أنواع الخطبة

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 10 يونيو, 2022 5:30
أنواع الخطبة

أنواع الخطبة وكذلك خصائص الخطبة، كما سنوضح تاريخ الخطابة، وكذلك سنذكر تعريف الخطبة في الإسلام، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

أنواع الخطبة

1- أنواع الخُطب عند طارق سويدان:
– خُطب إعطاء المعلومات:
والهدف من هذه الخُطب إيصال المعلومات إلى الجمهور المستمع بحيث يمكن الاستفادة منها، ومن النصائح المُعينة على مثل هذه الخُطب ربط الحديث بالموضوع الرئيسي، ووضع نقطة رئيسية يتحدث عنها الخطيب لكل 15 دقيقة، واختيار النقاط المهمة في الحديث وليس أكبر قدر من المعلومات، وكتابة الهدف قبل الخطبة، وعدم تكرار ما قاله المحاضرون السابقون، حتى لو كان الموضوع جزءاً من الحديث، بل يجب المرور عليه بسرعة، وترتيب المعلومات حسب الأهمية.
– خُطب الإقناع:
وهي الخُطَب التي تُستعمَل في التأثير على أفكار واتجاهات الآخرين؛ وذلك لتغييرها أو تغيير سلوكها من خلال طرقٍ معينةٍ، مثل: استعمال الشخص ثقة الناس به، واستخدامه للمنطق، وتأثيره العاطفي، ولكي يستطيع الإنسان أن يُحقّق هدفه في إقناع الآخرين، عليه التخطيط للخُطبة جيداً، وأن يجعل خطبته مميّزةً بحيث تجمع بين المنطق والعاطفة، واختيار المعلومات بعناية؛ لتتناسب مع الموضوع والحضور، والاهتمام والبدء بالحقائق والمنطق في الحديث، فلا شيء يُقنِع أكثر من الحقيقة الواضحة، ومن الأمثلة على خُطب الإقناع: خُطب الانتخابات.
– خُطب المناسبات:
وهذه الخُطب يكون الهدف منها تلبية حاجات اجتماعية معينة من أجل بناء العلاقات، ومن الأمثلة على خُطب المناسبات: خُطب جمع التبرعات، أو التكريم، أو تعيين مسؤول جديد، أو النّعي، أو خُطبةٍ توضع من أجل ترشيح شخصٍ ما، أو التعريف به، وغيرها الكثير، وأما الخصائص التي تتميّز بها هذه الخُطب فهي تكون مختصرةً في الأغلب، وتؤدّي دوراً مهماً في بناء العلاقات الاجتماعية، وأما بالنسبة للحضور فإنهم لا يهدفون إلى تعلُّم شيءٍ ما من هذه الخُطبة ، بل الهدف من حضورهم هو المشاركة فقط من الناحية الاجتماعية، ومن المواصفات التي تكون في خُطب المناسبات ظهور الإبداع فيها، ويكون موضوعها غير مُعقّد، ومناسب للحضور، وهو شخصيٌّ أو اجتماعيٌّ.
– الخُطب الإسلامية:
وهذا النوع من الخُطب يمكن إدراجهُ تحت خُطَب المناسبات، وهي تنقسم إلى نوعين:
الأول: الخُطب الوارد فيها نصٌّ شرعيٌّ؛ كخطبة الجمعة، والعيدين، والاستسقاء، وغيرها.
الثاني: الخُطب غير الوارد فيها نصٌّ شرعيٌّ؛ كخطبة الإسراء والمعراج وذكرى الهجرة النبويّةِ.
2- أنواع الخُطَب عند نيدو كوبين:
– الخطبة الموقفية:
وهي أكثر الخطب رهبةً عند المتحدث، على الرغم من أنّها يجب أن تكون الأسهل من بين الخُطب؛ لأنّها تقوم بشكلٍ بديهي دون استخدام تلخيص مُعين أو أي ملاحظات على الموضوع، فهي قد تحدث للشخص وهو جالسٌ في اجتماع ما، فيُطلَب منه شرح نقطةٍ أو توضيح مشروعٍ تحت مسؤوليته، ومن النصائح المهمة في مثل هذه الحالة من الخطب عدم الفزع، وعلى المتحدث أخذ لحظةً للتفكير، ثم القيام بموجز سريع عن أهم النقاط التي سيتمّ التحدث عنها أو التي سيتم طرحها، وعليه التركيز على تنظيم الأفكار والاهتمام بها أكثر من اهتمامه بالكلمات؛ لأنّها ستأتي تِباعاً.
– النصوص المكتوبة:
وهي المناسبات التي لا يمكن للمتحدث فيها الاستغناء عن النص وقراءة الخطبة من دونه؛ حيثُ يكون من المهم جداً نقل المعلومات الموجودة بدقةٍ وبراعةٍ شديدة، ولذلك على المتحدث الاهتمام باللغة المكتوبة، وكتابة الخطبة لتتناسب مع اللغة المنطوقة، والتعبير عن الأفكار كما يُعبّر عن أيّ محادثةٍ عادية.
– الخطبة الارتجالية:
وتُعتبر الخطبة الارتجالية الأكثر فعالية؛ ذلك أنّ الشخص يتحرّك بطريقة ارتجالية، وقد سبق تحضير ملخص عن الموضوع فيه العناية الفائقة، وهو بنفس الوقت غير ملتزمٍ بنصّ مُعين، وهذا النوع من الخُطَب يتميّز بالتلقائية والتنظيم الجيد؛ فالغالبية العظمى من أصحاب الخبرةٍ والإلقاء يستخدمون هذه الطريقة (الخطبة الارتجالية) في خطبهم.

