متى تتحقق الرؤيا المبشرة

كتابة منى عسيري - تاريخ الكتابة: 14 يونيو, 2020 7:59 - آخر تحديث : 18 ديسمبر, 2022 8:38
متى تتحقق الرؤيا المبشرة

متى تتحقق الرؤيا المبشرة وماهي اركان تحقق الرؤيا الصالحة وكل مايخص الرؤيا المبشرة في هذه المقالة.

النظرة الدينية للاحلام

ورد عن النبي محمد عدد من الأحاديث عن الأحلام ومنها: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ ,,,). النبي محمد قسم الأحلام إلى ثلاثة أنواع، الرؤيا والحلم وأضغاث الأحلام، ، فالرؤيا هي مشاهدة النائم أمرا محبوبا، وهي من الله، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، و يجب حمد الله عليها، والحلم هو ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويسن أن يتعوذ بالله منه وينفث عن يساره ثلاثاً، وأن لا يحدث به. وأضغاث الأحلام وهي عبارة عن رغبات ومخاوف مكبوتة في العقل الباطن

هل كل رؤيا تتحقق ؟

الذي يتحقق مما يراه الإنسان في حال نومه هي الرؤيا الصادقة فقط، سواء كانت تبشيرية أو تحذيرية.
أما أحلام الشياطين كالكوابيس والأحزان والتخويف ؟ فهذه لاتضر الإنسان وإنما ترشده بضرورة تحصين نفسه من أذى الشيطان والتمسك بالرقية الشرعية.
وأما حديث النفس الذي يشغل فكر الإنسان في ليله ونهاره فهذا لا يقع البته. عن أَبَي قَتَادَةَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يقول الرُّؤْيَا من اللَّهِ وَالْحُلْمُ من الشَّيْطَانِ فإذا حَلَمَ أحدكم حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عن يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ من شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ أخرجه مسلم ( 2261)
وأما مسألة ماهو أفضل أوقات الرؤيا ؟ فنقول: قال العلامة الخطابي رحمه الله: المعبرون يزعمون أن أصدق الرؤيا ما كان في أيام الربيع ووقت اعتدال الليل والنهار، معالم السنن (4/130)، وقال قريبا منه الإمام البغوي رحمه الله في شرح السنة (12/210)، وقال ابن قتيبة رحمه الله: «وقد تعبر الرؤيا بالوقت…» إلخ. كتاب «عبارة الرؤيا» (190)، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: «ومن أدب العابر ألا يعبرها عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها، ولا عند الزوال، ولا في الليل «انتهى، فتح الباري (14/472)، وقال الخليل بن شاهين رحمه الله تعالى: «واصدق ما تكون الرؤيا في الربيع والصيف..» انتهى الإشارات (604)، وعلل الحافظ ابن القيم رحمه الله بشيءٍ زائدٍ قال: «وأصدق الرؤيا: رؤيا الأسحار، فإنه وقت النزول الإلهي.. إلخ، مدارج السالكين (1/52).
والصواب:الذي يجب المصير إليه، أن اعتماد الأوقات المذكورة على نحو ما حكاه ابن قتيبة والبغوي وغيرهما مما يفتقر إلى نص من القرآن والسنة، والرؤيا تتعلق في صدقها، بحال رائيها، وما خلقه الله في ذهنه ومنامه، وأما تأويلها فمتعلق بالمعبر، وعلمه وصلاحه، ولاتعلق في المسألتين بالوقت أبدا، إلا من جهة هيئة المرئي. والله أعلم

