كيف تتعلم كتابة الشعر وكيفية كتابة شعر للمبتدئين واهم اساسيات الشعر وكل مايخص كتابة الشعر سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.
يصعب تعريف الشعر بطريقة تشمل أنواعه في مختلف اللغات، لكن هناك عدد من التعريفات التي قد تعطي معنى متكاملاً عن ماهية الشعر.
عُرّف الشعر بأنه كلام موزون مقفىّ (للشعر العربي)، دالٌ على معنى، ويكون أكثر من بيت.
وقال بعضهم: هو الكلام الذي قصد إلى وزنه وتقفيته قصداً أولياً، فأما ما جاء عفو الخاطر من كلام لم يقصد به الشعر فلا يقال له شعر، وإن كان موزونا.
الشعر: هو شكل من أشكال الفن الأدبي في اللغة التي تستخدم الجمالية والصفات بالإضافة إلى أو بدلاً من معنى الموضوع الواضح. قد تكون كتابة الشعر بشكل مستقل، وقصائد متميزة، أو قد تحدث جنبا إلى جنب مع الفنون الأخرى، كما في الدراما الشعرية، التراتيل، النصوص الشعرية، أو شعر النثر.
أما من الناحية المعنوية فإن الشعر مأخوذ من كلمة الشعور أي الإحساس، وعادة يحاول الشعر إيحاء أو زرع بعض الأحاسيس أو المشاعر في المُتَلَقّي.
كيفية كتابة شعر للمبتدئين
إنّ أيّ مَهارة أو للحصولِ على الإبداع والتميّز يحتاج دائماً إلى الاستمراريّة مَع التطلّعِ إلى بناءِ الأفكار دونَ توقّف أو ضَجَر، وهذا الأمر يطبّق أيضاً على الشعر لكي تصبحَ شاعِرٌ متميّز ومتمكّن منَ الشعر الذي تكتبه أو تلقيه، لذلك في البداية عليكَ أن:
-إيجادِ الشعلة أو الإلهام الداخلي: فِي البداية عليكَ القيام بتحديدِ الغرَض منَ الكتابةِ فِي الشعر، وإيّاكَ أن تكون الأهداف ماديّة أو لشهرة، بَل اجعل كتابةِ الشعر تعبر عن الرموز الداخليّة لروحك وتجسّدها مِن خلال الكلمات التي تلقيها، فالشرارة مهمّة وهيَ الشعلة التي تستوقد عليها فحاول أن تَجدها وتعرِف الهدف الرئيسي مِن كتابةِ الشعر.
-اختيارِ الموضوع: إنّ الموضوع الشعر مهم فِي غاية الأهميّة، لأنّ الموضوع الذي تتناوله هوَ الذي يشعل الحِس الداخلي فِي الشاعر، فَعلى سبيلِ المثال لا يٌمكن لرجلٍ غني أن يكتب قصيدة عَن معاناةِ رجل فقير أو رَجل غيرَ محب يكتب عن الحب والغزل، لذلك عليكَ أن تجد صورةِ المعاناة التي بداخلك مهما كانت وتحاول أن تخرجها في أبياتك فَهيَ التي منَ الممكن أنة تجعل مِن قصيدتك شيء يَصِل إلى قلوبِ الآخرين.
-تجاهل جَميع أنواع الشعر: هناكَ أنواعٌ كثيرة منَ الشعر المَشهورة مِثل: (القصيدَة العَموديّة، النَثر، الغَزل،…)، لذلكَ حَتّى تتعلّم مِن بحورِ الشعر عليكَ أن تتعلّمَ قواعِدَه، فعلى سبيلِ المثال إذا أردتَ أن تكتبَ فِي القصيدة العموديّة يجب عليك معرفةِ التقطيع والخصائص التي يمتاز بها الشعر العمودي، ففي البداية تجنّب جميع انواع الشعر وحاول أن تكتب القصيدة بأسلوبك وبطريقتك ولا تهتم أبداً إلى القواعد، لأنّ لا أحد سيحاسبكَ في البداية على كتابة الشعر.
-إيجاد الأفكار: من المعروف أن الأفكار التي تخطر في بال الشاعر مهمّة وهي التي تميّزه عن غيرهِ بإيجاد مواضيع ومختارات لم يكتبها أحد من قبله، فحاول أن تبني هذه الأفكار في مخيلتك وصغها بكلماتك الخاصّة.
-قراءةِ الشعر: حاول دائماً أن تقرأ الشعر وتعرِفَ الأفكار التي يتناوَلها الشعراء وتجدَ الطريقة التي تميّزكَ أنتَ دونَ تقليدٍ لأبياتِ الآخرين.
-وضعهِ للنقد: حاول دائِماً أن تنشِر الأبيات التي تَكتبها وتضَعها لنقدِ الآخرين، فهذا الأمر يساعدكَ على مَعرفةِ الأخطاء وكيفيةِ صِياغةِ كلماتٍ ذو معنى جديد ومختلف.
أساسيات الشعر: 5 نصائح للمبتدئين
تُريدُ أن تكتبَ قصيدةً؟ لا تقلق، أنت لست وحدك. النّاسُ جميعهم شعروا في لحظةٍ ما من حياتهم برغبةٍ في كتابةِ الشِّعر؛ ولكن كتابة الشِّعر ليست بالسُّهولة الّتي تتصوَّرها، تحتاجُ إلى أن تعملَ بجد، ورُبَّما يُحالفك الحظّ. وعندئذٍ ستعرف أسرار نجاحك.
