متلازمة هلسنكي ومتلازمة السجين و متلازمة ستوكهولوم و قصة متلازمة ستوكهولم، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
متلازمة هلسنكي
في الواقع و بدون جهد يمكننا القول أن “متلازمة هلسنكي” هي ضربٌ من الخيال. على الرغم من الطريقة التي استحوذت بها عبارة متلازمة هلسنكي على الناس لفترة من الزمن واستمرت في الظهور في عمليات البحث، و إن فيلم Die Hard هو الذي اختلق هذه العبارة، على الأقل بهدف الوصول إلى جمهور عريض.
فالنص الأصلي لـ Die Hard ، الذي كتبه جيب ستيوارت وستيفن دي سوزا ، عن كتاب بعنوان “رهينة إرهابي” يستشهد بالحالة كشيء يمكن أن يحدث لهولي ماكلين وزملائها في العمل مع استمرار أزمة الرهائن .
متلازمة السجين
تتكون مُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس socked-in syndrome من شللٍ كاملٍ تقريبًا.ولكن، لا يتأثر الإدراكُ والوظيفة العقلية أو الذهنية.يتعذَّر على المرضى إظهار تعابير الوجه أو الحركة أو التحدث أو التواصل من تلقاء أنفسهم، ولكن يمكنهم تحريك أعينهم نحو الأعلى والأسفل والتَّرميش.
تنجم متلازمة المُنحَبِس عادة عن السكتة الدماغية، ولكنها قد تكون ناجمة عن متلازمة غيلان باريه أو السرطان الذي يصيب جزءًا معيّنًا من الدماغ.
يتعذَّر على المرضى المُصابين بمُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس تحريك الجزء السفلي من الوجه أو المضغ أو البلع أو التحدث أو تحريك أطرافهم أو تحريك أعينهم من جانبٍ إلى آخر، لكنَّهم يرون ويسمعون ويحرِّكون أعينهم إلى الأعلى والأسفل ويرمشون عادة.
وللتعرُّف إلى هذه المتلازمة، يقوم الأطبَّاءُ بفحص المرضى الذين لا يتحركون، ويبدون غير مستجيبين، بأن يطلبوا منهم فتح أعينهم وإغلاقها، ويطلبون اختبارات تصويرية لتحديد السبب.
تنطوي المعالجةُ على مُعالَجَة السبب (في حال تحديده)، وتوفير التغذية الجيدة، والوقاية من المشاكل الناجمة عن عدم القدرة على الحركة (مثل قرحات الضغط)، وتوفير التدريب على التواصل.
متلازمة ستوكهولوم
تعد متلازمة ستوكهولم حالة نفسية، تحدث عندما يتعرف ضحية الاعتداء على الشخص الذي يعتدي عليه، ويرتبط به بشكل إيجابي. لوحظت هذه المتلازمة عند الرهائن الذين وقعوا في حب خاطفيهم.
قام أخصائيو علم النفس بتوسيع تعريف متلازمة ستوكهولم ليشمل أي علاقة يرتبط فيها ضحايا سوء المعاملة ارتباطًا قويًا ومخلصًا بمرتكبي الانتهاكات.
عادةً ما يصاب بهذه الحالة السجناء، وأسرى الحرب، والأطفال الذين تعرضوا للإيذاء، والناجين من سفاح القربى، وضحايا العنف المنزلي.
قصة متلازمة ستوكهولم
في 23 من شهر آب عام 1973م هرب سارق محكوم عليه يدعى يان إريك أولسون عبر شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم، ودخل واحد من البنوك المعروفة هناك في ميدان نورمالمستورغ الراقي، وسحب بندقية رشاش وأطلق النار على السقف، وصرخ في الحضور بالإنجليزية ليبدو وكأنه أمريكي
وبعد أن جرح شرطي، أخذ 4 من موظفي البنك كرهائن في قبو البنك الضيق، وطلب 700,000 دولار وسيارة هروب، مع الإفراج عن كلارك أولوفسون من السجن وتسليمه الفدية، وفي غضون ساعات سلمت الشرطة زميله الفدية وسيارة فورد زرقاء، لكنهم رفضوا طلب السارق المغادرة ومعه الرهائن.
علاقة الرهان بالخاطفين داخل القبو كون المخطوفين مع الخاطف رابطة غريبة، بعد أن قام أولسون بوضع سترة من الصوف على أكتاف الرهينة كريستين إنمارك عندما شاهدها ترتجف، وقام بتهدئتها عندما حلمت بكابوس، بل وأعطاها رصاصة من بندقيته كتذكار، كما قام بمواساة الرهينة بيرجيتا لوندبلاد عندما فشلت في التواصل الهاتفي مع عائلتها وقال لها حاولي الاتصال بهم مجددًا.
وحين اشتكت الرهينة إليزابيث أولدجرين من خوفها من الأماكن المغلقة، سمح لها أن تتمشى خارج القبو، وقد أثارت أفعال أولسون هذه تعاطف رهائنه معه، وفي اليوم التالي بدأ الرهائن ينادون خاطفيهم بأسمائهم ويخشون الشرطة أكثر من خاطفيهم، وحينما سمح الخاطفين للشرطي بالدخول ليتأكد من صحة الرهائن، لاحظ عدائيتهم تجاهه، وارتياحهم بجانب الخاطفين.
وقال قائد الشرطة حينها للصحافة إنه يشك في أن الخاطفين سيؤذون الرهائن لأنهم كونوا علاقة هادئة غريبة معهم، حتى أن إنمارك اتصلت برئيس الوزراء السويدي وطلبت منه السماح للصوص بأخذهم في سيارة الهروب معهم، مؤكدة له أنها تثق تمامًا بهم، وقالت له أن ما تخافه حقًا هو أن تهاجم الشرطة المكان وتتسبب في مقتلهم.وفي ليلة 28 من شهر آب قامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع في القبو مما أدى لاستسلام الجناة، وطلبت الشرطة من الرهائن الخروج أولًا، لكن الرهائن الأربعة رفضوا لحماية مختطفيهم حتى النهاية. وفي مدخل القبو قام الجناة والرهائن باحتضان بعضهم والمصافحة وتقبيل أيادي بعضهم، بينما صرخت سيدتان من الرهائن حينما ألقت الشرطة القبض على اللصوص وقالت: (لا تؤذوهم فهم لم يؤذونا).