أشكال الفخار الفرعوني وكذلك فخار مصر القديمة، كما سنوضح طريقة صناعة الفخار في مصر القديمة، وكذلك سنتحدث عن الفرق بين الفخار الفرعوني والروماني، كما سنذكر ما أهمية الفخار في علم الآثار، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
أشكال الفخار الفرعوني
1- الخزف:
يعود تاريخ صناعة الخزف إلى 9000 عام، ويظهر بعدة ألوان؛ كالبرتقالي، و الأحمر الغامق، والرمادي، والأسود، حيث يمكن تغطيته بطبقة شفافة أو غير شفافة، ومنه ما يتم إضافة القصدير له ويطلق عليه الدلفت، ومنها ما يتم إضافة الزجاج لها بحيث تكون بلون الكريمة ويطلق عليها الأواني الكريمية، وتتميز هذه الأواني بأنها مقاومة للحرارة والبرودة، وبالتالي يتم استخدامها في الطهي والتجميد وتقديم وجبات الطعام.
2- الخزف الحجري:
تم صناعة الخزف الحجري الأبيض في الصين عام 1400 قبل الميلاد، وكان أول إنتاج للخزف الحجري في أوروبا في ألمانيا في القرن السادس عشر، وفي نهاية القرن السابع عشر صنع الإنجليز حجر أبيض مغطى بطبقة من الملح واعتبروه بديلاً عن البورسلان، وفي القرن العشرين تم استخدام الخزف الحجري من قبل فنانين مثل برنارد ليتش وأتباعه، ويتميز الخزف الحجري بألوان عديدة؛ كالأحمر، والبني، والرمادي، والأبيض، والأسود.
3- البورسلان:
تم تصنيع البورسلان لأول مرة في الصين، حيث تم تصنيعه من طين الصين المسمى بالكاولين، وحجر الصين المسمى البيتونتسي، حيث يتم طحنها حتى تصبح كالمسحوق وتُخلط مع الصلصال ثم تُعرّض لدرجة حرارة 1450 مئوية.
فخار مصر القديمة
يشمل الفخار المصري القديم جميع الأشياء التي صُنعت من الصلصال المشوي في مصر القديمة، أولًا وقبل كل شيء، الخزف الذي استُخدم كأدوات منزلية لتحضير وتخزين وتقديم واستهلاك الطعام والمواد الغذائية والشراب والمواد الخام، تتضمن مثل هذه العناصر أكواب البيرة والنبيذ وأباريق الماء وقوالب الخبز ومشاعل النار والقناديل وحوامل الأواني المستديرة التي كانت شائعة الاستخدام في الأسر المصرية، تُستخدم الأنواع الأخرى من الفخار للطقوس الشعائرية. يوجد الخزف غالبًا على شكل مرفقات جنائزية.
يميز المتخصصون في الفخار المصري القديم بين الخزف المصنوع من صلصال النيل وذلك المصنوع من الصلصال الجيري، استنادًا إلى تكوين المواد الكيميائية والمعدنية وخصائص الخزف، وينتج صلصال النيل عن تآكل المواد في الجبال الإثيوبية، التي نقلها نهر النيل إلى مصر، ثم ترسب هذا الصلصال على ضفاف النيل في مصر منذ أواخر العصر البليستوسيني المتأخر بسبب الطوفان، الصلصال الجيري هو عبارة عن حجر أبيض مصفر ينشأ في رواسب الحجر الجيري، نشأت هذه الرواسب خلال العصر الحديث الأقرب، عندما جلبت المياه البدائية في النيل وروافد الرواسب إلى مصر لتترسب على الحافة الصحراوية.
يعتمد فهمنا لطبيعة وتنظيم صناعة الفخار المصري القديم على لوحات المقابر والنماذج والبقايا الأثرية وورش عمل الفخار وتتمثل سمة تطور الخزف المصري في أن الطرق الجديدة للإنتاج التي طُورت بمرور الوقت لم تُستبدل بالكامل بطرق أحدث لكنها وسعت المخزون بدلًا من ذلك، بحيث يكون لكل مجموعة من الأشياء في نهاية المطاف تقنية التصنيع الخاصة بها.
