أغراض الشعر الأندلسي

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 12 سبتمبر, 2022 3:41
أغراض الشعر الأندلسي

أغراض الشعر الأندلسي، وخصائص الشعر الأندلسي، والشعر في العصر الأندلسي، والفخر في الشعر الأندلسي، ومميزات الشعر الأندلسي، وقصائد الشعر الأندلسي، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

أغراض الشعر الأندلسي

1. المدح
يعد المدح من أغراض الشعر الأندلسي الرئيسة. ولعل ذلك يبدو جليا في الموشحات وغالبية الشعر الأندلسي.
2. الرثاء
كان الرثاء من أغراض الشعر الأندلسي التي ازدهرت وكثرت بشكل كبير عقب سقوط الأندلس، ومن أشهر الذين استخدموا الشعر الأندلسي بغرض الرثاء هو الشاعر أبو البقاء الرُندي.
3. الغزل
كان الغزل من الأغراض الشعرية التي اهتم بها شعراء الأندلس. وكان الغزل يكثر في الموشحات الأندلسية، ومن أشهر الذين نظموا الشعر الأندلسي بغرض الغزل الشاعر ابن زهير الإشبيلي.
4. الهجاء
استخدم بعض شعراء الأندلس الشعر من أجل الهجاء. وأشهر من قام بذلك الشاعر ابن حزمون.
5. الطبيعة
كان من المنطقي جدا أن يتغنى شعراء الأندلس بالطبيعة الخلابة التي عاشوا فيها، وكان الشاعر ابن خفاجة من أشهر من نظم الشعر للتغني في الطبيعة.

خصائص الشعر الأندلسي

تتمثل خصائص الشعر الأندلسي في النقاط التالية:
1- تأثر الشعر الأندلسي بالشعر الإسلامي خصوصا العصر العباسي، حتى أن شعراء الأندلس قد لقبوا باسم شعراء المشرق.
2- عبر الشعر الأندلسي عن ذاتية صاحبه، وارتبط ارتباطا كبيرا بالواقع، وهذا بسبب تأثير البيئة في الأندلس على أشعارهم.
3- اتسم الشعر الأندلسي بالبساطة في التعبير، وقدرته على استخدام التصورات والأخيلة الجميلة والواضحة.
4- بسبب انتشار الغناء في المجالس الأندلسية، فقد اتسم الشعر بالإيقاع الموسيقي الواضح الذي نراه في ألفاظهم وتراكيبهم.
5- التناغم في الحروف التي بآخر الأبيات، ورقة الألفاظ، وسهولة التعبير والتركيب، كان من أهم ما اتسم به الشعر الأندلسي.
6- اهتموا اهتماما كبيرا بشعر الغزل، وتميزت عاطفتهم بالصدق، خصوصا في إظهار الشوق إلى الحبيب.
7- أثرت الطبيعة في أشعارهم إلى حد كبيرة، واتسم شعر الطبيعة عندهم بنظام المقطوعات، لا نظام القصيدة.
8- كان من أهم أغراض الشعر الأندلسي هو المدح، حيث مدح الشعراء الملوك بصورة كبيرة، كما احتل الغزل مكانة كبيرة في الشعر الأندلسي والذي ارتبط بالطبيعة في وصف الحبيب، وكذلك اشتهروا بشعر الرثاء خصوصا في الفترة التي سقطت فيها الأندلس.

الشعر في العصر الأندلسي

عُرفت بيئة الأندلس بطبيعتها الخلّابة، وبتنوّع تضاريسها، بين سهولٍ، وجبالٍ ووديانٍ وهضابٍ وينابيع وأنهار، كما عُرفت بتعدُّد مناخاتها، ولعلّ هذا التّنوّع في تضاريسها ومناخاتها كان السّبب في تلوّن الأدب في العصر الأندلسيّ، وخاصّةً في الشّعر، ويظهر لنا هذا في شعر ابن خفاجة، وأتباعه في زمانه، ومن جاء قبله وبعده.
وقد تميَّز الأندلسيُّون في العصر الأندلسيّ بصفاتٍ شخصيّة خاصّة، فقد كانت الطّبيعة العنصر المؤثّر الفاعل في هذا التّميّز والتّفرّد، الّذي عُرف فيه الأندلسيّون، كما لعب الاختلاف العنصريّ في الأندلسِ دورًا بالغًا في تكوين شخصيّة الأندلسيّ. وقد نظر لسان الدّين بن الخطيب إلى الأندلسيين من خلال هذا الاختلاف في الطّبقات، دون الاهتمام بالفوارق العنصريّة بشكلٍ كبير، معتبرًا المستعربين من الأندلسيين الّذين حافظوا على دينهم من طبقة الأشراف.
ورأى العديد من النّقّاد والشّعراء أنّ الشّعر الأندلسيّ امتداد للشّعر الشّرقيّ، وذلك لأنّ الشّعر لدى الشّرقيّين كان مبلغ اهتمام الأندلسيّين، فنظموا على منواله ونهجه شكلًا ومضمونًا، وكانت أغراضهم الشّعريّة في المدح، والرّثاء، والغزل، والفخر، والهجاء، هي نفسها أغراض الشّعر الشّرقيّ، واعتمدوا على مضامين أشعارهم أيضًا، ولكن لكلّ بيئةٍ جوّها الخاصّ الّذي ينعكس على نتاجها الأدبيّ.

الفخر في الشعر الأندلسي

بقي شعر الفخر قليلاً في الأدب الأندلسي بسبب رخاء العيش والظروف الجديدة التي دفعتهم لاتجاهات أخرى، ويقل العثور على شعر الفخر إلا ما كان في قصائد مدح الملوك، أو فخر الشاعر بشعره، أو بصبره على نوائب الأيام، ويقول ابن حمديس يفخر بشعره:
– إني امرؤ أبني القريض ولا أرى زَمناً يحاولُ هدْمَ ما أنا باني صنعٌ بتحبير الثناء وَحَوْكِهِ فكأنما صنعاءُ تحت لساني وأفيدُ نوّارَ البديع تضوّعاً مُتَنَسّماً بدقائقِ الأذهان.

مميزات الشعر الأندلسي

1- خلوه من الألفاظ الغريبة المبهمة.
2- ترابط أفكاره ووضوح معانيه.
3- استخدام التصوير والاستعارات الدقيقة والتخيل.
4- ابتكار أفكار جديدة.
5- البعد عن المبالغة والمغالاة.
6- استخدام البحور القصيرة الخفيفة للتماشي مع طبيعة الحياة وانتشار الغناء.

قصائد الشعر الأندلسي

– قصيدة ” تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا ” لأبو اسحاق الألبيري
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا.
أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا.
فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا.
إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا.
وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا يَنالُكَ نَفعُهُ ما دُمتَ حَيّاً وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا.
– قصيدة ” يا رب مائة المعاطف تزدهي ” لابن خفاجة
يا رب مائسة المعاطف تزدهي من كل غصن خافق بوشاح نفضت ذوائبها الرياح عشية فتملكتها هزة المرتاح.
حط الربيع قناعها عن مفرق شمط كما تزبد الكأس بالراح لفاء حاك لها الغمام ملاءة لبست بها حسناً قميص صباح.
نضج الندى نوارها فكأنما مسحت معاطفها يمين سمـاح ولوى الخليج هناك صفحة معرض لثمت سوالفها ثغور أقـاح.



341 Views