مدة الحب الحقيقي

كتابة هنادي الموسى - تاريخ الكتابة: 25 يوليو, 2020 7:58
مدة الحب الحقيقي

مدة الحب الحقيقي والأسباب التي تؤدي إلى إحتمال نهايته نتعرف عليها في حيثيات هذا المقال.

مدة الحب الحقيقي

العمر الافتراضي للحب هو ٣ سنوات. هذا ما أكدته دراسة أجريت قبل سنوات، فكيمياء الدماغ المسيطرة يمكنها توليد شحنات حب وطاقة لثلاث سنوات فقط وبعد ذلك فإن الحال يكون أشبه ببطارية فرغت ولا يمكن إعادة شحنها.

الأسباب التي تؤدي لانتهاء الحب 

  • صدمة الواقع : السنة الاولى تكون حافلة بالمشاعر الجياشة وكل ما هو جميل، الثانية تكون تأقلم مع واقع يتأرجح بين مثالية الحب وقساوة الواقع. أما السنة الثالثة فهي تكون التقبل بأن الشريك أو الشريكة ليس كما يظن الاخر.
  • الملل : الملل يفرض نفسه بعد انتهاء مرحلة المشاعر المجنونة. فما كان يقوم به الاخر ويثير دهشة وإعجاب الآخر يصبح روتيناً يومياً إعتاد عليه. والامور التي تثير كل المشاعر باتت جزءاً من حياتهما اليومية. الشرارة تنطفئ عاجلاً أم اجلاً وفي علاقات الحب فهي تموت في عامها الثالث.
  • الانجذاب الجسدي : الانجذاب الجسدي جزء لا يتجزأ من الحب حتى خلال مراحل الحب من دون زواج فإن الانجذاب جسدياًَ للآخر هو ركن أساسي من دونه لا يمكن للحب أن يستمر. بعد الزواج فإن الانجذاب هذا يصبح أقل لعدة أسباب، السبب الاول هو حصول الطرفين على الآخر ما يعني إشباعاً كاملا للرغبة، والسبب الثاني يكمن في إهمال كل شخص لنفسه، والسبب الثالث هو النقطة المذكورة أعلاه ..الملل.
  • التوافق : الأضداد تنجذب لبعضها البعض أحيانا ولا تنجذب في أحيان اخرى. التوافق التام في الشخصيات يؤدي إلى حياة مملة، والتناقض الكامل فيها يؤدي إلى المواجهات. المساومة هي أساس كل شيء في العلاقة وبما أن العام الثالث هو الصدمة فلا مجال للمساومة هنا بل إما المواجهة أو الدخول في مرحلة الملل.

أمور قد تنهي الحب

  1. التواصل : مع العام الثالث يكون كل طرف قد تمكن من معرفة الآخر بشكل كامل. فحركات عيونه أو يديه أو الاصوات التي يصدرها عندما ينزعج تصبح مألوفة ومعروفة. المعرفة هذه تجعل البعض يظنون بأنه لا داع للتواصل كما كانوا يفعلون من قبل، فهي أو هو في نهاية المطاف يمكنه فهم ما يريده الآخر من خلال مراقبة لغة الجسد. وهذا خطأ فادح، انعدام التواصل يعني انتهاء العلاقة.
  2. متطلبات الحياة : سواء كانت المرأة عاملة أو ربة منزل فإن متطلبات الحياة تلقي بثقلها في العام الثالث. ففي العام الاول وخلال سنوات الحب فإن المشاركة والتعاون هي العنوان العريض، في العام الثاني تبدأ الامور بالتحول تدريجياً أما في العام الثالث فكل شيء ينقلب رأساً على عقب خصوصاً في حال تم الزواج أو إنجاب الاطفال. المسؤوليات تصبح أكبر من قدرة الطرفين على الاحتمال، وعلاقاتهما تصبح بعد لائحة طويلة من الاولويات الاخرى. وحين تصبح الفواتير أهم من علاقتكما فهذا يعني أن الحب انتهى.

