السياحة التاريخية ما هو مفهومها الحقيقي وما هو تعريف السياحة التاريخية بالتفصيل من خلال هذا المقال الشيق.
محتويات المقال
أنواع السياحة
وَجدتْ الكثير من الدول في الصناعة السياحية بديلاً استراتيجياً لاستغلال مواردها السياحية وإمكاناتها الطبيعية بشكل يضمن استدامتها ويغنيها عن الاعتماد على مصادر الثروة الطبيعية الخام، وكذلك للتخفيف من المشاكل والضغوط الاقتصادية في عصر أصبحَ فيه الازدهار الاقتصادي والاجتماعي أحدْ أهم أُسس الإستقرار السياسي. فهي الصناعة الأولى من حيث تشغيل اليد العاملة وأصبحَ لها دوراً متنامياً ومهماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أنواع السياحة حول العالم
سياحة المغامرات: والاطلاع على الغرائب ومراقبة السكان وعاداتهم، مثل تسلق الجبال كجبال الأطلس، ركوب الأمواج وكذلك التزلج برمال صحراء الربع الخالي الذهبية وبالرمال الحمراء بصحراء النفود بالمملكة العربية السعودية.
السياحة الترفيهية: وهي السفر إلى الوجهات السياحية بغرض الترفيه أو الإستجمام والترويح عن النفس .
السياحة الدينية: السفر بهدف زيارة الأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والفاتيكان والقدس الشريف و جزيرة جربة
السياحة الثقافية: ويكون الهدف منها زيارة الأماكن والمواقع الثقافية، والمتاحف والمآثر والمعالم التاريخية، إضافة إلى اكتشاف عادات وتقاليد الشعوب الأخرى.
سياحة الشواطيء: تنتشر هذه السياحة في البلدان التي تطل على البحر وتحتوي على مناطق ساحلية جذابة، ونجد هذا النوع من السياحة الشاطئية في الكثير من بلدان العالم، مثل دول حوض البحر المتوسط ودول بحر الكاريبي وجنوب الخليج العربي كعمان ودول البحر الأحمر إضافة إلى زوار البحر الميت بفلسطين والأردن وبعض الجزر الذائعة الصيت كجزر المالديف.
كما يرتبط بها نوع آخر وهو : سياحة الغوص، كنشاط سياحي له علاقة مباشرة بالسياحة الشاطئية في المناطق الساحلية.
سياحة التأمل: ويعتبر من أرقى أنواع السياحة العالمية، وهو منتج سياحي جديد على المستوى العالمي، بدأ أول تسويق له على المستوى العربي في الأردن حيث تم اطلاق اولى فعالياته في 14 شباط/فبراير 2014 في البحر الميت.
ويتطلب هذا النوع تواجد مختصين في مجال التأمل والتفكير، لاختيار أماكن الفعاليات المناسبة من قبل هؤلاء المختصين بعد الكشف والإطلاع والاختبار. فمناطق التأمل والتفكير في مجال هذا النوع السياحي لا تكون عشوائية وإنما تتطلب شروطا خاصة ودقيقة، حيث يحدد الخبراء الدوليون والمتخصصون في الطاقة، أنه يجب أن تتوفر فيها كافة الخصائص الفريدة حول العالم والمتعلقة بالطاقة الايجابية التي يحتاجها جسم الإنسان وتساعده على الاسترخاء والتفكير والتأمل واطلاق الأفكار والإبداعات. وقد اضحت سياحة التأمل والتفكير جزءا من خريطة السياحة العالمية ومتطلباتها الدقيقة والتي باتت اليوم من العناصر الرئيسية المكونة لقطاع السياحة العالمي، وعلى المستوى العالمي تشتهر بها دول شرق آسيا والهند، إضافة إلى العديد من الدول حول العالم وتسقطب شريحة واسعة من السياح من مختلف ثقافات ودول العالم.
سياحة المغامرات: هو مصطلح يستخدم للدلالة على نوعية الرحلة السياحية التي تستهوي الافراد الذين يبحثون عن نوع معين من النشوة والمخاطرة، كرحلات التجديف في الأنهار العليا وركوب الامواج في البحار الهائجة ورحلات الصيد في أعالي البحار وسباق القوارب في فصل الشتاء، وحسب التدقيق العلمي لسياحة المغامرات فهي تضم كل الاشخاص الذين يركزون على البحث عن الخبرات الغامضة ويعيشون لحظات من التحدي والإستكشاف والخطر.
التخطيط السياحي
التخطيط السياحي هو رسم صورة تقديرية مستقبلية للصناعة السياحية في بلد معين، وفق برنامج يسير على خطوات فترة زمنية محددة إما بعيدة أو قريبة المدى، مع تحديد أهداف الخطة السياحية لتحقيق تنمية سياحية مستدامة.
تتجلى أهميته في:
-يساعد التخطيط السياحي على تحديد وصيانة الموارد السياحية والاستفادة منها بشكل رشيد ومناسب في الوقت الحاضر والمستقبل في إطار سياحة مستدامة لتنمية مستدامة.
-يساعد التخطيط السياحي على تكامل القطاع السياحي وربطه إيجابيا مع القطاعات السياحية الأخرى، مع تحقيق أهداف السياسات العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على كل مستوياتها.
-التخطيط السياحي يوفر المعلومات والبيانات والإحصائيات والخرائط والمخططات والتقارير والاستبيانات، مما يزيد في إثراء الميدان السياحي الوطني وتشجيع المستثمرين والمتدخلين في القطاع للعمل بشكل واضح بعيدا عن الضبابية في حال نذرة المعطيات والإستبيانات والإحصاءات الدقيقة..
