اروع القصص والعبر الاسلامية سنقدم لكم اروع القصص والعبر الاسلامية المتنوعة عبر قصص بسيطة ومقدمة بطريقة مميزة من خلال السطور التالية.
محتويات المقال
قصة الشكاك
جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ . ومن ينغمس في الماء مرارا – مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون
قصة الطاعون
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟
بركة الصلاة على النبي المختار
يحكى أن رجلا يهوديا كان له صديق من المسلمين، وكان الاثنين يستشيرون بعضهم البعض في كل صغيرة وكبيرة، وكان المسلم لا يترك أبدا الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم، فتضايق صديقه اليهودي من هذا، وقرر أن يفعل شيئا يمنع به صديقه المسلم من الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم.
ذهب اليهودي لمنزل الرجل المسلم وقال له أنه مسافر لقضاء بعض الحوائج وترك عند صديقه المسلم خاتما ذهبي غالي الثمن كأمانة، قال المسلم لليهودي لا تقضي أي حاجة من الحوائج إلا بالصلاة على الحبيب محمد صل الله عليه وسلم، قال الرجل اليهودي للمسلم سنرى هذا.
وبعد عدة أيام عاد اليهودي من سفره وتوجه لدار الرجل المسلم ودخل منزل المسلم والرجل وزوجته غير موجودين فيه وفتش حتى وجد الخاتم، فأخذ اليهودي الخاتم ورماه في نهر قريب من الطريق.
اختبأ اليهودي ولما عاد المسلم إلى بيته وتأكد اليهودي أن المسلم دخل بيته قام بطرق الباب وطلب الخاتم من المسلم، فقال المسلم لا تقضي أي حاجة إلا بالصلاة على النبي صل الله عليه وسلم وسوف أعطيك خاتمك ولكن تعالى أولا نتناول هذه السمكة التي قمت باصطيادها للتو من النهر.
قامت زوجة المسلم بشي السمكة وتقديمها لزوجها وصديقه اليهودي، وقالت لزوجها أنها أثناء تنظيف السمكة وجدت هذا الخاتم في أحشاء السمكة التي اصطادها زوجها.
نظر المسلم للخاتم وتعجب، ولكن فجأة ثار اليهودي وقال أن المسلم حاول سرقة الخاتم وهدد أن سيفضحه أمام كل الناس، قال المسلم جملته المشهورة لا تقضى الحوائج إلا بالصلاة على النبي صل الله عليه وسلم، وقام بإعادة الخاتم لليهودي الذي جن جنونه وأمسك بالمسلم.
هنا قال المسلم لماذا أنت غاضب جدا هكذا إن الخاتم كان عندي كأمانة وأنا أعيد لك الأمانة التي أمنتني عليها وها أنا أرد أمانتك لك، استكمل المسلم الكلام وقال يبدو أنك كنت تريد أن تتهمني بالسرقة وتورطني لكن بركة الصلاة على الحبيب أنقذتني من فخك هذا، وقع اليهودي على الأرض ونطق الشهادة وأسلم ببركة الصلاة على النبي المختار.
شاب يسأل كيف يستطيع ان يجد الله
في يوم من الايام ذهب شاب إلي كاهن في الهند كان يجلس علي شاطئ احد الانهار بالهند، وطلب منه أن يدله علي طريقة يستطيع من خلالها أن يجد الله سبحان وتعالي، فأمسك الكاهن برأس الشاب وغطسه في ماء النهر حتي كاد الشاب أن يغرق، ثم رفعه فأخذ الشباب يتنفس بصعوبة شديدة ويتهته ولما هدأ صاح في غضب : هل انت مجنون ؟ لماذا فعلت بي هكذا ؟ فقال له الكاهن : عندما تتوق إلي الله عز وجل كما تتوق الي الهواء وانت تحت الماء عندها فقط تستطيع ان تجد الله .. وهكذا نحن جميعاً، عندما تكون لدينا الرغبة المشتعلة لتحقيق ما نسعي إليه حينها فقط سوف نتمكن من تحقيقه حتي لو اعتبرناه مستحيلاً .
قصة النملة الحكيمة
ذات يوم سأل أحد الحكماء نملة صغيرة : كم تأكلين في السنة، فأجابته النملة : اكل ثلاثة حبات، فأخذ هذا الحكيم النملة ووضعها في علبة صغيرة ووضع لها ثلاث حبات، وغاب سنة كاملة ثم عاد فوجدها قد أكلت حبة ونصف فقط .. تعجب الحكيم كثيراً من فعل النملة وسألها لقد مرت عليك سنة كاملة ولم تأكلي سوي حبة ونصف فقط علي الرغم من انك قد اخبرتيني انك تأكلين ثلاث حبات، قال النملة : عندما كنت طليقة كنت أكل ثلاث حبات لأني أعلم أن الله لن ينساني وسوف يرزقني من فضله ، ولكن عندما وضعتني في هذه العلبة وانت ابن آدم خشيت ان تنساني فأموت جوعاً، فقررت أن أوفر من قوتي للعام القادم .
