اساسيات كتابة الشعر

كتابة talal - تاريخ الكتابة: 10 أغسطس, 2018 2:22 - آخر تحديث : 22 يوليو, 2021 11:38
اساسيات كتابة الشعر

اساسيات كتابة الشعر وماهو تعريف الشعر وماهي اهمية الشعر ومبادىء الكتابة الشعرية وكيفية كتابة شعر للمبتدئين كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.

يُعرف الشعر في معناه اللغويّ على أنَّه كلُّ كلام موزون ومقفّى،أمّا بالنسبة لتعريف الشعر في الاصطلاح فإنَّه القول الذي يتألف من أمور تخيلية، ويكون القصد من هذا الكلام إمّا الترغيب مثل قولهم: الخمر ياقوتة سيّالة، وإمّا الترهيب مثل قول: العسل قيء النحل، وفيما يتعلق بالشعر المنثور فهو كلّ كلام مسجوع وبليغ، ويكون مثل الشعر في التخييل والتأثير، ولكن الشعر المنثور غير موزون، ومثاله: ليت شعري ما صنع فلان، وليتني أعلم ما صنع، وجمعه أشعار.

سبعة مبادئ للكتابة الشعرية

1- يجبُ أن تتحدَّث عمَّا تشعر أو تُفكِّر به.
فانه لا يُمكننا الكتابة عن أيّ شي من دون معرفته وهنا القضيةُ ليست في كتابة الشعر، الرِّواية، أو القصَّة القصيرة، فإن كُنت لا تعرف الموضوع الذي تكتب عنهُ، فستجد كتابة الشعر أكثر صعوبة.
قرأتُ لنزار قبَّاني: «إنَّني في كلِّ ما كتبته كنتُ جُزءًا من الرِّواية، لا مُشاهدًا في مقاعدِ المُتفرِّجين. فأنا لا أؤمنُ بوجود النَّار إذا لم أحترق بها». ما يُريد أن يُقنعنا به نزار، أنَّهُ لا يُمكننا أن نكتبَ عن العشقِ مثلًا، دون أن نكون واقعين في الحبِّ، ومن يكتب دون معرفة الموضوع، تبقى تجربته باردة، بلا روحٍ ولا تكويها حرارة الحياة؛ لذا فإن تلك القصائد لا تهمّ القرَّاء.
النَّتيجةُ، اكتب شعرًا يتحدَّث عن الشُّعور أو التَّفكير، واكتب عمَّا تعرفه.
لمزيد من التَّفصيل يُمكنك قراءة خمسة أسباب تجعل كتابة الشِّعر سهلة.
2-كُن صبورًا عندما تكتب قصيدة.
خلقُ الشعر يحتاجُ إلى الصّبر. يجبُ عليك أن تكون هادئًا وصافيَ الذِّهن دائمًا، عندَ اختيارِ الكلماتِ، عندَ خلقِ صورٍ بصريَّةٍ قويَّة، عبارةٍ فريدةٍ، لُغةٍ جديدةٍ؛ ليُمكنك أن تُعطينا الجمال المنشود.
الشاعر الجيِّدُ هو شخصٌ يستطيعُ تنظيمَ شعورهِ والبوحِ به. الصَّبرُ في هذا الوضع يشملُ أيضًا: الصِّدق، الإخلاص، حبُّ أيّ شيء. يجبُ أن تتعلَّم أن تفعل ذلك. هذه النُّقطة ليست كافية لمُناقشتها هُنا؛ لذا سأكتبُ مقالًا حولها في يومٍ آخر. إذا كُنتَ تُريدني أن أرسلَ لك آخر مقالاتي، يُمكنك الاشتراك في المُدوّنة في آخر هذه المقالة.
3-لا تكن مُشوَّشًا بسببِ المعنى.
ينبغي أن يملك شعرك القليل أو بعض المعنى؛ ولكنَّني عندما أكتبُ شعرًا لا أُفكِّر بمدى صعوبة أو جِدِّيةِ المعنى الّذي تتحدَّثُ عنهُ قصيدتي، أنا أُفضِّلُ أن نُفكِّرَ بجديّةٍ بشأن كيف يُمكنني أن أُعبِّر عن شعوري دون قيدٍ أو شرط؟ وسترى أنَّ المعنى سيأتي تلقائيًا ضمن قصيدتك.
4-اختيارُ أفضل أسلوب أو أداء أو إلقاء.
يجب أن يملك الشعر قوى بصريّة، صورًا، استخدام كفؤ للكلماتِ. أنا أكتب الشعر باللّغةِ العربيّة، هذه اللّغةُ لها مُرادفاتٌ كثيرةٌ لتتحدَّث عن شيءٍ ما؛ ولكن الكلمات لا تزال تملك العديد من الفروقات والاختلافات. يجبُ أن تسأل نفسك، ماذا يجب عليَّ أن أستخدمَ: كلمة يُمكن أو قادر؟ أو كلمة سقط أو وقع؟ … إلخ، من الكلماتِ الّتي لها مُرادفات كثيرة. كذلك؛ يجب عليك أن تضع في الاعتبار صوت الكلمات.
هذا هو مبدأ كتابة الشعر. يُمكنكَ أن تجد الكلمة الدَّقيقة الّتي تحتاج إليها وتُعبِّر عن شعورك، الصُّعوبة –فقط- مع كلمةٍ واحدةٍ لديها العديد من المُترادفات. اسأل نفسك مرارًا وتكرارًا عن المُناسب، ولا تملْ.
5-هل تحب الشعر؟
بطبيعة الحال، الشاعر هو شخصٌ يُحبُّ كتابة الشعر وقراءة القصائد، حتَّى عندما يعمل، يظلُّ الشعر شاغله، يبقى هو الأعزّ لديه، ومن حُبِّهِ الدَّائم للشعر، يحصل على قصيدةٍ جيِّدة جدًّا.
6-ما بين الضَّوء والظَّلام.
نعم، الشعر يملك قوى بصريَّة وصورًا وغيرها؛ ولكن الشعر الجيِّد لا يزال يقع بين العتمةِ والضَّوء، هو في مكانٍ غامضٍ؛ لأنَّهُ -ومع ما للشِّعر من قدرةٍ على تأويل أو تفسير أو ترجمة مشاعرك وأفكارك- من الممكن أن تحصلَ على نتيجةٍ مُختلفة.
كيف يُمكن أن تتعامل مع هذهِ النُّقطة؟ حاول أن تُغيِّر معنى الكلمات. كيف يُمكنني تغيير معنى الكلمات؟
أولًا: لتُغيِّرها يجبُ أن تعرفَ معناها، يُمكنك استعراض القاموس عندما تعجز عن معرفة معنى الكلمة الصَّحيح.
ثانيًا: أن تكون خلَّاقة. استعن بالتِّقنيات الأدبية، واستخدم خيالك.
7-لا تخشَ التَّجربة.
بالتَّأكيد تعرف نزار قبَّاني، هو الشاعر الأكثر شعبيّة، نعرفه بقصائدهِ الغزليّة والسِّياسية، استطاع نزار كسر الغربة ما بين الشاعر والجمهور، حوَّل الشعر إلى رغيفٍ يوميٍّ، وكانت تجربتهُ رائدة ومُلهمة، لم يردعهُ الخوف أو يُحبطهُ القلق، كُن مثله، ولا تخشَ أن تُجرِّب فينا أشعارك.

