اثار التلوث على الصحة و البيئة و الاقتصاد وماهو مفهومه الحقيقى وماهى اهم اضراره على المجتمع ككل كل ذلك فى هذه السطور التالية.
محتويات المقال
التلوث
قال باحثون إن تلوث الهواء الناجم أساسا عن حرق الوقود الأحفوري يقلل من متوسط العمر المتوقع بمعدل قدره 1.8 عاما للشخص الواحد، مما يجعله أكبر قاتل في العالم.
كما أشار الباحثون، في أحدث دراسة صدرت بهذا الشأن، أن الجسيمات الدقيقة التي تنتقل في الهواء الملوث تقصر العمر أكثر من دخان السجائر، الذي يمكن أن ينقصه بنسبة 1.6 عاما، وهي أكثر خطورة من تهديدات الصحة العامة الأخرى، مثل الحرب وفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
وتوضح الدراسة التي أجراها معهد “اير كواليتي لايف” التابع لجامعة شيكاغو الأميركية، أن الناس في أجزاء من الهند، ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، يمكن أن يعيشوا سنوات أقل بحوالي 11 عاما بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء.
كما أن متوسط العمر المتوقع يقل قليلا عن 69 في الدولة الواقعة في جنوب آسيا والبالغة 1.3 مليار نسمة، وفقا لتقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأطلق الباحثون الذين أشرفوا على الدراسة موقعا على الإنترنت، يعرّف المستخدمين عن عدد السنوات التي يكلفهم إياها تلوث الهواء، بحسب المنطقة التي يعيشون فيها.
فيما قال مايكل غرينستون، مدير معهد سياسات الطاقة بجامعة شيكاغو، في بيان: “إن المؤشر يسعى لتحويل البيانات التي يصعب فهمها إلى ما قد يكون أهم مقياس موجود”.
وتُقاس نسبة التلوث عادة بما يعرف بالـ”ميكروغرام” في المتر المكعب الواحد.
كما يشير الموقع إلى أن الصين وإندونيسيا هما أيضا من بين الدول التي تهدد فيها الجسيمات المجهرية التي تطفو في الهواء السكان بشدة، مما يقلل من متوسط العمر المتوقع بما يصل الى سبع سنوات وخمس سنوات ونصف السنة على التوالي.
وكانت الأبحاث الماضية تشير إلى عدد الوفيات نتيجة التلوث، او تتوقع أعدادهم بحسب نسب ذلك التلوث.
أما هذه الدراسة، والتي تتضمن الموقع الذي أنشأه الباحثون (الأول من نوعه)، فهي تشير إلى نتائج ملموسة كنتيجة للسياسات التي تعتمد الطاقة الملوثة، كما تشجع على إجراء إصلاحات لتعزيز جودة الهواء، وفق “يورونيوز”.
أنواع التلوث
لم يعد ينحصر التلوّث الحديث على صنف واحد، بل تعداه لأشكال عديدة ومتنوعة، وكلٌ منها له آثار مختلفة عن الآخر على البيئة، وفيما يلي أهم أنواع التلوّث المعاصر:
– التلوّث الكيميائي: وهو أكثر أنواع التلوث تأثيراً على الإنسان، وينتج عن استخدام المواد الصناعيّة في حياتنا بكثرة كمواد التنظيف ومساحيق التجميل، وزيوت السيارات، والمواد الحافظة، والألوان الصناعيّة، والمنكّهات للغذاء، والأسمدة الكيماويّة والحشرية، وغيرها من المواد المصنّعة التي يستخدمها الإنسان بكثرة باستمرار.
– التلوّث الإشعاعيّ: وهو من أخطر أشكال التلوّث على صحة الإنسان، رغم أنه لا يظهر للعين المجردة، بحيث تتسرب الأشعة إلى الإنسان والحيوان والغذاء، دون أن تترك أثراً واضحاً، لكنها تسبب له الكثير من الأمراض على المدى البعيد، ومنها تلك الأشعة الغازيّة المتصاعدة من المصانع، ومحطات الطاقة الذرية والنوويّة، والنظائر المشعّة التي يستخدمها الباحثون في مجالات الزراعة أو الصناعة.
– التلوث الضوضائيّ: وهو غالباً ما يتعلّق بالصوت والضجيج المرتفع الذي يرهق الجسم، خاصّة في الدول كثيرة السكان، ومنها ضوضاء أزمة السير، وضوضاء الطائرات وضوضاء المصانع، وغيرها والتي تترك آثاراً كبيرة على الصحة.
