ما هو حائط البراق

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 19 أغسطس, 2022 9:19
ما هو حائط البراق

ما هو حائط البراق وكذلك لماذا يبكي اليهود عند حائط المبكى، كما سنقوم بذكر سبب تسمية حائط المبكى بهذا الاسم، وكذلك سنتحدث عن حائط البراق وهيكل سليمان عليه السلام، كما سنذكر أيضًا من بنى حائط البراق، وكذلك سنوضح حائط البراق لدى المسلمين والفلسطينيين، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

ما هو حائط البراق

حائط البراق أو حائط المبكى (ومن تسمياته أيضا الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية; العبرية:הכותל המערבי) هو الحائط الذي يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م، وارتفاعه يقل عن 20م.

لماذا يبكي اليهود عند حائط المبكى

يبكون لانهم يعتبرون عبادتهم ناقصة ومرفوضة ولكي تكون كاملة ومقبولة عليهم بذبح الذبائح في (المذبح النحاسي الكبير) الموجود في هيكل سليمان .وهيكل سليمان غير موجود لديهم .. ولكنهم سيتوقفون عن البكاء حين يعيدون بناء الهيكل مكان المسجد الاقصى ويذبحون الذبائح في مكانها المخصص ..
أما بالنسبة للرسائل التي يضعونها في الحائط فهي رسائل موجهة الى الله يلتمسون فيها التقرب من الله وطلب الدعوات وأهم دعواتهم هي أن يعيدهم الله الي سابق مجدهم باعتبارهم شعب الله المختار.. وان يسمح لهم ببناء هيكل سليمان الثالث .. حتى لو كلف ذلك ابادة الفلسطينيين جميعا .. ويعتقد اليهود إن بداية الجنة موجودة في نهاية اعلي حائط المبكى!

سبب تسمية حائط المبكى بهذا الاسم

سبب تسمية حائط المبكى بهذا الاسم، والحقّ أنّ حائط البراق، أو الحائط في السّور الغربيّ للمسجد الأقصى لم يكن في يومٍ مكانًا لعبادة اليهود، وتعود أصول اهتمام اليهود بهذا الحائط إلى سنة 1520م، ففي ذلك الوقت احتضنت دولة الخلافة العثمانيّة اليهود المطرودين من الأندلس، فصار اليهود يصلّون عند الحائط الشّرقيّ، ويبكون عنده بزعم أنّه ملكهم الذّاهب؛ إذ يدّعون أنّه كانت هناك دولة لليهود، وقد زالت فيما مضى من الزمان، وقد تمّت أوّل صلاة عند الحائط الغربي، أو حائط البُراق، عام 1625م، وبعدها صدرت بعض الفرمانات من السلاطين العثمانيين تمنعهم تارة من الصلاة عند الحائط، وتارة تسمح لهم، وثالثة تسمح لهم من الاقتراب ولكن على أنّه معلَمٌ أثريٌّ وليس مكانًا للعبادة.
ثمّ أثناء الحكم المصريّ للشّام سمحت السلطات لليهود بأداء صلاتهم التي تتمثّل بالبكاء وطقوس أخرى عند الحائط الغربيّ، مقابل ثلاثمئة جنيه إنكليزيّ تُسدّد سنويًّا للحكومة، وكان ذلك بين عامي 1831 و1840م، وبذلك يتّضح سبب تسمية حائط المبكى بهذا الاسم، وهو أنّ اليهود صاروا يبكون عنده ويدّعون أساطير ويربطون الحائط بأمور من التّلمود ليس لها علاقة بالحائط، وإنّ صلاتهم ثمّ بكاءهم عند الحائط هو أمرٌ قد حدث أثناء الحكم العثمانيّ ثمّ المصريّ لبلاد الشّام.

