أصل بعض الأمثال و قصتها يُقصد به أساسها، وفي هذا المقال نتعف على أصل الأمثال العربية وقصتها.
محتويات المقال
الأمثال
هي أحدُ فنون القول التي يُقصد منها أخذ العبرة والفائدة من تجربة سابقة في موقف مُشابه، حيثُ إن المثلَ يكونُ له موردٌ ومضرب، والمورد هو المناسبة الأولى التي قيل فيها أو هو أصل المثل، بينما المَضربُ يُقصد به المناسبة المُشابهة لمورد المثل وتستدعيه.
أصل بعض الأمثال و قصتها
إللي اختشوا ماتوا
وقصة هذا المثل ترجع إلى الماضي أيامَ كانَ الناسُ يستعملون الحمَّامات العامَّة، فقد كانت تلك الحمامات تستخدم الحطب والخشبَ والنشارة في تسخين المياه وأرضيَّة الحمام، وفي ذات المرات شبَّ حريقٌ بحمَّامِ النسوة، وبطبيعة الحال فإن هذا الحمام خاص بالنساء مقصورٌ عليهن دونَ غيرهن؛ لذا كان النساءُ يضعن ثيابهن ويأخذن راحتهن بالحمام، فلمَّا وقع الحريق أصبحت النساءُ بينَ أمرينِ أحلاهُما مُرٌّ؛ فإمَّا أن يلُذن بالفرار عاريات وينجونَ من النار، أو يستسلمن للنيران فتلتهمهن لئلا يخرجن عاريات.
فمات منهن من اختشت وخجلت، ونجت الأخريات، فصار ذلك مثلا.
رجع بخُفَي حُنين
وترجع قصة ذلك المثل إلى إسكافي _ وهو الذي يعمل في بيع وإصلاح الأحذية _ كان اسمه حُنين، فجاءه أعرابي يريد شراء خفين منه فاختلفا، وغضب حنين من الرجل وأراد أن يغيظه، فأخذ الخفين ووضعهما في طريق عودة الرجل، وبين الخفين مسافة، وفي أثناء عودة الرجل وجد أحد الخفين فقال: ما أشبه هذا بخف حنين، وتمنى لو أنَّ معه الآخر، وتركه لأنه لا فائدة به من دون الآخر، فلما سار لمسافة وجد الخف الآخر فنزل من على ناقته وتركها ليعود لإحضار الأول، وكان حنين مختبئًا فخرج فسرق ناقة الأعرابي، فلما رجع الأعرابي إلى أهله سأله الناسُ: أين ناقتك؟، قال: لقد رجعت بخُفَّي حُنين! فصار مثلا.
قصة مثل دخول الحمام مش زي خروجه
ترجع قصة ذلك المثل إلى أحد الأشخاص ذوي الحيلة والمكر، فقد افتتح هذا الشخص حمَّامًا عامًّا وأعلن أن دخول هذا الحمام مجانًا بلا مقابل، فأقبل الناس بكثرة على الحمام ودخلوه بلا مقابل، وبعد أن انتهى الناسُ وأرادوا الخروج كان الرجل يحجز ملابسهم ويرفض إعطاءهم إياها إلا بعد دفع بعض من المال نظير استعمال الحمَّام، فقالوا له: ألم تعلن أن الدخول مجاني؟
قال: نعم، ولكن دخول الحمام مش زي خروجه! فسار مثلا.
دونه خرط القتاد
القتاد نوع من الشجر الصلب له أشواكٌ كالإبر، والخرط هو النزع والإزالة بكف اليد، وخرط القتاد أمر يستحيل على الإنسان فعله، وهو مثل يُضرب لشدة صعوبة الأمر وامتناعه.
رَجَعَ بِخُفَّي حُنَيْنِ
يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة
قال أبو عبيد: أصله ان حنيناً كان اسكافيا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخرة في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين. ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى.
فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي في طل بالأول، عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان فقال له قومه: “ماذا جئت به من سفرك؟” فقال: “جئتكم بخفي حنين” , فذهبت مثلاً.
وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم فقال عبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع. فقالوا: رجع حنين بخفيه. فصار مثلاً.
رب رمية من غير رام
الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا تقل: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه… و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوإ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام.