أسباب العنف المدرسي

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 22 أبريل, 2022 1:30
أسباب العنف المدرسي

أسباب العنف المدرسي وكذلك آثار العنف المدرسي، كما سنقوم بذكر حلول للعنف المدرسي، وكذلك سنتحدث عن دور المعلم في الحد من العنف المدرسي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

أسباب العنف المدرسي

1- أسباب عائلية:
تُساهم البيئة المنزليّة بدرجة أولى في حدوث العنف المدرسيّ بين الطلاب، فقد يتعرّض الطّفل لمجموعة من الظروف داخل المنزل، والتي قد تؤثّر على سلوكياته، وشخصيته، وتزيد من نسبة ممارسته للعنف بين زملائه في المدرسة، بما فيها العنف الأُسريّ، والاعتداء الجنسيّ والجسدي عليهم، وإدمان الوالدين أو أحدهما على الكحول، وعليه فهذا النوع من الممارسات قد ينعكس على سلوكيات الطفل داخل المجتمع، وخصوصاً داخل المدرسة.
2- أسباب مجتمعية:
يُعدّ المجتمع أحد أسباب حدوث العنف المدرسي فقد تزداد العدوانية لدى أطفال المدارس بكثرة، وذلك بسبب تعرضهم للعنف المجتمعي بشكلٍ كبير خلال سنوات الدراسة الابتدائية، وقد تَبيّن أنّ المجتمعات التي يرتفع فيها نسبة مُتعاطي المُخدرات وكذلك الجريمة، تعدّ أكثر عرضةً للممارسة السلوكات العنيفة داخل المحيط المدرسيّ، وعلى المعلمين أيضاً، ومن العوامل التي تزيد العنف في المدارس الفقر، والكثافة السكانية العالية، هذا بالإضافة إلى أنّ العصابات، ومدى انتشارها تساهم في خلق بيئاتٍ مدرسيةٍ خطيرةٍ، بسبب انتقال سُلوكاتهم العنيفة من الأحياء إلى المدارس.
3- أسباب صحية:
بيّنت الدّراسات أنّ بعض الأسباب الصحيّة التي تُؤدي للعنف المدرسيّ تَحدث أثناء التطوّر المُبكر، يُذكر منها: خلل في وظائف الدماغ الذي قد ينتج عن نقص الأكسجين أثناء الولادة، والإدمان على المخدرات أو الكحول، أو التدخين، والتي تؤثر بدروها على كلّ من الدماغ ونمو الجسم، وتؤدي إلى أن يصبح شخصاً سريع الانفعال، هذا بالإضافة إلى إصابات الرأس والتي يُمكن أن تُغير من طريقة استجابة الدماغ لبعض المواقف، مما يؤدي لظهور بعض أنواع العنف لديه في المستقبل.
4- أسباب سلوكية:
تَرتبط الأسباب السلوكية للعنف المدرسيّ في كثير من الأحيان بقضايا شخصية بما فيها الخجل الذي يَمنع المراهقين من الاندماج مع زملائهم وكذلك القلق الاجتماعي، فيصبح بعضهم مُتمرّداً لكونه يَرغب في جذب الانتباه لديه، أو رغبة منه للانتقام بسبب المواقف التي تعرّض فيها للسخرية أو التنمّر، ومن الأسباب التي تؤدي لممارسة العنف القلق بشأن المُستقبل والإجهاد المرتبط بعدم الشعور بالحب داخل منزل ذويه، ومما يزيد الأمر سوءاً تناوله للأدوية ومضادات الاكتئاب التي تؤثّر بدورها على وضعه النفسيّ.

