آداب التعامل مع كبار السن

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 10 أبريل, 2022 12:02
آداب التعامل مع كبار السن

آداب التعامل مع كبار السن نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل أهمية احترام كبار السن وحقوق الكبار في الإسلام ثم الختام طرق أخرى للتعامل مع كبار السنّ تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.

آداب التعامل مع كبار السن

تتلخص أبرز اداب التعامل مع كبار السن في النقاط التالية:
-التركيز على أهميته حيث أنَّ هذه المرحلة تُعد نتاج وحصاد ما مرَّ به الإنسان من مراحل وسنوات حياته، وإنَّ فقدان الإنسان لدوره في المجتمع بعد كل التضحيات التي قدمها هو أمر مُحبط، لذا لابدَّ من التركيز على أهمية المُسن ودوره الفعال من خلال المشورة الدائمة، والإشراك باتّخاذ القرارات.
تلبية الاحتياجات الأساسية وذلك من خلال تلبية الاحتياجات المادية والجسدية والمعنوية والاجتماعية، والعمل على إشباع هذه الحاجات وتحقيقها.
-مُراعات التغيرات لدى المُسن فقد تختلف الثقافات الفكرية من جيل لجيل، وقد تظهر بعض التغيرات لدى الشخص نفسه من مرحلة عمرية لأُخرى، وعلى الآخرين الذين يتعاملون مع ذه الفئة مُراعاة هذه التغيرات وعدم انتقادها أو التجريح بها.
-الاحترام فإنَّ الكبير في السن قد تضعف لديه بعض المهارات الجسدية أو الاجتماعية، وإنَّ من واجب الآخرين احترام هذه التغيرات واحترام المُسن، ومعاملته بطريقة -جيدة خالية من التذّمر أو التهكّم.
التواصل الفعَّال وذلك من خلال الإنصات لكبير السن والاستماع إلى حديثه وعدم التأفف من أحاديثه التي قد تبدو للآخرين مُملة وليس ذات معنى، إلَّا أنَّ قيمتها لدى المُسن تكون كبيرة.
-الرعاية الدائمة من خلال المُراقبة احتياجات المُسن وتتبع مشاكله والعمل على حلّها، والإدراك بإنَّ المُسن يحتاج إلى الرعاية والمُراقبة كما الطفل الصغير.
-مُراعاة مشاعر المُسن: فإنَّ فترة الشيخوخة غالبًا ما تتسم بالحساسية المُفرطة، وإنَّ مُراعاة مشاعر المُسن هي من هم الآداب أثناء التعامل معه.

أهمية احترام كبار السن

-يجب أن يكون احترام كبار السن مجاملة متأصلة في كل واحد منا، والأخلاق المشتركة هي معاملة كبار السن بكرامة واحترام، وللأسف تم نسيان هذه الشخصيات المهمة إلى حد كبير في مجتمع اليوم.
-كبار السن لديهم خبرة مدى الحياة، إنهم يشكلون جيلاً من الأجيال الفعالة، حتى لو لم تكن الخبرة عند كبار السن كما كانت في الماضي، فإن كبار السن لديهم حكمة كبيرة لنقلها، ومن أبرز الأمور التي يجب قراءتها عن الباحثين القدماء كيفية احترام كبار السن وتوقيرهم، ويجب أيضاً أن تتعلم الأجيال الشابة أهمية احترام كبار السن، وأن تخصص وقتاً للاستماع إليهم وقضاء الوقت الجيد معهم.
-تضاعف عدد كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر بشكل كبير جداً، وللأشخاص الأكبر سناً تأثير كبير على المجتمع في الماضي والحاضر، لكونهم ذو حكمة وخبرة على اعتبارهم الجيل الأعظم، ومن الواجب علينا قضاء الوقت معهم والعمل على الاهتمام بهم بشكل تام.
-يشعر العديد من كبار السن بالوحدة سواء كانوا متقاعدين ولم يعد لديهم جدول أعمال اجتماعي أو فقدوا زوجاتهم وبعض الأصدقاء بغض النظر، لا يزالون بحاجة إلى دائرة اجتماعية غنية من أجل السعادة، حيث يمكن أن ينعزل الكثيرون بمرور الوقت مما قد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية، ومن المهم قضاء بعض الوقت في زيارة الأحباء المسنين ليس فقط لقضاء وقت ثمين معهم والتعلم منهم؛ وذلك لأن العلاقات هي مفتاح الشيخوخة الصحية، عندما نكون في حضرة أحد كبار السن يجب أن نتأكد من الاستماع؛ لأن كلمات كبار السن تأتي من مكان له عقود عديدة من الخبرة، ويمكن أن تكون المحادثة مفيدة لنا جميعاً.

