أسلوب النصح والارشاد نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل الفرق بين النصيحة والتعيير وآداب الناصح ثم الختام آثار النصيحة الاجتماعية تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
أسلوب النصح والارشاد
-تجنّب النصيحة أمام النّاس وذلك حتى تكون أكثر قبولً؛ إذ إنّ النصيحة أمام الناس تكون كنوعٍ من التوبيخ، وإحراج المنصوح، وهذا أمرٌ غير مقبولٍ، وقيل إنّ النصيحة أمام النّاس فضيحةٌ.
مراعاة النّصح برفقٍ ولين فلا بدّ من أن تكون النّصيحة بأسلوبٍ تظهر فيه المودَّة والرأفة؛ ما يجعل المنصوح أكثر قبولًا لها، قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) فالنصيحة بفظاظة وغلظة تنفّر المنصوح، وقد يدفعه ذلك للمعاندة، وتجلّى أسلوب الرفق في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكان أسلوب اللين واللطف الذي استخدمه النبي -عليه الصلاة والسلام- معه سببًا لتفهّم الأعرابي وقبوله النصيحة.
– علم الناصح وعمله بما ينصح وذلك حتى تكون النصيحة على الشكل الصحيح وتؤتي ثمارها المطلوبة، فجهل الناصح بما ينصح قد يؤدي للوقوع في مشاكل ومفاسد كثيرةٍ، كما أنّ على الناصح أن يكون عاملًا بنصيحته؛ فقد ذمّ الله تعالى من يأمرون بالمعروف ولا يأتونه؛ فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
-اختيار الوقت والمكان المناسبين للنصيحة وذلك حتى تكون أكثر قبولًا واستجابةً من قبل المنصوح؛ فالمؤمن الفطن من يتحرّى الوقت والمكان المناسبين في نصيحته؛ فيتجنّب مواضع الغضب مثلًا، ويتّبع أفضل الأساليب وأنفعها فيما ما يغلب على ظنّه أنّها الأنفع وفق ما يقتضه الموقف.
-عدم الإسهاب في النّصيحة فخير الكلام ما قلّ ودلّ، وإنّ إطالة الكلام في النّصيحة وكثرة تكرارها قد يؤدي إلى ملل المنصوح وضجره منها، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “كانَ عبدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ في كُلِّ خَمِيسٍ فقالَ له رَجُلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أنَّكَ ذَكَّرْتَنا كُلَّ يَومٍ؟ قالَ: أما إنَّه يَمْنَعُنِي مِن ذلكَ أنِّي أكْرَهُ أنْ أُمِلَّكُمْ، وإنِّي أتَخَوَّلُكُمْ بالمَوْعِظَةِ، كما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخَوَّلُنا بها، مَخافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا”.
– أن يكون القصد بالنصيحة الخير والصلاح فليس المقصود من النصيحة مجرد الكلام والنقد أو إحراج المنصوح، أو التعييب عليه بأخطائه، فالنصيحة حتى تكون مقبولة لا بدّ لها من أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى، دون النّظر لثناء الخلق ودون قصد الكِبر والترفع عليه، مع ضرورة تجنّب غشّ المنصوح والاحتيال عليه في النصيحة.
– تحلي الناصح بالصّبر فينبغي للناصح أن يكون متخلِّقًا بالأخلاق الحسنة؛ فيكون صبورًا في تحمّل عواقب نصيحته، فقد يتعرض للشتيمة أو التوبيخ أو ما شابه، فعليه الصبر وألّا يردّ الإساءة بمثلها.
الفرق بين النصيحة والتعيير
قال ابن رجب : الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلًّا منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس..واعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص، فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه ومن الفرق بين الناصح والفاضح :فالفاجر يسعى لإشاعة السوء ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه، أما الناصح فدافعه حب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه فالنَّاصح: غرضُه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن، واجتنابه له، والفاضح غرضه إشاعة السوء وذم أخيه وتعييره بعيبه.
آداب الناصح
– حسن الاستماع:
الإنصات والاستيعاب بشكل كامل للموضوع، فضلاً عن طرح الأسئلة للإجابة على العديد من الاستفسارات التي قد ترد بالذهن، ومن ثم المساعدة في إيجاد الحلول.
– طلب الإذن للنصيحة:
عندما تجد الحاجة ملحة لإبداء رأيك في موضوع ما، لا بد من طلب الإذن في تقديم المشورة واختيار الوقت المناسب لذلك. ومن ثم الاهتمام بطريقة عرض الموضوع، واختيار كلمات مؤثرة ومقنعة، حتى يعلم المنصوح أن غرضك من النصيحة هو نابع عن المحبة والإخلاص له.
– رحابة الصدر:
على الناصح أن يكون صبوراً، وأن يبتعد عن الجدال. ولا ييأس إن رفضت نصيحته أو تم مقاومتها، ويستمر بعملية النصح. فالبعض يرفضونها في البداية، ثم بعد فترة يفكرون جيداً بالأمر وقد يتبعون النصيحة بحذافيرها.
– النفسية ولغة الجسد (Body Language):
من المفيد أن ينتبه الناصح إلى حركاته وكلماته وتأثيرها الظاهر على لغة جسد المنصوح، بحيث يدرك تفاعله أو عدم اكتراثه، ويتصرف بناء على ذلك وتلعب نفسية الشخص المنصوح دوراً كبيراً في التشجيع على إبداء النصح أو التحفظ والابتعاد، فهناك بعض الأشخاص يقدرون النصح ويتعاملون معه بشكل إيجابي. من جهة أخرى، هناك من يعتبرونه انتقاصاً لشخصهم ويقاومونه بحدة، فهؤلاء ابتعد عنهم لأنك ستصل إلى طريق مسدود معهم.
– عدم الحرج من قول “لا أعرف”:
إذا سألك أحدهم عن مسألة معينة، ولم تكن على اطلاع ومعرفة مناسبة بما سئلت عنه، فلا حرج أن تعترف بذلك، وتقترح على الشخص أن تبحث معه عن المعلومات، لتصلا إلى النتيجة المطلوبة.
– السرية من أهم آداب النصيحة:
عدم الجهر بالموضوع أمام الناس وحتى المقربين. فالنصيحة بين اثنين دليل اهتمام ومحبة، أما على مرأى ومسمع الناس فهي تشهير واستعلاء.
آثار النصيحة الاجتماعية
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح الآثار الاجتماعية للنصيحة:
– تؤدي إلى زيادة العلاقات الاجتماعية.
– تؤدي بالشخص للذهاب إلى الطريق الصحيح والبعد عن طريق الشر فليس كل شخص يعرف ما هو خطؤه وكيف يستطيع حله.
– تعمل النصيحة على نشر الخير والنصح في المجتمع، فالنصيحة تنشر التعاون في المجتمع.
– تعمل النصيحة على نشر الثقة بين أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى توفر الانتماء لهذا المجتمع واحترام الحق بين الناس، كما يتوفر ذلك الشيء عندما يكون الغرض من النصيحة محبة الخير للآخرين.
– يؤدي تقديم النصيحة بأسلوب حسن إلى خلق المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، فالمجتمع الذي تتوفر فيه هذه الصفة يكون مجتمعًا مثاليًا ومتقدمًا ومزدهرًا، كما يشعر الفرد بحس الانتماء للمجتمع ويكون مميزًا عن باقي المجتمعات الأخرى.