الشعر العربي الجاهلي

كتابة talal - تاريخ الكتابة: 7 أغسطس, 2018 11:53
الشعر العربي الجاهلي

الشعر العربي الجاهلي مفهوم الشعر العربي ومكانة الشعر العربي الجاهلي كل ذلك في هذه السطور التالية.

يستخدم مصطلح الجاهلية للدلالة على أحوال العرب قبل الإسلام، كما يطلق مصطلح العصر الجاهلي على العهد الذي كان يسبق بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتبر هذا العصر هو أقدم العصور الأدبية، حيث يقسم الأدب الجاهلي إلى قسمان هما الشعر والنثر، وقد كانت الأمية منتشرة عند العرب في ذلك العصر، كما أن وسائل التدوين والكتابة لديهم كانت غير معروفة، وهذا ما حال دون وصول كافة الأشعار والقصائد إلينا على الرغم من بلاغتها وروعتها، ويعتبر الشعر الجاهلي مميزاً وفريداً من نوعه، وسنتحدث في هذا المقال عن خصائص الشعر الجاهلي.

الشعر الجاهليّ

الشعر الجاهليّ هو الشعر الذي كُتب في الزمن الجاهليّ، ويُعدُّ من أقدم الأشعار العربيّة، حيث يجمع هذا اللون الشعريّ عدداً كبيراً، وصوراً متنوعة، وأوزان الخليل بن أحمد الفراهيديّ، والتي بلغت 15 وزناً، ووزناً آخراً للأخفش، وبهذه الصورة فإنَّ الشعر الجاهليّ يدلُّ على جمال الذوق الفنيّ، ورفعة الإحساس العربيّ القديم، فهذا الشعر استغرق وقتاً طويلاً، وهو شعر عريق النشأة، حيث لا يقف عمره على 200 سنة قبل مجيء الإسلام، بل إنَّه موغل في القدم، وسلك تجارب عديدة، حتّى استطاع أنْ يصل إلى ما وصل عليه

مكانة الشعر الجاهليّ

احتل الشعر الجاهليّ مكانة رفيعة لدى العرب، حيث يقول ابن سلام الجمحيّ في ذلك: (كان الشعر في الجاهليّة عند العرب ديوان علمهم، ومنتهى حكمهم به، وبه يأخذون، وإليه يصيرون)، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه)، ونتيجة لهذه القيمة المرموقة جعل العرب الشعر أعلى منزلة من منزلة الخطابة، فقد كان الشاعر الجاهليّ يُقدّم على الخطيب؛ وذلك بسبب زيادة حاجتهم إلى الشعر الذي كان يُعلي من شأنهم، ويُرعب أعداءهم، ويزيد من هيبة فرسانهم،وغير ذلك من ميزات الشعر الجاهليّ.

نشأة الشعر الجاهليّ

لا يُعرف تاريخ النشاة الأولى للشعر الجاهليّ؛ فلم تذكر أيّ مصادر تاريخيّة عن بداية نشأته، كما لم ترد أي أشعار جاهليّة تُحدد بدايته وأصوله، وإنما ما يظهر من هذا الشعر، وخاصة المعلقات؛ والتي تبدأ بالمقدمات الطللية؛ حيث يتم وصف الأطلال، وبكاء الديار، ووصف الرحلة الصحراويّة، وما يركبونه من خيول وإبل، ويغلب على شعراء العصر الجاهليّ تصوير الناقة بالحيوانات الوحشيّة، وبعد ذلك ينتقل الشاعر الجاهليّ إلى الغرض الرئيسيّ في قصيدته، والذي يكون إما المدح، أو الفخر، أو الغزل، أو الرثاء، أو غيرها من الموضوعات الشعريّة، وعلى الرغم من تباين القصائد الجاهليّة في طولها؛ إلّا أنَّها تتفق في الأوزان والقوافي.

