الخصائص البيولوجية للتربة وكذلك الخصائص الحيوية للتربة، كما سنوضح الخصائص الكيميائية للتربة، وكذلك سنتحدث عن الأحياء المجهرية في التربة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
الخصائص البيولوجية للتربة
لكي ينمو النبات في التربة لا بد أن يستمد منها حاجته الغذائية التي يمتصها على شكل عناصر معدنية تعرف باسم العناصر الغذائية للنبات.
وتتضمن ستة عشـر عنصـراً هي الكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم والنيتروجين والفوسفور والكبريت والحديد والمنجنيز والنحاس والزنك والمولبدنم والكلور والبورون.
هذا إلى جانب الأكسجين والكربون والهيدروجين وبدون هذه العناصر لا تتم دورة نمو النبات في التربة.
وعلى ذلك فإن كلا من المواد التي تتألف منها التربة سواء أكانت صلبة أو سائلة أو غازية لها دورها المهم في حدوث التفاعلات الكيميائية في التربة.
فتتعرض بعض معادن المواد الصلبة لفعل الذوبان وتنتقل مع المياه المذابة أو بالتعلق، وتدخل في المحلول المائي للتربة، وقد تترسب على شكل أملاح أو قد تتبلور عندما تتعرض لبعض التفاعلات الكيميائية.
ويتكون المحلول المائي في التربة من عناصر القلويات وتتمثل في صورة أملاح ذائبة مثل الكلوريدات والكبريتات والبيكربونات والكربونات ونسبة قليلة من الفوسفات والنيترات والسليكا والألومنيا، وأكاسيد الحديد.
وقد تكون بعض هذه العناصر هامة جداً في عملية تغذية النبات في حين يكون بعضها الآخر ضاراً.
ويذوب غاز ثاني أكسيد الكربون في التربة ويتكون حامض الكربونيك الذي يؤثر في التفاعلات الكيميائية في التربة وفي نسبة حموضتها.
ويتم التبادل بين الهواء في الجو والهواء في التربة عن طريق عمليتي التدفق الكلي (Mass flow) والانتشار (Diffusion)، ويطرد الماء في التربة الهواء ويحل محله.
وفي حالة تبخر المياه يحل الهواء محل الماء الذي تعرض للتبخر. وعلى ذلك فإن هواء التربة الناتج عن عملية التدفق الكلي يرتبط بالقسم الأعلى من التربة ويقل الهواء في القسم الأسفل منها.
وعن طريق الانتشار تنتقل جزيئات الغازات خلال الفراغات المسامية في التربة في جميع الجهات وهذه العملية الأخيرة لها أثرها في تجديد هواء التربة.
ومن أهم الكائنات الحية الدقيقة الحجم في التربة؛ البكتيريا والفطريات والطحالب ويعظم تكوين البكتريا في التربة وقد تبين أن كل جرام واحد من التربة الزراعية (عند فحصه ميكروسوبياً) يحتوي على 10 8 خلية بكتيرية.
وتوجد البكتيريا عادة ملتصقة مع حبيبات الطين والدبال في التربة ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
ومن أنواعها البكتيريا ذاتية التغذية (Autotrophic) وغير ذاتية التغذية (Hetrotropic) والخيطية شبيهة الفطر (Actinomycetes).
والفطريات هي نباتات دقيقة الحجم حية وخيطية الشكل وخالية من الكلوروفيل وعديدة الخلايا، ولها القدرة على تكوين ميسيلوم وهي هيفات دقيقة تتراوح من 2 إلى 10 ميكرون وبعض الفطريات.
تتبع مجموعة الخمائر وحيدة الخلية أو الطفريات الجذرية (Mycorrhiza) أو فطريات عش الغراب (Mushroom) ويتراوح عددها في التربة الزراعية من 10 4 إلى 10 6 لكل جرام واحد من التربة.
وتتلخص أهمية الفطريات في كفاءتها العالية في تمثيل المواد الكربونية وتكوين الدبال.
وفي تحلل المواد العضوية كالسيليلوز والنشا وتقلل من فقد العناصر الغذائية في التربة بفعل الغسيل في حين أن الطحالب هي عبارة عن نباتات دقيقة الحجم ثالوثية تحتوي على الكلوروفيل وهي وحيدة الخلية، (يتراوح قطرها من 2 – 5 ميكرون) وبعضها خيطية الشكل وكل جرام واحد من التربة يتمثل فيه من 10 2 إلى 10 6 عدداً من الطحالب.
