، ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل ، ففي صحيح البخاري أن النبي ﷺ استيقظ ليلة فقال : ” سبحان الله ماذا أُنزل الليلة من الفتن ! ماذا أُنزل من الخزائن ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ” (البخاري) وفيه كذلك أنه كان عليه السلام يوقظ عائشة رضي الله عنها إذا أراد أن يوتر (البخاري) . لكن إيقاظه ﷺ لأهله في العشر الأواخر من رمضان كان أبرز منه في سائر السنة .
- وفعله ﷺ هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه، ومبادرته الأوقات، ورغبته الشديد في زيادة الحسنات وعدم تفويت شيء منها، واغتنامه الأزمنة الفاضلة .
- فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي ﷺ فإنه هو الأسوة والقدوة ، والجِدّ والاجتهاد في عبادة الله ، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي ، فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله ، وانتهى عمره ، فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم .
حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان

كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في العشر الأواخر من رمضان أكثر من أي وقت آخر، مقتدين بالنبي ﷺ، فكانوا يكثرون من الصلاة، وقيام الليل، وقراءة القرآن، والذكر، والاعتكاف في المساجد.
أبرز ملامح اجتهاد الصحابة في العشر الأواخر:
- الاجتهاد في العبادة: كانوا يحرصون على قيام الليل والتقرب إلى الله بالدعاء والتضرع.
الاعتكاف: كانوا يلازمون المساجد طلبًا لليلة القدر واغتنام بركتها. - الإكثار من الدعاء: كانوا يلحّون في الدعاء، مستغفرين الله وسائلينه الرحمة والمغفرة.
- الإحسان والصدقة: كانوا يسارعون في أعمال الخير، من الصدقات، وإطعام الطعام، وقضاء حوائج الناس.
- التفرغ للعبادة: كان بعضهم يعتزل الدنيا في هذه الأيام، متفرغًا للعبادة، كما كان يفعل النبي ﷺ.
- قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” (رواه البخاري ومسلم).
- وهذا يدل على حرصهم على اغتنام هذه الأيام المباركة والتقرب إلى الله بأفضل الأعمال.
ما أفضل ما يفعله المسلم في ليالي العشر الأواخر؟

العشر الأواخر من رمضان هي أفضل ليالي العام، وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، لذا ينبغي للمسلم اغتنامها بأفضل العبادات والطاعات، ومنها:
- قيام الليل
الحرص على صلاة التراويح والتهجد، والإطالة في السجود والدعاء.
قال النبي ﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه). - الإكثار من الدعاء
أعظم دعاء يقال في هذه الليالي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني (رواه الترمذي).
الدعاء للأهل والأحباب وللمسلمين جميعًا بالمغفرة والرحمة. - قراءة القرآن وتدبره
الإكثار من تلاوة القرآن، فهو شهر القرآن.
يمكن ختمه أو تدبر معانيه وتطبيق آياته. - الاعتكاف
البقاء في المسجد للتفرغ للعبادة، وهو من سنة النبي ﷺ في العشر الأواخر.
حتى لو لم يستطع المسلم الاعتكاف كامل الوقت، فيمكنه تخصيص وقت معين للعبادة في المسجد. - الإكثار من الذكر والاستغفار
التسبيح، التحميد، التكبير، التهليل، والصلاة على النبي ﷺ.
كثرة الاستغفار: “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه”. - إخراج الصدقات
الصدقة في هذه الليالي عظيمة الأجر، ويمكن أن تكون مالًا، طعامًا، أو أي عمل خير.
كان النبي ﷺ أجود ما يكون في رمضان، وخاصة في العشر الأواخر. - تحري ليلة القدر
ليلة القدر غير محددة، لكنها في إحدى ليالي الوتر (21، 23، 25، 27، 29).
يجتهد المسلم في كل الليالي ليصيب فضلها، فهي خير من ألف شهر.
ماذا كان يفعل الرسول بالعشر الأواخر من رمضان؟

كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر من رمضان أكثر من أي وقت آخر، حرصًا على اغتنام فضلها، وخاصة ليلة القدر. ومن أهم أعماله:
- إحياء الليل بالعبادة
كان يكثر من الصلاة، القيام، الذكر، والتلاوة.
قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” (رواه البخاري ومسلم). - الاعتكاف في المسجد
كان يعتكف في المسجد، يتفرغ للعبادة والدعاء، ولا يخرج إلا لحاجة.
استمر في الاعتكاف حتى آخر حياته، ليكون قدوةً للمسلمين. - الإكثار من الدعاء والاستغفار
علم عائشة رضي الله عنها دعاءً مخصوصًا: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني” (رواه الترمذي).
كان يلحّ في الدعاء ويكثر من الاستغفار. - تحري ليلة القدر
كان يطلبها في ليالي الوتر (21، 23، 25، 27، 29).
كان يزيد من اجتهاده في هذه الليالي لنيل فضلها العظيم. - إيقاظ أهله للعبادة
لم يكن يعبد الله وحده، بل كان يحرص على إشراك أهله في الطاعة.
كان يوقظ زوجاته وأهل بيته، ليغتنموا هذه الليالي المباركة.
