أنواع الغزل في العصر الأموي

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 22 أبريل, 2022 1:20
أنواع الغزل في العصر الأموي

أنواع الغزل في العصر الأموي نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل بيئات الغزل في العصر الأموي وأهم شعراء الغزل في العصر الأموي ثم الختام تعريف الغزل الفاحش تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.

أنواع الغزل في العصر الأموي

كان العصر الأمويّ نقلة نوعيّة لمفهوم الغزل في الشعر العربي، فظهر في هذا العصر مدرستان رئيستان تحملان لواء الغزل في هذا العصر وهما المدرسة العذريّة والمدرسة العمريّة، إضافة للمدرسة القديمة التي هي المدرسة التقليدية التي تسير على خُطى الشاعر الجاهلي، وتفصيل ذلك كما يأتي:
-الغزل الصريح أو العمري
ظهر هذا الغزل على يد الشاعر عمر بن أبي ربيعة، وهو شاعر أموي وُلد نحو عام 23هـ، وقيل إنّه وُلد في الليلة التي اغتيل فيها الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان هذا الغزل ردّة فعل على التربية المُنفتحة والمُتحررة التي تربّى عليها الشاعر بين الأموال الوفيرة والطبقة المُترفة من أبناء قريش ويمتاز هذا الشعر بالوصف الحسي والمادي لجسد المرأة ومفاتنها ومحاسنها، إضافة إلى أنّ عمرَ كان يُوصَف بأنّه “أوصف الناس لربّات الحجول”، وذلك لأنّه استطاع الدخول إلى مخدع المرأة بشعره وحكاية ما تقوله المرأة لصويحباتها وأترابها، وأبرز شعراء هذا المذهب من الغزل هما عمر بن أبي ربيعة، والشاعر العرجي.
-الغزل العفيف أو العذري
يُعدُّ هذا الغزل ثمرة للتربية الإسلاميّة التي نشأ فيها الجيل الجديد الذي تلا عصر الخلافة الراشدة، فلا يُمكن القول إنّ هذا الغزل قد ظهر فجأة في هذا العصر ولكن يُمكن القول إنّه كانت إرهاصاته قد بدأت مُنذ عصر صدر الإسلام، غير أنّها قد تبلورت وظهرت بشكلها المعروف في عصر بني أميّة ونشأ هذا الشعر من التقاء عُنصرين اثنين هما العاطفة الدينية والميول الجنسية، غير أنّهما التقيا في نفس المؤمن الذي حسُن إيمانه وابتعد عن الفواحش، فكان بذلك مثال للعواطف المُتعففة وغير المُتعففة في آنٍ، وقد سمّي بالعذري لأنّه نشأ في قبيلة عذرة في الحجاز بداية، ثمّ صار مدرسة يرتادها مُختلف الشعراء من مُختلف العصور اللاحقة ويتّصف الغزل العذري بالعفة، والديمومة، والخلود، إضافة إلى العاطفة القويّة، وكذلك يظهر في هذا الغزل أثر الحرمان والبراءة التي تنمو في قلب الشاعر العذري، ومن أبرز شعراء هذا الغزل هنالك جميل بن معمر، وقيس بن ذريح، والمجنون، وكُثيّر وغيرهم.
-الغزل التقليدي
هذا الغزل هو امتداد لما كان عليه الشعراء في العصر الجاهلي والإسلامي، ولا جديد في هذا الشعر عمّا كان سابقًا في العصرَين اللذين سبقاه، فقد كان شُعراء هذه المدرسة يقولون بالاستجابة لتقاليد القصيدة العربية أكثر من الاستجابة للعاطفة الإنسانية وجاء الغزل عندهم في النسيب وفي الأغراض الأخرى التي سار عليها الشاعر الجاهلي، حتّى في الألفاظ التي كان يقولها، فكانت هذه المدرسة كالجدول الهادئ المألوف الذي عرفته العين، وقد جاء يفصل بين المدرستين وأنصارهما، ومن شعراء هذا الغزل جرير، والفرزدق، والراعي النميري وغيرهم.