5 نصائح للمبتدئين قد تُساعد على إعطائك وصفًا للكتابةِ الشِّعرية:
اختيارُ الموضوع
كلُّ قصيدةٍ –بالتَّأكيدِ- لها موضوع ما. وهذا يشملُ جميع الأنواع الأدبيّة الأخرى (رواية، قصَّة قصيرة، مُذكَّرات… إلخ). يُمكنك اختيار الموضوع الّذي تتحمَّسُ له، أي: اختيار الموضوعات التي تُحبِّها؛ لأنَّك ستكون أفضل وأكثر إقناعًا. بعكسِ الموضوعات الّتي تفرضُ نفسها عليك، ككتابةِ قصيدةٍ في مُناسبةٍ ما (احتفالية، استقلال، مولد، نجاح، إلخ…) وعديد من الموضوعات الّتي تأتيك من الخارج، لا الّتي تخرجُ من الدَّاخل.
بعضُ الموضوعات صعبة الكتابة، وستكتشف صعوبتها بنفسك عند مُحاولتك الكتابة عنها. في اعتقادي، الحبُّ هو أكثر الموضوعات صعوبة مع أنَّهُ الأكثر انتشارًا، وقد يكون هذا السَّبب: انتشار قصائد الغزل الّتي لا تترك الفرصة لاستلهامٍ موضوعات جديدة؛ مع أنَّ لكلِّ شاعرٍ أسلوبهُ الخاص في تناول الحبِّ في قصائدهِ إلَّا أنَّهُ من الصُّعوبة المُحافظة على الاستقلاليّة التَّامة بعيدًا عن التِّكرارِ والسَّطحية؛ لذلك إذا اخترت أن تكتبَ عن الحبِّ عليك إيجاد مَلَكَتُك الفريدة؛ ولأنَّ هذا صعبٌ على المُبتدئين، يظلُّ الموضوع من أهم الأساسيّاتِ لنجاحِ القصيدة.
لا تكتبْ عن شيءٍ إلَّا وأنت مُهتم بهِ حتَّى ولو كتبت عن الموت، فمن دون شغفك لا تحصل على قصيدة قويَّة.
تجاهل أنواع الشّعر
للشِّعرِ أنواعٌ كثيرة: (القصيدة العموديّة، وقصيدةُ التَّفعيلة، والنَّثر، والشِّعرُ المنثور… إلخ)، الأنواع الثّلاثة الأولى هي الأكثر انتشارًا وشُهرة، المُهمُّ أنَّ لكلِّ نوعٍ قواعده، فإذا أردت كتابة القصيدة العموديّة، عليك تعلُّم بحورِ الشِّعر، ومعرفة التَّقطيعُ العروضي، والخصائص العامّة الّتي تمتازُ بها القصيدة العموديّة عن غيرها.
تتمثّل مشكلة تُعدُّد أنواع الشِّعر في أنَّ اتِّباع قواعدها يُصبحُ عبئًا على الكاتب؛ لما تحتاجُ إليه من جُهدٍ ووقتٍ ومُذاكرة؛ لذا فإنَّ نصيحتي تقتضي أن تتجاهلَ أنواع الشِّعرِ، ولا تهتمَّ بالقواعد، اكتبْ بالطَّريقةِ الّتي تُريدها، ما دُمتَ مُبتدئًا فلن يُحاسبك أحد.
إيجادُ الأفكار
هي لا تُشبهُ اختيار موضوع القصيدة؛ ولكن في بعض الأحيان تُوحي الأفكار بكيفيّة كتابة القصيدة، أو تُعطيك الأسلوب المُناسب لصياغةِ نَصِّك الشّعري.
كلُّ كاتبٍ يحتاجُ –بالتَّأكيدِ- إلى الأفكار، وفي كثيرٍ من الأحيان، يترك الكُتَّاب والكاتبات المبتدؤون كتابة القصيدة لأنَّهم لا يحملون أفكارًا تُساعدهم. يُمكنك أن تعرف حول هذا الموضوع بقراءةِ كيف تحصلُ على أفكارٍ لقصيدتك؟
الوصفُ الفريد
يسقطُ عددٌ من القصائدِ في منطقةِ القُبحِ لأنَّها تُعطي أفكارًا مُتداولة وعامّة جدًّا. حاولِ اللّجوء إلى التَّعابيرِ غير الشَّائعة في الشِّعر، والوصف المُميز. راقبْ هذا المقطع الصّغير:
تمرُّين على بياضِ الأمَاني
فيَستقيمُ النُّورُ على مِدَادِ خُطاكِ
سَأركبُ الغيماتِ لأدسَّ بينَ عينيهَا
… قَ مَ رُ كِ
شُكرًا، بكلِّ ما تمرَّغَ منِّي… بنورِك،
ماذا تُلاحظ؟ تعابير فريدة، وجديدة، وغير شائعة.
الانضمامُ إلى مُجتمعاتِ الشّعر
المُجتمعاتُ الشِّعرية كالمُنتديات والصَّالونات الأدبيّة وغيرها، من شأنِها أن تُعينك على كتابة قصائدَ جيِّدة. يُمكنك أن تُناقش ما تكتب من نصوص، أو أن تتحدّث حول الشِّعر بوجهٍ عام، مثلًا: الصُّعوبات الّتي يُواجهها الشَّاعر، والتِّقنيات الّتي يجبُ عليه استخدامها، الأساسيّات الواجبُ عليه معرفتها، وكيفيّة زيادة مهاراته الكتابيّة، وكثير من قضايا الشِّعر الّتي تزيدك ثراءً وثقةً وقُدرةً أكبر على التَّعبير.