حقوق الكبار في الإسلام

تتعدد حقوق الكبار في السن وطرق الرحمة والرأفة بهم، وما ذلك إلّا من الإحسان لهم، وما جزاء الإحسان إلّا الإحسان، وفيما يأتي بيانٌ لحقوقهم بشكلٍ مفصّلٍ:
-تقديمه في كلّ شيءٍ، سواء كان طعاماً، أو شراباً، أو مجلساً، أو خطاباً، أو دخولاً، أو خروجاً، ومن الأمثلة على ذلك: ما رُوي عن ابن عمر أنّ رسول الله سأل: (إنَّ منَ الشَّجرِ شجرةً لا يسقطُ ورقُها وإنَّها مَثلُ المسلمِ فحدِّثوني ما هيَ فوقعَ النَّاسُ في شجرِ البوادي قال عبدُ اللَّهِ ووقعَ في نفسي أنَّها النَّخلةُ فاستحيَيْتُ ثمَّ قالوا حدِّثنا ما هيَ يا رسولَ اللَّهِ قال فقال هيَ النَّخلةُ قال فذَكرتُ ذلِكَ لعمرَ قال لَأن تَكونَ قلتَ هيَ النَّخلةُ أحبُّ إليَّ من كذا وَكذا)، فقد امتنع ابن عمر عن الحديث؛ لوجود من هو أكبر منه سنّاً في المجلس.
-الدعاء له بطول العمر والبركة فيه، والزيادة في طاعة الله، والتوفيق والسداد، وكلّ ما هو خيرٌ، وأن يرزقه الله حُسن الخاتمة.
-مراعاة ضعفه ووضعه؛ فقد كان في يومٍ من الأيام قويّ الجسم، بهيّ المنظر، ثمّ بدأ بالكهولة والضعف، فتغيّر طبعه وخارت قواه، فأصبحت حركته صعبةً وقليلةً وبطيئةً، فيجب مراعاة وضعه وما هو عليه.
-توقيره واحترامه؛ بأن يكون له مكانةٌ في النفوس، ومنزلةٌ في قلوب من هم حوله، وقد كان ذلك من سمت الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وصفاته، وهو من الواجبات التي أوجبها النبيّ، إضافةً إلى السعي في خدمتهم والعمل على راحتهم، فقد قال الرسول -عليه السّلام- حين دخل عليهم رجلٌ كبيرٌ في السن، فلم يسرع أحدٌ إلى أن يُوسع له في المجلس: (ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا).
-طيب المعاملة؛ وذلك بحُسن الكلام والخطاب، وإكرام التعامل معه.
-البدء بالسلام عليه؛ وذلك من خلال عدم انتظار بدئه هو بالسلام في حال لقائه؛ احتراماً وتقديراً له، ويكون ذلك بالأدب في الخطاب والوقار، مع مراعاة درجة الصوت التي تناسب سمعه وحاله، دون التعدّي في ذلك.
-إحسان الخطاب من خلال مناداته بأحبّ الألقاب إليه، ويدلّ هذا على مكانته وقدره في المجتمع الذي يعيش فيه.

طرق أخرى للتعامل مع كبار السنّ

هناك بعض الطرق التي يمكن أن التعامل بها كبار السن، وهي:
-أخذ الاستشارة في بعض الأحيان يكون الحل المثاليّ للتعامل مع كبار السن هو التأقلم مع المواقف، وزيارة الطبيب، أو أخذ الاستشارة من مقدّمي الرعاية لكبار السن بهدف التعايش معهم، ومن الضروريّ الانتباه إلى الوقت والكيفية التي يشعر بها الإنسان بالإحباط من سلوك والديه حتى يتصرّف بعقلانية، وتقلّ احتمالية شعوره بالغضب.
-ممارسة الأنشطة والاتصال حيث يمكن ممارسة بعض الأنشطة البسيطة، مثل: الاستماع إلى الموسيقا، أو الطهي، أو مشاهدة التلفاز، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، وفي حال كان الخرف غير موجود يجب الاستماع إليهم، وسؤالهم عن احتياجاتهم ومخاوفهم.
بيَّنت دراسة نشرتها جامعة كاليفورنيا في ديفيس أنّ الخرف يدمّر أنسجة المخ، ويُضعّف ذاكرة كبار السن، ممّا يؤدي إلى عدم القدرة على إظهار الامتنان، أو المودة للآخرين، أو الاحتفاظ بذكريات جميلة معهم، لهذا إذا كان الأب يهاجم ابنه بسبب عدم اتصاله به، فقد يكون غير قادر على تذكّر محادثة الهاتف التي دارت بينهما بالأمس.



369 Views