الحطاب والشجرة العجوز

كتابة امل المهنا - تاريخ الكتابة: 13 يونيو, 2022 5:35
الحطاب والشجرة العجوز

الحطاب والشجرة العجوز وحوار بين الإنسان والشجرة وفوائد الشجرة وأثر الشجرة في التوازن البيئي، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.

الحطاب والشجرة العجوز

في قديم الزمان ، عاش حطاب فقير لا يملك قوت يومه ،وكانت له ابنة شابة جميلة وأربعة من الأبناء ووالدته العجوز التي تقيم معه وكل يوم يجلس الحطاب وزوجته حزينان حزنا شديدا لأنهم لا يستطيعون اطعام أطفالهم .
كان الحطاب رجلا رحيم القلب يحب الطيور والحيوانات والنبات حبا شديدا حتى أنه إذا ذهب الى الغابة ليحتطب اخذته بالشجر رحمة فيتوقف غير قادر على اقتطاعها بالفأس
وفي يوم من ذات الايام خرج الحطاب الى الغابة ومعه البلطة يدعو الله أن يرزقه وقبل اطفاله وهم يودعونه مبتسمين يطلبون الطعام والملابس وهو يلوح لهم بيديه حتى اختفى عن نظرهم .
سار الحطاب في الغابة وعندما اقترب من شجرة عجوز كبيرة ضربها بالبلطة خيل اليه ان الشجرة تبكي من الألم وتتوسل اليه أن يتركها فترك الفأس على الفور وجلس بجانبها حزين لأن قلبه لا يطاوعه على كسرها .
جلس الرجل تحت الشجرة العجوز ولما اشتد به الكرب قال لنفسه بعد تفكير عميق .
– إنني عاجز عن اطعام اطفالي ومن الأفضل أن أرحل بعيدا عنهم حتى لا ينفطر قلبي حزنا عليهم.
وقبل ان يقوم من مقامه رأى الحطاب عصفورا ترك عشه فوق الشجرة وأخذ يبحث عن طعامه نظر إلى العصفور خلسه من مكانه فوجده يحفر في الارض بصبر وهمة ولما لم يجد شيئا ترك العصفور المكان وأخذ يحفر في مكان آخر غير يائسا يبحث عن طعامه دون كلل حتى وجد بعض فتات الخبز في الارض فأخذها في منقاره وطار يطعم صغاره الذين كانوا يفتحون افواههم جوعا … كان المنظر جميلا .
خجل الرجل من نفسه وعادت إليه ثقته في رزق الله وأحس بندم وخجل شديدين وقام عائدا إلى منزله وهو يستغفر الله.
فجأة رأى شيئا يلمع تحت الشجرة العجوز فانحنى يأخذه ووجده قلادة من الياقوت الجميل محفور عليها اسم صاحبها كانت القلادة تخص أميرا غنيا في الضاحية كان الحطاب يمر على قصره كل يوم يتخيل ما بداخل القصر من طعام ورفاهية في العيش ولكن لم يكن ابدا يجرؤ على دخول القصر .
عاد الحطاب الى منزله وظل الحطاب يفكر في أمر القلادة وقال لنفسه هذا رزق أتاك الله به أبيعها في السوق بنقود كثيرة وأطعم أطفالي الجوعى لكن هذا الخاطر لم يستمر كثيرا
نظر الى الأطفال طويلا ، كان الأطفال يمرحون في ثقة واطمئنان فخشى عليهم من الرزق الحرام .
وضع الحطاب القلادة في جيبه وسار إلى القصر . وعندما رآه الأمير يسير خائفا بجانب سور القصر قال له : ماذا تريد أيها الرجل الفقير .. أنت لست لصا .
قال الحطاب : لا يا مولاي لقد وجدت هذه القلادة وعرفت إنها لك فأتيت لأسلمك اياها .
نظر الأمير إلى ثياب الحطاب القديمة في دهشة وقال :
إنها قلادة ذكرى من والدتي وهي لا تقدر عندي بمال أن من الممكن ان تأخذها فهي غالية الثمن ولكنك رجل أمين فأليك مكافأتك .
نادى الأمير على الحراس فوضعوا امام الحطاب صندوقا مملؤا بالمجوهرات
قال الحطاب :
– يا مولاي انا رجل فقير لي اطفال لا استطيع اطعامهم فأنا لا آخذ نقودا على أمانتي ولكن لو استطعت ايجاد عمل لي في قصرك سأبقى عاجزا عن رد الجميل .
ضحك الامير وقال : عينتك في قصري حارسا على خزائن القصر، فهي محتاجة الى رجل أمين مثلك
وتزوج الامير من ابنة الحطاب وعاش الحطاب وزوجته واولاده عيشة هنية بجانب الامير وزوجته وكلما مر الحطاب على الشجرة العجوز خيل اليه انها تبتسم له وتقول له لقد رددت لك الجميل .

