من هم كليلة ودمنة

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 25 أبريل, 2022 10:31
من هم كليلة ودمنة

من هم كليلة ودمنة نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل قصص كليلة ودمنة وتاريخ كتاب كليلة ودمنة و الختام نموذج من كتاب كليلة ودمنة تابعوا السطور القادمة.

من هم كليلة ودمنة

يعتبر كليلة ودمنة اسمين لعلمين من أبطال قصة كليلة ودمنة، وقد جاء ذكرهما في الباب الأول من الكتاب، حيث يقول ابن المقفع: “لقد كان فيمن مع الأسد من السباع ابنا آوى، ويقال لأحدهما كليلة، وللآخر دمنة، وكانا من أصحاب الدّهاء في الأدب والعلم”، وقد دارت بينهما نقاشات وحكايات، وذلك من أجل كسب ودّ وتعاطف الأسد في القصة، ويتضمّن كتاب كليلة ودمنة حكايات قصيرة على ألسنة الحيوانات والطيور، وتحمل هذه الحكايات العديد من الحكم والنصائح، قام بتأليفه بيدبا أحد فلاسفة الهند القدماء لأحد ملوك الهند وهو دبشليم،وكان يحمل الكتاب اسم (بنج تنتر) أو (الفصول الخمسة)، ثمّ نُقل الكتاب إلى اللغة الفارسية، ثمّ إلى العربية.

تاريخ كتاب كليلة ودمنة

– تُشبه مجموعة كليلة ودمنة في محتواها وشكل قصتها الكُتب الأخرى التي قدّمت من مصادر هندية، وهي قصص ذات أفكار مُجرّدة، وتضمّ كليلة ودمنة مجموعة من الحكايات الرمزية والأخلاقية حول الطيور، والحيوانات، وتَحكي بشكل عام عن طَبيب يُدعى برزويه، الذي قام بناءً على طلب من ملك فارس بالبحث عن النباتات التي يجلب عصيرها الصحّة للمرضى والخلود في حياتهم، وفي نهاية المطاف علم الطبيب أن مثل هذه “النباتات” هي رموز لكتب الحكمة التي تساعد الإنسان على تحقيق الحياة الأبدية، وحين قال برزويه للملك اكتشافه أمر الملك بجمع كل تلك الكتب من كلّ مواطن، ومسافر، ووضعها في خزانته، ومن هذه الكتب التي تم جمعها كتاب كليلة ودمنة، وجوهر الحكمة والأخلاق، ويتكون الجزء الأكبر من الكتاب من استفسارات الملك، وتمّ إرفاق بعض طبعات الكتاب بما في ذلك الترجمات العبريّة بالصور.
-يعتبر كتاب كليلة ودمنة أحد أقدم النصوص العربية التي يتم تفسيرها، تمت ترجمة كليلة ودمنة لأول مرة إلى اللغة العربية، من قبل ابن المقفع، من النسخة البهلوية التي فُقدت الآن، ويعتبر الرسم التوضيحي لقصة الكركي والسلطعون (The Crane and the Crab)، هو من أقدم النسخ العربية من كليلة ودمنة، والمؤرخة عام 1220 م، التي تم إنشاؤها في سوريا، والمحفوظة الآن في المكتبة الوطنية الفرنسية في باريس، وتستند القصة على حكاية الإطار الهندي، الكتب الخمسة (Panchatantra) ، وهي مجموعة من الأمثال السنسكريتية، وتُرجم العمل إلى العديد من اللغات، ومن الشخصيات الرئيسية للكتاب هما اثنين من ابن آوى اسمهما كليلة ودمنة، يقوموان بروي القصص، من المؤامرات والمكائد في مملكة الأسد، ويتم إنهاء كل قصة مع عبرة أخلاقية.