آثار التلوث
– حدوث اضطراب أو طنين أو تلف دائم في حاسة السمع لدى الكثيرين من الناس.
– إصابة معظم الناس بنوبات من التوتر النفسي والأرق والضغوطات العصبيّة، وما ينتج عنها من اضطرابات فيسيولوجيّة كأمراض الضغط والسكري وآلام الرأس، وارتفاع نسبة الكوليسترول، واضطرابات البصر، ومشاكل الغدد الصماء في الجسم.
– انخفاض قدرة الإنسان الإنتاجيّة بنسبة كبيرة، نظراً لصعوبة التركيز في العمل، وارتفاع معدل الإصابة بالإرهاق.
– التأثير المباشر على صحّة الإنسان، والتسبب بالكثير من الأورام السرطانيّة الخبيثة.
– تلف الكثير من المحاصيل الزراعيّة، وانخفاض معدلات الإنتاج، وتدني نوعيتها، وتغيرات واضحة في الشكل والرائحة والطعم.
– ارتفاع نسبة الإصابة بالعقم الدائم لدى الرجال والنساء.
آثار التلوّث البيئي
تلوّث المياه
يعدّ تلوّث المياه من أخطر أنواع التلوّث البيئي، فهو ناتج عن الممارسات الصناعيّة الخاطئة والتي تشمل إلقاء النفايات ومخلفات المصانع السائلة والصلبة في المياه، كما وينتج عن إلقاء المبيدات الحشريّة وخاصة التي تحتوي على المعادن، مثل الزئبق والرصاص والكادميوم، والتي تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة للإنسان وحدوث التشوهات في الأجنة.
تلوّث التربة
يحدث نتيجة التخلص العشوائي من النفايات الكيميائيّة والفضلات الناتجة عن المصانع، والتي تسبب فقدان التربة خصوبتها، وإلحاق الضرر بالكائنات الحيّة جميعها.
تلوّث الهواء
يتسبب تلوّث الهواء في حدوث ثقوب في طبقة الأوزون في الغلاف الجوي العلوي، وبالتالي دخول الأشعة فوق البنفسجيّة والتي تؤدي إلى حدوث أضرار للأشجار والنباتات، كما أنّه يساعد على تشكل المطر الحمضي الذي بدوره يؤدي إلى قتل الأشجار وتدمير أوراق النباتات، بالإضافة إلى ما يسببه من أمراض خطيرة للإنسان، نتيجة استنشاقه للغازات المنبعثة من المصانع ووسائل النقل، وكذلك الانبعاثات الناجمة عن حرق النفايات والمخلفات الزراعيّة.
طرق الحدّ من التلوّث البيئي
– الانتفاع من التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على الطاقة النووية.
– اتباع الطرق الصحيّة في التخلّص من النفايات ووضعها في مكبات خاصة، أو يمكن الاستفادة منها وتدويرها، أو تحوليها إلى أسمدة كيميائية.
– تفعيل دور الإعلام في نشر مخاطر ومضار التلوّث على البيئة، في المدارس والمؤسسات.
– بناء المصانع في مناطق بعيدة عن السكان، واعتماد نظام المجمعات الصناعية.
– التشجيع على النقل العام بدلاً من النقل الخاص، للتقليل من الازدحام الذي يساهم في تلوّث الهواء.
– الحد من التضخم السكاني، وذلك عن طريق تشجيع الأسرعلى تنظيم النسل.
– الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، مثل طاقة الشمس والرياح .
– العمل على مشاريع تحافظ على المجاري الطبيعيّة للأنهار.
– معالجة المياه العادمة والتأكد من عدم وصولها للمسطحات المائية.
-الترشيد في استخدام المبيدات والأسمدة الزراعية.
– تكثيف زراعة الأشجار في المناطق الواسعة، للحد من مشكلة تلوّث الهواء.
– معالجة التلوّث النفطي، وذلك عن طريق رشّ بقع النفط بمواد كيميائيّة تساعد على توزيع جزيئاته وترسيبه في قاع المحيطات.
الآثار الأجتماعية والأقتصادية للتلوث البيئي ومقترحات معالجتها
أولا: الآثار الاجتماعية للتلوث البيئي:
أن تفاقم التلوث البيئي بجميع أشكاله ( سواء في الهواء أو الماء أو التربه) قد ساهم ويساهم في زيادة حدة الأمراض التي تؤثر سلبا على الحاله الصحية والنفسية لأفراد المجتمع وظهور المشاكل الأجتماعية ومن هذه الامراض :
-الأمراض المرتبطة بتلوث المياه: إذ تشكل الأمراض التي تنتقل عدواها بواسطة المياه مشكله خطيرة من مشاكل الصحة العامه ، ومن هذه الأمراض التيفوئيد والكوليرا وإلتهاب الكبد الفايروسي وغيرها.
