أين يقع مسجد آيا صوفيا وكذلك لماذا سمي مسجد آيا صوفيا بهذا الاسم، كما سنتحدث عن تاريخ مسجد آيا صوفيا، وكذلك سنوضح ما هو سبب الجدل المثار حول آيا صوفيا : هل كنيسة أم مسجد؟، كما سنوضح من هي آيا صوفيا، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
أين يقع مسجد آيا صوفيا
يقع مسجد آيا صوفيا في مدينة اسطنبول في تركيا، في منطقة السلطان، وهو قريب من الجامع التركي المعروف والذي يسمى جامع السلطان أحمد وآيا صوفيا لم يكن مسجداً منذ بداية بنائه، بل كان كنيسة تحولت إلى مسجد فيما بعد.
لماذا سمي مسجد آيا صوفيا بهذا الاسم
سمّي مسجد آيا صوفيا بهذا الاسم نسبة لقديسة مصرية كانت تسمى بالقديسة صوفيا -عرفت باسم صوفيا القبطية أيضًا- ويعني باليونانية الحكمة الإلهية.
كانت القديسة صوفيا وثنية تعبد الأصنام، ثم تعرفت على الدين المسيحي، فأحبته واعتنقته وعملت فيه أيضًا، وعرفت بشدة تعلقها بدينها المسيحي آنذاك، فوصلت قصتها لوالي روماني وثني في مصر كان يدعى باسم كلوديوس، وأمر بامتثالها أمامه، ثم أمرها أن ترجع عن الدين المسيحي وتعود لعبادة الأوثان من جديد.
لكنها رفضت بشدة، ورغم التعذيب الذي تعرضت إلا أنَّها أصرت على بقائها على الدين المسيحي الذي اعتبرته دين الحق، وأنَّ الأوثان لا تنفع ولا تُغني ولا حتى تضر، لذلك ما كان للوالي إلا أن أمر أخيرًا بقطع رأسها بعد أن كان قد قطع لسانها بالفعل.
وفي عام 325، سمع الحاكم الروماني قسطنطين العظيم ووالدته هيلانا بقصة هذه القديسة، فأمر بنقل ضريحها من مصر إلى القسطنطينية، وهناك بنى لها كنيسة سمّاها باسم “آجيا صوفيا” أي القديسة صوفيا، ووضع ضريحها فيها تكريمًا لها ولروحها، وتحول لمسجد في زمن محمد الفاتح وبقي على اسمه “آيا صوفيا”.
تاريخ مسجد آيا صوفيا
في البداية قد أمر بناؤه على شكل كنيسة في عهد جستنيان الأول وهو إمبراطور روماني في العهد البيزنطي افتتحت عام 537ميلاديًا وكانت على طراز مبتكر وكلف المهندس المعماري إيزيدور الملاطي والمهندس المعماري أنتيموس الترالسي ببنائها المبنى الحالي هو مبني الكنيسة الثالثة في نفس الموقع بسبب تدمير السابقة في وقت شغب نيقية في عام 1204ميلاديًا تم تحويلها إلى كاتدرائية كاثوليكية خلال الحملة الصليبية الرابعة ثم عادت مرة أخرى لأرثوذكسية شرقية عام 1261ميلاديا عام 1453ميلاديًا قام المسلمين بفتح القسطنطينية بقيادة الدولة العثمانية على يد محمد الثاني وتم رفع الأذان بها ومن وقتها أصبح مسجد تم تغطية كافة المعالم المسيحية بالكنيسة وتم إضافة سمات إسلامية تتناسب مع المسجد، وبناء منبر، ومآذن ومحراب وتم إغلاق المسجد لمدة أربع سنوات خلال قيام دولة تركيا العلمانية أصبح متحف عالمي ثم تحول لمسجد مرة أخرى بعد قرار مجلس الدولة والوزراء بذلك عام 2020 ميلاديًا وكان هناك جدال كبير بين معارض ومؤيد للقرار فعارضه العديد من الدول فرنسا وألمانيا واليونسكو وغيرهم ووافق الدول العربية والإخوان المسلمين والحركات الإسلامية.
