نقدم لكم في هذا الموضوع اصل كلمة تاريخ وكل ماتودون معرفته حول مفهوم كلمة تاريخ واهميتها من خلال السطور التالية.
التاريخ ومفهومه:
التاريخ هو الماضي كما هو موصوف في الوثائق المكتوبة، ودراسته.
الأحداث التي تحدث قبل السجلات المكتوبة تعتبر ما قبل التاريخ. “التاريخ” هو مصطلح شامل يتعلق بالأحداث الماضية بالإضافة إلى الذاكرة، واكتشاف، وجمع، وتنظيم، وعرض، وتفسير المعلومات حول هذه الأحداث. يطلق على العلماء الذين يكتبون عن التاريخ اسم المؤرخين.
يشتمل التاريخ أيضًا على الانضباط الأكاديمي الذي يستخدم سردًا لدراسة وتحليل سلسلة من الأحداث السابقة، وتحديد موضوعي أنماط السبب والنتيجة التي تحددها.
يناقش المؤرخون أحيانًا طبيعة التاريخ وفائدته من خلال مناقشة دراسة الانضباط كغاية في حد ذاته وكطريقة لتوفير “منظور” لمشاكل الحاضر.
المعنى اللغوي لكلمة تاريخ:
من خلال تتبُّع التَّعاريف اللغويَّة لكلِمة “تاريخ”، نجد أنَّ تعريف الوقت هو المعنى الغالب لدى علماء اللغة، حيث ذكروا أنَّ التأريخ: “تعريف الوقت، أرَّخ الكتاب: وقَّته”؛ (ابن منظور، لسان العرب، دار الجيل، بيروت، د.ط، 1988م، (مادة أرخ)، 1/44).
أمَّا عن أصل الكلمة، فقد اختلف فيه؛ فقد قيل إنَّه عربي، وقيل إنَّه غير ذلك؛ يقول الرَّازي في “مختار الصحاح”: “التاريخ والتوريخ: تعريف الوقت”.
في البحث عن المعنى لأيِّ مصطلح أو علم، لابدَّ من الرجوع إلى اللغة التي ظهر فيها هذا المصطلح، كجزء من ثقافتها.
من هنا؛ لا يعدو هذا الفرق الإملائي بين الكلمتين “تاريخ” و “توريخ” أكثر من كونِهما نطقًا لمعنى واحد للهجتين عربيتين: لهجة بني تميم، التي تقول: ورَّخت الكتاب توريخًا، ولهجة قيس، التي تقول: أرَّخته تأريخًا.
وعمومًا، فإنَّ التَّاريخ لغةً يعني تَحديد الزَّمن.
المعنى الاصطلاحي لكلمة تاريخ:
قبل التطرُّق إلى اصطِلاح العلماء للفْظة تاريخ، يَجب التَّنبيه إلى نقطة مهمَّة جدًّا، وهي أنَّ لفظة تاريخ قدِ استُعْمِلت في الاصطِلاح على نَحْوين اثنين، فتارة تستعْمل، ويراد بِها مضمون ومحتوى المادة التَّاريخية، وتارة أُخرى تستعمل، ويراد بها طريقة التَّعامل مع هذه المادَّة، وهذه الازدواجيَّة في الاستعمال أدَّت إلى خلط في فهْم معنى اللفظ.
ولرفع هذا التناقُض والتداخُل في استعمال اللفظ لأكثر من معنًى؛ وجب عليْنا تحديدالمصطلحات لتخطِّي الإطلالات اللاعِلمية، والخروج من المفاهيم المتداخِلة.
كما أنَّ التاريخ – اصطلاحًا – قد تنوَّعت تعاريفه وتعدَّدت، بتنوُّع ثقافات ومشارب، وأهواء وانتماءات، ومذاهب الذين ولِجوا موضوعه.
ما قيل عن أصل كلمة تاريخ
كلمة “التأريخ” لم تكن شائعة بهذا المعنى عند العرب بما تشير إليه الآن كمصطلح يدل على الأحداث التي جرت قبل الحاضر؛ أي في الماضي ، لأجل ذلك اختلف في أصل هذه الكلمة.
