أثر الصداقة على الفرد والمجتمع، ودور الصديق في حياة صديقه، وصفات الصديق الصالح، وأهمية الصداقة، نتحدث عنهما بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
أثر الصداقة على الفرد والمجتمع
1.السمات العامة للشخصية
إلى جانب اكتساب السلوك فإن علاقة الصداقة تساهم أيضاً باكتساب السمات العامة للشخصية، فالتجارب التي نمر بها مع الأصدقاء وتبادل المعرفة والتفاعل المستمر قد يساهم في تعزيز الشخصية القوية أو تكوين الشخصية الضعيفة، قد ينمي الشخصية الأنانية أو سمة اللامبالاة أو سمة الغرور والتكبر، وغيرها من السمات الشخصية.
2.احترام الذات
إنّ وجود الأصدقاء الذين يُمكن الاعتماد عليهم يُمكن أن يُعزّز ثقة الشخص بنفسه، وبالمقابل فإنّ قلة الأصدقاء قد تُشعره بأنّه وحيد ودون دعم، ممّا يجعله معرضًا أكثر لمواجهة بعض المشاكل كالاكتئاب أو تعاطي المخدرات مثلاً، مع الإشارة إلى أنّ امتلاك صديق واحد فقط يُمكن أن يُساعد الشخص على بناء ثقته بنفسه.
3.الشعور بالسعادة وتحسين الحياة
إنّ وجود الأصدقاء يملأ الحياة بالدعم، والاهتمام، والمرح أيضاً، وعند مواجهة الفرد للمواقف الصعبة، فيكونون بالقرب لتقديم المساعدة، وعند تحقيق النجاح يشعرون بالسعادة لذلك، ويُشار إلى أنّ وجود أشخاص بهذه الإيجابية يجعل من الإنسان أكثر امتنانًا وسعادةً، ويُساعده على ممارسة سلوكيّات جيّدة اتّجاه الآخرين.
4.تعزيز الصحة الجسديّة
أُجريت دراساتٌ كثيرة على الكثير من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 91 عام، وكانت مجموعة منهم يعيشون حياة منعزلةً عن الآخرين، ومجموعةٌ أخرى تمتلك الكثير من الأصدقاء، وعند مقارنة المؤشّرات الحيويّة بين المجموعتين كضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، ومستويات البروتين المتفاعل، وبروتين سي، وجدت أنّ هذه المؤشرات أسوأ لدى الأشخاص الذين يمتلكون روابط اجتماعيّة أقل.
5.العادات والاهتمامات
يتبادل الأصدقاء الاهتمامات والعادات، فالصديق المثقف قد يعدي صديقه بالقراءة، والصديق الذي يعشق الألعاب الالكترونية قد ينقل هذا الاهتمام لأصدقائه، وعلى الرغم من مرونة الاهتمامات والعادات إلَّا أن الأصدقاء لهم يد دائماً في دعم اهتمامات جديدة.
6.المبادئ والمفاهيم العامة
من جهة أخرى فإن الأصدقاء يساهمون أيضاً باكتساب المبادئ والمفاهيم العامة، فجزء كبير من نظرتنا إلى الجنس الآخر مثلاً نكتسبها من أصدقائنا، والصديق الذي يؤمن بالأفكار الثورية والاشتراكية يؤثر بشكل ملحوظ على أصدقائه، كذلك الصديق الذي يؤمن بالحرية الفردية والليبرالية، والصديق المتدين والملتزم يترك أثراً بالمحيطين به وينقل لهم بعض المفاهيم والأفكار، وبالمثل يفعل الصديق الأقل التزاماً أو حتى الصديق الملحد.
وفي مرحلة لاحقة تصبح هذه المبادئ والمفاهيم العامة راسخة، فتتحول إلى معايير اختيار الأصدقاء الجدد، فالذي يؤمن بحقوق المرأة بالعمل وتقرير المصير واختيار الزوج ووقت الزواج سيبحث عن صديق يشاطره هذه المبادئ، وسينفر من الذي يرفض هذه الحقوق، كذلك من يؤمن بأن أنظمة الحكم العلمانية مخالفة للشريعة الإسلامية قد لا يرغب بصداقة دعاة العلمانية.
دور الصديق في حياة صديقه
1.محفظة الأسرار
تعتبر الصداقات محفظة لتبادل جميع الأسرار التي تحدث لنا سواء الصغيرة أو الكبيرة، كتاريخ مهم بالنسبة لنا وأول قبلة والمشاكل العائلية واللحظات المضحكة والمحزنة والمغامرات وغيرها الكثير.