-التخطيط السياحي يساعد على زيادة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية وتقييم التراث الثقافي والطبيعي والتاريخي المحلي من خلال تطوير القطاع السياحي، وتوزيع ثمار تنميته على أفراد المجتمع في إطار سياحة منصفة وعادلة، كما يساعد في التحكم وإدارة سلبيات السياحة والتقليل منها وتحديد آثارها.
-التخطيط السياحي يساعد على وضع الخطط التفصيلية والرفع من نسبة إنجاحها، للرفع من مستوى المداخيل السياحية وتنظيم المجال السياحي.
-التخطيط السياحي يساعد على وضع الأسس المناسبة لتنفيذ الخطط والسياسات والبرامج التنموية المستمرة عن طريق إنشاء الأجهزة والمؤسسات لإدارة النشاط السياحي وتطوير الصناعة السياحية في الدولة.
-التخطيط السياحي يساهم في استمرارية تقويم التنمية السياحية ومواصلة التقدم في هذا الإطار، ومحاصرة السلبيات وتطوير وإغناء وخلق النقاط الإيجابية وتجاوز السلبيات في الأعوام والمخططات اللاحقة.
السياحة التاريخيّة
ترتبط السياحة التاريخيّة بثقافات وخبرات الشعوب، ومهرجاناتها، وتقاليدها، كما ترتبط بالمواقع وفسيفسائها، وأنواع الفنون فيها، وضمن مفهوم السياحة التاريخيّة فإنّ من أفضل ما يبقى في ذهن السائح التاريخي والثقافي هو خوضه للتجارب السياحيّة الراسخة في الذهن، والتي ترتبط بالغالب بزيارة الأماكن التي تتوافق مع هوايات الزائر واهتماماته، ويُعدّ السفر لرؤية المعالم التاريخيّة الأثريّة، وزيارة المتاحف من النشاطات المفضّلة لدى الزائر المهتم بالسياحة التاريخيّة.
السياحة في مدينة البتراء التاريخيّة
تُعدّ البتراء من المدن الأثرية العتيقة في العالم، إذ نُحت بناؤها في الصخور الجبليّة الجيريّة، ذات اللون الأحمر الوردي، وتُنسب المدينة إلى الأنباط، الذين سكنوا الخيام، ونحتوا مقابرهم في الصخر الذي تحوّل الآن إلى مزار للسائحين، الذين يستأجرون الخيول للتجوّل في المدينة الصخريّة، حيث المواقع الأثريّة التي يزيد عددها على 800 موقع يشمل المقابر التي تزيد عن 500 مقبرة، وتُعدّ الخزنة من المعالم المهمّة في المدينة، بحيث يصلها السيّاح مترجلين، أو راكبين، وذلك مروراً بممر السيق الذي يبلغ طوله 1.2كم.
السياحة في مدينة طيبة التاريخيّة
تقع مدينة طيبة على طرفي نهر النيل، وهي تعود إلى الأسرة الحادية عشر التي حكمت مصر خلال (2081-1939) ق.م، وتُعدّ هذه المدينة من المدن الأثرية العتيقة التي تحتوي على الكثير من المعابد، والمقابر الملكيّة، والقصور، وتشمل المنطقة كافة الآثار الواقعة في وادي الملوك، ووادي الملكات، إضافةً إلى الأقصر، والكرنك.
السياحة في مدينة الدرعيّة التاريخيّة
تُعدّ مدينة الدرعيّة من المناطق الأثريّة التاريخيّة الواقعة غرب مدينة الرياض في السعوديّة، وقد صُنّفت ضمن قوائم اليونسكو للتراث العالمي، وتضم الدرعيّة قصر سلوى الذي يأتي إليه السيّاح، وهو يقع في حي الطريف أشهر أحياء المنطقة، كما يمكن للسيّاح التنزّه في منتزهات الحدائق المورّقة المقامة هناك، كما تضم المنطقة الجديدة منها العديد من المتاحف، والمقاهي، والمطاعم.
السياحة المستدامة
توجد عدة تعاريف للسياحة المستدامة، وتصب جميعها في نفس السياق، فحسب منظمة السياحة العالمية، “فالمبادئ التوجيهية للتنمية المستدامة وممارسات التدبير المستدام تنطبق على جميع أشكال السياحة في جميع الوجهات، بما في ذلك السياحة الجماعية ومختلف الأنماط السياحية الأخرى”، كما أن مبادئ الاستدامة تخص الجوانب البيئية والاقتصادية والسوسيو ثقافية للتنمية السياحة. ولضمان الاستدامة على المدى الطويل، يجب موازنة هذه الجوانب الثلاثة بشكل جيد.
وبالتالي، تتميز السياحة المستدامة بالرؤية التي تعتمدها على المدى الطويل .فيما يخص تطورها وآثارها المختلفة (الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، الخ) على المجتمعات المستضيفة. وتتطلب السياحة المستدامة المشاركة الفعلية لكل الأطراف المتدخلة من أجل تحقيق أهدافها.
ولهذا، يجب أن تحقق التنمية السياحية التوازن بين الركائز الثلاث للاستدامة عن طريق:
– الاستغلال المعقلن للموارد البيئة.
– احترام الأصالة السوسيو ثقافية للساكنة المحلية.
– التوزيع العادل للعائدات السياحة اقتصاديا، واستفادة جميع الأطراف المعنية من الفوائد الاقتصادية.