حائط البراق وهيكل سليمان عليه السلام

يدّعي اليهود بأن حائط البراق هو من بقايا هيكل سليمان -عليه السّلام-، ويطلقون عليه اسم حائط المبكى، ولكن أظهرت العديد من الدراسات العلميّة الحديثة مدى كذب هذا الادّعاء وبطلانه، وأنّ لا حقيقة فيه، حيث حضرت لجنة دوليّة للتحقيق في أمر ثورة البراق عام (1930م).
ويُذكر أنّ عمل ذلك الوفد كان علميّاً وتاريخيّاً، ثم نشرت اللجنة الدّوليّة تقريرها الذي ينصّ على أنّ حائط البراق هو ملك للعرب وللمسلمين، وعلى الرّغم من ذلك فإن اليهود ينتحلون هذا الحائط بشكل علني ومكشوف، ويستولون على المكان دون أحقيتهم في ذلك.

من بنى حائط البراق

يعود تاريخ بناء حائط البراق إلى ما بعد الدولة الأموية؛ وذلك لأنها ساهمت في إعمار عدد من المنشآت والمباني والمقدسات الدينية في فلسطين ومنها المسجد الأقصى، وعندما أتت فترة الحكم العثماني وتحديدًا سليمان القانوني في الفترة ما بين (1520- 1566)م أمر ببناء عدد من التصاميم المعمارية المميزة ومنها حائط البراق، وقد كان نقطة استقطاب للعديد من السكان آنذاك الذين راحوا يتخذون بيوتًا بالقرب منه، بل ويقيمون المحال التجارية ويسمونها باسمه (لبراق، كما توجد ثورة فلسطينية حارب فيها الفلسطينيون القوات والمستوطنين اليهود الصهاينة وسُميت باسم ثورة البراق، وضحى فيها الكثير منهم بدمهم في سبيلها، والجدير بالذكر أن حائط البراق يقع بالقرب من باب المغاربة، وقد ابتدع الصهاينة مسمى حائط المبكى كجزء من تاريخهم المزور الذي يقوم على نسب المقدسات والمواقع الأثرية الفلسطينية إليهم، وعندما كانوا يتباكون عليه اسموه بهذا الاسم، والجدير بالذكر أن السلطان سليمان القانوني منعهم من ذلك ولم يسمح لهم بالاقتراب من الحائط في فترة حكمه.

حائط البراق لدى المسلمين والفلسطينيين

1- حائط البراق لدى المسلمين:
يُعدّ حائط البراق جزءًا لا يتجزّأ من بيت المقدس أو المسجد الأقصى المُبارك، ويمثّل الجزء الجنوبيّ الغربيّ من سوره الملاصق لحارة “المغاربة”، تلك الحارة الّتي استولّى عليها اليهود عام 1967م، ويعود في تسميته الأصيلة، إلى دابّة البُراق الّتي هُيّئت لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين أُسري به من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى، فما أن وصل حتّى ربطها في حلقةٍ في جدار بيت المقدس، كما ورد في حديث أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ”.
2- حائط البراق لدي الفلسطينيين:
لقد تمسّك المقدسيّون بأرضّهم ومقدّساتهم، وما زالوا رغم تضييق اليهود الممنهج والاعتداءات المتكرّرة عليهم، لعلمهم ويقينهم بأنّ أرض فلسطين هي أرض عربيّة إسلاميّة، وبيت المقدّس مسرى النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- ولا يمكن أن يكون لليهود موطئ قدم فيه، لأنّه في أرض مباركة بنصّ القرآن الكريم، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقد نشر الدّكتور “المتوكّل طه” وكيل وزارة الإعلام الفلسطينيّة في عام 2010م مقالًا، قدّم فيه دراسة تاريخيّة، تثبت بأنّ حائط البراق هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسيّ الشّريف، ويعدّ وقف إسلاميّ للعائلة الجزائريّة المغربيّة “بومدين”، ولا يوجد فيه حجر واحد يمتّ إلى النّبيّ سليمان أو لليهود بصلة.



330 Views