آثار العنف المدرسي

1- آثار صحيّة للعنف المدرسي:
تتضمّن الأضرار الصحيّة التي يُسبّبها العنف المدرسي بعض الأضرار المرئيّة التي قد تكون خفيفةً وقد تكون جسيمةً ومؤثّرة، ومن الأمثلة عليها الكدمات والكسور الناجمة عن الضرب أو استخدام الأسلحة، أمّا الأضرار غير المرئيّة فهي تحدث على مستوى صحّة الطالب النفسيّة، مثل: الاكتئاب، والقلق، والخوف، والعديد من الاضطرابات النفسيّة الأخرى، ويُشار إلى أنّ العنف المدرسيّ قد يدفع الطالب إلى سلوكيات مضرّة بصحّته، مثل: تعاطي المخدّرات، أو إدمان الكحول، أو الميل للانتحار.
2- آثار أسرية للعنف المدرسي:
يؤدّي العنف المدرسي إلى العديد من الأضرار التي قد تحدث على مستوى أسرة الطالب المعنِّف، إذ إنّ الأسرة ستكون مسؤولةً عن إصلاح الخطأ الذي قام به الطالب سواء كان ذلك بدفع الأموال أو الذهاب إلى المحاكم أو غير ذلك، كما أنّ الأسرة ستحتاج إلى بذل مجهود ووقت كبيرين من أجل محاولة تعديل سلوك ابنهم الذي تصدر منه سلوكيات عنيفة، ومن الأضرار التي قد تحدث للأسرة أيضاً التعرّض للانتقاد من المجتمع المحيط والأصدقاء، كما أنّ النقاش الحادّ بين الأسرة والابن المعنِّف قد يؤدّي إلى إحداث مشكلات ونزاعات داخل الأسرة مما يُهدّد استقرارها.
3- آثار اجتماعية للعنف المدرسي:
تتضمّن الأضرار الاجتماعية التي قد تحدث بسبب العنف المدرسيّ عدم قدرة الطالب على تكوين علاقات اجتماعيّة أو عاطفيّة مع الآخرين بشكلٍ طبيعي، وانخفاض قدرته على التمتّع بالمشاعر الإيجابيّة، والنفور من التقارب الجسديّ والعاطفيّ، كما يُبدي الطلاب المعنَّفون في المدرسة ردود أفعال عنيفة عند تهدئتهم أو الإمساك بهم أو احتضانهم، ويكون من الصعب التنبّؤ بتصرّفاتهم، بالإضافة إلى أنّ أيّة محاولة لتغيير روتينهم اليومي تؤدّي إلى ظهور سلوكيات رافِضة قد تكون عنيفةً بسبب رغبتهم في التحكّم ببيئتهم واتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
4- آثار أكاديمية للعنف المدرسي:
تتعدّد الأضرار الأكاديمية للعنف المدرسي، ولا يقتصر أثرها على الطلاب المتعرّضين للعنف إنّما يمتدّ ليشمل الطلاب الذين يشاهدون العنف أيضاً، وتتضمّن الأضرار الأكاديمية تغيّب الطلاب عن المدرسة، أو تسرّبهم منها، أو تخوّفهم من الذهاب إليها، وفقدان التركيز أثناء التواجد في الصفّ أو خلال أيّ أنشطة مرتبطة بالمدرسة، وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة واضحة بين العنف المدرسيّ وضعف التحصيل الدراسيّ في المواد الأساسية كالرياضيات، كما أشارت التحليلات إلى أنّ العنف المدرسيّ الذي يتعرّض له الطلبة على يد معلّميهم أو أقرانهم يُقلّل احتماليّة متابعة هؤلاء الطلبة للتعليم العالي، كما أنّ الطلاب المعنَّفين غالباً ما تصدر عنهم سلوكيات رافضة لأيّ تغيير ممّا يمنعهم من التطوّر الأكاديمي واكتساب المهارات.