حوار بين الإنسان والشجرة

كان يوجد شجرة كبير بين مرآب.. صفرت أوراقها وذبلت ثمارها واعوجت أغصانها..
تخاطب رجلا ً يغسل سيارته ..بفيض من الماء..
الشجرة : أريد بعضا ً من هذا الماء.. لأروى به ظمأى واسترد عافيتى .
الرجل : لا يعنينى عطشك ولا تسعدنى عافيتك .
الشجرة : وهل غسل السيارة أولى منى ؟؟؟
الرجل : نعم فأنا استعملها لقضاء مصالحى وللفسحة والنزهة وللفخر والزينة .
الشجرة : أنا لا أنكر منافعها ولكن لم كل هذا الماء ؟ ألا يعد ذلك إسرافا ً ؟
الرجل : وهل فى استعمال الماء إسؤاف ؟ !
الشجرة : نعم ليس الإسراف فى استعمال الماء فقط بل يكون الإسراف أيضا ً فى الشرب.. وأسلوب الحياة .
الرجل : لا . لا . لا أظن ذلك .
الشجرة : ألم تقرأ قول الله تعالى (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين )) .
الرجل : هذا صحيح ولكن كيف يكون ذلك ؟ وهل المطلوب أن أشرب نصف ما يلزمنى ؟
الشجرة : لا . ليس المقصود ذلك.. ولكن المقصود أن يشرب الإنسان ما يكفيه ولا يهدر الماء فى أشياء غير مفيدة .
الرجل : وهل غسل السيارة غير مفيد ؟
الشجرة : لا . لم أقل ذلك ..ولكن جزء من هذا الماء لغسل السيارة والجزء الباقى يلزمنى.. فأنا أكاد أموت من العطش .
الرجل وهل الأشجار لها روح ؟
الشجرة : ألم تقرأ قول الله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شىء حى )
الرجل : صدق الله العلى العظيم ولكن السيارة أنفع لى منك .
الشجرة : هذا نكران للجميل وطمس للحقيقة .
الرجل : لا أفهم ماذا تقصدين . !
الشجرة : أريد منك أن تكون منصفا ً .
الرجل : وهل فى كلامى ما يناقض ذلك ؟ !
الشجرة : نعم . فأنا منافعى كثيرة لا تعد ولا تحصى .
الرجل : أذكرى لى بعض هذه المنافع .
الشجرة : أنا قديما ً.. كنت مأوى من حرارة الشمس.. وكان ثمرى يسد جوع الجائع.. ومن أوراقى أعلف الدواب
ومن جذوعى سقوف المنازل ..ومن أغصانى أعشاش الطيور وأنا أساعد على نقاء البيئة من التلوث وثمرى
لا زال طيبا ً لا غنى عنه ومن أخشابى تؤخذ الطاقة بعد أن يصير فحما ..ً ومن أخشابى أيضا ً ما يستعمل فى
صناعة السفن والأثاث بالإضافة المنظر الطيب والهواء العليل وفوق كل هذا أنا من أشجار الجنة .
الرجل : فى اندهاش : وكيف ذلك ؟!
الشجرة : أنظر إلى قوله تعالى ( فيها فاكهة ونخل ورمان فبأى آلاء ربكما تكذبان ) أليس ذلك دليلا ً
على أهمية الأشجار ووجوب العناية بها .
الرجل : سأحفر لك قناة خاصة تمدك بالماء العذب وأحافظ على ذلك وأوصى أولادى بذلك .
.الشجرة : شكرا ً لله ولك وأرجو أن تكون من أهل الجنة .