ما هو سبب الجدل المثار حول آيا صوفيا : هل كنيسة أم مسجد؟
ظهرت نداءات تطالب بعودة متحف آيا صوفيا لمسجد ولكنيسة مرة أخرى، من كل من المسيحيين والمسلمين، لكن قرار إعادة آيا صوفيا إلى مسجد، كانت تستند فيه الحكومة التركية على اعتماد السلطان محمد الفاتح في إجراءه تحويل أيا صوفيا إلى مسجد على فتوى شرعية تقول بجواز تحويل الكنيسة إلى مسجد في البلد الذي فتح عنوة، وهناك قول آخر بأن السلطان محمد الفاتح اشترى كنيسة آيا صوفيا من الروم بماله الخاص وجعلها مسجداً وأوقفها للمسلمين، وهذا ما أكد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها بمناسبة إعادة آيا صوفيا للعبادة كمسجد، بقوله إن قرار الحكومة التركية بتحويل المسجد إلى متحف في ثلاثينات القرن الماضي: “لم يكن خيانة للتاريخ فحسب، بل وأيضا مخالفة للقانون لأن آيا صوفيا ليست ملكا للدولة ولا أي مؤسسة فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح”، مؤكداً أن من حق تركيا تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد بشكل يوافق ما جاء في سند الوقف.
من هي آيا صوفيا
القديسة صوفيا هي قديسة قبطية من مصر،كانت من عائلة شريفة بإنطاكية، أعتنقت المسيحية ورُزقت بثلاث بنات أسمتهن : بيستس Πίστις أي الإيمان، وهلبيس Ἐλπίς أي الرجاء، وأغابي `agapy أي المحبة Ἀγάπη . لما كبرن قليلًا ذهبت بهن إلى روما لتعلّمهن العبادة وخوف الله.
وصلت أنباء تحولها من الوثنية إلى المسيحية إلى الوالي الروماني في مصر كلوديوس خلال حكم الإمبراطور الروماني هادريان (117 ـ 138م)، فأمر بإحضارها ومحاكمتها ولما مثلت بين يديه سألها عن معتقدها، فأجابته بأنها كانت عمياء تعبد الأوثان ثم أبصرت وصارت مسيحية.
غضب الوالي وأمرها بالعودة إلى عبادة الأوثان، فرفضت وأخبرته بأن تلك الأوثان هي حجارة لا تنفع ولا تضر فازداد الوالي غضبا وأمر جنوده بضربها بالسياط؛ إلا أنها ازدادت إصرارًا فأمر الجنود أن يقوموا بكي مفاصلها بالنار، فصرخت، ففرح الوالي واعتقد أنها ستعود عن عقيدتها، فما كان منها إلا أن صرخت مكررة اعترافها بالديانة المسيحية.
بدأ كلوديوس يفكر في طريقة أخرى لردها عن المسيحية، فبدأ يحسن معاملتها وأرسل إليها زوجته كي تلاطفها وتعدها بأنها إن تركت المسيحية فستُمنح الكثير من الخيرات من الوالي، لكنها ظلت على ديانتها فما كان من الوالي إلا أن أمر بقطع لسانها وحبسها في سجن مظلم. وفي النهاية أمر كلوديوس بقطع رأسها، وقبل تنفيذ الحكم صلت صلاة طويلة وسألت ربها بأن يسامح الوالي وجنده.
سمع الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم وأمه الملكة هيلانة بقصة القديسة صوفيا سنة 325م، فأمرا بنقل جسدها من مصر إلى مقر الحكم في مدينة القسطنطينية وبنى لها قسطنطين كنيسة عظيمة هناك ووضعوا فيها جسدها تكريمًا لها وسماها: (كنيسة صوفيا) للتبرك بـ (القديسة صوفيا).
احترقت كنيسة صوفيا، فقام الإمبراطور جستينيان الأول بإعادة بنائها سنة 537م ثم حولها السلطان محمد الفاتح عام 1453م إلى مسجد ثم حولها كمال الدين أتاتورك عام 1934م إلى متحف يجمع العناصر المعمارية والفنية للمسيحية والإسلام.