قصص كليلة ودمنة

حوى كتاب كليلة ودمنة الكثير من القصص ذات العبر، وكان أبطال هذه القصص من الحيوانات، وسُمي الكتاب بكليلة ودمنة وهما ابنا آوى، كما ضم الكتاب خمسة عشر فصل رئيسي، وهي:
-فصل الجرذ والسنور
-فصل ابن الملك والطائر فنزة
-فصل الأسد والشغبر الناسك وهو ابن آوى
-فصل إيلاذ وبلاذ وايراخت
-فصل اللبوة والإسوار والشغبر
-فصل الأسد والثور وهو أول الكتاب
-فصل الفحص عن أمر دمنة باب الحمامة المطوقة
-فصل البوم والغربان
-فصل القرد والغيلم الناسك وابن عرس
-فصل الناسك والضيف باب السائح والصائغ
– فصل ابن الملك وأصحابه
-فصل الحمامة والثعلب مالك الحزين

مُترجِم كيلة ودمنة

ترجم عبد الله بن المقفَّع كتابَ كليلة ودمنة إلى اللُّغة العربيَّة، بعد اطّلاعه على النُّسخة الفارسيَّة منه، وعدل بعض قصصه، وأضاف قصصاً أخرى إليه، وذلك في العصر العبّاسيّ في القرن الثّامن الميلاديّ وفُقدت النُّسخة الهنديَّة والفارسيَّة من الكتاب، ولم تبقَ منه إلَّا النُّسخة العربيَّة، الَّتي انتشر الكتاب منها بعد ذلك كانت لكاتب يعرف باسم اسمه عبد الله بن المقفَّع بن رُوزْبه بن داذُويه، وهو فارسيُّ الأصل مجوسيُّ الدِّيانة، تَسمَّى بعبد الله بعد إسلامه، وقيل إنّ أباه سرق مبلغًا من المال من خزانة كان مُؤتمناً عليها أيَّام الحجَّاج بن يوسف، فعاقبه الحجَّاج بن يوسف بضربِه على يديه حتى تَقَفَّعَتَا، أي تشنَّجتا من شدَّة الضّرب؛ لذلك سُمِّي والده بالمقفَّع، وانتهت حياة ابن المقفَّع بالقتل على يد سفيان بن معاوية والي المنصور في البصرة.

نموذج من كتاب كليلة ودمنة

“إن الخب والخديعة ربما كان صاحبها هو المغبون، وإنك يا دمنةُ جامعٌ للخب والخديعة والفجور، وإني أخشى عليك ثمرة عملك، مع أنك لست بناجٍ من العقوبة؛ لأنك ذو لونينِ ولسانين، وإنما عذوبة ماء الأنهار ما لم تبلغ إلى البحار، وصلاح أهل البيت ما لم يكن فيهم المفسد، وإنه لا شيء أشبه بك من الحية ذات اللسانين التي فيها السم، قد يجري من لسانك كَسُمِّها، وإني لم أزل لذلك السم من لسانك خائفًا، ولما يحل بك متوقعًا، والمفسدُ بين الإخوان والأصحاب كالحيَّة يربِّيها الرجل ويُطعِمها ويمسحها ويكرمها، ثم لا يكون له منها غير اللدغ، وقد يقال: الزم ذا العقل وذا الكرم، واسترسل إليهما، وإياك ومفارقتهما؛ واصحب الصاحب إذا كان عاقلًا كريمًا أو عاقلًا غير كريم؛ فالعاقل الكريم كاملٌ، والعاقل غير الكريم اصحبه وإن كان غير محمود الخَليقة، واحذر من سوء أخلاقه وانتفع بعقله، والكريم غير العاقل الزمه ولا تدع مواصلته، وإن كنت لا تحمد عقله، وانتفع بكرمه، وانفعه بعقلك، والفرار كل الفرار من اللئيم الأحمق، وإني بالفرار منك لجديرٌ، وكيف يرجو إخوانك عندك كرمًا وودًّا، وقد صنعتَ بملكك الذي أكرمك وشرفك ما صنعت.



406 Views