فقيل: أصلها من السامية من لفظة “أرخو” التي تعني بالأكادية القمر ، وبتغير منازل القمر تتغير الأيام وبالتالي يعني التأريخ ، وفي العبرية “يرح” أو “يارح” وتعني أيضاً القمر ، ولعل الاختلاف بين اللغتين في اللفظ فقط ، فبعضهم رجع باللفظة إلى هذه الأصول ، ولكن الدكتور سالم أحمد محل ينكر هذا الأمر ؛ ويستبعد أن يكون أصل هذه الكلمة من السامية الأكادية أو السامية العبرية.
ويقول الشيخ خميس بن راشد العدوي: غير أن أبعد من ذلك من يرجعها إلى اللغة الفارسية وهي “ماه روز” بمعنى حساب الشهور ، والاستبعاد في هذا بسبب الفارق اللفظي ؛ فليس هناك من قرب بين كلمة “تأريخ” وبين “ماه روز” بعكس القرب اللفظي بين اللغة الأكادية واللغة العبرية وبين اللفظة العربية ؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أصول اللغة الفارسية تختلف تماماً عن أصول اللغة الأكادية والعبرية والعربية ، فأصول هذه الأخيرة مرجعها إلى اللغة السامية ، أما اللغة الفارسية فهي من اللغات الآرية والتي تصنف بالأوروهندية ؛ أي الأوروبية الهندية.
تعريف التاريخ لغة
التاريخ في اللغة هو التعريف بالوقت، فيكون تعريف الشيء بوقت حدوثه، ويعرف عند البعض بإسناده إلى حدوث أمر شائع ومشهور، كسقوط دولة أو قيام حرب أو غير ذلك، والمثال على هذا عام الفيل، فكان يقال أن فلان ولد بعد عام الفيل بعامين، وهكذا لشهرة تلك الحادثة أصبحت مقياساً للتاريخ، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبح التأريخ الإسلامي بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما استمر إلى يومنا هذا.
تعريف التاريخ اصطلاحاً
تعددت الأقوال في تعريف التاريخ من حيث الاصطلاح بين العلماء والباحثين قديماً وحديثاً، ومن أفضل تعريفات التاريخ ما وضعه ابن خلدون الذي يعتبر أحد المؤسّسين لهذا العلم في صورته الحديثة، حيث قال إنّ التاريخ في باطنه هو النظر والتحقيق وتعليل الكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيّات الوقائع وأسبابها، وبهذا فقد وضع اللبنة الأولى لما عرف بعد ذلك بفلسفة التاريخ، وسار على نهجه فولتير في فرنسا، ومن التعريفات الحديثة ما قاله المفكّر المغربي عبد الله العروي: إن التاريخ من صنع المؤرخ، فالمؤرّخ هو من ينتقي من الأحداث التاريخيّة المحفوظة ليصنع الأنساق ويستخلص الحقائق، أما في الغرب فإنّ التاريخ بحسب كولينغوود هو الماضي الذي يدرسه المؤرخ، بحيث يكون الماضي ما زال حياً في الزمن الحاضر.
التاريخ والآثار
تعرف الآثار بأنها: “المخلفات المادية للحضارات السابقة، وتشمل المباني والتحف والأدوات والملابس والأسلحة والنقوش على الجدران فهي ماضي حي نراه ما ثلاً أمامنا وفائدة علم الآثار تكمن في: ترتيب مخلفات الحضارة السابقة، واستنباط الحقائق التاريخية منها”.
أما الكتابات التاريخية الأثرية فهي مهمة جدًا عند دراسة التاريخ؛ لأنها كتابات محايدة ومعاصرة لأحداث، كما لم تتأثر بتغييرات الناقلين أو الرواة، ومن هذه الكتابات ما كُتِب على جدران المساجد، والمعابد، والتحف الأثرية، وعلى شواهد القبور، والأضرحة، والتكايا والمنازل، والمنسوجات.
الفرق بين التاريخ والتأريخ
من أكثر المشاكل التي يقع فيها الدارسون المحدثون للتاريخ الظنّ بأنّ التدوين التاريخيّ هو التاريخ، بينما يفرّق العلماء بينه وبين التاريخ في أنّ الكتابة عن ما حدث هو تأريخ، والتاريخ هو إعادة قراءة ما حدث وإعادة كتابته بصورة أخرى أقرب للحقيقة.