كيفية كتابة شعر للمبتدئين

إنّ أيّ مَهارة أو للحصولِ على الإبداع والتميّز يحتاج دائماً إلى الاستمراريّة مَع التطلّعِ إلى بناءِ الأفكار دونَ توقّف أو ضَجَر، وهذا الأمر يطبّق أيضاً على الشعر لكي تصبحَ شاعِرٌ متميّز ومتمكّن منَ الشعر الذي تكتبه أو تلقيه، لذلك في البداية عليكَ أن:
-إيجادِ الشعلة أو الإلهام الداخلي: فِي البداية عليكَ القيام بتحديدِ الغرَض منَ الكتابةِ فِي الشعر، وإيّاكَ أن تكون الأهداف ماديّة أو لشهرة، بَل اجعل كتابةِ الشعر تعبر عن الرموز الداخليّة لروحك وتجسّدها مِن خلال الكلمات التي تلقيها، فالشرارة مهمّة وهيَ الشعلة التي تستوقد عليها فحاول أن تَجدها وتعرِف الهدف الرئيسي مِن كتابةِ الشعر.
-اختيارِ الموضوع: إنّ الموضوع الشعر مهم فِي غاية الأهميّة، لأنّ الموضوع الذي تتناوله هوَ الذي يشعل الحِس الداخلي فِي الشاعر، فَعلى سبيلِ المثال لا يٌمكن لرجلٍ غني أن يكتب قصيدة عَن معاناةِ رجل فقير أو رَجل غيرَ محب يكتب عن الحب والغزل، لذلك عليكَ أن تجد صورةِ المعاناة التي بداخلك مهما كانت وتحاول أن تخرجها في أبياتك فَهيَ التي منَ الممكن أنة تجعل مِن قصيدتك شيء يَصِل إلى قلوبِ الآخرين.
-تجاهل جَميع أنواع الشعر: هناكَ أنواعٌ كثيرة منَ الشعر المَشهورة مِثل: (القصيدَة العَموديّة، النَثر، الغَزل،…)، لذلكَ حَتّى تتعلّم مِن بحورِ الشعر عليكَ أن تتعلّمَ قواعِدَه، فعلى سبيلِ المثال إذا أردتَ أن تكتبَ فِي القصيدة العموديّة يجب عليك معرفةِ التقطيع والخصائص التي يمتاز بها الشعر العمودي، ففي البداية تجنّب جميع انواع الشعر وحاول أن تكتب القصيدة بأسلوبك وبطريقتك ولا تهتم أبداً إلى القواعد، لأنّ لا أحد سيحاسبكَ في البداية على كتابة الشعر.
-إيجاد الأفكار: من المعروف أن الأفكار التي تخطر في بال الشاعر مهمّة وهي التي تميّزه عن غيرهِ بإيجاد مواضيع ومختارات لم يكتبها أحد من قبله، فحاول أن تبني هذه الأفكار في مخيلتك وصغها بكلماتك الخاصّة.
-قراءةِ الشعر: حاول دائماً أن تقرأ الشعر وتعرِفَ الأفكار التي يتناوَلها الشعراء وتجدَ الطريقة التي تميّزكَ أنتَ دونَ تقليدٍ لأبياتِ الآخرين.
-وضعهِ للنقد: حاول دائِماً أن تنشِر الأبيات التي تَكتبها وتضَعها لنقدِ الآخرين، فهذا الأمر يساعدكَ على مَعرفةِ الأخطاء وكيفيةِ صِياغةِ كلماتٍ ذو معنى جديد ومختلف.



632 Views