وتعمل الطحالب على ربط الحبيبات المنفردة في التربة وتجميعها وتحسين تهوية التربة الغدقة وتثبيت النتروجين الجوي فيها.
الخصائص الحيوية للتربة
1- لون التربة:
تختلف التربة في لونها، فهي في التربة الطينيّة ذات لون أسود داكن، والتربة الرمليّة ذات لون أصفر، والتربة الصفراء رماديّة اللون.
2- حجم الحبيبات:
فهناك التربة ذات الحبيبات الكبيرة الحجم كما في التربة الرمليّة، وحبيبات ذات حجم صغير كما في التربة الطينيّة، وهناك تربة ذات مزيج من الحبيبات الكبيرة والصغيرة الحجم كما في التربة الصفراء.
3- درجة تماسك التربة:
فدرجة التماسك في التربة الطينيّة عاليّة، وفي التربة الرملية ضعيفة، وفي التربة الصفراء متوسطة.
4- نفاذ الماء:
أي مدى قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه، فالتربة الطينيّة ذات نفاذ أقل للمياه، والتربة الرمليّة أكثر أنواع التربة نفاذاً للمياه، والتربة الصفراء ذات قدرة متوسطة على نفاذ المياه.
5- التهوية:
فالتربة الطينيّة رديئة التهويّة، والتربة الصفراء متوسطة، والتربة الرمليه جيدة التهويّة.
6- الخصوبة:
وتعني إن كانت جيدة للزراعة أو لا، فالتربة الطينيّة ذات خصوبة في متوسطة، أما التربة الصفراء فهي ذات خصوبة عالية وتصلح لزراعة جميع أنواع البناتات لاحتوائها على الدبال، أمّا التربة الرمليّة فهي الأقل خصوبة.
7- مدى مُلائمتها للزراعة:
حيثُ تختلف درجة التربة في كونها صالحة للزراعة من تربة إلى أُخرى فالتربة الطينيّة تُلائم زراعة بعض المحاصيل، مثل القطن وقصب السُكر، والتربة الرمليّة تُلائم زراعة الدرنيّات كالبطاطا، أو زراعة النخيل، أمّا التربة الصفراء فتُلائم زراعة الفواكه.
الخصائص الكيميائية للتربة
1- درجة الحموضة pH:
حيث يمكن أن تكون التربة حامضية أو قلوية أو متعادلة، وتفضل بعض النباتات النمو في التربة الحمضية التي يكون رقمها الهيدروجيني أقل من 7 درجات مثل البطاطا العادية والبطاطا الحلوة، بينما تفضل نباتات الجزر والخس النمو في التربة المتعادلة التي تحمل الرقم الهيدروجيني 7، كما يمكن أن تصبح التربة أكثر حامضية بمرور الوقت مع خسارتها للكثير من المعادن.
2- درجة ملوحة التربة:
درجة ملوحة التربة هي مقياس لمقدار المعادن والأملاح الموجودة في التربة، وتؤدي زيادة ملوحة التربة إلى تأثيرات تدريجية وعميقة في الغالب على بنية التربة وحركة المياه والتنوع الميكروبي والنباتي فيها، وتقاس ملوحة التربة من خلال قياس الموصلية الكهربائية لمستخلص عجينة التربة المشبعة بالماء.
3- نسبة المواد العضوية:
تنبع معظم المواد العضوية في التربة من الأنسجة النباتية التي تكون حوالي 60 إلى 90 بالمائة من المواد العضوية في التربة بينما تتكون المواد المتبقية من الكربون والأكسجين والهيدروجين وكميات صغيرة من الكبريت والنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وعلى الرغم من وجودها بكميات صغيرة إلا أن هذه العناصر الغذائية مهمة جدًا لخصوبة التربة.
الأحياء المجهرية في التربة
يهدف علم الأحياء المجهرية في التربة soil microbiology إلى الكشف عن التحولات المرتبطة بنشاطات هذه الأحياء ونتائجها المتبادلة من جهة وإلى دراسة تأثيراتها في النباتات والوسط الذي تعيش فيه من جهة أخرى.
تحتوي التربة على أعداد كبيرة من الكائنات الحية المتباينة في حجمها الذي يراوح بين خلايا مجهرية مفردة يقل قطرها عن ميكرون واحد، وحيوانات صغيرة، كما تختلف هذه الأحياء في أشكالها وأنواعها وتبعيتها التصنيفية، ويحوي المتر المكعب الواحد من تربة خصبة نحو1210 كائن حي.