اضرار المخدرات الدينية

كتابة ابراهيم خليل - تاريخ الكتابة: 4 أكتوبر, 2018 9:07
اضرار المخدرات الدينية

اضرار المخدرات الدينية سوف نقدم لكم رأى الاسلام والدين فى اضرار المخدرات ودور الدين فى محاربة ذلك كل ذلك من خلال السطور التالية.
إن تعاطي المخدرات يحطم إرادة الفرد المتعاطي وذلك لأن تعاطي المخدرات (يجعل الفرد يفقد كل القيم الدينية والأخلاقية ويتعطل عن عمله الوظيفي والتعليم؛ مما يقلل إنتاجيته ونشاطه اجتماعياً وثقافياً وبالتالي يحجب عنه ثقة الناس به، ويتحول بالتالي بفعل المخدرات إلى شخص كسول سطحي، غير موثوق به ومهمل ومنحرف في المزاج والتعامل مع الآخرين).

عقوبة الخمر في الدنيا والآخرة


إن النهايةَ الحتميةَ لمتعاطي هذه المنشطاتِ إما السجونُ، وإما المستشفياتُ النفسيةُ، ناهيك عن تدميرِ الأسرةِ وطلاقِ الزوجةِ وضياعِ الأولادِ والفصلِ من العملِ والعُزلةِ الاجتماعيةِ وغيرِها من النهاياتِ الشقيةِ لمن عصى ربه وأطاعَ شيطانه وتأثرَ برُفقاءِ السوءِ.
أيها الشبابُ، اتقوا الله عز وجل، واشكروه على نِعَمِه، نِعمَةِ الدينِ المحكمِ الذي أُحِلَّتْ لنا فيه الطيباتُ، وحُرمت علينا فيه الخبائثُ، واشكروا الله عز وجل على نعمةِ العقل، وزورا مرّةً واحدةً فقط مستشفى الصحةِ النفسيةِ؛ لتروا شبابًا في عُمْرِ الزهورِ، اختلت عقولُهم بسببِ حبةٍ أو سيجارةٍ أو شرابٍ، واعتبروا بغيرِكم قبل أن يعتبِرَ بكم غيرُكم.
إن الله أعدّ لمتعاطي المخدرات والخمور عقوباتٍ دنيويةٍ وأخرويةٍ، أولُها اللعنُ والطردُ من رحمةِ اللهِ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((أتاني جبريلُ فقال: يا محمدُ، إنّ الله عز وجل لعنَ الخمرَ وعاصرَها ومعتصرَها وشارَبها وحاملَها والمحمولةَ إليه وبائعَها ومبتاعَها وساقيها ومستقيَها))، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ “مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُدْمِنَ خَمْرٍ لَقِيَهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ” يعني إن مات من غير توبة.
ومن عقوباتها ضياع الإيمان قال صلى الله عليه وسلم “ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن”.

تشكل المخدرات أضراراً على الفرد منها:


1 – المخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد سواء بالنسبة لعمله أو إرادته أو وضعه الاجتماعي وثقة الناس به. كما أن تعاطيها يجعل من الشخص المتعاطي إنساناً كسولاً يهمل أداء واجباته ومسؤولياته وينفعل بسرعة ولأسباب تافهة، وذي أمزجة منحرفة في تعامله مع الناس، كما أن المخدرات تدفع الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته ويفتقر إلى الكفاية والحماس والإرادة لتحقيق واجباته، مما يدفع المسؤولين عنه بالعمل أو غيرهم إلى فصله من عمله أو تغريمه غرامات مادية تتسبب في اختلال دخله.
2 – عندما يلح متعاطي المخدرات على تعاطي مخدر ما، ويسمى (داء التعاطي) أو بالنسبة للمدمن يسمى (داء الإدمان) ولا يتوافر للمتعاطي دخل ليحصل به على الجرعة الاعتيادية (وذلك إثر إلحاح المخدرات) فإنه يلجأ إلى الاستدانة وربما إلى أعمال منحرفة وغير مشروعة مثل الرشوة والسرقة والبغاء وغيرها. وهو بهذه الحالة قد يبيع نفسه وأسرته ومجتمعه وطناً وشعباً.
3 – يحدث تعاطي المخدرات للمتعاطي أو المدمن مؤثرات شديدة وحساسيات زائدة، مما يؤدي إلى إساءة علاقاته بكل من يعرفهم. فهي تؤدي إلى سوء العلاقة الزوجية والأسرية، مما يدفع إلى تزايد احتمالات وقوع الطلاق وانحراف الأطفال وتزايد أعداد الأحداث المشردين وتسوء العلاقة بين المدمن وبين جيرانه، فتحدث الخلافات التي قد تدفع به أو بجاره الى دفع الثمن باهظاً. كذلك تسوء علاقة المتعاطي والمدمن بزملائه ورؤسائه في العمل مما يؤدي إلى احتمال طرده من عمله أو تغريمه غرامة مادية تخفض مستوى دخله.
4 – الفرد المتعاطي لا يتمكن من إقامة علاقات طيبة مع الآخرين ولا حتى مع نفسه ما يؤدي به في النهاية إلى الخلاص من واقعة المؤلم بالانتحار. فهناك علاقة وطيدة بين تعاطي المخدرات والانتحار حيث إن معظم حالات الوفاة التي سجلت كان السبب فيها هو تعاطي جرعات زائدة من المخدر.
5 – المخدرات تؤدي إلى نبذ الأخلاق وفعل كل منكر وقبيح وبذلك نرى ما للمخدرات من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع.

