الخشب المستخدم في صناعة السفن

كتابة waleed mokhtar - تاريخ الكتابة: 3 مارس, 2019 8:34 - آخر تحديث : 8 ديسمبر, 2021 11:59
الخشب المستخدم في صناعة السفن

الخشب المستخدم في صناعة السفن سنتعرف فى هذا الموضوع على انواع الخشب المستخدم في صناعة السفن وكيف تتم صناعة السفن بالتفصيل فى هذه المقالة .

 بناء السفن

بناء السفن يقصد بها عملية تصنيع و بناء السفن.عادة ما يتم البناء و التصنيع في مرفق خاص يسمى ورشة بناء السفن أو الترسانة. تصنيع وإصلاح السفن تجارياً وعسكرياً يشار إليهما “بالقطاع البحري”. أما تصنيع القوارب فهو نشاط مقارب يسمى بناء القوارب. أما تفكيك السفن فيسمى تكسير السفن.

تطور صناعة السفن

لقد تطوّرت صناعة السفن بشكلٍ كبيرٍ بعد اخترع الآلة البخارية والمراحل اللاحقة، حيث اكتشف الإنسان مصادر للطاقة مثل الفحم الحجري، والنفط، سارعت بتطوير قطاع النقل البحري بسبب ميزات هذا الشكل من النقل، فيعد النقل البحري من أرخص وسائل النقل، بالإضافة إلى قدرته على حمل الأحجام الكبيرة من البضائع أو أية سلعةٍ أخرى. بقيت السفن تصنع من الخشب مثل خشب الخزيران، وخشب البامبو حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث استبدل الخشب بالحديد وزاد حجم التصنيع، مما أدى إلى نشوء شركاتٍ متخصصةٍ في تنظيم خطوط الملاحة عبر المحيطات، وأصبحت بعض السفن تتخصص بنقل البضائع، وأخرى تنقل المسافرين، كما زادت سرعة هذه السفن من 20 عقدةٍ في الساعة إلى 40 عقدةٍ في الساعة.

حوض بناء السفن

حوض بناء السفن هو الموقع الذي تتم فيه صناعة السفن بمختلف أنواعها وأحجامها، ومن المتعارف عليه أن تكون أحواض بناء السفن قريبةً من البحر لثلاثة أسباب، أولها سهولة توصيل المواد الأولية اللازمة لصناعتها، وثانيهما ليكون من السهل إنزال السفينة إلى البحر بعد إكمال صناعتها، وثالثها لقيام الشركة المصنّعة للسفينة بصيانتها، وإصلاحها والإشراف على سلامتها لتوفير عنصر السلامة العامة.

عصور ما قبل التاريخ

تشير الأدلة الأثرية إلى أن البشر وصلوا إلى غينيا الجديدة ما لا يقل عن 60000 سنة مضت ، ربما عن طريق البحر من جنوب شرق آسيا خلال فترة العصر الجليدي عندما كان البحر أقل وأقصر المسافات بين الجزر (أنظر تاريخ بابوا غينيا الجديدة). أسلاف سكان أستراليا الأصليين وغينيا الجديدة ذهبوا عبر مضيق لومبوك بالقوارب أكثر من 50000 سنة مضت.

