اضغاث الاحلام وماهو مفهوم الاحلام الحقيقي وكل مايخص الاحلام في هذه السطور التالية.
محتويات المقال
الرؤيا
الرؤيا هي مشاهدة النائم أمرا محبوبا ، وهي من الله تعالى، وقد يراد بها تبشير بخير،أو تحذير من شر، أو مساعدة وإرشاد، ويسن حمد الله تعالى عليها، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم.
والحلم هو ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويسن أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثا، وأن لا يحدث به، فمن فعل ذلك لا يضره، كما يستحب أن يتحول عن جنبه، وأن يصلي ركعتين.
ولكن قد يكون ما يراه النائم ليس رؤيا ولا حلما
وإنما هو حديث النفس ، ويسمى:أضغاث أحلام: وهو عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة و العقل الباطن، يعيد تكوينها مرة أخرى في أثناء النوم، فلا يجب الالتفات إليه، إلا من باب معرفة النفس .
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدِّث بها،ـ وفي رواية: فلا يحدث بها إلا من يحب ـ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره).
الحلم
الحُلم، بضم الحاء هو لغة عامٌّ للرؤية الحسنة والسيئة غير أن الشرع خص الخير باسم الرؤيا، والشرّ باسم الحلم. .. من الشيطان: أي من إلقائه وتخويفه ولعبه بالنائم.
وقوله: وليتعوذ من شرِّها، أي شر تلك الرؤيا يقول إذا استيقظ: أعوذ بما عاذت به ملائكةُ اللّه ورسلُه من شر رؤياي هذه أنْ يصيبني فيها ما أكره في ديني أو دنياي، أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة، عن إبراهيم النخعي. وأخرج ابن السُّنِّي التعوُّذ بلفظ: اللّهم إني أعوذ بك من عمل الشيطان وسيئات الأحلام. وفي “الصحيح” بعد ذكر التعوُّذ: ولا يحدث بها أحداً، وفي رواية لمسلم: وليتحول عن جنبه الذي كان عليه، وفي رواية للشيخين: فليقم فليصل.” }
معنى اضغاث احلام
أضغاث من ضغث (بكسر الضاد) وهي ما اختلط من الحشيش من رطب ويابس، أو ما تأخذه بقبضة من الحشيش، فيكون فيها العشب الطويل والقصير، الطري واليابس والقاسي، وما يصلح للأكل وما لا يصلح. وفي الأحلام، هي الأحلام المتداخلة التي يستحيل أو لا يمكن تفسيرها لكثرة تفاصيلها أو لعدم الترابط بينها. وذلك في قوله تعالى (قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين)، أي أحلام متداخلة مضطربة لا تفسير لها. وهي تختلف عن الرؤية وعن الحلم البسيط الغير المتداخل.
الرؤية في المنام هي ما يمكن تفسيرها، وهي في تفسيرها أقرب إلى التحقق منها للأحلام الأخرى، فالأحلام قد تكون إسقاطا من واقعنا على الحلم، أو تكون حديث نفس؛ كأن يكون الحالم يفكر في موضوع معين أو يتمنى حصول أمر ما، فيأتيه في المنام، هذا حديث نفس لا يمكن تفسيره؛ لأن تفسيره مهم كان فهو خاطئ ولا يمت للتفسير بصلة. أما الحلم العادي البسيط فيمكن تفسيره ولا يشترط أن تتحقق نتيجة التفسير، على عكس الرؤية. فالرؤية يمكن تفسيرها؛ وتتحقق نتيجة التفسير ويراها الشخص أمامه.
الأضغاث لا تفسير لها ولا معنى، فهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الأمور المتداخلة التي يستحيل فصلها. نعم إن أغلب الأحلام لا تكون منطقية عندما نستيقظ ونتذكرها، ولكن الأضغاث هي التي تكون أكثرها لا منطقية. الأحلام تكون عادة ذات تفاصيل غير دقيقة، كأن ترى نفسك في غرفة ولكنك لا ترى النافذة لأنها ليست من ضمن الحلم، أو لا ترى دهان الجدران أو الأثاث، ولكن في الأضغاث فأنت تفاصيلا كثيرة وغير منطقية، كأن ترى الأثاث في الغرفة صفيرا جدا أو كبيرا جدا، وربما يكون أثاثا كنت تشتهي أن تقتنيه بكل تفاصيله.
وكما جاء في الآية الكريمة، عندما عرض ملك مصر حلمه على المفسرين (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات) الآية، نظرا لكثرة التفاصيل وتداخلها وانعدام المنطقية فيها؛ قال المفسرون للملك إنها أضغاث أحلام، فالبقر لا يأكل اللحم، والسنابل الخضراء لا يمكن أن تتواجد بجانب السنبلات اليابسة الميتة وبنفس العدد. ثم إن دقة العدد زادت من القناعة بأنها أضغاث أحلام. تفاصيل كثيرة وتداخل عجيب، هذا ما يجعل الحلم لا يمكن تفسيره، ويسمى بأضغاث الأحلام.
علامات اضغاث الاحلام
اضغاث الاحلام هي عبارة عن أحاديث تجرى داخل النفس حيث أن الشخص قد يكون يرغب بشيء ما ويتمنى أن يتحقق هذا الأمر ويحدث نفسه به فيحلم به في الليل، وأحاديث النفس لا يمكن أن يتم تفسيرها حيث أنها في الغالب عبارة عن كلام وأحاديث يومية.
أما الحلم العادي البسيط يمكن أن يتم تفسيره ولكن ليس من الضروري أن يتم تحقيق هذا التفسير، أما الرؤية فهي عبارة عن رسالة من الله تعالي للإنسان ويتم تفسير الرؤية ويتم تحقيقها في الغالب.
اضغاث الأحلام عادة ما تكون غير منطقية حيث أنها عادة ما تكون إحداثها كثيرة وذات تفاصيل غير دقيقة، كما أن الشخص قد يشاهد نفسه في أماكن يرغب في إن يزورها ويرى نفسه أيضا يحصل على أشياء كثيرة تمنى لو أنه قد حصل عليها.
كيف أفرق بين الرؤيا وأضغاث الأحلام
الرؤيا تكون واضحة وأحداثها مسلسلة، وبها رموز لها دلالات خاصة، وقد تكون قبل الفجر أو بعده، ويمكن أن تكون في وقت العصر، فليس لها علاقة بالوقت، وعادة ما تكون مبشرة بالخير.
أما أضغاث الأحلام، فتكون نتيجة ضغوط ومشاكل وليس لها أي تفسير أو دلالة محددة، وهي عبارة عن حديث نفس وهو الذي يحدث به الشخص نفسه قبل النوم، أمر ما فكر بع الشخص ونام حلم به وتحقق في المنام، وبالتالي لا يمكن تفسيرها.