أنواع الظلم للناس كذلك سنتحدث عن تعريف الظلم كما سنذكر أهم أمثلة على الظلم وما هو أثر الظلم على حياة الفرد كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
أنواع الظلم للناس
1- اغتصاب الأراضي والتعدي على حقوق المسلمين
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال “من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين” [متفق عليه] .
2-عدم الوفاء بسداد الدين
فالبعض يقترض الأموال ويحسن المسلمون الظن به، فيدفعون إليه أموالهم التي تعبوا في جمعها، ثم ها هو يسوف في التسديد ويتهرب عن إرجاع المال إلى من أحسن إليه، ولهؤلاء المفرطين أذكرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: عن قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله، تكفر عني خطاياي ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر” ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف قلت ؟” قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك” [رواه مسلم] .
عدم تسديد حقوق الناس التي تتم بها المعاملات.
وقد قالصلى الله عليه وسلم: “مطلُ الغني ظلم” [رواه البخاري] .
3- الحلف كذبا لاغتصاب الحقوق
عن أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة” فقال رجل : وإن كان شويئًا يسيرا يا رسول الله ؟ فقال : “وإن قضيبا من أراك” [رواه مسلم] .
4- الرشوة
وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي، وبعض الموظفين يعطل حاجات المسلمين ويهولها عليهم، ويصعب أمورها حتى يدفع له مبلغا من المال عمولة أو هدية وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا : عن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا فما فوقه، كان غلولا يأتي به يوم القيامة” فقام إليه رجل أسود من الأنصار، كأني أنظر إليه، فقال : يا رسول الله أقبل عني عملك، قال : “وما لك؟” قال : سمعتك تقول كذا وكذا، قال : “وأنا أقوله الآن : من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى” رواه مسلم .
5-إفساد المرأة على زوجها عن طريق العلاقات المحرمة
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من خبب خادما على أهله فليس منا، ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا” رواه أحمد .
وكذلك كما ورد في الحديث إفساد الخادم على سيده، وهذا منتشر بين التجار، فما أن يرى أحدهم موظفًا ناجحًا لدى شركة حتى يسارع إلى الاتصال به وإغراءه بالمال حتى يترك مكانه ويذهب إلى بلاده، ثم يعود لهذا الذي أفسده
الحلف الكاذب لبيع السلعة والغش فيها
كما نرى في بعض المحلات أو معارض السيارات .
6- عدم الدقة والأمانة في العمل
فتجد الموظف أو الأجير يأخذ حقه كاملا ويؤدي حقه منقوصا وذلك ظلم، قال تعالى : “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” [الأحزاب: 72].
7- ظلم الطلبة والطالبات
وذلك بالتعدي عليهم، شتمًا وتجريحًا أو ضربًا في غير محله، أو إنقاصا لدرجاتهم، وزيادة من لا يستحقه، والكثير يقع في هذا الظلم حين ارتفاع حالة الغضب عنده، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك مرارا، فقد قال له رجل أوصني فقال صلى الله عليه وسلم: “لا تغضب” رددها مرارا .
8-اعدم أمر من تحت يدك كالزوج والأبناء والخدم بالصلاة واجتناب المحرمات
فإنهم أمانة عنده ومسئول عنهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” .
نقص المكاييل والموازين : وقد حذر الله عز وجل من ذلك فقال تعالى : “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ” [المطففين: 1]
9- عدم تعليم الجاهل ونصحه
فمن حق الجاهل عليك وقد رزقك الله العلم الشرعي أن تعلمه وتدله وتهديه إلى طريق الرشاد .
تعريف الظلم
1-مفهوم الظلم لغة من ظَلَمَ والجمع ظُلُومٌ؛ وهو وضع الشيء في غير محله، وهو الجور وعدم الإنصاف، والتعدي على حق الآخرين.
2-تعددت تعاريف الظلم عند العلماء؛ فقيل هو مجاوزة الحق إلى الباطل وهو الجور، وقيل يقصد به وضع الشيء في غير محله المختص به إمَّا بنقصان أو بزيادة أو بعدول عن زمنه، وقيل هو التعدي في حد الشرع ومجاوزته، والتصرُّف في ملك الغير، وفي خلاصة الأقوال يُعرّف بأنّه هو وضع الشيء في غير موضعه المختص به، ومجاوزة الحق إلى الباطل والتعدي على أموال الآخرين وأعراضهم، ومن ظلم وفعل أيًا من هذه الأمور، فقد ظلم نفسه وظلم غيره.
أمثلة على الظلم
1-الظلم العظيم بالإعراض عن آيات الله
والأعراض عن أيات الله، وتعطيل أحكام هذه الأيات، ومنها ذكر الله سبحانه وتعالى [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ] ، [الكهف: 57]، أي أن أكثر الظلم من العباد يأتي من إعراضهم عن ذكر الله وأياته.
2-الظلم العظيم بالتعدي على حدود الله
وهذا يتضح من خلال الأيات [ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ] ، [البقرة:229]. حيث يقول العلماء أن الحلال قد عرفه الناس مفصلاً، والحرام هو تعدي هذا الحلال وتجاوزه وتجنب الطاعة وإتيان المعصية، وتلك الحدود قد بينها الله لعباده.
3-الظلم العظيم بالكذب على الله
والكذب على الله أمر عظيم قال سبحانه وتعالى [ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ]، [الأنعام: 144]، ويدخل فيها تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله.
4-الظلم العظيم بالصد عن مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
ومن أمثلة الظلم كذلك الصد والمنع من المساجد، والسعي في خرابها، [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ]، [البقرة: 114].
5-الظلم العظيم بكتم الشهادة
ومن أمثلة الظلم أن يكتم الشخص شهادة حق، [ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] ، [البقرة: 140].
أثر الظلم على حياة الفرد
1- زوال الملك:
إن أمور الدنيا إن لم يكن بناؤها على التقوى وتوحيدًا لله عزَّ وجل تكون العاقبة إلى الزوال والدمار.
2- الندم:
وهو ندم الظالمين عندما يعضُّون على أيديهم لِما قد فات عليهم من إعراضهم عن الإيمان بربهم وكفرهم برُسله، وهذا عندما يرون العذاب ويرون نهايتهم.
قال الله تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)) [الفرقان: 27]
3-ضياع النعمة:
قال تعالى: ((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ)) [الكهف: 32].
فلقد كفر صاحب الجنتين بالبعث وشكك في قيام الساعة فأوجب بذلك سخط الله وأليم عقابه فأحاط الهلاك بثمره فأصبح يقلب كفيه أسفًا على ذهاب نعمته ويتمنى أنه لم يكن أشرك بربه أحدًا ولم يمنعه أحد من عقاب الله.