بناء السفن الخشبية

بناء السفن الخشبية التقليدية (صناعة السفن) من مهن الرجال، وتسمى “القلافة”، واع أء ارات ن أء ا العربي بالمساهمة في بناء و القوارب وا الخشبية التقليدية، وبأم مختلفة، حيث تعددت الأحجام وأشكال حسب الاغراض من هذه السفن وعرف منها:(الجالبوت، البوم، السنَّبوك، البقَّارة، البتِّيل، الشوعي، الماشوِّة، الهوري، الشاحوف، البغلة، الصمعة، .. إلخ) . وهذا جعل أبناء الإمارات العربية وأبناء الخليج العربي يتميزون في هذه المهنة منذ القدم ومنذ نعومة أظافرهم، فاشتهر في هذه المهنة أناس محترفون، شاع ذكرهم لأنهم تخصصواوتعلموا هذه المهنة فبرز منهم أمهر الجلاليف (القلافين) برعوا في مهنتهم، وذلك لاعتمادهم ولاحتياجهم استخدام هذه السفن في ركوب البحر في أسفارهم التجارية البعيدة والطويلة، وفي ممارسة مهنهم البحرية المختلفة، والتي كانت مصدر رزقهم الرئيسي (صيد الأسماك، الغوص على اللؤلؤ، الأسفار والرحلات التجارية) . إضافة إلى ذلك فقد تمكنوا ال بسفنهم الكبيرة الحجم، ومن خلال الرحلات البحرية إلى موانيء الدول المجاورة، بل وإلى أ ة وا وإ ض السفر والنقل والإتجار، فنقلوا اب واتوابل والتمور ومواد أخرى، من بلدان بعيدة ومتفرقة، وبرعوا وتميزوا في الملاحة البحرية، لذا فقد تعددت استعمالات السفن الخشبية التقليدية: منها ما استخدم للغوص على اللؤلؤ، ومنها سفن وقوارب استعملت لصيد الأسماك. كما استعملت سفن أخرى للنقل والسفر، وقد اختلفت هذه السفن عن بعضها البعض في الحجم والتصاميم، ومستوى الارتفاع، وحجم الحمولة، ومعدل السرعة أيضاً. ويطلق على الشخص الذي يصنع السفن”جلاَّف، قلاف”. وتستورد أخشاب صناعة السفن من الهند، وأهمها خشب الساج (الساي)، وذلك لما تتميز به هذه الأخشاب من قوة وصلابة، إضافة إلى تحملها المياه المالحة، وطول مدة صلاحية استخدامها فيها. علما أن السفن كانت تصنع وتبنى كلها باستخدام اليد، مستعينين ببعض معدات النجارة البسيطة فقط، ويختلف عدد العاملين على تصنيعها حسب صغروكبر حجمها السفينة والمهمة التي ستؤديها. أما “الوشارة” فهي عملية بناء وصناعة السفن.

صناعة السفن

تعتبر صناعة السفن ومراكب الصيد من أهم الصناعات في المناطق الساحلية‏,‏ وخاصة فى كفر الشيخ , اذ توجد عدد كبير من الورش التى تقوم بتصنيع المراكب بمختلف الأحجام, بدءا من‏12‏ مترا طولا إلي‏32‏ مترا ,ويختلف تصميم كل منها حسب المقاس ونوع الصيد, فمثلا مركب «الشنشلا» الذي يقوم بالصيد علي عمق‏5‏ أمتار تقريبا، لابد أن يكون مرتفعا ,وهو النوع الذي يعمل في البحر حتي آخر حدود المياه الاقليمية, ويتحمل البقاء بالبحر لثلاثين يوما, وحمولته‏ 100‏ طن تقريبا ,ويعمل عليه‏50‏ صيادا‏.‏

تصميم السفن

يقول أحمد رجب – صاحب ورشة – إن بداية صنع المركب يقوم الرسام بتصميمها على الخشب، ثم يقطع الخشب حسب الرسم ويفصل الحديد على نفس شكل الخشب, ويتم تقطيع الحديد باستخدام «لمبة»- انبوبة غاز وانبوبة هواء- يتم استخدامها فى تقطيع الحديد مثلما يستخدم المنشار فى تقطيع الخشب, ثم يتم تجميعها بمجرد الانتهاء من الاساس فى المركب ,وعادة يستغرق المركب الكبير سنة ليتم تصنيعه . ويضيف على فتحى – احد العاملين بورشة برج مغيزل- ان كل ورشة يمكنها أن تنتج‏ 10‏ مراكب في العام حسب الطلب الخارجي، ورواج سوق الصيد داخليا‏, ويتم تصنيع المراكب الخشبية من أشجار الكافور والسنط واللبخ والتوت المشتراة من المناطق الريفية في محافظات المنوفية والغربية والبحيرة والدقهلية ,والأفضل الأشجار القديمة التي يزيد عمرها علي مائة عام ,والشجر الذي به اعوجاج يكون سعره أغلي, لأن الطلب عليه أكثر.