قصة الجـره
في قديم الزمان عاش تاجر أمين كان يتقي الله ويخاف من عذابه
وفي رحلة من رحلات تجارته فكر في أن يستقر في بلدته ويستريح من كثرة السفر وعناء
الترحال، بعد أن كبر في السن وضعفت صحته، وانتشر الشيب
في رأسه ولحيته. أراد التاجر أن يشتري داراً واسعة تليق به
وبمكانته، فذهب إلى رجل أراد أن يويبيع داره، فاشتراها منه
ومرت الأيام والتاجر يعيش في داره الجديدة، وإذا به ينظر إلى
أحد الحوائط ويقول في نفسه: لو هدم هذا الحائط كانت هناك مساحة
أكبر وبالفعل أمسك بالفأس، وأخذ يهدم الحائط، وفجأة
رأى شيئاً عجيباً؛ جَرَّة مملوءة بالذهب.
صاح التاجر: يا إلهي كل
هذه الكنز مدفون داخل الحائط
لابد أن أعيده إلى صاحبه، فهو أولى به
وليس لي حق فيه
والمال الحرام يضر ولا ينفع.
وحمل التاجر الأمين جرة الذهب
إلى الرجل الذي اشترى منه الدار
ووضعها بين يديه قائلاً: خذ هذه
وجدتها في الدار أثناء هدم
أحد الحوائط. فقال الرجل: هذه ليست ملكي
بل ملكك أنت، فقد بعتك الدار وما فيها
واختلف الرجلان وكل منهما يرفض
أخذ جرة الذهب، وتحاكما إلى قاضي المدينة
فقال القاضي: لم أر رجلين أمينين مثلكما
كل واحد منكما يرفض مثل هذا الكنز
وسأل القاضي: ألديكما أبناء؟
فأجاب التاجر الأمين: نعم لديّ بنت
وقال الرجل: وأنا لديّ ولد.
فقال القاضي: يتزوج الولد من البنت
ويصرف الذهب عليهما. فاستصوب
الرجلان حكم القاضي
واستحسنا رأيه، ووافقا على الزواج
الملحد التائب
كان حلمًا عجيبًا جدًّا، قام الرجل من نومه فجأة خائفًا يصرخ والعرق ينزل منه ويقطر من جوانبه كأن أصابه المطر أو حل به شيء لم يكن يقدر على أن يقف في وجهه، كانت الساعة تدنو من الثالثة قبل الفجر، ظل الرجل في سريره مقعدًا لا حراك به لمدة دقائق وهو في ذهول شديد من هول ما رأى، وهو في كل لحظة يستحضر هذه الصورة التي رآها في منامه الرهيب والتي أقعدته في هذه الساعة المبكرة من اليوم، الرجل في ذهول شديد لا يدري كيف حصل له مثل هذا الحلم في منامه، فقد وجد نفسه في منامه يُفرغ معدته في برميل لا يمتلئ بل على الدوام يريد المزيد والمزيد مما في بطنه، فهو لا يمتلئ أبدًا، وباطن هذا البرميل يزداد كلما ازداد الرجل في التقيؤ، كان هذا حلمًا مزعجًا جدًّا للرجل ولا يجد له تفسيرًا، فهو أول مرة يرى شيئًا هكذا.
لم ينعم الرجل بالنوم طيلة هذه الساعات حتى ابتدر الوقت وظهر النور الذي ينبئ بحركة الناس، ثم ظل الرجل مدة طويلة يقلب نظره فيما رأى ويحاول أن يجد في نفسه تفسيرًا لما حصل له في منامه وهو لا يعثر على شيء، وهو يحس بأن أمعاءه تشتعل اشتعالًا كأنه كان يفرغ بطنه بالفعل كما حصل في المنام، فاختلط على الرجل الحقيقة بالخيال والواقع بالحلم، وبدا يتصور الأحلام بصورة أخرى غير التي كان يراها، فقد كان يرى أن كل الأحلام ليست دليلًا على شيء في الواقع، وأنه لا يمكن أن يكون الحلم في وقت من الأوقات محذرًا لشخص أو منبئًا له عن شيء في واقعه، غير أنه منذ هذه اللحظة وقد أحس أن في هذا الحلم رسالة تريد أن تقول له شيئًا، وأن المنام أعمق كثيرًا مما كان يظن من قبل من أنه لا يدل على شيء، بل لا بد أن يكون هذا المنام دالًّا على شيء، ثم قرر أن يخوض رحلة بحث حول هذا المنام الذي رآه وظل يبحث عن أي تفسيرات دينية أو روحانية لهذا الحلم العجيب الذي رآه.
قام الرجل من سريره الذي كان مقعدًا به لا يتحرك وهمَّ به النشاط ودب في قلبه السعي ولم يجد في نفسه أي حاجة لطعام أو شراب حتى أنه قام ولم يتناول إفطاره، كان كل همه أن يجد معنى لحلمه العجيب ذلك، قام الرجل بطلب النصيحة من أخته في هذا المنام، فأشارت إليه بأن يذهب إلى أحد الفقهاء المشهورين والمعروفين بتفسيرهم للأحلام على طريقة الشيخ ابن سيرين عليه رحمة الله.
