البن التفاحي، وتنوُّع في تحضير القهوة في اليمن، والبن التفاحي تاريخ وشهرة، والتصنيف الزراعي للبُن، نتحدث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
البن التفاحي
– الأرض اليمنية، تنتج سنوياً ما يزيد عن 20 ألف طن من البُن التفاحي، ويصدر إلى الخارج ما نسبته 80 في المئة من هذا المنتج فائق الجودة والشهرة عالمياً، إلا أن منافذ التصدير الرئيسية القريبة من مناطق زراعة البُن، باتت متوقفة تماماً بفعل الحرب.
– إلى موانئ البحر الأحمر المغلقة منذ سنوات (المخاء، الصليف، ميدي، وصولاً إلى الحديدة اليوم)، والتي تعتبر بوابات للتصدير والاستيراد، هناك أيضاً الموانئ البرية والجوية: مطار صنعاء الدولي، ومنفذ حرض البري.
– ميناء عدن هو الوحيد، الذي يمكن التصدير عبره، لكن هناك مخاطر حتمية تواجه المزارعين الشماليين، إذا ما قرروا أن يتوجهوا بشاحناتهم إلى الجنوب (عدن)، إذ قتل أخيراً اثنان من تجار الشمال في “لحج” (جنوب اليمن) كانا عائدين من “عدن”.
تنوُّع في تحضير القهوة في اليمن
تتعدَّد في اليمن أنواع القهوة وطرق تحضيرها. ويكفي للدلالة على هذا التنوُّع أن نعدِّد بعضه:
– القهوة العربية السوداء (البن الصافي)
1. يحضر هذا النوع من القهوة في أغلب مناطق اليمن، وفق مكونات يرتكز جلها على أنواع البن المزروعة في المناطق الجبلية لجودتها العالية، وذلك بعد التقشير والتحميص.
2. يسمى هذا النوع من القهوة “البن الصافي”، وتكون سوداء اللون لتركيز مسحوق البن المحمص، ونادراً ما تكون بلا سكر.
– قهوة القشر (القهوة المر)
1. القهوة القشر حضورها في حياة المجتمع اليمني، ولا تزال حتى اليوم مشروب المجالس الأول خصوصاً في الأرياف، حيث يُعد القشر أهم سلعة تجلب من الأسواق المحلية حتى لأبسط الأسر وأقلها دخلاً.
2. قد وردت قهوة القشر في أجناس الأدب الشعبي شعراً ونثراً وأمثالاً وأغنيات. ولها “قهاوجة” (طهاة) مَهَرَة، وكثيراً ما يتعهد كبار السن بأنفسهم إعداد هذه القهوة عبر نقع قشور البن في الماء لوقت طويل.
3. تظل القهوة المر في دِلالِها وجمانِها، على نار تعد في المواقد المصنوعة من الفخار، ونادراً ما تضاف إليها توابل أخرى كالزنجبيل أو القرفة أو الهال.
– القهوة الحضرمية
1. تُقَدّم القهوة الحضرمية في الأفراح والمآتم كأبرز مشروب يتناوله الخاصة والعامة على مدار السنة.
2. تزداد أهميتها، في فصل الشتاء، فهي دافئة تقاوم نزلات البرد والتهاب اللوزتين.
3. تحضر هذه القهوة من نصف لتر من الماء، ونصف ملعقة من الزنجبيل، وملعقة قرفة مطحونة، ونصف ملعقة هيل مطحون، ونصف كوب سُكَّر بُنِّي، ونصف كوب سُكّر أبيض، ونصف كوب زبيب أسود، وأحياناً كوب عسل طبيعي بدلاً من السكر والزبيب.
4. يتم غلي الماء على نار هادئة مدة نصف ساعة، إلى أن تنحسر كمية الماء ويتحوَّل لون القهوة إلى بُنِّي داكن، ثم تُصفّى إلى الفناجين، عبر مصفاة تصنع كغطاء “للدلة” أو “الجمنة” من عذق النخل، لإمساك الشوائب والقشور.
– القهوة الصنعانية
1. تتفرع هذه القهوة إلى أنواع عديدة، أشهرها “قهوة الوالدة”، وهي قهوة تعتني النساء بتحضيرها من سُكَّرْ النَباتْ (قطع كبيرة من بلورات السكر)، ويضاف إليها أيضاً شراب “عِنَّابْ”، “برير”، “قِشْر”، “ينسون”، “شمّار”، و”قرفة”.