مراكب الحديد

أما ثروت عرفة -عامل لحام- فيقول إن الحديد هو الافضل فى تصينع السفن لأنه لا يحتاج إلا عمرة واحدة فى العام، عكس الخشب الذي يحتاج عمرتين كل عام, وعن مصدر الحديد‏‏ الصاج‏ المستخدم في المراكب يقول: يتم شراؤه من شوادر الحديد من بعض المراكب التي انتهي عمرها الافتراضي أو من صهاريج البترول وهناك الحديد المصري, ولكن المستورد أفضل , أما النوع الجيد من الحديد المصري فثمنه مرتفع, ويصل إلي‏6‏ آلاف جنيه للطن ويصنع بكثافة عالية, ولذلك لابد أن تكون طلبياته ـ من هذا النوع مرتفع الكثافة ـ كبيرة لا تقل عن ‏100‏ طن ,وهو ما يفوق قدرة أي ورشة‏.‏ الأنواع المستخدمة في هذه الصناعة كما كان يحدث في الماضي, وسعر الطن منه لا يزيد علي‏350‏ ـ‏400‏ جنيه‏.‏ وسعر المركب‏24‏ مترا‏ لا يقل عن‏700‏ ألف جنيه ,أما أكبر مركب قام بتصنيعه محمود الطرابيلي من الخشب فطوله‏34‏ مترا وعرضه ‏9,5‏ متر وقوته ‏1150‏ حصانا للصيد في أعالي البحار وتكلفته مليون جنيه‏.

المراكب السياحية

يقول مصطفى على – ميكانيكى سفن- ان هذه الصناعة لا تقتصر علي مراكب الصيد فقط, فهذه الورش تقوم بتصنيع المراكب السياحية المستخدمة في الغردقة وشرم الشيخ والمراكب النيلية, وتقوم بعض الورش بتصنيعها ,بل هناك ورش تصدر هذه المراكب إلي المناطق السياحية وقبرص واليونان وتونس ,وحجمها يتحدد حسب الطلب وإن كان أكبرها طوله‏30‏ مترا وعرضه ‏8‏ أمتار ويضم ‏9‏ كبائن, والتصميم الرئيسي واحد, ولكن الاختلاف يكون في الامكانات والتجهيزات, وتصميم أعلي المركب, ولا فرق بين مراكب السياحة أو الصيد إلا في الفرش والتجهيزات,‏ أما أجهزة الملاحة فهي واحدة

أزمات ومشاكل

الريس سالم محمد يقول :رغم أن هذه الصناعة توفر العمل لآلاف من الصناع المهرة المحترفين وتمثل علامة مهمة لمجتمعات السواحل وتدر دخلا من العملة الصعبة من خلال التصدير, فكل ورشة تستطيع أن تقوم بتصنيع‏10‏ مراكب سنويا علي الأقل‏, وهكذا كانت الحال في نهاية التسعينيات, لكن العدد تراجع إلي أقل من‏40%‏ تقريبا مما كان ينتج لأسباب‏ , منها‏ تراجع اقبالنا علي تصنيع مراكب جديدة بنسبة لا تقل عن‏70%‏ نتيجة تراجع الصيد في أعالي البحار وأمام سواحل إريتيريا والصومال واليمن وليبيا, وصعوبة الحصول علي تصاريح الصيد‏,‏ وصدور قرارات بوقف الصيد داخليا في البحيرات وعلي السواحل في مصر في فترات طويلة من كل عام‏.‏



1533 Views