قام الرجل بسحب سيارته في اتجاهه إلى هذا العالم الجليل في ناحية المدينة، حيث يجد هناك الفقيه الذي سيسأله عن منامه، وكانت عشرات الأسئلة تتوارد على خاطر الرجل لا يجد لها تفسيرًا ولا يجد لها مدفعًا؛ ثم إذا به يصل إلى هذا الفقه بعد تسع ساعات من السفر، فلما رأى أحد الناس مارًّا بالمكان الذي يسكن فيه الفقيه سأله عن الفقيه كي يدله تحديدًا عن مكانه الذي يجلس فيه، وكانت شهرة الفقيه كبيرة جدًّا حتى أنه وجد مكان الفقيه سريعًا وبلا عناء.
وانتظر الرجل لعدة ساعات قبل أن يأخذ دوره بين الذاهبين إلى الشيخ، وما أن أنبأ هذا الرجلُ الشيخَ بنبأ هذا المنام إذا بالشيخ يقول: لقد أفطرتَ رمضان عامدًا متعمدًا لعدة سنين.
فصُعِقَ الرجل بما سمع وخاف على نفسه جدًّا من أين علم الشيخ بهذا الأمر وهو لا يعرفني ولا أعرفه كيف حصل هذا، كان هذا الرجل لا يؤمن بالأديان ويكفر بما أنزل الرحمن، وظل ملحدًا مدة تزيد على خمس وعشرين سنة، فهو ينكر كل ما يتخطى نطاق المادة، فهو لا يؤمن إلا بما رأت عينه وما سمعت أذنه وما أحسه بلسانه، أما ما عدا ذلك من الغيبيات والجنة والنار والملائكة فهو لا يؤمن بشيء من ذلك على الإطلاق.
غارت عينا هذا الرجل بالدموع وهو يتمعن في الشيخ الذي تعلوه المهابة بلحيته الكبيرة البيضاء التي فيها الكثير من معاني المحبة والعظمة والوقار، ثم صرخ الرجل ناطقًا بالشهادتين فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
فعلت وجه الشيخ ابتسامة كبيرة ونظر إلى الرجل برقة وهو يقول: لعلك لم تسلم إلا هذه الساعة، فقال الرجل بكلمات تختنق بماء الدموع وهو لا يكاد يصدق ما يسمع: لقد ظللت مدة سنوات طويلة على الإلحاد لا أؤمن برب ولا نبي ولا كتاب، واليوم قد قاربت سنًّا كبيرة وقد كنت أفطر رمضان عامدًا متعمدًا طيلة هذه السنوات التي مضت من عمري.
تمعن الفقيه في الرجل طويلًا وهو يرى عيناها التي غارت بالدموع التي انسكبت كالمطر الجارف، وحانت من الشيخ تنهيدة عميقة قال بعدها: الحمد لله الذي هداك بعد هذه المدة من عصيانه، ولولا هداية الله لنا ما اهتدينا مهما فعلنا.
ازدرد الرجل ريقه وعلى جبهته الكثير من الأسئلة وفي عينيه الكثير من الدموع، وقال للشيخ: الآن ليس هناك رقاب تُعْتَق وليس لدي ما يكفي من أموال لكي أطعم المئات ممن يستحقون الطعام، وصيام هذه السنين التي مضت لا أقدر عليه أبدًا ولا أطيقه.
ابتسم الفقيه وقال للرجل قوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، ثم قال أيضًا: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفار الرحيم}، ثم واصل الفقيه قائلًا: أنت الآن قد تبت إلى الله، فأكثر من الصدقات والصلوات يغفر لك الله إن شاء والله لا يضيق على عباده أبدًا ولا يحملهم بما لا يطيقون.
فقام الرجل وقد أحس بشيء من الأمان في صدره، وعاهد الله أن يكون من الطائعين المحسنين، وأن يترك ما كان فيه من ضلالات وأوهام، وأدرك جيدًا أن عقله الصغير لا يقدر على أن يحيط بالخالق العظيم سبحانه وتعالى.
هكذا كانت قصتنا كلها عبرة وعظة لمن تسول له نفسه أن يتنكب طريق الحق وأن يسلك في طرق الغواية والعماية، فالله سبحانه وتعالى يرسل الرسائل إلى العبد كي يعرفه بطريقه المستقيم، وعلى العبد أن يفهم هذه الرسائل قبل فوات الأوان وألا يسوِّف التوبة، فإن الموت أقرب إلى الإنسان من شراك النعل، فعلى الإنسان أن يحسن فهم رسائل الله سبحانه وتعالى له، ولا يهمل في ذلك حتى لا يكون عبرة لغيره، فالتوبة هامة جدًّا لمن رزقه الله إياها، رزقنا الله التوبة، آمين.