بيئات الغزل في العصر الأموي

عند الحديث عن بيئات الشعر الغزلي في العصر الأموي فهناك عدة بيئات من أبرزها مايلي:
-بيئة العراق
عرفت بيئة العراق كمركز للمعارضة السياسية للأمويين في الشام وتمثلت المعارضة وقتها بحزبين وهما حزب الخوارج وحزب الشيعة ولكل حزب شعراؤه ولعل الشعر السياسية بالإضافة للشعر القبلي انتشر في تلك البيئة كما عرف عدد من الشعراء بقصائدهم الغزلية.
-بيئة الشام
وكانت حيناه عاصمة الخلافة ومقر بني أمية وكثر فيها الشعراء طالبين العطاء وطامعين بالمال وكانت قصائدهم تدخل بعدة أغراض منها التهنئة والمدح والفخر وبسبب الرخاء الذي تنعم به عدد من الشعراء ظهر الغزل بعدة أنواع ضمن قصائدهم.
-بيئة الحجاز
اهتم أهل الحجاز من الشعراء بالغزل ولعل من أبرز أنواع الغزل التي ظهرت الغزل القصصي والغزل العذري وما ساهم في تعزيز غرض الغزل في بيئة الحجاز هو المال والعطاء الذي صرفه الخلفاء على الشعراء لينتشر الترف والنعيم وكثرة اللهو.
-بئية نجد
عرف شعراء نجد باهتمامهم أيضاً بالشعر الغزلي ولعل الغزل العذري العفيف هو ما اشتهرت به قبائل نجد وأبرزها عذرة وكان أول من كتب بهذا الغرض من الشعر هو جميل بن معمر الملقب بالشاعر العاشق وكان معاصراً لعبد الملك بن مروان وتأثر الغزل العذري في البيئة النجدية بعد العصر الأموي وتأثر به شعراء الحجاز وقريش وغيرهم.

أهم شعراء الغزل في العصر الأموي

لقد كان لكلّ مدرسة من المدارس السابقة شعراء يُمثلونها، ومن هؤلاء الشعراء:
-جميل بن معمر
هو جميل بن عبد الله بن مُعمر العذري، كنيته أبو عمرو، وهو أحد الشعراء العذريين المشهورين، وقد اشتهر بحبّة لبثينة، وكان يُكنيها بأم عبد الملك، ولم يُعرف زمان ولادته لكنّ وفاته كانت نحو عام 82هـ، كان منزله في وادي القرى في الحجاز، وقد منعه أهل بثينة من الالتقاء بها ورفضوا خطبته لها، وقد سافر في أواخر حياته إلى مصر ومات فيها.
-عمر بن أبي ربيعة
هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، كان من أشعر أهل زمانه من طبقة جرير والفرزدق وغيرهما، وُلد في الليلة التي اغتيل فيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يفدي على عبد الملك بن مروان فيُكرمه ويرفع شانه عاليًا ورفع أمره إلى عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- أنّه يتعرّض لنساء الحج ويشبب بهنّ، فنفاه إلى جزيرة دهلك، وهناك ركب سفينة في غزو مع المُسلمين فغرقت بهم السفينة ومات، وكانت وفاته نحو عام 93هـ.
-جرير بن عطية اليربوعي
هو جرير بن عطية بن حذيفة الخَطَفي بن بدر الكلبيّ اليربوعي، يعود نسبه إلى قبيلة تميم، ولد نحوعام 28هـ وتوفي نحو عام 110هـ، كان من أشعر أهل زمانه وأشدّهم هجاءً فلم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل، وكان شعره رقيقًا في الغزل، فيه عذوبة وصفاء.

تعريف الغزل الفاحش

يشمل الغزل الفاحش المعروف أيضًا بالغزل الماجن أو الغزل الحسي بأنه شعر بين الغزل الصريح والغزل غير الصريح، وقد انتشر في مدن الحجاز بالذات في مكة والمدينة المنورة، وكان أشهر رواده الشاعر”عمر بن أبي ربيعة” في مكة المكرمة، “الأحوص” في المدينة المنورة، ومن المعروف أنّ الشاعر عمر بن أبي ربيعة قد نال الزعامة بشكل مطلق في هذا النوع من الغزل، حتى أن البعض صاروا يسمون هذا النوع من الغزل منسوباً إلى اسمه، فصار اسمه “الغزل العمري” فيما بعد.



454 Views