أهمية القدس للمسيحيين

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 26 مايو, 2022 3:37
أهمية القدس للمسيحيين

أهمية القدس للمسيحيين نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل تاريخ المسيحية في القدس وأهمية القدس في الإسلام ثم الختام معلومات عن المسجد الأقصى تابعوا السطور القادمة.

أهمية القدس للمسيحيين

-“يتسابق مسيحيو العالم من أجل الوصول إلى مدينة القدس، لما تشكل من أهمية عظمى لديهم، ففيها كنائس لمختلف الطوائف المسيحية حول العالم”، يقول أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى.
-ووفق عيسى فإن “القدس، إضافة إلى أهميتها القصوى فإنها كانت موطئ قدم للسيد المسيح، ومنها حدثت تبشيراته وإنجازاته التي انطلقت معظمها من المدينة المقدسة، وفيها عذب وصلب”.
-“مسيحيو الشرق والغرب ومن كل حد وصوب يأتونها حجيجا، ويقصدون الكنيسة الأولى بالنسبة للفلسطينيين ألا وهي كنيسة القيامة، التي منها سار السيد المسيح وتمت محاكمته حتى صلبه، فالقدس هي المكان المخصص لحجيج مسيحيي العالم خاصة في يوم أحد القيامة”، يقول عيسى.
-ولا تقتصر شعائر المسيحيين في المدينة المقدسة على أحد القيامة، ففيها أحد الشعانين، والذي دخل المسيح بحماره من العيزرية إلى القدس، وفرش له الأهالي الطرقات بالسجاد والملابس، ويسبق هذا العيد عيد القيامة.
-وأضاف عيسى، وردت هذه الأمور جميعها في كتاب الانجيل في العهد الجديد، وهي كل أعمال يسوع المسيح التي دونها تلاميذه أمثال لوقا، ومرقس، ويوحنا.
-في القدس أكبر عدد من الكنائس حول العالم، ويوجد فيها 158 كنيسة لمختلف الطوائف، فكل الغرب والشرق ينظر إليها بأهمية كبيرة.
-وقال: للقدس بالنسبة للفلسطينيين المسيحيين أهمية خاصة، وبالأخص العهدة العمرية التي جاءت عام 15 هجري، والتي تنظم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في الأراضي الفلسطينية خاصة بمدينة القدس، وحينها قال عمر بن الخطاب: “إن لكم ما لنا وعليكم ما علينا”.
-وتابع، “لا يدوم فيها استعمار”، جاءها مستعمرون كثر، وطردوا منها، كتحريرها من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، فنحن نشعر أن القدس هي باب إلى السماء فإليها يهبط المعراج، فالقدس عاصمة السلام ومدينة الأديان

تاريخ المسيحية في القدس

-خضعت المدينة لسيطرة الرومان ثم الروم البيزنطيين خلال القرون الخمسة التي تلت ثورة شمعون بن كوكبة، وبعد أن نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطية، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة، أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية بالقدس، فبنيت كنيسة القيامة عام 326م، فكانت تلك نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في المدينة، حيث لم يعودوا مضطهدين، واستطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة. أصبحت القدس مركزًا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى، وهي إلى جانب القدس: الإسكندرية وروما والقسطنطينية وأنطاكية، بعد أن تقرر إنشائها في مجمع نيقية. استمرت القدس بالنمو والاتساع منذ أن انتهى عهد الهيكل الثاني بعد تدمير الأخير، حيث بلغت مساحتها كيلومترين مربعين (0.8 أميال مربعة.) ووصل عدد سكانها إلى حوالي 200,000 نسمة.
-استمر حظر دخول اليهود إلى القدس طيلة عهد قسطنطين الأول حتى القرن السابع الميلادي.في عام 638 قام صفرونيوس بطريرك القدس، بتسليم مفاتيح المدينة إلى القوات المسلمة بقيادة عمر بن الخطاب وكتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم “العهدة العمرية” وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم، أدّى تفكك الدولة العباسية إلى دويلات متناحرة إلى ضعف العمل بالشريعة الإسلامية من قبل بعض الحكّام، فلقي المسيحيون كثيرًا من الاضطهاد، وهُدمت كنيسة القيامة في القدس خلال عهد الخليفة الفاطمي، أبو علي منصور الحاكم بأمر الله، وتعرّضت حياة الحجاج الأوروبيين للخطر. وعندما سقطت القدس بقبضة الأتراك السلاجقة سنة 1076، إزدادت الحالة سوءًا وكثر التعدي على الحجاج الأوروبيين بشكل خاص بسبب ما كانوا يحملونه معهم من النفائس والأموال، فكانت تلك إحدى الأسباب التي أدّت لنشوب الحروب الصليبية. انطلق الصليبيون في حملتهم الأولى سنة 1095 متوجهين إلى مدينة القدس، فوصلوها في سنة 1099 وضربوا الحصار عليها فسقطت في أيديهم بعد شهر من الحصار، وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفًا من المسلمين واليهود وانتهكوا مقدساتهم، وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تُحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.
-استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187 بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، ودعا اليهود والمسلمين ليعودوا إلى المدينة، واهتم بعمارتها وتحصينها. ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الإمبراطور فريدريش الأول بربروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت القدس في هذه الفترة قد ضعف شأنها وأفل نجمها وأصبحت مجرّد قرية عاديّة نظرًا لتراجع أهميتها الاستراتيجية، خصوصًا بسبب انهماك أولاد صلاح الدين بالنزاع فيما بينهم، وعدم تركيزهم على محاربة الصليبيين. ظلت القدس بأيدي الصليبيين 11 عامًا إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244. تعرضت المدينة لغزو التتار الخوارزميين عام 1244، الذين قضوا على القسم الأعظم من سكانها المسيحيين وطردوا اليهود منهم.