خصائص الشعر الجاهلي

يمتاز هذا النوع من الشعر بالعديد من الخصائص والميزات، والتي تأتي على النحو الآتي:
صدق الشعر في التعبير.
تصوير هذا الشعر للبيئة الجاهلية خير تصوير وبوصف دقيق.
يلاحظ استخدام التشبيه الحسي بكثرة في هذا الشعر وذلك بهدف وصف الأشخاص والأشياء.
إن لغة وتراكيب هذا الشعر تمتاز بالفخامة، كما أن معانيه صلبة حيث أنها تتطلب إحضار معجم لتفسيرها.
يمتاز هذا الشعر بالموسيقى في موضوعاته وقد تكون هادئة أو صاخبة وذلك بحسب موضوع القصيدة.
إن الموضوعات في القصيدة الواحدة من هذا الشعر متعددة، وفي معظم الأحيان فإن تلك القصائد تبدأ بوصف الأطلال أو الغزل ومن ثم الغرض من القصيدة.
تمتاز تلك القصائد بالإطالة والاستطراء.

أغراض الشعر الجاهلي

الغزل، حيث يمتاز الغزل عند الجاهليين بظاهرة التعلق بالمرأة حيث كانوا يسعون إلى كسب مودتها، كما أنهم يلجؤون إلى وصف مفاتنها الجسدية في أبياتهم الشعرية.
المديح، وكانوا يمدحون الملوك والأجواد والسادة، إلا أن بعضهم كان يبالغ ويسرف في ذلك.
الفخر، بما في ذلك الفخر بالنفس أو بالقوم أو بالنسب أو بالصفات الحميدة مثل الكرم والشجاعة.
الرثاء، حيث يكون فيه إشادة بخصال الشخص الميت وغالباً ما يرافقها شعور عميق بالألم والحزن.
الهجاء، ولم يستخدم بكثرة في الشعر الجاهلي.
الوصف، حيث كانوا يستخدمون الشعر لوصف الأشياء المختلفة بما في ذلك الطبيعة.
الحكمة، حيث كانوا يستخلصون الحكم والعبر من البيئة التي عاشوا فيها، وقد اتضح ذلك في المعلقات خاصة.

أبرز شعراء العصر الجاهلي

عرف العديد من الشعراء في هذا العصر، وقد وصلنا بعض من أشعارهم ومعلقاته، ومن أبرز هؤلاء الشعراء:
-امرؤ القيس.
-أوس بن حجر.
-سلامة بن جَنْدل.
-عامر بن الطفيل.
-الحارث بن حلزة.
-النابغة الذبياني.
-زهير بن أبي سلمى.
-عنترة بن شداد.
-زهير بن أبي سلمى.
-كليب التغلبي الوائلي.
-عبيد بن الأبرص.
-طرفة بن العبد.

أجمل الشّعر الجاهلي

لم يقتصر الشّاعر الجاهلي بكتابة قصيدة واحدة، فكثير من الشّعراء عُرف بأكثر من قصيدة مميّزة له، والآتي أفضلها.
عنترة العبسي
ومن أجمل قصائده نختار لكم:
لا يحْمِلُ الحِقْدَ
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ
إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا
قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ
واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا
لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا
منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ
لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ
يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً
يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ
وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ
والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا
والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ
إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة ٍ
تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ
لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل
ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَةِ السَّلَبُ
لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً
إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا
أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم
إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُ القُضْبُ
تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرةٌ
مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ
ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً
بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ
فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا
والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا
والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي
والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ

كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ

كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ
عنِي ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ
فيالهُ من زمانٍ كلَّما انصرفتْ
صروفهُ فتكتْ فينا عواقبهُ
دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِ
فكيْفَ يَهْنا بهِ حُرٌّ يُصَاحِبُهُ
جَرَّبْتُهُ وَأنا غِرٌّ فَهَذَّبَني
منْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُهُ
وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبة ً
وَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُهُ
كم ليلة ٍ سرتُ في البيداءِ منفرداً
واللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالت كوَاكبُهُ
سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْ
أسدُ الدِّحالِ إليها مالَ جانبهُ
وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دماً
عندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ
يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ
ولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ



637 Views