حكم المخدرات، في القرآن الكريم


على الرغم من أن كلمة مخدرات، لم ترد في القرآن الكريم، إلا أن هنالك العديد من الآيات القرآنية، التي تصدق في حكمها على المخدرات، قياساً على ما تسببه من أذى وضرر للمتعاطي. منها:
-ورد في قوله تعالى: )الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ( (الأعراف: 157). وفي هذه الآية الكريمة قاعدة عامة، فيها إباحة فعل الطيبات، وتحريم كل ما هو خبيث. والمخدرات، بكل أنواعها، تُعَدّ من الخبائث. وإذا كان النبي قد وصف الخمر بأنها أم الخبائث، فإن هذا الوصف ينطبق، من باب أولى، على المخدرات؛ لأنها أشد ضرراً من الخمر، فتكون محرمة، بدلالة النص. ومن تلك الآية استمدت القاعدة الشرعية، التي تُعَدّ من أهم القواعد الشرعية في الإسلام؛ وهي دفع المضار، وسد ذرائع الفساد.
-ما ورد في قوله تعالى::) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون( (المائدة: 90-91). فقد نصت الآيتان على تحريم الخمر، الذي يخامر العقل، ويحول بينه وبين معرفته الأشياء على حقيقتها. ولما كانت المخدرات تشترك مع المسكرات، في كونها تخدر الجسم، وتغطي العقل، وتصرفه عن حالته الطبيعية؛ فإنها محرمة أيضاً، بالقياس على علة التحريم.

تأثير المخدرات على الأسرة


1 – ولادة الأم المدمنة على تعاطي المخدرات لأطفال مشوهين.
2 – إن زيادة الإنفاق على تعاطي المخدرات يقلل دخل الأسرة الفعلي مما يؤثر على نواحي الإنفاق الأخرى ويتدنى المستوى الصحي والغذائي والاجتماعي والتعليم وبالتالي الأخلاقي لدى أفراد تلك الأسرة التي وجه عائلها دخله إلى الإنفاق على المخدرات، هذه المظاهر تؤدي إلى انحراف الأفراد لسببين:
أولاً: أغراض القدوة المتمثلة في الأب والأم أو العائل.
ثانياً: الحاجة التي تدفع الأطفال إلى أدنى الأعمال لتوفير الاحتياجات المتزايدة في غياب العائل.
3 – بجانب الآثار الاقتصادية والصحية لتعاطي المخدرات على الأسرة نجد أن جو الأسرة العام يسوده التوتر والشقاق والخلافات بين أفرادها فإلى جانب إنفاق المتعاطي لجزء كبير من الدخل على المخدرات الذي يثير انفعالات وضيق لدى أفراد الأسرة، فالمتعاطي يقوم بعادات غير مقبولة لدى الأسرة حيث يتجمع عدد من المتعاطين في بيته ويسهرون إلى آخر الليل مما يولد لدى أفراد الأسرة تشوقا لتعاطي المخدرات تقليداً للشخص المتعاطي أو يولد لديهم الخوف والقلق خشية أن يهاجم المنزل بضبط المخدرات والمتعاطين.

حكم المخدرات في السنة المطهرة


-ورد في سنن أبي داود، أن رسول الله قال: “مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ” (أبو داود: 3196). ويظهر من هذا الحديث، أن النبي، عَدَّ كل مسكرة خمراً سواء سميت بذلك، في لغة العرب، أو لم تسم به.
-روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي أنه قال: “كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ” (رواه أبو داود، الحديث الرقم 3195). والخمر يغطي العقل، وقد جمع الرسول؛ بما أوتي من جوامع الكلم، كل ما غطى العقل، وأسكر، ولم يفرق بين نوع ونوع. ولا عبرة لكونه مأكولاً أو مشروباً، على أن الخمر قد يصطنع بها؛ أي تجعل إداماً؛ أو قد تذاب الحشيشة بالماء وتشرب، فالخمر تشرب وتؤكل، والحشيشة تؤكل وتشرب؛ وكل ذلك حرام. أما حدوثها، بعد عصر الرسول والأئمة، فلم يمنع من دخولها في عموم حديث الرسول عن المسكر.
-عن جابر ـ رضي الله عنه ـ: “أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ وَجَيْشَانُ مِنْ الْيَمَنِ فَسَأَلَ النَّبِيَّ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنْ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ فَقَالَ النَّبِيُّ: أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ” (مسلم: 3732).
-ما رواه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: “نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ” (أبو داود: 3201)؛ والمفتّر (بتشديد التاء) من فتره، فالمفتّر كل ما يورث الفتور والخمول والانكسار والضعف، واسترخاء الجسم وهدوء الأطراف. والمخدرات تورث الفتور؛ والنهي عن المفتر نهي عن المخدر، والنهي عن تناول الشيء، يدل على تحريمه، فيكون تناول المخدرات حراماً.



726 Views