ولا تبخسوا الناس أشياءهم تفسير الآية الكريمة تحث على العدل والإنصاف في المعاملات، وتنهى عن التلاعب بحقوق الآخرين أو انتقاص قيمتها. إنها دعوة للصدق والأمانة في التعاملات اليومية، وتحذر من الظلم الذي قد يقع على الآخرين.
محتويات المقال
ولا تبخسوا الناس أشياءهم تفسير
تفسير قوله تعالى: “وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ” (سورة الأعراف، آية 85):
الآية تأتي في سياق تحذير من ظلم الناس في المعاملات، وخاصة في البيع والشراء. كلمة “تبخسوا” تعني أن تنقصوا أو تقللوا من قيمة شيء ما بشكل غير عادل، سواء كان ذلك بتقليل الوزن أو الكمية أو الجودة أو حتى القيمة المالية للأشياء التي يمتلكها الآخرون.
الآية تدعو إلى الأمانة والعدل في التعامل مع الآخرين، وتنهى عن خداعهم أو التلاعب بحقوقهم. يُقصد بها تحذير من أن تكون المعاملات المالية أو التجارية بين الناس غير نزيهة أو غير عادلة، فهي دعوة لاتباع السلوك القويم في التعاملات اليومية.
ما حكم من يبخس الناس اشيائهم؟
من يبخس الناس أشياءهم، أي ينقص من حقوقهم أو يقلل من قيمة ممتلكاتهم بشكل غير عادل، يُعتبر مرتكبًا لفعلة محرمة في الإسلام. هذا السلوك يدخل ضمن الظلم والغش، وقد جاء التحذير منه في القرآن الكريم والسنة النبوية.
الدليل من القرآن والسنة:
- الآية الكريمة:
قال الله تعالى في سورة الأعراف: “وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ”، وهذا نهي صريح عن ظلم الناس في المعاملات، خاصة في الأمور المالية. - الحديث الشريف:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من غش فليس منا” (رواه مسلم)، وهو تحذير شديد من التلاعب أو الغش في حقوق الآخرين. - العقوبة:
من يبخس الناس أشياءهم يكون قد ارتكب ظلمًا، والظلم محرم في الإسلام، ويجلب العقوبة في الدنيا والآخرة.
في الدنيا، قد يتعرض للعقوبات القانونية أو الاجتماعية، وفي الآخرة فإن الله تعالى سيعاقب الظالم، ما لم يتب ويُصلح ما أفسده.
كيف يكون بخس الناس؟
بخس الناس يعني أن يُنقص الإنسان من حقوق الآخرين أو يقلل من قيمة أشيائهم بشكل غير عادل أو مغشوش. يمكن أن يتم البخس بعدة صور في الحياة اليومية، ومنها:
- في المعاملات المالية:
غش في الوزن أو الكمية: كأن يباع شيء بوزن أقل من المتفق عليه أو يقلل البائع من الكمية في صفقة ما.
تقليل القيمة: بيع منتج أو سلعة بسعر أقل من قيمته الحقيقية عمدًا لتقليل خسائر المشتري أو لخداعه.
الغش في الجودة: بيع منتج متهالك أو غير صالح على أنه ذو جودة عالية. - في المعاملات التجارية:
الاحتكار: التلاعب في الأسعار أو بيع السلع بأسعار مرتفعة بشكل غير عادل دون مبرر منطقي.
التهرب من دفع الأجور: دفع الأجور أو الأثمان أقل من المتفق عليه مع العمال أو الشركاء، أو حتى التلاعب في المواعيد أو الكميات. - في التعامل مع الأفراد:
عدم احترام حقوق الآخرين: كالاستيلاء على ممتلكات شخص آخر أو التقليل من شأنه أو حقوقه.
الظلم الاجتماعي: التقليل من قيمة إنجازات أو آراء الآخرين في النقاشات أو الحياة اليومية. - في التجارة غير الشريفة:
الغش في التعاملات التجارية: مثل بيع سلعة مغشوشة أو مقلدة للمستهلك على أنها أصلية أو ذات جودة عالية.
كم مرة ذكرت ولا تبخسوا الناس أشياءهم؟
الآية “وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ” ذُكرت مرة واحدة في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة الأعراف، الآية 85.
الآية تأتي في سياق نصائح لقوم شعيب عليه السلام، حيث كان يوجههم إلى العدل في المعاملات التجارية وعدم ظلم الناس من خلال بخس حقوقهم في البيع والشراء.