-الأمراض المرتبطة بتلوث الهواء: وهذه تؤدي هي الأخرى إلى الأصابة بالكثير من الامراض ومنها
أمراض التنفس والصدر كالربو والحساسية وألتهاب القصبات الهوائية .
-الأمراض النفسية الناجمة عن الضوضاء والضجيج بسبب المعامل والمطارات القريبة من المناطق السكنية وهذه تؤدي إلى شعور الفرد بعدم الراحة والاصابة بأمراض نفسية حادة نتيجة التوتر العصبي والأرق وعدم النوم والشعور بالضيق وفقدان التركيز والأستيعاب ومشاكل صحية أخرى كثيرة تؤدي ألى مشاكل أجتماعية خطيرة ربما تؤدي الى حصول تصادم بين أفراد المجتمع فضلا عن تكلفة معالجة هذه الأمراض ،ونتيجة كل ذلك هو تراجع انتاجية هؤلاء الافراد في جميع المجالات .
ثانيا: الآثار الأقتصادية للتلوث البيئي
أن التلوث البيئي بمختلف أشكاله وصوره يؤدي إلى عرقلة عملية التنمية وذلك من خلال مساهمة التلوث في:
-أنخفاض الأنتاج الزراعي بسبب أصابة النباتات والمزروعات بمختلف الأمراض
-أنخفاض الأنتاج الحيواني بسبب أصابة الحيوانات ومزارع الأسماك بمختلف أنواع الأمراض.
-أنخفاض أنتاجية العمل في مختلف القطاعات الأقتصادية بسبب أصابة العمال بمختلف أنواع الأمراض والمشاكل النفسية والأجتماعية.
– يرافق أنخفاض الأنتاجية في كل هذه القطاعات الأقتصادية، أنفاق الأموال الطائلة في معالجة آثار التلوث البيئي سواء الأجتماعية منها أم الأقتصادية وهذا ما أرهق خزينة الكثير من الدول بسبب ما تنفقه من أموال لمعالجة آثار التلوث البيئي في جميع المجالات .
وكل ذلك ساهم في عرقلة عملية التنمية في الكثير من الدول ومنها العراق ،
وأخيرا يمكن القول أنه كلما زادت المشاكل البيئية كلما أنخفضت معدلات التنمية أو أزدادت تكاليف التنمية، لذا يجب مساهمة جميع الجهات (سواء القطاع الخاص أو العام والأفراد) في المحافظة على البيئه بمختلف أشكالها ، وذلك للتقليل من الآثار السلبية للتلوث البيئي التي تعرقل عملية التنمية في البلد.
مقترحات معالجة التلوث البيئي فيمكن أجمالها بالآتي :
1 – تقليل الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للطاقة والبحث عن مصادر بديلة للتقليل من التلوث.
2 – فرض رقابة صارمة على المصانع والمنشآت التي تنتج مواد كيميائية وبترولية ذات تأثيرات ضاره على البيئة
3 – معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في الري والزراعة
4 – منع دفن المخلفات الصناعية والإشعاعية قبل معالجتها
5 – استخدام الفلاتر ( المصافي ) في المصانع لتقليل آثارها
6 – منع تصريف مياه المجاري والمصانع والمستشفيات للأنهار مباشرة
7 – التقليل من استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات في الزراعة واستخدام الأسمدة الحيوانية.
8 – الاهتمام بإعادة التشجير
9 – أنشاء المحميات الطبيعية ومنع الصيد الجائر البري والبحري
10 – استخدام الطرق الحديثة في الري للتقليل من هدر المياه
11 – التثقيف العام في مجال حماية البيئة بعدم رمي الأنقاض والأوساخ في المناطق العامة أو الطرق العامة .
12 – التخلص بشكل آمن من النفايات السامة
13 – أنشاء معامل خاصة لمعالجة المياه الثقيله والملوثة ( مياه المجاري والمعامل والمستشفيات وغيرها )
14 – أعادة تصنيع القمامة الصلبة لتحويلها إلى أسمدة عضوية .
15 – تخصيص أماكن خاصة لحرق مخلفات المستشفيات بعيدا عن المناطق السكنية.
16 – البحث عن وسائل جديدة للطاقة للتقليل من الغازات والدخان الذي يلوث الجو.