موضوع تعبير عن التسامح الديني

كتابة منال العيسى - تاريخ الكتابة: 31 أغسطس, 2020 7:22
موضوع تعبير عن التسامح الديني

موضوع تعبير عن التسامح الديني وماهي اهمية التسامح الديني كل ذلك سنتعرف عليه من خلال مقالتنا .

تسامح ديني

التسامح الديني هو المحبة للناس جميعا و عدم تمييز بينهم على اللون أو الجنسية والمعنى السائد للتسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه. ولكن التسامح الديني في معناه العميق اليوم يرتكز إلى مبدأ فلسفي وديني

مصطلح التسامح الديني في منظور الإسلام

التسامح الديني مصطلح شائك له أكثر من مفهوم، ويختلف حكمه باختلاف مدلوله، فإن قصد به قبول الديانات الأخرى غير دين الإسلام على أنها طرق موصلة إلى الله سبحانه ومنجية من عذابه يوم الدين، فهو حينئذ مصطلح فاسد، بل هذا هو الكفر البواح الذي لا يقبل معه عمل صالح لمصادمته لقول الله جل وعلا: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {أل عمران:85}.
أما إن أريد به أن الإسلام يقر أصحاب الديانات الأخرى على دياناتهم إذا هم سالموا المسلمين وأدوا لهم الجزية، فهو حينئذ مصطلح شرعي، لأن الإسلام لا يكره أحداً على الدخول فيه، لقوله تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ {البقرة:256}، ومن صور التسامح الديني في شريعة الإسلام أن الله سبحانه قد أمر بتحسين الخلق مع الناس كافة بصرف النظر عن دياناتهم واعتقاداتهم ما داموا غير محاربين لله ورسوله، فقال سبحانه: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً.. {البقرة:83}، وقال سبحانه: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ {4}، وجوز الفقهاء دفع الصدقات المندوبة للكفار، كما بينا ذلك في الفتوى: 12798.
والخلاصة: أن أهل الذمة لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنما قبلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا، ودماؤهم كدمائنا. انتهى.
جاء في كتاب الخلاصة في أحكام أهل الذمة: وعلى ذلك فلأهل الذمة حق الإقامة آمنين مطمئنين على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وعلى الإمام حمايتهم من كل من أراد بهم سوءاً من المسلمين أو أهل الحرب أو أهل الذمة، لأنه التزم بالعهد حفظهم من الاعتداء عليهم، فيجب عليه الذب عنهم ومنع من يقصدهم بالأذى من المسلمين أو الكفار واستنقاذ من أسر منهم واسترجاع ما أخذ من أموالهم، سواء كانوا مع المسلمين أم منفردين عنهم في بلد لهم، لأنهم بذلوا الجزية لحفظهم وحفظ أموالهم، ومن مقتضيات عقد الذمة أن أهل الذمة لا يظلمون ولا يؤذون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة. انتهى.

موقف الأديان من التسامح الديني

من البديهي أن الأديان بحكم انتمائها إلى السماء، فإنها لا تأمر إلاّ بالخير والحق والصلاح ولا تدعو إلاّ بالبِرّ والحب والرحمة والإحسان، ولا توصي إلاّ بالأمن والسلم والسلام، وما كانت يوماً في حدِّ ذاتها عائقاً أمام التبادل والتلاقح والتَّثاقف ولا أمام التعايش والتعارف والحوار، وإنما العائق يكمن في الذين يتوهّمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلّون الأديان في أقدار الناس ومصائرهم، تلك المهمة التي أبَى الله تعالى أن يمنحها لأنبيائه الأخيار.
إن الإسلام من جهته يعترف بوجود (الغير) المخالف فرداً كان أو جماعة ويعترف بشرعية ما لهذا (الغير) من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصوّر والممارسة تخالف ما يرتـئيه شكلاً ومضموناً. ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم قد سمّى الشِّرك ديناً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلاّ لأنه في وجدان معتنقيه دين .
ومن هنا، فإن جريمة المشركين لم تكن في إعراضهم عن الإسلام، وإنما في كونهم رفضوا أن يعيش دين جديد بجوار دينهم، فقرّروا مَحْقَه واستئصاله من الوجود.
هذا وقد أوصَل بعضهم الآيات الواردة في شأن احترام الأديان الأخرى واحترام خصوصيتها واتباعها إلى أكثر من مائة آية موزّعة في ست وثلاثين سورة.
ولم يكتف القرآن بتشريع حرية التديّن، بل نجده قد وضع جملة من الآداب، يمكن عَدّها بيداغوجية للتسامح الديني، فقد دعا المسلمين إلى أن يكونوا لغيرهم موضع حفاوة ومودّة وبِر وإحسان. قال تعالى: {لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يُقاتلُوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.
وإتساقاً مع تلك الدعوة إلى حُسن التعامل، نرى القرآن يحذّر أتباعه ويَنهاهم عن سَبّ المشركين وشتم عقائدهم، {ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم} . يشير مضمون الآية إلى كونها تلقين مستمر المدى حيث أوجب الله تعالى في كل زمان ومكان الالتزام بهذا الأدب وعدم شتم غيرهم وعقائدهم .

