هل دخان الفحم يضر الحامل

كتابة خليل العتيبي - تاريخ الكتابة: 8 أبريل, 2020 6:57
هل دخان الفحم يضر الحامل

هل دخان الفحم يضر الحامل وهل دخان الفحم فقط هو الذي يؤثر على الحامل والجنين كل ذلك سنتعرف عليه من خلال هذه المقالة .

الفحم

الفحم الحجري صخر أسود أو بني اللون وغالبا يكون أسود اللون قابل للاشتعال والاحتراق، ويوجد في طبقات أرضية أو عروق، يتكوّن أساسا من الكربون، بالإضافة إلى نسب متفاوتة من عناصر أخرى(يتصدرها الهيدروجين، كبريت، أكسجين، ونيتروجين بالإضافة لعناصر أخرى)..

دخان الفحم والخشب واضراره على الحوامل

أظهرت دراسة صينية حديثة أن تعرض الحوامل لتلوث الهواء الناجم عن طرق الطهي التقليدية مثل الفحم والخشب، يوثر على صحة المواليد العقلية ويزيد فرص إصابتهم بفرط النشاط.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الصحة العامة بجامعة تشونغشان الصينية، ونشروا نتائجها، الأربعاء، في دورية (Journal of Child Psychology and Psychiatry) العلمية.
وأوضح الباحثون أن الطبخ يعد أحد المصادر الرئيسية لتلوث الهواء الداخلي في الصين، لذلك درس الفريق تأثراته على الصحة العقلية للأطفال الصغار.
وشملت الدراسة 45 ألفاً و518 من أمهات الأطفال في مدينة شنجن الصينية بين عامي 2015 و2017.
ووجد الباحثون أن تعرض الأمهات أثناء فترة الحمل إلى مستويات مرتفعة من دخان الطهي بالطرق التقليدية مثل الحطب والخشب والفحم، ارتبط بزيادة خطر إصابة الأطفال الصغار في سن 3 أعوام، بسلوكيات فرط النشاط، مقارنة بمن يستخدمن الوسائل الحديثة في الطهي مثل الكهرباء.
ووجد الباحثون أن مخاطر الإصابة ارتفعت أكثر في حال كانت التهوية ضعيفة أثناء الطهي في المنزل.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض أكثر من 40 بالمئة من سكان العالم، بما في ذلك مليار طفل دون سن 15 سنة، لمستويات عالية من الهواء الملوّث داخل المنزل، والناجم عن الطبخ باستخدام الفحم والخشب والتكنولوجيات الملوثة بشكل أساسي.
وأضافت أن عام 2016 شهد ما يقرب من 600 ألف حالة وفاة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة والتي تعزى إلى الآثار المشتركة بين تلوث الهواء المحيط وتلوث الهواء داخل المنزل.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” أن نحو 17 مليون رضيع في شتى أنحاء العالم يتنفسون هواءً سامًا، بما قد يضر بتطور أدمغتهم.

روائح ممنوعة على الحامل استنشاقها

-المبيدات الحشرية ومبيدات القوارض.
-أنواع الطلاء المختلفة، وكذلك المواد الكيماوية المستعملة في تخفيف مواد الطلاء (عادة ما ترغب الأم في طلاء غرفة الأطفال قبل الولادة).
-ملمعات الأثاث الخشبي وأرضيات الباركيه.
-أنواع البخاخات المختلفة، بدءًا من المبيدات وحتى العطور، وأيضًا الأبخرة ذات الروائح النفاذة.المواد الكيماوية والمنظفات المختلفة المستعملة في التنظيف في المنزل، وخصوصًا المنصوص على سُمِّيتها في إرشادات الاستعمال. يمكنكِ دائمًا الاعتماد على مواد طبيعية في تنظيف المنزل، مثل الخل والكربوناتو -بيكربونات الصوديوم- أو الاستعانة بمنظفات البخار.
-صبغات الشعر أو المواد الكيماوية المستعملة لفرد الشعر، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل. يمكنكِ استعمال الحناء كبديل، أما بالنسبة للبروتين والكيراتين وغيرها من المواد، والتي لا يمكن التأكد من تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة، فيفضَّل الابتعاد عنها تمامًا خلال فترة الحمل.
-استعمال طلاء الأظافر (المانيكير) ومزيله (الأسيتون) يجب أن يتم في مكان جيد التهوية.