فوائد الشجرة

-الوقاية من الأمراض:
تعترض الشجرة الملوثات من الاختلاط بالمياه، فترفع من جودة المياه، وتحدّ من الإصابة بالأمراض الناتجة عن التلوث.
-تعزيز صحة الجهاز التنفسيّ:
تحافظ الشجرة على صحة الرئة، وتحُدّ من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسيّ كالربو، حيثُ إنّها تُزيل الملوثات من الغلاف الجويّ، وذلك من خلال احتجاز الملوثات فيها، وخاصّةً الجسيمات التي تنشأ من حرق الوقود الأحفوريّ، إذ إنّ وجودها في الهواء بتركيزات خطيرة يؤثر في صحة الرئتين.
-تحسين الصحة النفسيّة:
يُقلّل التواجد بالقرب من شجرة من مشاعر التوتر، والقلق، والاكتئاب، كما يُقلل وقت الشفاء والإقامة في المستشفيات، حيث بيّنت دراسة أنّ المرضى الذين تكون غرفهم مطلّةً على الأشجار يتعافون بسرعة أكبر.
-الحدّ من السمنة لدى الأطفال:
بيّنت دراسة أجريت حولَ تأثير الشجرة على الصحة أنّ المناطق التي تنتشر فيها الأشجار بشكلٍ أكبر تُقلل من السمنة لدى الأطفال بنسبة تصل إلى 20٪، حيث إنّ الشجر يُشجّع على الحركة وممارسة الرياضة، وبالتالي خفض معدلات السمنة.
– تعزيز صحة العقل:
تُعزز الشجرة الصحة العقليّة، حيث ثبت أنّ الأطفال الذين يقضون وقتاً في المساحات الخضراء يمتلكون قدرةً أفضل على حفظ المعلومات التي يتلقونها في المدرسة

أثر الشجرة في التوازن البيئي

– تُعد الأشجار من هبات الله سبحانه وتعالى في الطبيعة، وتلك الهبة يجب الإعتناء بها، فهي تحمل الدور الأساسي والمهم في البيئة عامة والبشريّة خاصة، فالبيئة هي المحيط الذي يُحيط بكل الكائنات والموجودات، فهو نظام ذات توازن يُلائم الحياة، وإذا حصل أي خلل في هذا التوازن فذلك يعني الأثر الظاهر على كل ما تبقى من موجودات، لذلك فقد كانت هبة الأشجار من أهم العناصر التي تُساعد على التوازن البيئي والحفاظ على التوازن الحيوي في استمرارية دائمة، وذلك من خلال الحفاظ على البيئة من التلوث وتنقية الجو، وذلك من خلال عملية البناء الضوئي التي تقوم به الأشجار والنباتات، إذ تسحب المسبّب الرئيس للتلوث وهو أكسيد الكربون، وتُطلق الأكسجين التي تحتاجه الكائنات وتتنفسه.
– لا يقتصر التوازن البيئي على النظام الحيوي الخاص بالأكسجين، بل إن الأشجار تقوم على توازن في حياة الحيوانات كالطيور والزواحف والحشرات، لذلك فإن عدم الاعتناء بالأشجار وقطعها يؤدي إلى تهجير هذه الحيوانات وضياع مسكنها، وتوازنها الحيوي في الأمان والاستقرار، وهي تُسهم في الحفاظ على التوازن الغذائي للبشريّة، فهي المصدر الرئيس لغذاء الإنسان والحيوانات، كما أن هناك بعض الأنواع من الأشجار والتي تُستخدم من أجل التدفئة داخل المنازل، وبذلك فهي مهمة لنشر سُبل الحياة السهلة للبشر، ولتقليل الظواهر البيئية السيئة، ونشر الطاقة الإيجابية، فالمكان الذي يوجد به الأشجار هو مكان يتصف بالحيوية والجمال والطاقة.
-إنّ للأشجار الأثر العميق والكبير الذي تتركه على البيئة، فهي بمثابة المنقي الطبيعي للهواء، وهي تساعد على تلطيف الجو وترطيبه، كما أن لها الدور المهم في فصل الشتاء، إذ تُعد أوراقها بمثابة مصدات للرياح، خاصة إذا كانت هذه الأشجار تُحيط المنزل، فهي تحميه من قسوة الشتاء والهواء البارد، وهي ذات أهمية وأثر لا حد له، ولمعرفة هذا الأثر بشكل أوضح من خلال المقارنة بين الأراضي الخصبة المليئة بالأشجار، وبين الأراضي في البيئة الصحراوية والخالية من كل شيء فالفرق ظاهر، فالأشجار لا تحافظ على توازن البيئة فحسب بل هي تُحافظ على توازن البشريّة بأكملها، وتُحافظ على وجودها واستمراريتها، فأينما وُجدت الأشجار وُجدت الحياة



624 Views