أثر التسامح على الفرد والمجتمع

إنّ التّسامح يترك أثرًا طيبًا في قلب صاحبه، فهو يخلّصه من مشاعر الحقد والغلّ على من تعرض له، كما أنّه يترك أثرًا طيبًا في قلوب الناس المختلفين؛ إذ تنتشر المحبة والطيبة في المجتمع؛ فيُمارس الجميع حريّاته دون أن تنشب الخلافات أو المشاكل، ومن آثار التسامح أيضًا:
نيل رضا الله وبالتالي يرضى الإنسان عن نفسه، فيشعر بالسعادة وتزيد ثقته بنفسه؛ ممّا يزيد إنتاجيته ونشاطه فينشغل بأعماله عن تتبّع أخطاء الناس وزلّاتهم.
التسامح ينشر المحبة بين الناس كما قال تعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” [فصلت:34]، فالإنسان الذي يسامح من أساء له يملك قلبه ويصبح صديقًا له وقريبًا منه، فتنتشر العاطفة في المجتمع.
التسامح يعزّز قيمة التعايش بين أفراد المجتمع المختلفين، ويصون الحريات العامة، فينعم الجميع بحياة كريمة وأمان وحرية تعبير وممارسة الطقوس والمعتقدات دون تعدٍّ أو مضايقة أو تحقير مِمَّن يختلف عنهم في معتقد أو عرق أو ثقافة.
الأثر النفسي والصحي؛ فسليم الصدر المرتاح نفسيًّا هو من لا يحمل غلًّا ولا حقدًا في قلبه وهذا يؤثر على سلامة الجسد أيضًا؛ فحسب دراسة أجراها علماء من جامعة تينيسي لملاحظة أثر التسامح على الأفراد لاحظوا زيادةً في ضغط الدم وزيادة التوتر العضلي على 20 شخصًا ممّن خضعوا للدراسة واعتُبروا متهوّرين وغير متسامحين مقارنةً مع العشرين الآخرين الذين أظهروا تسامحًا حول مناسبتين شعروا فيهما بالخداع والخيانة.
التسامح يصنع مجتمعًا قويًا متماسكًا لا وجود للفتن والمشاكل فيه.
التسامح يغلّب المصلحة العامة على الخاصة، فلا يفكّر الفرد في نفسه فقط بل يبحث عن استقرار مجتمعه وأمانه.

فوائد التسامح على الفرد والمجتمع

يوجد العديد من فوائد التسامح على الفرد والمجتمع، وأهمها:
حب الناس للشخص المتسامح، وبالتالي القضاء على الكراهية والحقد بين الناس.
القضاء على المشاكل، والالتفات إلى المصلحة العامة بدلًا من المصلحة الشخصية، وبالتالي النهوض بالمجتمع.
قدرة الشخص المتسامح ضبط نفسه عن كثير من الصفات السيئة، مثل: الحقد والكره والانتقام من الآخرين.
نيل المتسامح حب الله سبحانه وتعالى ورضاه.
نيل المتسامح العزة يوم القيامة.
تحقيق القدرة على التعايش بين والأفراد والشعوب، عن طريق تقبل الاختلاف بينهم والحفاظ على حقوق الآخرين .
تبادل العلوم والثقافات وتفعيل الحوارات البناءة، دون التعدي على الآخرين واحترام ثقافتهم وآرائهم .
تحقيق المساواة والعدل من خلال احترام الثقافات والعقائد، وبالتالي تحقيق التضامن والوحدة بين أفراد المجتمع.



758 Views