أنواع الشرك الأكبر

كتابة وليد حمزة - تاريخ الكتابة: 2 مايو, 2018 9:12 - آخر تحديث : 9 يوليو, 2021 12:04
أنواع الشرك الأكبر

أنواع الشرك الأكبر تعريف الشرك و أنواع الشرك أهم محاور موضوعنا لهذا اليوم ومن خلال السطور التالية.

ماهو او تعريف الشرك الأكبر

الشرك الأكبر وهو أن يجعل الإنسان لله ندا إما في أسمائه وصفاته، فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف/180 ، ومن الإلحاد في أسمائه : تسمية غيره باسمه المختص به أو وصفه بصفته كذلك.
وإما أن يجعل له ندا في العبادة بأن يضرع إلى غيره تعالى ، من شمس أو قمر أو نبي أو ملك أو ولي مثلا بقربة من القرب ، صلاة أو استغاثة به في شدة أو مكروه ، أو استعانة به في جلب مصلحة ، أو دعاء ميت أو غائب لتفريج كربة ، أو تحقيق مطلوب ، أو نحو ذلك مما هو من اختصاص الله سبحانه – فكل هذا وأمثاله عبادة لغير الله ، واتخاذ لشريك مع الله، قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف/110 .
وأمثالها من آيات توحيد العبادة كثير.
وإما أن يجعل لله ندا في التشريع، بأن يتخذ مشرعا له سوى الله ، أو شريكا لله في التشريع ، يرتضي حكمه ويدين به في التحليل والتحريم؛ عبادة وتقربا وقضاء وفصلا في الخصومات، أو يستحله وإن لم يره دينا، وفي هذا يقول تعالى في اليهود والنصارى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/31 ، وأمثال هذا من الآيات والأحاديث التي جاءت في الرضا بحكم سوى حكم الله ، أو الإعراض عن التحاكم إلى حكم الله والعدول عنه إلى التحاكم إلى قوانين وضعية، أو عادات قبلية، أو نحو ذلك .
فهذه الأنواع الثلاثة هي الشرك الأكبر الذي يرتد به فاعله أو معتقده عن ملة الإسلام، فلا يصلى عليه إذا مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث عنه ماله، بل يكون لبيت مال المسلمين، ولا تؤكل ذبيحته ويحكم بوجوب قتله ، ويتولى ذلك ولي أمر المسلمين إلا أنه يستتاب قبل قتله، فإن تاب قبلت توبته ولم يقتل وعومل معاملة المسلمين.

أنواع الشّرك الأكبر

1- الشّرك بالرّبوبيّة
الله سبحانه وتعالى هو وحده المعطي والمانع والخافض والرّافع والمعزّ والمذلّ، فمن آمن بقدرة أحد غير الله سبحانه وتعالى بذلك فقد أشرك شركاً أكبر بربوبيّته، وهو إمّا أن يكون شرك تعطيل وهو من أسوأ أنواع الشّرك، ويكون كشرك فرعون عندما قال { أنا ربّكم الأعْلى } أو بإنكار خلق الله للكون، والقول بإنه جاء صدفةً، أو بإنكار وجود القدر أو البعث، أو أن يكون شرك أنداد وهو شرك مع يجعل مع الله إلهاً آخر كإعطاء حق التّشريع والتّحريم لغير الله تعالى، أو دعوى تأثير النّجوم والهياكل بالكون.
2- الشّرك بالأسماء والصّفات
وهو يكون شرك تعطيل بإنكار أسماء الله عزّ وجل وصفاته وبتعطيل الله عن كماله المقدّس، أو شرك أنداد بإثبات صفات الله في غيره من المخلوقات كإثبات صفة المحيط والباري لغيره، وإدخاله إلى علم التنجيم والعرافة، أو الاستغاثة بغير الله تعالى بالسّحر والسّحرة، أو أن يكون بوصف الله سبحانه وتعالى بصفات خلقه كشرك اليهود الأكبر، وقولهم إن الله سبحانه وتعالى فقير ويده مغلولة.
3- الشّرك في توحيد الألوهيّة
وهو أن يجعل المرء مع الله ندّاً في محبّته ودعائه وعبادته، أو خوفه مثل عابدي الأصنام وعابدي الجن وغيرهم، وقد يكون شركاً بالدّعاء قال تعالى: (ولا تدْع من دون اللّه ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلْت فإنّك إذا مّن الظّـالمين * وإن يمْسسْك اللّه بضرّ فلا كاشف له إلاّ هو) صدق تعالى، فمن يدعو من دون الله ويستغيث به فقد يكون قد أغضب الله تعالى وأشرك به، أو قد يكون شرك النيّة والإرادة والقصد، وهو من أراد بعمله غير وجه الله ونوى غير التّقرّب إليه، أو أن يعمل أعمالاً صالحة ابتغاء رياء النّاس ورضاهم من دون الله تعالى، أو أن يعمل صالحاً يقصد به مالاً، أو أن يعمل صالحاً لوجه الله ولكن يكون على عمل يكفّره تكفيراً يخرجه من الإسلام، أو أن يكون شرك طاعة وهو طاعة غير الله تعالى في تحريم ما أحلّ الله وتحليل ما حرّم، اتّباعاً للرؤساء وابتغاءً لرضاهم، أو أن يكون شرك محبّة بأن يحبّ المرء إلهاً غير الله أو مع الله تعالى ويبجّله، أو أن يكون شرك خوف بأن يخاف العبد من غير الله كأن يخاف من غير الله من أن يصيبه بضرر، أو ما يشاء الله أو أن يترك المعروف ويتّبع المنكر خوفاً من النّاس أو من الحكّام، أو أن يكون شرك توكّلاً فالتّوكّل هو نصف الدّين كمن توكّل على غير الله في رزقه وعيشه أو من توكّل على الأموات والطّواغيت في طلب نصرهم ومطالبهم.

