قصص عن السلام في العصر الجاهلي

كتابة فريدة مهدي - تاريخ الكتابة: 29 مارس, 2023 8:15
قصص عن السلام في العصر الجاهلي

قصص عن السلام في العصر الجاهلي سوف نتحدث كذلك عن قصص عن السلام مع النفس وقصة قصيرة عن الحرب والسلام وما هي أهمية السلام؟ كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

قصص عن السلام في العصر الجاهلي

منذ زمان بعيد ذهب أحد الجنود للحرب، تارك أمه الست العجوز وزوجته وثلاث من أطفاله، وبعد فترة بدأت تتوافد الأخبار باستشهاد بعض من الجنود في الحرب، فباتت الأم والزوجة والأطفال في كرب وحزن، خوفاً على ربق أسرتهم الغائب.
وفي يوم وجد علي الابن الأكبر للجندي جدته تبكي، فقال لها لا تبكي يا جدتي فقد فقدتي نظرك من كثرة الحزن، فقالت له الجدة بنبره أنهكها البكاء ونال منها الألم ، يا بني إن الحياة كبد، أنا لا أبكي على ولدي البطل الذي ذهب للحرب فهو في كل الأحوال بطل، بينما أبكي عليك وعلى أخوتك وعلى الجيل الصغير لأنه سينشأ في الخراب، سيجد كل شيء وقد نال منه العدو.
استكملت الجدة العجوز كلامها، وهي تقول ما يبكيني يا ولدي إن طفولتكم قد سرقت، وخير أراضيكم قد حرق، أبكي يا ولدي على بلادي الزهرة التي قطف العدو أوراقها، وتركنا نبكيها، أبيك بطل يا ولدي فلا تبالي، وإن كان هناك ألم فكل الألم على بلادك فالأرض هي العرض.
طرق الباب، فذهب الابنة الصغرى أمل لتفتح الباب وتجد أبيها وقد أصيب في الحرب إصابة كبرى، فجرى عليه الأولاد والجدة والزوجة، وعندما لمست أمه جرحة قالت، أتعرف يا على جرح أبيك الحقيقي في قلبه فقد أصيب في وطنه يا ولدي، أما هذا الجرح الخارجي حتماً لا يؤلمه.
فقال الأب نعم يا أمي فالحرب خنجر مسموم طعن قلوبنا، فاللهم السلام لوطننا الغالي، كي يكف الجرح عن النزف، فما أعظم الحرية وما أجمل السلام.