2.ملجأ للشعور بالراحة
لا بد وأن نعاني جميعنا من مسألة العناية بمظهرنا عند مقابلة الناس، لكن الأمر يختلف بالنسبة للأصدقاء حيث لا حاجة للتزين، بل إنهم عبارة عن ملجأ نقصده للشعور بالراحة والحرية حيث لا مكياج ولا ملابس مرتبة ولا حاجة للاهتمام بنوع الطعام المقدم لهم ولا طريقة المنامة فليس هناك مشكلة برؤيتهم حتى وهم في أسوء حالاتهم.
3.فرصة لتبادل النكات
الجلوس مع الأصدقاء يعني فرصة لتبادل وسماع النكات التي لا نهاية لها، فجميعًا يمتلك تلك التلميحات والكلمات والرموز والتي لا يفهمها سوى الأصدقاء تكون دلالة أو إشارة إلى أمر طريف ومضحك نستخدمها كوسيلة للتعبير عن شيء غريب أو مزعج أو مضحك صادفنا.
4.تعزيز الثقة بالنفس
قد نشك أحيانًا في قراراتنا وقدراتنا لكن أصدقائنا لن يفعلوا ذلك أبدًا، بل أنهم سيقفون معنا جنبًا إلى جنب ويدعموننا ويعززون ثقتنا بأنفسنا من خلال تشجيعهم ومساندتهم وتحفيزهم لنا للمشاركة والخوض والمغامرة دون خوفٍ أو قلق.
5.شريك الذكريات
الأصدقاء هم الشريك الدائم في جميع ذكرياتنا، وبغض النظر عن مدى جدية وطبيعة تلك الذكريات، فقد دفعنا أصدقاؤنا إلى كسر قواعد لا يمكن تصورها ما زالت محفورة في قلوبنا كذكريات رائعة لا تُنسى، خاصة في أوقات الوقوع في المتاعب وارتكاب المشاكل فالأصدقاء لديهم قدرة غريبة لتحويل كل لحظة سيئة إلى لحظات وذكريات سعيدة.
6.الكتف الذي نبكي عليه
فعندما نشعر بالحزن والألم لموقف صادفنا، الأصدقاء وحدهم من يوفروا لنا تلك المساحة الدافئة للإفصاح والبوح بكل ما يكمن في صدورنا من ضيق أو ألم.
7.القبول
هم وحدهم من يعرفوننا من الداخل، يعرفون عيوبنا ونقاط ضعفنا وأفعالنا الخاطئة والأشياء التي نخاف منها والأمور التي نحبها ومع ذلك هم وحدهم من يختارون البقاء إلى جانبنا ومساعدتنا في كل شيء.
8.حب من نوع آخر
فالآباء والأمهات يحبوننا لأننا أطفالهم، وزوجاتنا أو أزواجنا يحبوننا بسبب رابط الزواج، ولكن الأصدقاء يحبوننا من دون أي شروط أو أسباب أو ضمانات بل حبهم غريب وصادق وأبدي.
صفات الصديق الصالح
1.الشفافية
تعني الشفافية ما رق حتى يرى ما خلفه، أي تعني الوضوح وهي عكس التعتيم والسرية، بمعنى أن الصديق الذي يتّصف بالشفافية هو الصادق في القول والفعل.
2.الوفاء
الوفاء من أروع الصفات وأنبلها على الإطلاق، فهي التزام الصديق بالعهد، وحفظ المواثيق والوعود بعيدًا عن الخيانة، والغدر، والخداع.
3.الصدق
الصديق الصادق هو الذي يقول كلمة الحق حتى وإن كان سيُعرّضه هذا للخطر، ويرفض كل أشكال الكذب والخداع والخيانة.
4.الإيثار
هو التزام أخلاقي يتجلى بتفضيل الصديق راحة ورفاهية الآخرين على نفسه، وبذل كل ما بوسعه لمساعدة وإسعاد كل من حوله.
5.الحكمة
أن يمتلك الصديق الرؤية والرأي السديد في القول والفعل، فلا يقول إلا صوابًا، ولا يفعل إلا ما هو صحيح، ومعقول، ومنطقي.
أهمية الصداقة
1.تخلّص الشخص من صفة الانطوائية
الشخص الانطوائي يشعر بأنه وحيد في هذا العالم لا أحد يحبه، لذلك يحرص على البقاء بعيدًا عن الناس، لكن عندما ينجح في تكوين الصداقات تتغير حياته تمامًا، فيصبح شخص منفتح قادر على الانخراط مع مختلف البيئات الاجتماعية.
2. مصدر هام للسعادة
الجلوس مع الأصدقاء يفتح المجال لتبادل وسماع النكات، إضافة لتذكر المواقف الطريف والمضحكة التي مروا بها، كما أن الجلوس مع الأصدقاء يسمح بمراجعة الذكريات القديمة وهذا ما يجعلنا نشعر براحة نفسية وسعادة كبيرة، فهم مصدر هام للسعادة والهناء والفرح.