أهم النصائح والأفكار لخلق الحب بعد الزواج

التكافؤ أهم من الحب في الزواج

التكافؤ بين الأزواج لا يعني أن يكونا نسخة عن بعضهما، بل أن يمتلكا الحد الأدنى من التقارب في مجالات الحياة المختلفة ما يسمح لهما بفهم بعضهما بالشكل الأمثل، فالفجوات الثقافية والمادية بين الزوجين إن لم تتم إدارتها بالشكل الأمثل قد تقتل أقوى علاقات الحب في التاريخ، وعلى الجانب الآخر فإن التكافؤ الذي يحقق التناغم في العلاقة الزوجية من شأنه أن يخلق الحب بعد الزواج ويحافظ على استمراره، اقرأ مقالنا عن تحقيق التكافؤ بين الزوجين.

الاحترام المتبادل في العلاقة الزوجية

مهما كانت طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، لا يمكن أن يكون الزواج ناجحاً في غياب الاحترام المتبادل، إن احترام الطرف الآخر ومطالبته باحترامنا هو القاعدة الأساسية لخلق الاستقرار في الزواج، وفيما يتساهل الحب المتقد مع شرط الاحترام تحت ضغط العاطفة؛ لا يمكن للزواج أن يقوم دون احترام متبادل، وكل محاولات إيجاد الحب بعد الزواج ستبوء بالفشل ما لم يكن الاحترام هو القاعدة الأساسية للزوجين.

التخلي عن التصورات المسبقة عن الحب والزواج

للأسف كثير منا يقع ضحية الصورة النمطية والتصورات المسبقة عن الحب والزواج، ما يجعلنا ندفع العلاقة لتكون موافقة للنمط وللصورة التي نرسمها في أذهاننا، وأول ما يجب القيام به في رحلة إيجاد الحب بعد الزواج هو التخلي عن الصورة النمطية للحب وللزواج ولعلاقة الزوجين التقليدية، والبحث عن حبنا الخاص وزواجنا الخاص وعلاقتنا الفريدة مع شريك الحياة، ذلك سيفتح بصيرتنا على الكثير من المميزات والعيوب الغائبة تحت وطأة الصورة النمطية.

الحوار الدائم بين الزوجين

  1. التركيز على القواسم المشتركة : لا يوجد في هذا العالم شخصان دون قواسم مشتركة، المجرم والقاضي تجمعهما قاعة المحكمة في وقت ما!، لذلك يجب أن يبحث الزوجان عمَّا يجمعهما أكثر مما يفرِّق بينهما، هل فكرت يوماً أن تشارك زوجتك التسوّق دون نكد؟، هل جربتِ يوماً أن تسألي زوجكِ عن كيفية تنظيم تصفيات كرة القدم ومعنى دوري الـ16؟، هل فكرتما بقراءة كتاب معاً، أو إعداد الطعام سوياً؟…. هناك عشرات الأشياء التي يمكن أن تتحول ببساطة إلى أسباب للسعادة.
  2. انسى أنك تزوجت دون حب : أعتقد أن واحداً من التحديات الكبرى أمام الزواج من دون حب هو بقاء الفكرة عالقة برأس أحد الزوجين أو كليهما (لم أتزوج البنت التي أحبها، تزوجنا زواجاً تقليدياً، كنت أتمنى أن أعيش قصة حب قبل الزواج…إلخ)، كل هذه الأفكار والرغبات مشروعة، لكن نحن هنا الآن متزوجان، وما دامت فكرة حب المسلسلات الرومانسية تسيطر علينا لن نجد معنى الحب بعد الزواج.
  3. اجعل الأبناء جزءاً من الحب بعد الزواج : أزعم أنني وزوجتي استطعنا الحفاظ على علاقة الحب التي جمعتنا قبل الزوج، وكان الإنجاب بعد ست سنوات تحدياً كبيراً في العلاقة، فوجود طفل في الأسرة هو ما يجعلها أسرة، ونحن حتى الآن نحاول أن نعيد ترتيب حياتنا وعلاقتنا بوجود طفلتنا الوحيدة، وأعتقد أن إدماج الأطفال في علاقة الحب بين الأبوين


975 Views