أهمية القدس في الإسلام

تحفل مدينة القدس بالعديد من المباني الأثرية الخاصة بالديانة الإسلامية، مثل الزوايا والمساجد وبعض التكيات وعدة مباني قد ذكرها التاريخ ولا زال هناك بقايا آثارٌ منها. فالقدس هي ثالث موقع مقدس لدى المسلمين بعد المدينة المنورة ومكة المُكرمة، حيث كانت هي قبلة الصلاة حوالي ما يقرب من عام، قبل تحويل اتجاه القبلة إلى الكعبة المُشرفة. كما زادت أهمية القدس الدينية في الإسلام بعد رحلة الإسراء والمعراج، حيث صعد منها سيدنا جبريل بالرسول صلى الله عليه وسلم عام 620 ميلاديًا كما جاء في قوله تعالى: «سبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ». وترجع أيضًا أهمية القدس الدينية عند المسلمين، لأن العديد من الأنبياء والرسل والصالحين كانوا يقيمون بمدينة القدس أو عبروا من خلالها إلى الأراضي المجاورة. كذلك لورود ذكرها بالقرآن الكريم بأنها أرضٌ مباركة هي ومن حولها من الأراضي، فقد كانت قبلة الأنبياء، ومهبط الوحي والملائكة. كذلك فهي أرض المحشر يوم القيامة وأرض الميعاد.

معلومات عن المسجد الأقصى

يعدّ المسجد الأقصى ثاني مسجد بُني على الأرض، وقد عاش حوله معظم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام؛ منهم: إبراهيم وسليمان وزكريّا وعيسى وداوود والسّيدة مريم العذراء، وأُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، والمسجد الأقصى هو كلّ ما دار حوله السور، ويقع في أقصى الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة القدس القديمة، ويشمل قبة الصّخرة والجامع القبليّ وعدداً كبيراً من المعالم التي يقارب عددها 200 مَعْلم من القِباب والأقواس والمدارس والسّاحات والمتاحف وغير ذلك من المعالم. وذكر العلماء أنّ من بنى المسجد الأقصى هم الملائكة أو آدم عليه السّلام، ورجّح بعضهم أنّه آدم عليه السّلام، وقالوا أنّه تمّ بناء المسجد الأقصى بعد أن بُني المسجد الحرام بأربعين عاماً، ويدلّ على ذلك حديث الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه أبو ذر الغفاريّ -رضي الله عنه- حيث قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ؟ قال: المسجدُ الحرامُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى، قلتُ: كم بينهما؟ قال أربعون سنةً، وأينما أدركَتْك الصلاةُ فصَلِّ فهو مسجدٌ)، وجرت على المسجد الأقصى عدّة عمليات لإعادة تعميره، وكان أوّل مَن قام بعملية تعمير له النبيّ إبراهيم عليه السّلام، ثمّ أبناءه إسحاق ويعقوب عليهما السّلام، ثمّ تمّ تجديده على يد النبيّ سليمان عليه السّلام؛ حيث قام بإعادة ترميم المسجد الأقصى في حدود العام الألف قبل الميلاد، ثمّ جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما فتح المسلمون المسجد الأقصى؛ فبنى الجامع القبليّ وجعله نوّاة المسجد الأقصى، ثمّ جاءت الخلافة الأمويّة التي قامت ببناء قبة الصّخرة المشّرفة.



363 Views