قواعد الرؤيا والمنامات

أولا- لا أثر للمنامات في الأحكام الشرعية
لأن الأحكام الشرعية مبنية على الأدلة التي تتولد منها الأحكام، أما المنامات والرؤى فلا يترتب عليها أحكام فقهية، وإن وافقت الرؤى بعض الأحكام الشرعية، فالعمل في ذلك على اجتهاد الفقهاء، وليست الرؤيا ذاتها.
ثانيا- الرؤيا الحق لا تخالف الشرع
فكل ما يراه الإنسان في منامه مخالفا للشريعة فلا اعتبار له بالكلية، مهما ادعي فيه من الرؤى، أو مهما كان الذي جاء في المنام، فإن الشيطان قد يتلبس بأشخاص الصالحين، والشرع حاكم على كل تصرفات الإنسان وأشيائه في اليقظة وفي المنام.
ثالثا- العمل بالرؤيا مشروط
فالرؤى وإن كانت صالحة، لابد من توافر بعض الشروط حتى يعمل بها، ومن ذلك:
– أن يكون محل العمل بالرؤيا مما يندرج تحت المباح، أو يترك العمل المباح بسبب رؤيا، على أن لا يكون من باب الاعتقاد.
– أن يكون في العمل بالرؤيا مصلحة راجحة للإنسان.
– أن يعمل بها إذا كانت تبشيرا بخير، أو تحذيرا من شر.
– أن يكون هناك ما يدعو إلى العمل بالرؤى.
رابعا- المنامات على أقسام
فلا ينبغي أن يتعامل الإنسان مع كل ما يراه على أنه شيء واحد، فهو إما أن تكون رؤيا من الله، يبشر العبد فيه بخير، أو يحذره فيها من شر.
وإما أن تكون حديث نفس، وهو من حديث العقل الباطن، بحيث ينشغل الإنسان بشيء، فيظهر اهتمامه به في منامه، وهو نوع من التنفيس.
وإما أن يكون من الشيطان؛ ليحزن الإنسان، وهو مما يرى من الشر، كما قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادلة: 10]، فمن أهم مقاصد الشيطان مع الإنسان أن يحزنه في نومته، كما يحزنه في يقظته، ومن ذلك الكوابيس والأحلام المزعجة.
والمقصود من ذلك أن ما كان فيه بشرى، فهو من الله تعالى، وللإنسان أن يفرح به، وأن يبشر به من يحب، لأن لهذا أثرا إيجابيا في حياة الإنسان، يدفعه إلى الاستقرار النفسي، والعمل والإنجاز، والتعايش مع أقرانه في المجتمع، وأن تكون روحه صالحة تحب الآخرين، وتسعى إلى تحقيق الأخوة في الله، أما إن كان ما رآه في منامه شرا، فعليه أن يصرف نظره عنها، ولا يبالي بما رأى، ولا يقص ما رأى من الشر على غيره، فإنها لن تضره.
خامسا- لا تأخذ قرارا مصيريا بناء على منام
ليس من الحكمة أن يأخذ الإنسان قرارا مصيريا بناء على ما يراه في المنام، بل لابد عليه من جمع المعلومات حول الموضوع، وأن يستشير أصحاب الخبرة والرأي فيه، ثم يصلي صلاة الاستخارة، ويقدم على ما يريد، فإن كان الأمر ميسرا، فعلامة الإذن التيسير، وإن وجد معوقات، فعلامة المنع التعسير.

متى تتحقق الرؤيا المبشرة؟

ذكر الموعد مباشرة في الرؤيا دون معاني أو رموز مثل بعد سنة أو شهر أو أسبوع أو في اليوم الفلاني وغيرها.
إشارة في الرؤيا ليوم العيد مثلا للدلالة على شهر شوال أو ذو الحجة .
دلالة القمر على موعدها خلال شهر أو في حدوده .
الإشارة بأصابع اليد وتدل على قرب موعدها .
وعلى الرائي أن يصبر ولا يتعجل و يكثر من الدعاء بالفرج و بإذن الله لن يطول موعد تحقق الرؤيا المبشرة له بالخير.

ما هي علامات الرؤيا الصادقة

الرؤية الصادقة علامات وإشارات ودلالات عليها فمنها مثلا أن تكون تلك الرؤية خالية من الأحلام التي يحث فيها الشخص نفسه أي أحاديث النفس وكذلك أن لا يكون بها الأحلام التي تعمل علي فزع وإزعاج الشخص والله أعلم .
كذلك من العلامات والإشارات التي تدل على الرؤية الصادقة هي عدم إشغال بال الشخص بشيء ما وهو في يقظته فيقوم برؤية تلك الشيء في منامه لأن ذلك ليس من الرؤية الصادقة كإشغال بال الشخص مثلا بالأكل أو الشراب فيقوم برؤية أصناف من الطعام والشراب في منامه فتلك ليست تعتبر من الرؤى الصادقة والله أعلم .
من العلامات أيضا الدالة والمشيرة إلى الرؤية الصادقة في منام الشخص أن تكون تلك الرؤية واضحة ومبينة وليس يكون فيها غموض وتكون قابلة للتفسير وواضحة للتفسير والله أعلم .

ما هو وقت الرؤية الصادقة ؟

قد قيل أن وقت الرؤيا الصادقة هو ربما قبل الفجر لكن العلماء ذكروا ووضحوا بأنه ليس من الشرط أن تكون الرؤية الصادقة قبيل الفجر وذلك لأن الشيطان ربما يأتي ويحضر إلي الإنسان بالأحلام المزعجة قبل الفجر وبالتالي ذكر العلماء بأن وقت الرؤية الصادقة ربما يكون قبل الفجر أو ربما بعد الفجر أو ربما في الصباح فالرؤية الصادقة ربما يكون وقتها هو أي وقت والله أعلم .



1194 Views