خصائص الخطبة

– يجب أنْ تتراوح الخطبة بين الإيجاز والطول، فلا تكون طويلة تثير الملل والسقم لدى الجمهور ولا قصيرة لا تغطِّ جميع جوانب الحدث.
– يجب أنْ تُركّز الخُطبة على موضوع واحد وفكرة رئيسة واحدة فقط؛ وذلك دون تشعبات فرعيّة خارجة عن العنوان الرئيس وهنا لا بُدَّ من التنويه إلى ضرورة أنْ يكون هذا الموضوع جديداً غير مكرر.
– يجب أنْ تتناسب الخُطبة مع أحوال المستمعين، فلا يتم توجيه الخطبة الحربيّة مثلاً لكبار السن الذين لا يملكون القوّة أو الصّحة للدفاع عن الوطن.
– أنْ تحتوي الخُطبة على الجُمل الإنشائية بما فيها من جمل أمر، الاستفهام والنداء؛ ممّا يُثير انتاه المستمعين ويجدد نشاطهم، بل يعطي الخطيب نفسه شعوراً باندماج المُستمعين معه.
– يجب أن تعتمد الخُطبة على الجمل القصيرة ومكتملة المعنى، بحيث يكون بين الجمل والأخرى فواصل متقاربة بما لا يشتت انتباه وتركيز المستمع، كما لا يجب أن يضيع المعنى المراد من الخُطبة.
– لإثبات صحَّة الكلام من الخُطبة يجب أن تستشهد الخطبة بالآيات القرآنيّة، الأحاديث النبوية الشريفة، الأبيات الشعريّة والأحداث التاريخية كذلك.

تاريخ الخطابة

يظهر أنَّ فن الخطابة هو من أقدم الفنون الأدبيّة، إذ إنَّها أسبق في الظهور من الشعر، ويُذكر أنَّ اليونانيين هم أول من اعتنى بهذا الفن، حيث أقدم أرسطو على دراستها، وتحدث عن الخطابة القضائية، والاستشارية، والاستدلاليّة، ثمَّ كان لهذا الفن ظهور في العصر الجاهليّ؛ إذ جنح الجاهليون إلى استخدام السجع في عبارات خطبهم، حيث يُعدُّ أسلوب السجع من أساليب البلاغة عند العب، فآيات القرآن الكريم تعتمد على السجع، وفي العصر الإسلاميّ تطورّت صور الخطابة، وتعدد أغراضها، واستعملها الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم في الدعوة إلى الدين الإسلاميّ، وفي المناسبات الإسلاميّة، والدينيّة.

تعريف الخطبة في الإسلام

الخطبة هي إعلام المرأة أو وليها بالرغبة في زواجها، وهي الخطوة الأولى التي تسبق الزواج، وهي وعد بالزواج، وفيها فرصة لتعرف الأسرتين على بعضهما.
وعلى كل طرف احترام الخطوبة سواءاً الخاطب أو المخطوبة، فالزواج له أهمية كبيرة في الإسلام لذلك لا بد من تمهيد له وتهيئة الأجواء المناسبة لذلك، ومن هذه الوسائل الخطبة، فهي المقدمة لهذا الزواج.
والخطبة قبل الزواج وسيلة لتعرف كل من الخاطب والمخطوبة بعضهما على بعض، ويتيح المجال لهما لفهم طبيعة كل منهما، لتحصل المودّة والرحمة بين الشريكين بعد الزواج، والإسلام حريص على ذلك، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).



421 Views