– القهوة البيضانية
1. سميت بذلك نسبة لمدينة البيضاء اليمنية، وللونها الأبيض ويقتضي تحضيرها توخي الدقة في تدرج وضع المكونات: (كأس من السمسم المحمص- ثلاثة إلى أربعة كؤوس ماء- ثلاثة كؤوس حليب مركز- ملعقة هيل- ملعقة قرفة- ملعقة زنجبيل مطحون- كوب أو كوبان سكر، وأحياناً تكون بدون سكر).
2. يستمر غلي المكونات الأولى لعشر دقائق حتى يتناقص الماء ويتبخر، ثم تضاف كمية الحليب، وتظل فوق النار لخمس دقائق إضافية، ثم تضاف ملعقة من البن المحمص، وتترك على النار أقل من دقيقتين، وتُقَدّم ساخنةً.
– القهوة العربية بالتمر
1. عرفت شبه الجزيرة العربية ومنها اليمن، قهوة التمر العربية، خصوصاً المناطق الساحلية والسهلية الغنية بزراعة النخيل.
2. تحضر هذه القهوة من ثلاث حبَّات من التمر المهروس، بيضة، نصف ملعقة فانيليا، نصف ملعقة باكينج باودر، أربع ملاعق من دقيق البر الناعم، ثلاث ملاعق بن متوسط التحميص، ربع ملعقة زنجبيل، وملعقة قرفة.
3. تخلط هذه المكونات بماء ساخن (كوب) في صاج ذي سطح مصقول زيتي يمنع التصاق القهوة، ثم يُصب فوق هذه المكوّنات نصف لتر ماء ساخن، ويغلى على النار لمدة نصف ساعة.
4. بعد ذلك، يُصب هذا المزيج في دلة تحتوي على ملعقة بن مطحون، وملعقة هال مطحون.
– قهوة العسل والذِّرَة
1. يسمى هذا النوع من القهوة اليمنية “قهوة علان”، وتروج بشكل خاص في أول موسم الحصاد في مرتفعات اليمن الغربية والمناطق الوسطى.
2. تحضَّر من البن الأحمر القاني عند بداية نضجه، وحبوب الذرة الرفيعة الخضراء، وكوب من العسل الطبيعي. وغالباً ما يحتسيها الكبار من الرجال.
البن التفاحي تاريخ وشهرة
ارتبط اسم اليمن بالبن منذ قرون وبالاخص بمدينة المخا التي مثلت محطة البداية لانطلاق شهرة هذا المشروب الى العالم وترتبط تسميتة عند العديدمن الشعوب باسم”موكا”نسبة الى مدينة وميناء المخاء والذي مثل محطة اساسية لتصدير البن التفاحي اليمني.
البن شجرة مستديمة الأوراق يتراوح طولها من 4.5-6 أمتار تقريباً لها جذور عميقة واوراق ناعمة وساقها خشبي وازهار هذه الشجرة بيضاء نجمية تتجمع في اباط الأوراق الثمرة “علبة لحمية”.. اما استعمالات البن فتتمثل في تقديمه كشراب ساخن “قهوة” أو بارد حيث يعتبر من المشروبات المنبهة نظراً لاحتوائه على مادة الكافين.
التصنيف الزراعي للبُن
زراعياً، ثَمَّة أربعة أنواع رئيسة من البُن سائدة في العالم، وهي: التُفَّاحي، والعُديني، والبرعي، والدوائري. ولكل نوع خصائصه الشكلية، ومميزاته البيئية والإنتاجية. وتتوزَّع هذه الأنواع الأربعة على أسماء محلية، مثل: الحمَّادي، والحرازي، واليافعي، والآنسي، والحرازي، والحيمي، والخولاني، والبرعي، والريمي، والحواري، وغيرها. وكلها تتسم بالجودة العالية الصادرة عن الطبيعة اليمنية البكر التي تُعد، بتنوُّع تضاريسها، الأكثر ملاءمة لزراعة أنواع القهوة الأربعة على مستوى العالم، وبفوارق دقيقة يدركها المزارعون اليمنيون.