تأثير استنشاق تلك الروائح الممنوعة

ويتفاوت تأثير استنشاق هذه الروائح على الحامل، من التأثير على تكوين أجهزة جسم الجنين وحدوث عيوب خلقية، إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة، وأحيانًا الحكم على الطفل بالإصابة بحساسية الجهاز التنفسي بعد مولده.
يجب على الحامل دومًا الاستجابة لحساسية الشم لديها في أثناء الحمل، والحرص على اللجوء للبدائل الطبيعية في حياتها اليومية، من أجل تجنب المواد الكيماوية ذات الروائح النفاذة بقدر الإمكان.

تأثير التلوّث على الجنين

أثبت باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية في دراسة نشرت في المجلّة العلمية Jama Psychiatry، أنّ تلوّث الهواء يعيق نمو الجنين. إذ تبيّن أن تعرّض الأجنة في بطن أمّهم بكثافة للـ hydrocarbures aromatiques polycycliques ، يؤثر بشكل قوي على دماغهم، ويتجلّى ذلك عبر اضطراب في السلوك وضعف القدرات المعرفية.
يختبئ وراء عبارة الـ hydrocarbures aromatiques polycycliques جزيئيات سامّة، بإمكانه اختراق المشيمة وإيذاء دماغ الجنين. إنّ هذا النوع من الجزيئيات تنجم عن حرق الوقود الأحفوري كالخشب والفحم، المواد العضوية كالتبغ ووقود السيارات.
أجريت الدراسة على 720 امرأة حامل في مدينة نيويورك، لا تدخّن إنما كنّ معرّضات للملوثات بواسطة جهاز مراقب في الهواء. ثم أجريت دراسة على 40 طفلاً ولدوا من هذه الأمهات بين عامي 1997 و2006. وبعدما تمّ اختيارهم عشوائياً، تبيّن أنّ 20 منهم كانوا معرّضين لكميات قليلة من الـ hydrocarbures aromatiques polycycliques خلال نموّهم الجنيني، بينما كان العشرون الآخرون عرضة لنسبة أكثر ارتفاعاً. وأظهرت النتائج بالتالي أنّ هذه الملوّثات تؤثر مباشرة على الدماغ، فتسبب اضطرابات كتباطؤ القدرات الفكرية، واضطراب في السلوك كالنشاط المفرط، النقص في الانتباه، وشعور بالضيق الاجتماعي قد يكون سبب الشعور بالاكتئاب والضيق. فقد أوضح التصوير بالرنين المغنطيسي أنّ هناك انخفاضًا كبيرًا في سطح المادة البيضاء من الدماغ في حال التعرّض للـ hydrocarbures aromatiques polycycliques. وكلما كان التعرّض لها كبيراً، كلّما كانت نسبة المادة البيضاء منخفضة، وكلما كان للطفل بالتالي عرضة لاضطراب في السلوك وتراجع في القدرات الفكرية. إذ تعتبر المادة البيضاء شبكة من الألياف التي تعزّز انتقال المعلومات بين الخلايا العصبية في المادة الرمادية.
وفي حديث للـ “النهار”، يوضح الدكتو رمزي فينان وهو رئيس قسم الطب النسائي في مستشفى الـ Hôtel-Dieu de France أنّ “التلوّث في لبنان أمر لا يمكننا التهرّب منه. والوقاية تكمن في فرض مصفاة على عوادم السيارات والمصانع للحدّ من تلوّث الهواء. وبإمكان بعض النساء وضع أقنعة لعدم تنشق الهواء الملوّث، إنّما هذا قد يخلق بلبلة وحالة من الذعر في البلاد، كما أن هذا الأمر غير رائج لدينا”.



1583 Views