يُعد نظام فيينا نظامًا مهمًا لتصنيف الفخار المصري، والذي طُور من قبل دورثيا أرنولد ومانفريد بيوتاك وجانين براورا وهيلين وجان جاكيت وهانز آكل نوردستروم في اجتماع عُقد في فيينا عام 1980.
أثبت تسلسل الفخار المصري بأنه مفيد في التسلسل الزمني النسبي لمصر القديمة. اختُرعت هذه الطريقة من قبل فلندرز بيتري عام 1899، وهي تستند إلى التغيرات في أنواع الأوعية المختلفة وانتشارها وتدهورها مع مرور الوقت.
طريقة صناعة الفخار في مصر القديمة
تبدأ عملية صناعة الفخار بتصفية الطين من شوائبه العالقة به، وبعدها يقوم الصانع بطحنه جيداً باستخدام قدميه، ويمكن إضافة بعض الروث المسحوق أو التبن في حالة أن الطمي دهنياً، وبعدها يبدأ في عمل وتشكيل الأواني المختلفة، وما وجده من أشكال مختلفة داخل المقابر الفرعونية، وقد ظهر مدى التنوع والتطور في عمل وتشكيل الطمي على مر العصور، ففي البداية كانت بسيطة جداً تتناسب مع متطلبات الحياة اليومية، فتم تشكيلها على هيئة أواني التخزين، و طاجن للطبخ، ومغارف لها مقابض طويلة وقصيرة، وأقداح.
تعتبر أهم مراحل صناعة الفخار هي تجفيف الأواني، وإذا فشلت هذه العملية بالتعرض للحرارة، أو الهواء وهو مازال ليناً رطباً، فينتج عن ذلك أن تتشقق وتتلف الأواني الطينية، خاصة إذا تم صنعهم باستخدام الطمي دقيق المسام، لذا يضطر صناع الفخار إلى التجفيف بالتدريج بطريقة طبيعية، ليصبح مستعداً للحرق، وقد كان العامل يقوم بعملية الحرق عن طريق وضع الأواني على الأرض وإشعال النار فيها، ويقوم بتغطيتها بعد ذلك بروث الحيوانات حتى يحفظ الحرارة.
هل الفخار دليل على وجود آثار
نعم إذا وجدت أثناء الحفر فخار متواجد فيه خط لونه أسود في منتصفه فأن هذا دليل قوي علي وجود مقبرة فرعونية.
ما أهمية الفخار في علم الآثار؟
تمكننا دراسة الفخار من التعرف على الحضارات والثقافات التاريخية، إذ تتسم القطع الفخارية بمتانتها وصمودها لفترات زمنية طويلة للغاية، في حين تتخرب المجسمات أو الأغراض المصنوعة من مواد أخرى أكثر هشاشة وعرضة للتأثر بالظروف المحيطة مما يطمس ملامحها بالكامل فيموت معها تاريخ صانعيها.
وعند دراسة القطع الفخارية من حيث شكلها وطريقة تصنيعها وأماكن وجودها في سياقها التاريخي بالاستعانة بجميع المعلومات والإثباتات الأخرى، نتمكن من وضع نظريات حول التنظيم الاجتماعي والأوضاع الاقتصادية والملامح الثقافية للمجتمعات القديمة التي أنتجت الفخار أو اقتنته.
كما تسمح دراسة الفخار باستنباط معلومات ترسم صورة الحياة اليومية في تلك الثقافات، والديانات السائدة، والعلاقات الاجتماعية، والصلات مع الشعوب المجاورة، بالإضافة إلى التقدم العلمي الحاصل في تلك الحضارات.
هذا وتتحلى الدراسات الزمنية المعتمدة على الفخار بأهمية خاصة، لكون العديد من المجتمعات القديمة أمية لا تعرف الكتابة، وهي تفيد أيضاً في توثيق الثقافات التي بزغت في الحقب التاريخية المعروفة.
كما تمكن العلماء عن طريق دراسة قطع فخارية تعود إلى قبل تدوين التاريخ المكتوب (بالاستعانة بتقنية التنشيط النيوتروني) من تحديد الحالة الدقيقة للحقل المغناطيسي الأرضي في لحظة إنشاء الفخار، وذلك من خلال دراسة المواد الحديدية المحفوظة في الطين، بالإضافة إلى وضع تقديرات تحدد زمن صناعة القطع الفخارية.