مظاهر الشّرك

للشّرك مظاهر كثيرة في حياة النّاس، ومن أبرز مظاهر الشّرك:
– الإشراك في عبادة الله تعالى، وهذا النّوع من الإشراك يعتبر كفراً بالله تعالى وجحوداً بحقّه على العباد، ويكون الشّرك في عبادة الله تعالى من خلال اتخاذ الأصنام التي تعبد من دون الله، كحالِ كفّار قريش في الجاهليّة عندما كانوا يسجدون للأصنام ويَتقرّبون إليها بالذّبائح والقُربات اعتقاداً منهم أنّها سوف تنفعهم أو تضرّهم، أو كحال بعض الأقوام الذين يعبدون النّار ويُقدّسونها كالمجوس.
– الإشراك بالله تعالى من خلال الاعتقاد بأنّ أحداً من النّاس يعلم الغيب سِوى الله، وهذا من مَظاهر الشّرك الأكبر التي تُدخل الإنسان في الكفر؛ فالله سبحانه وتعالى له صفاته التي لا ينبغي لأحدٍ من المخلوقات، ومن هذه الصّفات أنّه سُبحانَه علاّم الغيوب المطّلع على سرائر النّاس، والعالم بما كان وما هو كائن وما سوف يكون، ومن مَظاهر هذا الشّرك إتيان العرّافين المُدّعين لعِلم الغيب والإيمان بهم، فإنْ اعتقد الإنسان بذلك اعتقاداً جازماً دخل في الشّرك الأكبر.
– الإشراك بالله تعالى من خلال وضع التّمائم أو الأحجار وغير ذلك، فمن مظاهر الشّرك ما يتّخذه بعض النّاس من تمائم، وحجب، وأحجار يتقلّدونها أو يضعونها على أبواب بيوتهم لاعتقادهم أنّها سوف تدفع عنه الضّر أو تجلب لهم النّفع، فالمسلم يؤمن بأنَّ الله تعالى وحده هو من يملك الضّرّ والنّفع، وأنّه هو وحده الحافظ لعباده من شرور الإنس والجنّ.
– التوسّل بقبور الأنبياء والصّالحين؛ فهناك من الجماعات الضّالة من يتّخذ هذا الفعل عقيدةً له حيث تراه يشدّ الرّحال إلى قبور من يتوسّم فيهم الصّلاح ممّن وسدهم التراب فيسألهم حاجته، ويطلب منهم تفريج كربته.
– الشّرك الخفي: هذا الشّرك هو الرّياء؛ حيث يُحسِنُ الإنسان صلاته مثلاً إذا كان في حضرة النّاس حتّى يقال خاشع، أو كمن يُنفق ماله أمام النّاس رغبةً في مديحهم وإطرائهم وليس رغبةً في تحصيل الأجر والثّواب من الله تعالى.



573 Views