قصص عن السلام مع النفس

ضرب الله عز وجل المثل القرآني لهذه الحالة من “الضيف الثقيل” الذي يثقل عليك ببعض تصرفاته، وأنت لا تملك إلا أن تصبر عليه حرجا من أن تؤذيه ولو بكلمة، فتكون حياتك وخصوصيتك ضحية هذا الضيف الذي لا يكترث لمشاعرك ومشكلاتك أنت أيضا، فضلا عن ظروفك التي قد تطرأ عليك وتتأثر بما يثقل عليك فيه، فتكن أنت وأسرتك ضحية أذى الغير لك سواء كان يدري أم لا يدري.
هذه الحالة مع التشبيه في الفارق تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم، حينما عقد على أم المؤمنين زينب بنت جحش، ودعا النبي أصحابه لوليمة، لكنه فوجئ ببعض أصحابه بعد أن فرغوا من الطعام، مستمرين في الجلوس ومستأنسين بما أتيح لهم من المناخ الذي يتمناه أي مسلم في صحية النبي صلى الله عليه وسلم، والاستئناس بحديثه، ولكنهم فاتهم أن النبي إنسان له حاجة وعنده ظروفه ويحتاج إلى الراحة، وينتظر احترام خصوصيته، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أكرم الخلق في إكرام الضيف وتلبية حاجتهم وحل مشاكلهم، ولكن نسى أصحابه أنه إنسان يحتاج إلى ما يحتاجون إليه.
وفي هذه القصة قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 53].
قال الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسير هذه الآية الكريمة:لما بيَّن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي له مراعاته؛ من شأن أزواجه أمهات المؤمنين، بيَّن تعالى بهذه الآية ما يجب على المؤمنين مراعاته أيضًا نحو النبي صلى الله عليه وسلم وأمهاتهم، وحرمة بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه الآية – والمعروفة بآية الحجاب – نزلَت في شأن نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا أكلوا طعامَ الوليمة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوَّجه اللهُ بزينب بنت جحش – وكان الحجاب ما فرض بعدُ على النساء – مَكثوا بعد انصراف الناس يتحدثون، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وخرج أمامهم؛ لعلهم يخرجون، فما خرجوا، وتردد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على البيت، فيدخل ويخرج رجاء أن يخرجوا معه فلم يخرجوا، واستحى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يقولَ لهم: هيَّا فاخرجوا، فأنزل الله هذه الآية.
هكذا نحن
فنحن دائما ما نثقل على غيرنا بمشكلاتنا سواء كانت تافهة أو كبيرة، ودائما ما نلقي بمصائبنا على رؤوس بعض المقربين منا فيفرون منا كما يفر الصحيح من المجزوم، فهناك بعض الأوقات التي من الممكن أن تلتمس فيه عون أخيك ونصيحته والاستماع إليك، وهناك أوقات أخرى قد يكون أخيك مشغولا بما أهمه هو أيضا ويبحث عمن يسمعه ويعينه على مشكلته.
فلا تدري أنت حينما تتحدث عن بعض أمورك أن جليسك قد يكون مهيأ لها على طول الخط، فقد يكن هناك ما أهمه أيضا وأقض مضاجعه ويتحرج أن يشكو لأحد غير الله، فتجعل أنت بحديثك المصيبة مصيبتين فوق رأسه، وأنتت لا تشعر به، ولا تعتقه لوجه الله حتى تصبح وتجده قد توفاه الله.
فالإنسان يجب أن يكون ضيفا خفيفا على أخيه، ويجب أن يكون حسيسا، يعرف متى يتكلم ومتى يطلب؟ وكيف يتكلم، وكيف يلتمس عذر أخيه، ومتى يشكو، ومتى يطلب حاجته، ويشعر بخطورة أن يسترسل بكل ما يجول في صدره، لأنه ربما في هذه الحالة تكن مثل الرجل التافه يتحدث بكل ما يسمع أو يحب أن يتكلم فيه دون مراعاة ظروف الأخرين.
فكما أن للبيوت حرمة يجب مراعاتها قبل الدخول على أصحابها، بأن ينبغي للمؤمنين أن يلتزموه من الآداب في الاستئذان والدخول، فأيضا لنفوس البشر وخصوصيتهم وقلوبهم وآذانهم حرمة يجب عليك الاستئذان قبل الدخول عليها، ويجب عليك أن تتحين الوقت المناسب لكي تتحدث مع أخيك وان تنزل من فوق أذنه فورا متى التمست في عينه بؤسا يتحرج أن يفصح عنه.
وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحي أن يقول لضيفه اخرج من البيت؛ فقد انتهى الطعام، فقد يكون اخيك متحرجا أيضا من أن يقول لك انزل من فوق رأسي فقد أهمتني بعض مصائبي ولا أستطيع أن أفصح عنها.
والله ﴿ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾.

قصة قصيرة عن الحرب والسلام

أوقع الهنود في الأسر ضابطا إنجليزياً أثناء إحدى المعارك التي وقعت بين الإنجليز والهنود، وأوثقوه في إحدى الأشجار، وأرادوا التخلص منه. وفي هذه اللحظة اقترب رجل هندي طاعن في السن قائلا : لا تقتلوه … سلموني اياه، فأعطوه له.. فك الشيخ الهندي قيده، واصطحبه معه إلى كوخ صغير يعيش فيه، وقدم له الطعام، وجهز له مكانا للمبيت.
وفي صباح اليوم التالى، طلب الشيخ الهندي من الضابط الإنجليزي أن يقتفي أثره ويسير خلفه، سار الاثنان معا لفترة طويلة، وعندما اقتربا من معسكر للقوات الإنجليزية، قال الشيخ الهندي للأسير الإنجليزي، لقد قتل جنودك ابني، أما أنا فقد أنقذت حياتك، اذهب إلى أهلك وقادة جيشك، وواصلوا قتالكم لنا. عندئذ اندهش الضابط الإنجليزي وقال : لماذا تسخر مني ؟ إني أعلم أن جيشنا قد قتل ابنك، فهيا اقتلني بيديك دون رحمة وعلى الفور.
حينئذ قال الشيخ الهندي : عندما حاول أتباعي قتلك، تذكرت ابني، وإنتابني الشعور بالحزن والأسى من أجلك، فلم أجرؤ أن أشاهد قتلك. فلتذهب إلى أهلك وجيشك واقتلونا إذا أردتم وهكذا أطلق الشيخ الهندي سراح الأسير الإنجليزي، حكى الضابط الإنجليزي لرؤسائه وزملائه عما حدث له وعن إنسانية الشيخ الهندي ، وأخذ يقنع قادته بأن الشعب الهندي يميل إلى السلم ويمقت الحرب، ولابد وأن نتركهم وشانهم.

ما هي أهمية السلام؟

من خلال السلام يمكن للناس التعلّم، ونشر الثقافة، وبناء المجتمعات، والنهوض اقتصاديّاً واجتماعيّاً، فالحروب تدمّر ولا تبني، البناء لا يكون إلا في أوقات السلم. السلام يجعل الناس واعين ومدركين لمغبة الدخول في الحروب والتي ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشريّة.



156 Views