حلول للعنف المدرسي

1- المراقبة الحثيثة للطلاب:
والتي تشمل المراقبة المادية للأسلحة التي قد يحملها الطلاب في المدارس، واستخدام ضباط الأمن لمنع أي شكل من أشكال العنف والتطرف، وتتمثل تلك التدابير في منع الطلاب من إحضار أي شكل من أشكال الأسلحة إلى المدارس، وإجراء عمليات البحث في حقائب الطلاب أو خزائنهم واستخدام أجهزة الكشف عن المعادن لرصد وجود أي سلاح، ومصادرة أي أسلحة يحملها الطلاب، الأمر الذي يزيد من السلامة النفسية للطلاب في المدارس والتقليل من تعرضهم للخطر.
2- وضع سياسات مدرسية ضد العنف:
إذ على المدارس والقائمين عليها وضع سياسات مدرسية متعلقة بسلوك الطلاب وقواعد اللباس الخاصة بهم، بالإضافة إلى وضع سياسات تتضمن عدم التسامح مع أي شكل من أشكال العنف المدرسي من خلال تطبيق العقاب على المخالفين بالطرد أو تعليق دراستهم، بالإضافة إلى وضع سياسات رادعة للتنمر أو تعاطي المخدرات أو حيازتها، ويفترض لهذه السياسات أن تؤدي إلى تقليل العنف المدرسي أو الحد منه، إلا أنه وجد أن تطبيق المدرسة لمثل تلك السياسات قد تزيد من مخاطر تعرض الطلاب الذي تعرضوا للفصل أو الطرد من المدرسة للانحراف واتباع السلوكيات السيئة.
3- تطبيق البرامج التعليمية الاجتماعية:
وذلك من خلال إعطاء الطلاب دروس متعددة من قبل المعلمين أو الأخصائيين، وتتمثل تلك الدروس أو المحاضرات بالتركيز على السلوكيات المؤدية إلى العنف، الأمر الذي يؤدي إلى توعية الطلاب من مخاطر تلك السلوكيات، بالإضافة إلى تعليم الطلاب المهارات الاجتماعية المختلفة، الأمر الذي يزيد من كفاءتهم اجتماعيًا، وتختلف تلك البرامج وفقًا للفئة المستهدفة، والتي قد تشمل الطلاب بأكملهم، أو قد تشمل الطلاب الشباب؛ وهم الفئة الأكثر تعرضًا للخطر.
4- التركيز على الطلاب الذين يحتمل أن يتصفوا بالعنف:
ويشمل هذا الإجراء التحديد المبكر للطلاب الذين من المحتمل أن يتصفوا بالعنف والتركيز على سلوكياتهم ومحاولة تعديلها، الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من سلوكيات العنف المدرسي في المستقبل.
5- تقديم النصائح للطلاب:
ويكون ذلك من خلال النصح وتقديم المشورة للطلاب الذين يعانون من سلوكيات عنيفة، إذ قد يحتاج الكثير منهم إلى الاهتمام من قبل شخص واعٍ، قد يكون المعلم أو الأب أو المشرف المسؤول في المدرسة، الأمر الذي قد يعدل من سلوك هذه الفئة من الطلاب ويقلل من العنف المدرسي.

دور المعلم في الحد من العنف المدرسي

– توعية الطلاب وتنبيههم إلى ضرورة الالتزام بآداب الحديث مع بعضهم، والامتناع عن الأحاديث غير اللائقة، ومناقشة أفكار الطلاب وتحفيزهم على اكتساب السلوكيات الحسنة وممارستها.
– مناقشة الطلاب حول موضوع العنف المدرسي، وتوعيتهم بآثاره السلبية، وكيفية التصرف الصحيح عند التعرض له، وملاحظة العلامات التحذيرية للعنف، وتدريب الطلاب على حل مشاكلهم بطرقٍ سليمة دون اللجوء إلى العنف.
– التواصل المفتوح بين الطلاب ومعلمهم، من خلال بناء الثقة المتبادلة بينهم، وتشجيعهم على التحدث عن العنف بشكلٍ مناسب، والاستماع الجيد لأسئلتهم ومناقشتهم حول مخاوفهم تجاه العنف المدرسي.
– تعليم الطلاب مهارات إدارة الغضب وحل المنازعات بطرقٍ سلمية بعيداً عن العنف، وذلك من خلال تنظيم مناقشات صفية للتحدث عن هذه المهارات، بالإضافة إلى تنمية وتطوير الجانب العاطفي لدى الطلاب.
– التعرف على صفات الطلاب، والمراقبة الدائمة للقاعات ومتابعة حركة الطلاب، وملاحظة العلامات التحذيرية للعنف في حال ظهورها على أحد الطلاب.



309 Views